Take This Waltz – 2011
Posted on
4 يوليو 2013 by
عبدالرحمن الخوالدة أضف تعليقاً في التجربة الثانية للمخرجة الشابة سارة بولي من بعد عملها الذي ترشحت له عن الاوسكار كأفضل نص أصلي ( بعيداً عنها ) تٌقدم عملها ” لنرقص الفالس ” بروح جديدة وأسلوب مختلف عن شابة في مقتبل العمر مارغو (ميشيل ولياميز) والتي بعد زواج أستمر خمس سنوات بِـ ليو (ستيف روغن) تربطها علاقة بجارها دانييل (لوك غربي) .
لنرقص الفالس – تجربة مميزة للبحث عن ماهية المشاعر الداخلية للبشر والتناقض الكائن في الفرد , سارة بولي تجعل من ميشيل ولياميز مركز العمليات في عملها هذا وترصد لنا قصة من النصوص التي تتطرق لثلاث علاقات متصلة _ الزوج والزوجة والعشيق_ والتي لطالما شهدتها الفترة الاربعينية والخمسينية من السينما . في العمل لم يتم التركيز على البعدين اللذان لطالما ارتكزت عليهما البنية الدرامية المعتادة والتطرق للجانب الاخلاقي من العلاقات او البحث في الحرية كمدلول عاطفي وأنساني للاختيار بل هي محاولة للبحث في عبثية المشاعر الانسانية والوحدة والبرود الذي ينتهك العلاقات مع الوقت . مارغو والتي قدمت شخصيتها الممثلة المميزة ميشيل ولياميز بشكل متمكن , تخلق لنا حالة فريدة في العمق النفسي للفرد الخاوي والذي يعيش فراغ في المحيط الذي يعيشه ومحاولةالتعلق في أول فرصة للهروب من الواقع والذي تمثلت في ذلك الجار ..
المخرجة سارة بولي لم تجعل أي شخصية في العمل تظهر بشكل سلبي بالكامل بل جعلت المُشاهد يتعاطف مع كافة الشخصيات المارة امامه و خصيصاً الزوجة مارغو , وهذا الامر يجعل المُشاهد متناقض بشكل كبير في تقبل التسلسل الحدثي للعمل او مرور الاحداث بهذا الشكل والذي يظهر في بعض الاحيان أنه شديد التسارع , وأرى ان تلك الحدثيه مقصودة من مخرجة العمل لوصف حالة العواطف الانسانية والتي تظهر في علاقة مارغو والجار دانييل الذي في الجزء الاول تظهر بشكل انها أعجاب ثم عاطفة ومنها الى رغبة وبنهاية تستنزف تلك الامور الثلاث في روتين مقيت وبرود ومنها الى العودة من البداية الى تجسيد الوحدة والفراغ العاطفي .. تلك كانت الثمة الرئيسية التي حاولت ان ترصدها سارة بولي في عملها رقصة الفالس .
رقصة الفالس – هي محاولة لخلق تلك القفزات العاطفية الانسانية ومحاولة الهروب من المسؤوليات والروتين ومداعبة الرغبات والنشوة الانانية للفرد وفي نهاية الامر نصطدم في حاجز الواقع , وان العواطف الانسانية مع الايام لن تستمر مثل ما بدأت وستؤول في نهاية ألأمر الى معاودة الى رتابتها وبرودها مع الوقت , والأمر الذي سيؤدي بالفرد الى عيش وحدته الذاتيه والفراغ العاطفي من جديد , والذي عبرت عنه سارة بولي في المشهد الختامي من العمل عندما تجلس ميشيل ولياميز(مارغو) في عربة متحركة في احد مدن الملاهي وحيدة تتراقص والابتسامة الحالمة ترتسم على شفتيها .. ولكن في نهاية الامر ستتوقف هذه الجولة الحالمة وسنعود الى واقعها وحيدة ومفرغة .