الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | أساتذة الفلسفة المصريون يختلفون فى تقييمها.. غير أنهم يتفقون على أن المناخ السائد لا يشجع على إنتاجها: الفلسفة العربية عمليات نقل عن الغرب وفى أفضل الأحوال مجرد اجتهادات | |
ياسر عبد الحافظ من القاهرة: اعتدت دائما التفكير فى الحياة على أنها أسخف الطرق التى نسلكها فى رحلتنا للموت! فيما بعد أدركت أن تلك ليست نظرة أصيلة بقدر ما أنتجها واقع لا يحاول العائشون فيه إدراك أى مغزى للحدوتة الضخمة التى نحيا داخلها، وكأنها ستستمر للأبد فليس هاما إذا أن نقوم على التفكير فيها حالا، فالوقت ممتد …لا داعى للعجلة. أحب دائما التفكير على أن هذا هو الاختلاف الأساسى بين عالمين -لا يمكننا أن نكف عن عقد المقارنات بينهما- الطريق الذى يسير عليه الغرب مثالي فى كل شئ،صحي ونظيف ومتحضر، تكسو الخضرة أرضه،ويطير الأطفال ببالوناتهم فوقه مثلما رسم مارك شاجال، بينما طريقنا مظلم وخانق تزعق الأشباح فى جوانبه، وتطارد الخفافيش السائرون فيه،وهم لا يكترثون. نحن لسنا متخلفين فقط،إنما المصيبة الأعظم أننا لا ندرك هذا، لا نعرف إلى أى مدى وصلنا، والأكثر إثارة للسخرية أننا نتعامل مع الأكثر تقدما وعلما ومعرفة باستعلاء على اعتبار أن له الدنيا ولنا ما بعد ذلك وهو لا نهائى فى كل متعه. ترى هل ينال الجمال من أحب القبح؟ نحن لسنا فى حاجة إلى دراسات مطولة تشرح حالنا وحالهم ذلك أن هناك كلمة واحدة كفيلة بالإجابة: الفلسفة. الحياة والفلسفة..العارفون يعتقدون أنه لا يمكن الفصل بينهما، يروون أن كل كلمة منهما دالة على الأخرى، ولتقريب الأمر نشير إلى أحد تعريفات الفلسفة المبدئية والذى تم الإجماع عليه وأورده مراد وهبه فى"المعجم الفلسفى" نقلا عن الكندى، والتعريف ينقسم إلى ستة أجزاء: فأولا الفلسفة تعنى حب الحكمة، لأن فيلسوف مركب من "فلا" وهى محب، و "سوفا" أى الحكمة. أما فعل الفلسفة فهو التشبه بأفعال الله تعالى، فبقدر طاقة الإنسان لابد أن يكون كامل الفضيلة. أيضا هى تعنى العناية بالموت، والموت هنا بمعنى إماتة الشهوات، لأن هذا هو السبيل إلى الفضيلة ولذلك قال كثير من أجلة القدماء:اللذة شر. بمعنى أنه إذا كان للنفس استعمالان أحدهما حسى والآخر عقلى فقد عرف الناس اللذة على أنها ما يتناول فى الإحساس لأن التشاغل باللذات الحسية ترك لاستعمال العقل. الفلسفة كذلك بحسب التعريف هى صناعة الصناعات وحكمة الحكم. والفلسفة وذلك هو الأهم: معرفة الإنسان نفسه. وأخيرا موضوع الفلسفة هو:علم الأشياء الأبدية الكلية، بقدر طاقة كل واحد. وبمعنى أبسط كثيرا طرحه جوستاين جاردر فى عمله الرائع"عالم صوفى": إن أفضل وسيلة لمقاربة الفلسفة هى طرح عدة أسئلة فلسفية: كيف خلق الكون؟ هل وراء كل ما يحدث إرادة أم حس؟ هل توجد حياة أخرى بعد الموت؟ ودون أن ننسى هذا كله، كيف يجب أن نعيش؟ | |
|