*الانية بما هي وعي متجسد:مرلوبنتي
إن استبعاد الجسد من مجال تحديد الإنساني و إلحاقه بمجال الغيرية هو موقف
يتقابل مع تجربتنا المعيشة داخل اليومي التي تثبت لنا كثافة وأهمية حضور
الجسد وتعلق وجودنا مباشرة به.في هذا الإطار يتنزل نقد مرلوبنتي للوعي
الديكارتي المتعالي والمنغلق على نفسه .إن الوعي ،الذي به يكون الإنسان
إنسانا لا يمكن أن يتحقق خارج إطار المعيش وتجربتنا الفعلية داخل العالم
من خلال ما ننسجه من علاقات مع الأشياء كما مع الآخرين،إذ أن كل وعي هو
وعي بشيء ما .يستوجب إذن تحقق الوعي بما هو شرط تحقق الإنساني في الإنسان
إدراكا للعالم إدراكا تنشئه الذات من خلال ما تعيشه من تجارب داخله.هذا
الإدراك لا يمكن أن يتحقق إلا بتوسط الجسد،فالجسد هو سبيلنا الوحيد للحضور
داخل العالم وإدراك هذا الحضور بما يحقق انبتنا.يستتبع من هذا التأكيد على
قيمة الجسد وأهميته ضرورة التمييز بين "الجسد الموضوع من جهة و"الجسد
الخاص" من جهة ثانية.يتحدد "الجسد الموضوع" بما هو المقابل للذات بما يجعل
منه موضوعا للاستكشاف والمعرفة وهو بالتالي شيء من الأشياء .في مقابل
"الجسد الموضوع"يبرز مفهوم "الجسد الخاص"الذي تتعين من داخله حقيقة الجسد
الإنساني بما هو ما أعيشه ضمن تجربة داخلية فيكون هو أنا."أنا جسدي"
المكتسبات:
- يتحدد الإنساني في الإنسان بما هو وعي بالذات أي بقدرة الإنسان على معرفة ذاته واثبات وجوده
- تحقق هذا الوعي يستوجب الانفتاح على العالم ،أي إن الإنساني في الإنسان
يتشكل من خلال المعيش اليومي المتمثل في مجموع العلاقات والتجارب التي
يخوضها الإنسان داخل اليومي
- هذا الانفتاح الذي هو شرط تحقق الإنساني لا يمكن انجازه الا بتوسط الجسد. الجسد هو الذي يجعل من التواصل مع العالم ممكنا فعليا.
- المقصود بالجسد ليس" الجسد الموضوع"وإنما" الجسد الخاص"
- يمثل الجسد الخاص من جهة أولى ما به ندرك العالم ومن جهة ثانية ما يتمظهر من خلاله وعينا .
- ربط الإنساني بالانفتاح على العالم يستلزم الانفتاح على الغير في إطار علاقة بين ذاتية.
-المسلمات:الوجود الإنساني هو وجود داخل العالم يتحدد في إطار المعيش و بتوسط الجسد.
- الضمنيات: قصور التصور الديكارتي للإنسان القائم على تعالي واكتفاء الذات بذاتها على قول حقيقة الإنسان.
- الاستتباعات: تحقق الإنساني يفرض التواصل مع الآخر في إطار علاقة بين
ذاتية تقوم على الانفتاح على الغير والاعتراف الايجابي بغيريته.