** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة Empty
10102012
مُساهمةبعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة











بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة Cache_sb_l_426775212c
click to see full-size image














في العام 2005 صدر عن دار بولتي
للطباعة والنشر البريطانية، كتاب للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي والأستاذ
في جامعة غرونوبل الفرنسية جيل ليبوفتسكي, وبالاشتراك مع سيبستيان تشالز
أستاذ الفلسفة في جامعة شيربروك الكندية كتاب بعنوان (أزمنة الحداثة
الفائقة). أما الترجمة للإنجليزية فهي لاندو براون. يقع الكتاب في أربعة
فصول. كتب الفصل الأول سيبستيان تشالز بعنوان (الذاتية المفارقة: مدخل إلى
فكر جيل ليبوفتسكي) والفصل الثاني لليبوفتسكي بعنوان: (زمن ضد الزمن أو
مجتمع الحداثة الفائقة) أما الفصل الثالث فكان حواراً أجراه سيبستيان مع
جيل بعنوان (مراحل التجوال الثقافي) والفصل الأخير ببيلوغرافيا بمنشورات
ليبوفتسكي.


و كتاب (أيام الحداثة الفائقة)
كتاب قصير نسبيا وما يعنينا لغرض الدراسة هو المصطلح الذي أطلقه ليبوفتسكي
عن المرحلة التي ستلي ما بعد الحداثية في تقديره، والتي بدأت تتبلور بوضوح
في المجتمعات الغربية. في الفصل الثاني من الكتاب وعلى مدى أربعين صفحة
يحاول ليبوفتسكي أن يغير طريقة تفكير العلماء بالثقافة المعاصرة والمجتمع
المدني. ومثلما فعل ليوتار في كتابه (حالة ما بعد الحداثة: تقرير في
المعرفة) الذي خلق القواعد الأساسية للخطاب الثقافي ما بعد الحداثي، فإن
(أوقات الحداثة الفائقة) يشكل نقطة انطلاق لخطاب جديد في المعرفة. وفي
الوقت الذي وضع فيه ليوتار المجتمعات المحوسبة بمكانة الناقل الثقافي إلى
عصر ما بعد الحداثة, فإن فكرة ليبوفيتسكي الأساسية هي أن عصر ما بعد
الحداثة كما عرفناه قد مات. وما حدث بالضبط هو أن تلك المجتمعات المحوسبة
ذاتها، بعد مغازلة قصيرة لأفكار ما بعد الحداثية، دخلت في عصر الحداثة
الفائقة. يكتب ليبوفتسكي:"من الواضح أن عنوان ما بعد الحداثة قد غدا قديما
حين أستنفذ طاقاته وإمكانياته في التعبير عن العالم الجديد الذي بدأ في
التكوين، وهنا بدأ خطاب الحداثة الفائقة. إن الحداثة الفائقة بإيجاز هي
إعادة التأكيد على أفكار الحداثة الأساسية باستثناء وحيد هو انه لا يوجد
بديل عن الحداثة اليوم، وهذا بالتحديد ما أدى إلى الوفرة في كل المجالات،
ولهذا فإننا نعيش في عصر الحداثة الفائقة. الحداثة الفائقة إذا هي: نمط أو
نموذج أو مرحلة في مجتمع يعكس عمقاً وحدّة في إدراك الحداثة. أما أهم
مميزاته التي تعكس عمق وحِدًّة حداثته فتتضمن: إيمانه العميق بالقدرة
البشرية على فهم وضبط ومعالجة كل جانب من جوانب الخبرة الإنسانية، التي
تتضح في الالتزام المتزايد بالعلم والمعرفة، وخصوصا ما يتعلق بتقارب حقلي
البيولوجيا والتكنولوجيا. إن التركيز على قيمة التكنولوجيا الحديثة من اجل
تجاوز المعيقات الطبيعية يفسح المجال للانتقاص أو الرفض الصريح للماضي
كلية، ذلك أن معرفة اليوم أكثر بما لا يقارن من معرفة الأمس. ولذلك فمن
الطبيعي أن يكون هناك فجوة عميقة تمنع تكامل الحاضر والماضي لأن:


1. ما حدث في الماضي كان بالضرورة في ظل ظروف (اقل) مما هي عليه الآن، والتي ولدت سياقا منفصلا جذريا.

2. أن ما ورثناه عن الماضي كان
مفرط التوافر في المشهد الثقافي وتم إعادة توظيفه بسهولة لتوليد وفرة أكبر
مما جعلنا غير قادرين على تمييز القصد الأصلي أو المعنى.


وهذا هو بالتحديد خطأ ما بعد
الحداثة التي رفضت فكرة التغيير العقلاني في حين أنها، وفي الوقت ذاته،
تقبلت فكرة أن الماضي وأثرياته تمتلك قيمة مساوية لقيمة الحاضر. كما أنها
عبرت عن هذه القيمة بوساطة هياكل افتراضية لا تحمل معنى دائماً أو ثابتا.
فمثلا نحن لا ندرك الحقيقة، كما تقول ما بعد الحداثة، لكننا نستطيع التعامل
مع السفاسف والتفاهات. لذلك فإنها لا تتحدث عن قطيعة مع الحداثة أو مع
الماضي، بل أنها تصف حاله منبثقة بالكلية عن الحداثة وعن إيمانها بالتقدم
والتنمية من خلال تمكين الفرد. ومن هنا جاءت أطروحة ليبوفيتسكي التي تقول
أن أجهزة ما بعد الحداثة كلها قد استحالت إلى ما يشبه القوة الثقافية
المسرعة على الطريق من الحداثة إلى الحداثة الفائقة. وتبعا لذلك، جاء
تساؤله الموضوعي: هل من شيء في حياتنا اليوم لا يشي بأن الحداثة قد وصلت
إلى قمة القوة والسلطة والهينة ؟ ويجيب بالطبع لا. ويلاحظ ليبوفيتسكي" أن
ما نراه اليوم هو نوع من اكتمال أو تحقيق الحداثة الذي يبزغ أمام أعيننا
حتى في ظل استمرار تشكل أفكار ما بعد الحداثة ولكن الحداثة الفائقة الناشئة
سرعان ما تتفوق على أفكار ما بعد الحداثة ومؤسساتها لتتحرك في فضاء لا
ينافسها فيه أحد: فضاء الحداثة المطلقة ((absolutely modern".


كان من الواضح أن ليبوفتسكي يريد
أن يعطي معنى آخر لما بعد الحداثة ذاتها حين يقترح علينا أن لا ننظر إليها
بوصفها أمرا بسيطا ولكنها في الحقيقة ظاهرة بوجهين. وفي الأساس لا بد أن
ندرك أن ما بعد الحداثة تعرض نفسها بوصفها مفارقة وان نوعين من المنطق
يتعايشان داخلها بتوافق تام. الأول هو المنطق الذي يؤكد الاستقلالية
التامة، والثاني هو الذي يرتكز على الاتكالية والاعتمادية المتزايدة.
والاهم هو التأكيد بوضوح على أن المفهوم الخاص للذاتية وتشظي الهياكل
والبنى التقليدية للتطبيع هي التي أدت إلى ظواهر مختلفة ومتباينة مثل:
الانضباط الذاتي، واللامبالاة الفردية، والنشاط الإبداعي غير المسبوق،
والفقد التام للإرادة. لقد أصبح الناس أكثر مسئولية عن أنفسهم من ناحية
وأكثر تحررا من القواعد والنظم من ناحية أخرى. إن جوهر الفردية مفارقي
أيضا. ولا بد إذا أن ندرك ـ يقول تشارلز ـكاتب المقدمة ، " إن كل زيادة في
الاستقلالية تكون على حساب اعتمادية جديدة، وان اللذة الدنيوية ما بعد
الحداثية تحمل وجهان: تدميري ولا مسئول لعدد من الأفراد، وحصيف ومسئول
وبناء للأغلبية"..


نحن ندخل عصر الحداثة الفائقة حيث
المجتمع الذي يحتفي بتجاور المتناقضات والمفارقات وبتعبير ليبوفتسكي:
السعادة المفارقة أو (le bonheur paradoxal ـ a paradoxical (happiness.


يعرف ليبوفتسكي الاستهلاك الفائق
بأنه:"الاستهلاك الذي يمتص، ويكامل مزيدا من مجالات الحياة الاجتماعية
ويشجع الأفراد على الاستهلاك من اجل المتعة لا من اجل تحسين حياتهم
الاجتماعية. إن مجتمع الحداثة الفائقة مجتمع يتميز بالحركة والتدفق
والمرونة والاستهلاك بلا حدود: الاستهلاك لأجل المتعة. فضلا عن انه يبتعد
عن المبادئ العظيمة التي هيكلت الحداثة أكثر من أي وقت مضى. وفي حين أن
الفرد الفائق الحداثة يجري توجيهه نحو اللذة الدنيوية والمتعة، إلا أنه
أيضا يمتلأ بنوع من الخوف والقلق الذي يتأتى من العيش في عالم ينزلق بعيداً
عن التقاليد ويواجه مستقبلا غامضا. ينخر القلق في عظام أفراد الحداثة
الفائقة، ويفرض الخوف نفسه على اللذة والمتعة ويفسد حرياتهم. كل شيء يحذرهم
ويدق ناقوس الخطر: أفراد أكثر تعليما وأكثر تدريبا ولكنهم أكثر تحطيماً
أيضا. إنهم بالغون وناضجون ولكنهم غير مستقرين وقلقين. فضلا عن أنهم اقل
تمسكا بالايدولوجيا في الوقت الذي هم فيه أكثر إتباعا لتغيرات الموضة، أكثر
انفتاحا ولكنهم أسهل تأثرا، أكثر انتقادا لكنهم أيضا أكثر سطحية، أكثر شكا
وأكثر غموضا. ولم يعد هناك أي نظام إيماني يمكن اللجوء إليه للطمأنينة
والسكون". باختصار تلك هي أيام الحداثة الفائقة.


لقد اقتحم عالم الاستهلاك حياتنا
وحوًّر علاقاتنا بالأشياء والبشر. ولا يوجد أي نموذج بديل خلاف نموذج
الاستهلاك الفائق اليوم. أما إعادة اكتشاف الحب فإنه يحتاج إلى براءة خاصة
في عالم تتحكم فيه العقلانية والكفاءة ولذلك" فإن أهم واجباتنا اليوم ليس
الندب أو التأسي على تذرر المجتمع ولكن إعادة التفكير في الواقع الاجتماعي
في سياق الحداثة الفائقة حيث لا يوجد خطاب إيديولوجي ذي معنى على الإطلاق،
في الوقت الذي بلغ فيه التشظي الاجتماعي منتهاه. وبالطبع فإن المجتمع يتشكل
من جديد ولكن بطريقة تبدأ من الرغبة الفردية للأفراد. وفي الوقت ذاته فإن
الأفراد/ الذرات أقرب ما يكونون إلى الرغبة في تكوين روابط، في التواصل وفي
التجمع في تيارات ترابطية، تتميز بالأنانية لان انتماءاتها تلقائية،
مطواعة وانتقائية. فضلا عن أنها تتبع منطق الموضة السائدة (الزوال) في كل
نقطة. ولكن هل التجمعات النرجسية هذه قادرة على خلق مجتمع ديمقراطي وتعزيز
الإحساس بالقيم، في حين أن الاستهلاك وحدة هو الأساس ؟" ويتابع ليبوفتسكي"
لم يعد نداء الإحساس بالواجب يمزق المرء في مجتمع الحداثة الفائقة, ولكن
السلوك الأخلاقي لم يصل حد الفوضى. وبالرغم من أن المتعة والسعادة هي الأهم
والأكثر انتشارا إلا أن المجتمع المدني لا زال يتوق إلى النظام. وفي حين
أن الحقوق الذاتية هي التي تحكم ثقافتنا، لا زالت هناك قيود. فليس كل شيء
مسموح ومباح". يعود ليبوفتسكي لتأكيد المفارقة" في إطار استمرار المثل
الأخلاقية في سياق فردي:


1) إن تناقص الأخلاقية غير المشروطة لم يقد إلى سلوك متبجح مغرور فلا زلنا نجد تزايدا في العمل التطوعي والمساعدات المتبادلة.

2) إن النسبية لم توصلنا إلى العدمية الأخلاقية، ذلك أن القيم الديمقراطية لازلت موجودة.

3) إن فقد المرجعيات التقليدية لم يؤدي إلى فوضى اجتماعية شاملة.

وذلك يؤكد ما ذهب إليه تشارلز سابقا من أن تزايد مذهب المتعة أدى إلى تزايد المسئولية الفردية.

يقول ليبوفتسكي أيضاً"أن الوعي
بقرب النهاية أدى إلى اندفاع الحداثة الجامحة المتهور إلى الأمام نحو
التسليع المتسارع، ورفع القيود الاقتصادية، والتطورات التقنية والعلمية
التي أطلقت العنان لتأثيرات واعدة بقدر ما أنها مهددة وخطيرة".


أما بالنسبة" للمجتمع الذي بات
يتشكل الآن، فإنه مجتمع تبدو فيه القوى المناهضة للديمقراطية والليبرالية
والحداثة الفردية بلا تأثير يذكر، إنه مجتمع انهارت فيه الرؤى البديلة، كما
أن التحديث لن يواجه بمقاومة اجتماعية من أي نوع".


يقول ليبوفتسكي فيما يمكن أن نعده
تعريفا لمفهومة عن الحداثة الفائقة:"إن مجتمعا جديدا من الحداثية يبدأ في
الظهور. وليس مهما أنه ينبثق من عالم التقاليد ليصل إلى العقلانية
الحداثية، ولكن المهم انه يحدث الحداثة ذاتها وانه يعقلن العقلانية:
وبكلمات أخرى فإنه يحطم الناجون القدماء والروتين البيروقراطي، ويضع حدا
للتصلب المؤسساتي والأغلال الحمائية, مخصصا كل شيء حتى يحرره من الاعتماد
على الظروف المحلية، ويعزز في الوقت ذاته التنافسية. أما الرغبة البطولية
في خلق مستقبل يشع بالحب والوئام فقد استبدلت بالنشاط الإداري ـ الحماسة
الكبيرة للتغيير, والإصلاح والتكيف ـ المحروم من أفاق الثقة أو الرؤية
التاريخية الكبرى"


أما البديهيات الثلاثة التي تتضمنها الحداثة الفائقة والتي تضمنتها أيضا الفقرة السابقة فهي:

1- السوق
والفاعلية التكنوقراطية والفرد. ففي كل مجال من هذه المجالات هناك وفرة
وفيض يتجاوز الحدود ويحطم المعيقات في السوق وفي الفردية الفائقة. أما
الكفاءة البيروقراطية فإنها أمل المستقبل المشرق حيث النشاط الإداري
والإصلاح الذي لا يعتمد على الرؤى الكبرى.


2- بالنسبة
للدين يقول ليبوفتسكي" أن العلمنة ليست لا دينية، إنها عملية تخلق شكلا
جديدا من النطاق الديني في فضاء الاستقلالية العالمي. هذا النطاق الذي
يتميز باللا - مأسسة والذاتية ويركز على العواطف".(الكتاب:64). ويتابع
ليبوفتسكي" إن إعادة تعبئة الذاكرة لا ينفصل عن النوع الجديد من الهوية
الجمعية. ففي المجتمعات التي تحكمها التقاليد، يُختبر الدين والهوية
الثقافية بوصفها أمورا ظاهرة للعيان، تقصي الخيارات الفردية. ولكن الأمر
سيختلف تماما في الحداثة الفائقة. ففي الحالة الحاضرة لا يمكن أن يمنح
إحساس المرء بالهوية والانتماء فورا وللجميع. انه مشكلة، إدعاء، خيار
يختاره المرء لنفسه ليحدد به ذاته. أما الانتماء إلى مجتمع فهو وسيلة
للتفكر في الذات، وتحديد أي مجتمع أو طريقة تتوافق مع الرغبة الفردية في
تأكيد الذات وكسب الاعتراف. وتبعا لذلك فهي وسيلة للتمايز الذاتي
والاستجواب الذاتي أيضا". (الكتاب:64).


3- يقودنا
ذلك إلى موضوع زيادة الحاجة إلى كسب الاعتراف العلني، وحاجة الثقافات
الأخرى إلى الاعتراف بها على قدم المساواة: الحاجة إلى الاعتراف الفائق
hyperrecognition)) التي تتضمن: إعادة تحشيد المعتقدات التقليدية، والتأكيد
على نواة صلبة من القيم المشتركة، وهنا فإن المال لن يكون القوة الدافعة
الوحيدة لتأسيس علاقات اجتماعية.(الكتاب:67)".


عند هذه النقطة تحديدا يمكننا أن
نرى أن الحداثة الفائقة هي المنظور الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي لمرحلة
بعد ما بعد الحداثة في حين أن الحداثة المغايرة لبوريو هي الاستجابة الفنية
والمنظور الانعكاسي للجانب الاجتماعي والاقتصادي. وكل ذلك يرتكز على مبدأ
واحد: العولمة، التي تعني مزيداً من السفر، والاتصالات الجديدة، والقوميات
الفردية التي تفقد أهميتها من الناحية السياسية والاقتصادية.


ونختتم بقول ليبوفتسكي" أن الحداثة
الفائقة ليست قضية الإنجاز الذي تحركه الآلات والذي يتميز بالكفاءة
والفاعلية أكثر من أي وقت مضى، ولا بد بالتالي أن قيما إنسانية أقل ستكتسب
صفة القوة القسرية. ولكنها ـ أي الحداثة الفائقة ـ دوامة تكنوقراطية يحركها
السوق وبالتالي فلا بد إن تستند إلى الجذور المشتركة للقيم الإنسانية
والديمقراطية".


ما يريد ليبوفتسكي أن يقوله هو أن
المجتمع القادم هو مجتمع الاستهلاك الفائق، والرأسمالية الفائقة، والفردية
الفائقة، وحب الظهور الفائق. وباعتماده المفارقية صفة ملازمة لمجتمع بعد ما
بعد الحداثة الأخذ بالتبلور، فإن هذا المجتمع سيكون إنسانيا رؤوما
وديمقراطيا ينشد القيم المشتركة، ويضمن المساواة بين جميع البشر دون أن
ينتقص ذلك من عقلانيته الفائقة والالتزام المطلق بالعلم. مجتمع سيتحول فيه
الدين والهوية إلى روحانيات اختيارية ولكن ذلك بالتحديد، وبفضل المفارقة
الفائقة طبعا، سيعزز الهوية الجمعية المحلية التي تتوق إلى الاعتراف
العالمي. إن السمة الأساسية للمجتمع القادم هي المفارقة الفائقة، اجتماع
الأضداد والمتعارضات بتوافق وسلام. ويبقى السؤال: إلى أي مدي سيستمر تعايش
المتناقضات وتجاورها؟ وهل سيقود ذلك إلى محاولات تقوية أحدها على حساب
الآخر؟ أم إلى مواجهات عنيفة؟ أم أن الأمور ستسير بسلاسة وبلا منغصات. هذا
مع العلم أن ليبوفتسكي قد تحسب لذلك حين أخمد كل المعارضات الدينية
والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبشَّر بحداثة فائقة بلا منازع. إنه عصر
الحداثة المطلقة كما يقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بعد ما بعد الحداثة : أزمنة الحداثة الفائقة ..بقلم أماني أبو رحمة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» 2013-11-08 التناص وما بعد الحداثة أماني أبو رحمة
»  سردية الحداثة وأزمة التقبل: عودا على كتاب فتنة الحداثة 04 أكتوبر 2013 بقلم محمد طيفوري قسم: الدراسات الدينية حجم الخط -18+ للنشر: استرعى انتباهي كتاب للباحث قاسم شعيب بعنوان "فتنة الحداثة" من منشورات "مؤسسة مؤمنون بلا حدود"[1]، وإذ أشكر للكاتب رغبته الن
» د. معن الطائي وأماني أبو رحمة الأدائية أو نهاية ما بعد الحداثة (2/2)
» الحداثة عند عبد الاله بلقزيز: ..بقلم عباس سامي
» ما بعد البنيوية: ديريدا, التفكيكية, ومابعد الحداثة...بقلم خميسي بوغرارة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: