الحمص... حب الزلم
القاهرة - أماني أحمد - فتحي مصطفى:
اكدت الأبحاث أن الحمص يعتبر
علاجاً مثالياً لمعظم أنواع الصداع. وله قدرة بالغة على تكرير البول
وتنقيته من الشوائب الضارة. وهو أيضًا يدر اللبن ويعالج بعض الأمراض
الجلدية.
ويستعمل في عدد من دول العالم كأحد أنواع التسالي, ويشربه
الأسبان معصوراً, وله أسماء عدة منها "حب العزيز, وحب الزلم, ولوز الأرض,
وحبيب الشيخ, وكيبرس, وفسناليس, وحبيب الشيخ", وهو من فصيلة السعدية,
وتنتشر زراعته في دول حوض البحر المتوسط, وافريقيا وآسيا.
اسمه
بالهيروغليفية "زلمو" ومن هذا الاسم اشتق اسم "حب الزلم", وقد جاء وصف "حب
الزلم" في بعض البرديات الفرعونية القديمة في اطار وصفات غذائية ودوائية,
حيث كانوا يأكلونه كفاكهة ويستعملونه كمنشط جنسي ومخصب للذكورة, وكعلاج
لعقم الرجال, وامتد استخدامه ليصبح طاردًا لطفيليات البطن والديدان, وكعلاج
للاكزيما وكتاراكت العين, فضلا عن بعض الأمراض النسائية والجلدية.
ويتكون
الحمص "حب العزيز" من زيوت دهنية وبروتينات وسكاكر وفلافونيدات وعدد من
الفيتامينات مثل فيتامين (ب1) و(ب2) و(ب6) و(ب12), و(ج) و(ه¯), بالاضافة
الى بعض المعادن مثل: "الحديد" و(الكالسيوم) و(الفوسفور) و(الماغنسيوم)
و(المنغنيز) و(الزنك).
وهناك بعض الوصفات الشعبية تم استخدامه
فيها, فقد استخدم كعلاج للصداع: حيث يؤكل كمنعش ومنشط للمخ ومهدئ للتوتر
العصبي مع التضميد بنعناع مفروم. كما استخدم في علاج النحافة حيث يُطحن مع
محلب وفستق وحلبة وحمص بنسب متساوية ثم يُخلط المركب بعسل النحل أو عسل
القصب ويتم الطبخ حتى يُعقد المركب وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد الأكل مع شرب
الحليب. واستخدم أيضا كمهدئ للأعصاب لاحتوائه على الكالسيوم وفيتامين (ب6),
كما أن تناوله يزيد من المني ويشد الظهر ويقوي الأعصاب لذلك أطلق عليه الكثير من حكماء الأعشاب "لوز المحبة" لأنه يبهج الزوجين.
ويستخدم
أيضا كمنشط للذاكرة لاحتوائه على الفوسفور, لذلك فانه يقوي الغرف النبيلة
في الدماغ والغدة الصنوبرية بشكل خاص, لذا فهو منشط للذهن ومقو للحفظ,
ويؤكل مع العسل وقليل من الزنجبيل وشعيرات من الزعفران كالحلوى مرتين
أسبوعيًا. كما يتم تناوله كمدر للبن الأم المرضع حيث تتناول حب العزيز مع
الحلاوة الطحينة مع تناول الحلبة بعد غليها أو الينسون.
ويفيد
أيضًا في حالات الكحة الشديدة حيث يُطحن مع لبان دكر وعرقسوس وحبة سوداء
وزعتر بنسب متساوية وتعجن في العسل وتؤخذ ملعقة صغيرة على الريق قبل النوم.
وكعلاج للزكام والبرد يؤكل الحمص بعد أخذ ملعقة صغيرة من زيت الحبة
السوداء وتقطيرها في الأنف صباحا ومساء. ويعالج أيضا حالات الخمول والكسل
عن طريق أكله بعد أن يُبل بالماء حتى يتفتح قليلا مع تدليك الجسم بماء الورد مع الرياضة والتزام النوم المبكر والاستيقاظ مبكرا.
وله فوائد أخرى ذكرها الأطباء المتخصصون في مجال التغذية العلاجية والنباتات الطبية, نقرأها بين السطور التالية:
وقاية ومناعة
قال الدكتور مجدي نزيه, رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي
للتغذية ¯ ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية الحمص يعتبر من البذور
أو الثمار الايجابية لارتفاع محتواها بنسبة كبيرة من الألياف النباتية
بنوعيها القابل للذوبان في الماء وغير القابل للذوبان, والأخير له بعد
وقائي أو مناعي حيث يقوم بترسيب جزء من الكوليسترول الذي قد يتواجد في
الوجبة الغذائية, ولذلك يعتبر تناوله كنوع من الفاكهة بعد تناول الوجبات
ايجابياً في خفض جرعة الكوليسترول الموجودة في هذه الوجبة وأيضًا الألياف
غير القابلة للذوبان في الماء تساعد على وقاية القولون من الاصابة بالسرطان
لأنها تزيل الفضلات وتساعد الجسم على التخلص منها وخروجها بصورة طبيعية وتنشط الأمعاء بنوعيها.
وكذلك
نوع الألياف غير القابلة للذوبان في الماء الموجودة في حب العزيز مثلها
مثل النوعية الموجودة في البقول, تعمل أيضًا في المساعدة على خفض نسبة
السكر, وكذلك خفض الوزن, كما أن نسبة السكريات الموجودة في حب العزيز
منخفضة نسبيًا, ولذلك فهي تعتبر من الأصناف المستحسن تناولها في موسمها بعد
تناول الوجبات وليست منفصلة.
حب الزلم
وقال الدكتور ياسر عادل حنفى عثمان, أستاذ مساعد بمركز بحوث الصحراء,
الحمص يساعد على زيادة القدرة الجنسية, ويعالج أوجاع الساقين, وهو مقو
ومغذ, ومفيد في علاج النحافة وخشونة الصدر والسعال, ويساعد على ازالة الكلف
من الوجه, ويهدئ من التهاب الثدي لدى الأم أثناء فترة الرضاعة. وتستخدم
ثماره كمنقوع أو سفوف أو دقيق أو زيت, فضلا عن أكلها طازجة, فهي تحتوي على
مواد فعالة هي: (زيت ثابت, ومواد سكرية ونشوية, ويحتوي على 30 في المئة
زيت, و28 في المئة نشا وسكروز وبروتين).
وقد ورد ذكره في التاريخ
المصري حيث كان يستخدمه الخليفة الفاطمي العزيز بالله ومن هنا أشتق الاسم.
كما عثر بعض علماء الآثار على ثمار حب العزيز في بعض مقابر البداري
(سوهاج) وفي احدى حجرات "دير أبوالنجا" حيث وجدوا كوباً مملوءاً بثماره
وعثروا أيضاً عليه حول رقبة مومياء الأمير "كنت" ثم أطلق العرب القدامى بعد ذلك على هذا النبات حب الزلم.
عائلة البردي
وتصف الدكتورة فاطمة علي أحمد
رئيس قسم النباتات الطبية والعطرية بمركز بحوث الصحراء, نبات الحمص بأنه
عشبي معمر, وهو من النباتات القائمة وينتمي لعائلة البردي, ساقه غير متفرعة
وذات مقطع مثلث قد يصل ارتفاعها الى 90 سنتيمتراً, أوراقه متقابلة شريطية
ذات أسنان حادة, وطولها يتراوح بين 15 الى 30 سنتيمتراً, وعرضها لا يتعدى
نصف السنتيمتر. أزهار النبات تحمل في نورة سنبلية تشبه الخيمة, وجذوره
تتضخم وتكون انتفاخات أو درنات شبيهة بالحمص, وهي ذات لون بني مصفر ولب
داخلي أبيض.
وتنتشر زراعة هذا النبات في أودية جنوب سيناء في
حالته البرية في فصل الصيف, الا أنه تتم زراعته بشكل منتظم في محافظة
الدقهلية على مساحة 20 فداناً.