تابط شرا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1314
الموقع : صعلوك يكره الاستبداد تاريخ التسجيل : 26/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | الحداثة عند عبد الاله بلقزيز: ..بقلم عباس سامي | |
خطاب ثقافي جديد يقترح على الوعي العربي روية مختلفة للعالم والمجتمع والثقافة متمايزة عن الروى والتصورات السائدة .ويرى -ان الادباءوالمفكرين العرب .لم يكن تصورهم عن الحداثه فلسفيا مثل مثقفواالغرب .انما تجاوز القديم بماهو جديد في الادب والفكر.كان هذا التصور السائد للحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين .وبالتالي كان تاريخا خاصا في تطوره الثقافي ولحظة جديدة ومتميزة .وليس بالضرورة ربطها بالحداثة الاوربية او ان تقاس بها.لها تطبيقاتها في المجتمع العربي مثل الافكارالكبرى التي اهتم بها الوعي العربي المعاصر.لكن مايؤخذ على جميع الافكار انها بدات فكرة وانتهت الى أيديولوجيا .واحد اسباب تحول الحداثة الى ايديولوجيا وخطاب سياسي .انها خرجت عن منظومتها المعرفية وسياقاتها وليس ضمن جدليات الصراع بين الافكاروخلفياتها غيرالمعرفية التي ترمز إليها وبالتالي نضوب معرفي والوقوف في موقف الدفاع بعدما كانت في موقف التفوق.بعد فشل مشروع الحداثة الاجتماعي والسياسي والثقافي منذ سبعينيات القرن الماضي.نشأت فكرة الحداثة -عندالعرب-منذ غزوة بونابارت لمصر في نهاية القرن الثامن عشر وسقوط الدولة العثمانية وميلاد الدولة التركية العلمانية بعدنهاية الحرب العالمية الاولى.اي كما يرى المفكر-ان المنظومة المعرفية الاوربية لم تكتمل بعد وانما استغرقت قرنين .من نقد العقل للفيلسوفKANT الى تاريخ حافل بالانجازات العلمية والفكرية .وبالتالي فان قيم الحداثه تكون قيم كونية وعالمية حالها حال قيم الاسلام والمسيحية لايمكن نسبها الى منطقة جغرافية معينة .ويعزز المفكر عبد الاله بلقزيز ادلته حينما يقول ان الحضارة العربية الاسلامية في قمة تطورها منذ القرن الثالث والرابع والخامس الهجري.كانت حضارة ذات بعد ثقافي عالمي وكوني لاتجد مشكلة او عقدة في التعامل مع منجزات الحضارات الفارسية واليونانية والهلينستية .كان العقل العربي منفتحا في تعامله مع الاخر.قسم -الحداثة الى مفهومين الاول نقد المنجز القديم وبيان اهميته واثره بالنسبه للحاضر ومن ابرز اصحاب هذا النموذج الشدياق وطه حسين .والنموذج الثاني استلهام النموذج الاوربي ..اماعرضا أوترجمة ويمثله شبلي الشميل وفرح انطوان وسلامة موسى واخرين.الذي يربط النموذج الاول مع الثاني هو ايمانهم بفكرة التحديث.من الناحية التاريخية تعرض خطاب الحداثة الى نكسه في بداية القرن العشرين والثانية بعد نكسة حزيران سنة 1967لصالح خطاب الهوية والاصالة .في النكسه الاولى دفع ثمنها طه حسين وعلي عبد الرزاق.لصالح القمع الفكري كمحاكم التفتيش في العصر الوسيط لاوربا .وبروز فكرة تمثل الاسلام واعادة تطبيقه في العصرالحديث في نصوص حسن البنا والازهرين والاخوان المسلمين .وفي النكسة الثانية سببها انتكاسة الثقافة العالمية بعد الثورات والاحداث الطلابية التي اجتاحت اوربا بعد احداث/1968وتغير الخطاب الفكري الاوربي لصالح الدولة والشركات ولمؤسسات علمية .يضاف لها هزيمة حرب 1967ونجاح الانظمة الشمولية في السيطرة على السلطة وقمع الحريات وحرية التعبير واي شكل من اشكال الديمقراطية.ونجاح الثورة الايرانية عام1978كل هذا ساهم في تراجع خطاب الحداثة لصالح خطاب الهوية والاصالة واسلمة المجتمع .هذا لايعني عند عبدالاله بلقزيز ان الحداثة لم يكن لها دور مهم فهي دخلت الى ابوابنا من مدخل ادبي وفني في كثير من اعمال نازك الملائكة وبدرشاكر السياب وتوفيق الحكيم والاخوين الرحباني ويوسف شاهين وغيرهم الكثير منذ خمسينيات القرن الماضي حتى سبعينياته.اما الحداثة في مجال الابداع الفكري والتنظيرى العربي لربما-كما يعتقد بلقزيز-قبل الحداثة الادبية والفنية. منذ طه حسين وعبدالرحمن بدوى وفؤاد زكريا وعلي الوردي وعبدالله العروي ومحمد عابدالجابري وحسين مروة وطيب تيزيني ومحمد اراكون واخرون.الحداثة عند الغرب كما ينظرها - علاقة الحداثة بما قبلها ..هي علاقة قطع او قطيعة بالمعنى الفوكوي الذي يفيد انتقال فكر من نظام معرفي الى نظام معرفي جديد.هذا النظام المعرفي الجديد اساسه ان العقل هوالمرجعية وان الانسان هوالهدف .وبالتالى فان اوربا لاعلاقة لها الان بالنظام المعرفي اليوناني-الارسطي.وتجاوزت العقل والعلم والمنطق الارسطي منذ عصرالنهضة .وكانت في صراع مع الكنيسة التي كانت هي المصدر الوحيد للمعرفة ومنعها من امتيازاحتكارتاويل النص المقدس.وبالتالى انتصارالعقل على النص والناس على رجال الدين.واخيرا فان الحداثة عند عبدالاله بلقزيز تصبح حاجة لابد من استعادتها وهي لحظة فكرية مهمة في البناء : مااشد حاجتنا اليوم الى استعادة هذه اللحظة الفكرية النهضوية في حياتنا الثقافية والبناء عليها وتهوية مجالنا الفكري المعاصر المعرض لحال حادة من الاختناق --------- -1 الدكتور عبد الإله بلقزيز:العرب والحداثة دراسة في مقالات الحداثيين.مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ط1 | |
|