الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | الفكر الفلسفي المغربي: الفرسان الثلاثة وهواجس التغيير | |
الفكر الفلسفي المغربي: الفرسان الثلاثة وهواجس التغيير جلال بدوة من الرباط: نشأت الكتابة الفلسفية في المغرب متأخرة مقارنة مع نظيرتها بالمشرق العربي. وإذا استثنينا تجربة محمد عزيز الحبابي الذي استلهم مذهب الشخصانية الواقعية كما كان سائدا في أوربا، فإن الفلسفة المغربية "لم تنتج مدارس وتيارات تابعة للمدارس الغربية، من قبيل الوضعية والوجودية والماركسية والفلسفة التحليلية"، يلاحظ المفكر كمال عبد اللطيف. بيد أنها تحضر"كمفاهيم وأطروحات وأنماط تحليل وتعليل وفهم موجهة باهتمامات تاريخية سياسية ثقافية محلية". ويضيف الباحث أن الفكر الفلسفي المغربي، عموما، انشغل بإشكاليتين مركزيتين: الحداثة والموقف من التراث. وغالبية النصوص التي أنتجتها الفلسفية المغربية تدور في فلك الهوية، "الهوية والتاريخ، الهوية والتراث، الهوية والحداثة". لم يحفل المفكر المغربي بالموضوعات الفلسفية التقليدية، بل انصرف إلى مساءلة أفكار ترتبط بالواقع الحي وبالمشاكل التي يعاني منها المجتمع المغربي والمغاربي والعربي. حتى لتكاد تكون الكتابة الفلسفية في المغرب، مجرد تحليل لتاريخ الصراع المجتمعي والأيديولوجي والسياسي داخل هذه الدائرة الجغرافية. يبدأ تاريخ الفكر الفلسفي الحديث بالمغرب في النصف الثاني من القرن العشرين. وباستعراض ما تراكم طيلة خمسة عقود، نجد للفلسفة المغربية "فرسانا ثلاثة"، شكل كل واحد منهم لحظة أساسية في مسار الحكمة بالمغرب: محمد عزيز الحبابي، عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري. سنركز، إجرائيا، على هؤلاء الثلاثة ونحن نتناول موضوع الفكر الفلسفي في المغرب، دون أن يعني ذلك أننا ننفي أهمية مشاريع مفكرين مغاربة آخرين. نذكر منهم، على سبيل المثال، عبد الكبير الخطيبي صاحب مشروع النقد المزدوج، وطه عبد الرحمان الذي أنجز قراءات نقدية أساسية في الفكر المغربي والفلسفة عموما، فضلا عن عبد السلام بنعبد العالي ومحمد سبيلا وجمال الدين العلوي وعلي أومليل وسالم يفوت وكمال عبد اللطيف وعبد الصمد الديالمي وسعيد بنسعيد ومحمد وقيدي وبنسالم حميش… والقائمة طويلة. مثلما لا يؤشر هذا التناول على أن المشهد الفلسفي المغربي لا يتطور، بل إنه يعرف زخما وإضافات نوعية تفتحه على آفاق جديدة، ولعل الوعي النقدي الذي تبديه الأجيال اللاحقة في قراءاتها لمشاريع الفرسان الثلاثة، خير دليل على ذلك. | |
|