الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفةتعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
ثمة مفاجأة سارة تباغت المشاهد في معظم فترات (الرجل الحديدي 3) للمخرج شاين بليك الذي يمسك في زمام فيلمه وتلتف عليه قبضته كما يفعل الممثل روبيرت داوني جونيور في شخصية توني ستارك من اللحظة التي يظهر بها على الشاشة حتى نهاية الأحداث، إنها حنكة وإتقان تبرز جلياً من تفكير مخرج شكل مسيرته ككاتب متمكن لأفلام الحركة بدءً من (السلاح المميت) سنة 1987، واستطاع فيها مراراً تحدي توقعات الجمهور.
لدينا هنا مثال صحيح على تفهم مقصد الفيلم الصيفي الأمريكي الضخم، والرغبة في تقديم عمل ممتع ومرح ومحبوك الصنع، من كافة الأقسام. والأهم من ذلك هو ضخ دماء جديدة في جسد سلسلة باتت على مشارف الموت، والدليل على ذلك أن قصة الجزء الثالث لا تسير خلف أحداث الجزء الثاني الفارغ والممل للمخرج جون فافرو – تم تخلص منه في الوقت المناسب – بل تكمل ما تعرّض له توني ستارك في (المنتقمون) ويعرض مشاهد أكشن مذهلة سيصعب التفوق عليها هذا الصيف بأكمله.
يطفو على السطح دائماً صراع لا ينتهي في أفلام الأبطال الخارقين والعملاء السريين، حول علاقة الشخصية وما تحمله بدلة البطل الخارجية معها من ثقل وتبعات تحمله مسؤوليات جمة، وبالتالي تأثيرها على حياة صاحبها الشخصية ومدى قدرته على إحداث التغيير من دونها. ومع أن هذا العمل لا يوفر ثورة عميقة كما هو حال سلسلة الرجل الوطواط لمخرجها كريستوفر نولان، أو التطرق لمواضيع وأفكار غير مسبوقة، كالإرهاب والإعلام، إلا أن توازنه الملفت للكوميديا المرحة والأكشن المبهر والتمثيل المناسب يجعل منه تسلية مرضية – لا تكف عن التصاعد في كل مقطع – لمحبي هذه النوعية من الأفلام، حتى وإن كنت شخصياً أفضل عليه الجزء الأول من الناحية الدرامية، فإن المستوى التقني الدقيق للمؤثرات البصرية والسمعية الموجود في هذا الجزء ليس له مثيل في السلسلة ولا يفوت أبداً.