يمثل مفهوم الرغبة مفهوما أساسيا في الفلسفة الحديثة و المعاصرة قاربت من خلاله الإنسان
و من أهم التصوّرات في هذا المجال تصوّر سبينوزا
- يقول سبينوزافي حاشية القضية 9 من كتاب الأخلاق ص 158
"لا يوجد أي فرق بين الشهوة و الرغبة عدا أن الرغبة تتعلق عموما بالإنسان من حيث إنه يعي شهواته "
- رغم أنه لا يوجد خط فاصل بين شهوة الإنسان والرغبة لأن الشهوة تبقى هي ذاتها إلا أنه يمكن أن نميز بينهما :
* الشهوة نزوع غير مصحوب بوعي، لذلك يمكن القول عن الشهوة أنها ذات طابع غريزي حيواني.
* الرغبة نزوع مصحوب بوعي، فهي شهوة واعية ولذلك هي تتعلق عموما بالإنسان
من جهة وعيه بشهواته. فالرغبة عند الإنسان هي شهوة مصحوبة بتصوّر و حكم
(فاعلية عقلية). مثال على ذالك:
إن قوام الرغبة في الأكل هو تصوّر الحاجة إليه و الحكم بأن هذا الشئ و هذا الفعل صالحان لإرضاء تلك الحاجة.
- في هذا السياق يقول مان دي بيران: إن إشتهاءالحيوان ما لم يعلم حاجة،
أما ميل الإنسان لما يعلم فرغبة لذالك يقال "الحيوان كائن الحاجة و
الإنسان كائن الرغبة "
* الحاجة في معناها العام إحساس يعبّر عن اختلال توازن العضوية في علاقتها
بمحيطها و لا تستعيد العضوية توازنها إلاّ بتلبية هذه الحاجة و إلا هلكت،
شأن الحاجة للأكل و الشرب عندما يكونان ضرورة ملحّة.
- يرتبط مفهوم الرغبة بالكوناتوس أو بالجهد من جهة أنه قوة مشتركة بين
جميع الموجودات الطبيعية تسعى من خلالها للحفاظ على بقائها واستمرار
تحققها في الوجود.
- تتحدد الرغبة بجميع مساعي الإنسان و اندفاعاته و و شهواته
و إرادته كجهد يبذله سعيا للاستمرار و المحافظة على وجوده.
- إذا تعلق الجهد بالنفس وحدها سمي إرادة.
- إذا تعلق الجهد بالنفس و الجسد سمي شهوة.
الخميس يناير 31, 2013 3:06 pm من طرف هشام مزيان