عدم الاحترام
والعنصرية والشغب التي وقعت في نهاية الأسبوع في الملاعب تظهر مدى افتقار
كرة القدم الإيطالية إلى النضج خاصة في ما يتعلق بما يحصل في المدرجات.
وجاءت أسوأ الحوادث في سلسلة الشغب يوم
السبت الماضي في ليفورنو، حيث ردّدت جماهير الفريق الضيف فيرونا شعارات
مناهضة لبيرماريو موروسيني لاعب ليفورنو الذي توفي في نيسان/أبريل الماضي
بأزمة قلبية على أرض الملعب في بيسكارا.
وفرض قاض رياضي أمس الثلاثاء غرامة
قدرها50 ألف يورو (65 ألف دولار) على نادي فيرونا، بعدما بدا أن الشرطة
تعرفت على هوية أربعة من أصل عشرين مشجعاً رددوا هتافات فاشية وأظهروا
لافتات الصليب المعقوف خلال المباراة على ملعب أرماندو بيكي.
وسافر نحو 700 مشجع من فيرونا إلى ليفورنو
لمشاهدة مباراة القمة لدوري الدرجة الثانية التي فاز فيها فريق فيرونا
بهدفين نظيفين ليزحزح ليفورنو عن المركز الثاني بجدول الترتيب.
ورفض
نادي فيرونا، الذي اعتذر على الفور وتعهد بتنظيم مراسم لتكريم موروسيني،
الاستئناف ضد الغرامة المالية، فيما ذكرت مدينة فيرونا أنها ستطالب
بتعويضات إلى حين إجراء محكمة جنائية.
وتم تغريم ليفورنو سبعة آلاف يورو بعدما حملت جماهير النادي لافتات عدائية وألقت الألعاب النارية.
كما رددت جماهير ليفورنو شعارات عدائية،
يبدو أن المسؤولين لم يلاحظوها رغم تسجيلها في فيديو نشره الموقع
الإلكتروني لصحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت".
وأكد تشيزاري برانديلي المدير الفني للمنتخب الإيطالي أنه شعر بالغضب والحرج.
وقال برانديلي: "عشرون شخصاً من البلهاء
لا يمكنهم أن يفسدوا لعبة جميلة مثل كرة القدم"، مشيراً إلى أن جميع
الحاضرين في أرض الملعب لا يمكن لومهم على تصرف عشرين شخصاً.
وأضاف: "إذا وجه أحد الأغبياء بالقرب مني هتافات، فإنني أغادر المكان لكي أعزله".
كما
أعاد برانديلي إلى الأذهان خيبة أمله عندما كان يدرب فيورنتينا، بعدما
قامت مجموعة من المشجعين بترديد هتافات عدائية ضد 39 من مشجعي يوفنتوس
الذين لقوا مصرعهم في استاد هيسيل في بروكسل قبل المباراة النهائية لكأس
رابطة أبطال أوروبا عام 1985 أمام ليفربول.
كما صدرت تصرفات غير مقبولة من جانب
أندريا ماندورليني مدرب فيرونا قبل المباراة الذي أظهر كراهيته لليفورنو،
بعدما أشار بإصبعه الوسطى إلى جماهير أصحاب الأرض عقب تسجيل فريقه الهدف
الثاني.
وتقوم هيئة الادعاء الرياضية بالتحقيق في تصرفات المدرب ماندورليني.
كما ينبغي على القضاة الرياضيين النظر في
حلقات العنف والعنصرية في تورينو، التي شهدت مباراة يوفنتوس متصدر جدول
ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع نابولي.
وتسبب مشجعو نابولي في أضرار مادية بملعب "يوفنتوس آرينا"، بعد خسارة فريقهم على أرض يوفنتوس صفر -2 يوم السبت الماضي.
وأبلغ يوفنتوس الاتحاد الإيطالي لكرة
القدم بأن الجماهير حطمت بعض المقاعد والمنشآت الأخرى في الملعب، مشيراً
إلى أن أحد مسؤولي الجهاز الفني لنابولي صفع أحد العاملين في الملعب خلال
الشوط الأول من المباراة.
وسبق أن تسببت جماهير نابولي الموسم الماضي في أعمال شغب بعد الخسارة أمام يوفنتوس في تورينو صفر -3.
وتعرض يوفنتوس إلى غرامة مالية قدرها سبعة آلاف يورو بسبب الهتافات العدائية من جانب جماهير النادي.
وما قد يكون أسوأ هو المقابلة
التليفزيونية التي جرت قبل المباراة مع بعض جماهير يوفنتوس التي رددت
هتافات بشأن ثوران بركان فيزوف بالقرب من نابولي والتي (أي المقابلة ) قال
فيها مراسل إن الرائحة المنبعثة من مشجعي نابولي كريهة.
وتعرض جيانبييرو أماندولا محرر محطة
تليفزيون "راي" للإيقاف هذا الأسبوع في الوقت الذي تقدمت فيه المحطة
بالاعتذار لعمدة نابولي لويجي دي ماجيستريس.
وتأتي جميع هذه
الأفعال المشينة في الملاعب الإيطالية في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة
والهيئات القضائية التحقيق في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي طالت
العديد من اللاعبين والمدربين في الدوري الإيطالي.