** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس" Empty
10102012
مُساهمةالألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس"

الألماني المعذب
روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس"

الألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس" Guenter_grass_459885
محمد لافي





كأي بلد متخلف، تبعي، لاجم للحريات وخاضع لسطوة المستعمر، تكالبت
التصريحات للنظام الرسمي الألماني المستنكرة تعبير أحد أهم المثقفين
الألمان المعاصرين عن رأيه، صحيح أنها لم تصل إلى ذلك الحد الذي يلقي به في
غياهب السجون ويدعي عليه في المحاكم، لكنها –وأيضا كأي نظام متخلف يتلمس
الأقفاص مكبوتا من الحرية- أطلقت العنان لجوقة البهلوانات الصحفية وأقلام
كتاب الرد السريع في كل صحفها ووسائل إعلامها لتنهش في جثة الروائي والشاعر
واللغوي غونتر غراسلإ فتصف الذي قدم للغة الألمانية –ولو كان ذلك فضيلته
الوحيدة لكفاه سمعة- جرعات حيوية دفعت بها مراحل إلى الأمام مبرزا فرادتها
ومستغلا كل مكامن الجمال فيها بالجنون وكاتب الهراء والعار على ألمانيا،
وتصف المبدع إلى ذلك الحد الذي وضع كل مترجمي العالم في خانة واحدة جمعتهم
على استحالة ترجمة ما يكتبه غونتر دون امتلاء أي من كتبه بالحواشي
والتفاسير بأنه مجنون يبحث عن مجد في إيران!

لكن لماذا كل ذلك؟ أهو لمجرد قصيدة نثرية نشرها مستنكرا فيها تكالب
العالم على إيران في حين يتجاهل هذا العالم كل ما تقوم به "اسرائيل" من
انتهاكات عدا عن تجاهل سلاحها النووي وتعبيره عن معارضته لسياسة بلاده التي
قدمت مؤخرا ست غواصات نووية إلى هذا الكيان!

إن ما حدث هو اعتبار غونتر قد استمر في"غيه" محطما تابوهات ما بعد الحرب
العالمية الثانية، ففي البلد الذي يعتبر ثاني اثنين في العالم فقط ممن
يقدمون حقوق الإنسان والحرية الفردية في صدر الدستور –سوريا هي وحدها رفيقة
ألمانيا في ذلك- والتي تعتبر قوانينها الاهانة والسخرية من المسيحية
والإسلام مسائل تتعلق بالحرية الشخصية وهي التي يقطن حدودها مواطنون تشكل
الديانتان أغلبيتها ويحل الإلحاد في المرتبة الثالثة، لا زال ما يصح أن
نسميه "مسمار أوشفيتز" عالقا في بوابة الحرية والديمقراطية هذه، بل لعله
مسمار نعش، أو أن هذه الغرفة مرهونة بهذا المسمار أو الإسفين أو المسلة
التي غدت جزءا من حكايات "الأخوين غريم"في جبل الساحرات حيث لا تبارك حياة
الطفل في إلا اذا عمده ذاك النصب وقدم القرابين له، أو تحل عليه لعنة
"سلاعات" الهولوكوست!

قد يسيء البعض الظن، ويقول لعل الرجل جرح أخلاق المشاعر الألمانية
المتذنبة تجاه اليهود، ومازج مقولة "أحمدي نجاد"أو "روجيه غارودي" وأخذ
يلمح إلى التشيع بإنكار تلك "المأساة الإنسانية تجاه ملايين الأبرياء
اليهود"! وهذا بحد ذاته سيثير الضحك حتما وأسطرا مديدة من السخرية، لولا
أني تحدثت كثيرا عن هذه المهزلة التاريخية المسماة الهولوكست بالاستناد إلى
معلومات حقيقية وتحليلات منطقية كان على رأسها ليس خصمان، بل علماء
وتاريخيين وفلاسفة وأساقفة فاتيكانيين بل وباحثون يهود لعل يكون لنا وقفة
أخرى معهم اذا دعت الحاجة
لكن الرجل لم يجرؤ على ملامسة الموضوع، إنك
حتى تجده يقدم الصلوات الألمانية ذاتها التي لا يمكن ملامسة أي موضوع يتعلق
باليهود أو بالكيان الصهيوني دون أن يقدمها على مذبح اليهود ويجلد نفسه
على طريقة الرهبان المانويين القروسطيين، وأعلن أن "اسرائيل" لهي احب
البلدان على قلبه وسنرى ذلك حين نقدم قصيدته مترجمة في الخاتمة

لا يمكنني أن أفاجأ إذا رأيت ألمانيا تتنكر لكل مبدعيها حين يتعلق الأمر
بالصهيونية، فهذا ليس جديدا منذ انتهاء الحرب، وهي البلد الذي يعتبر جوهرة
التاج الثقافي والأدبي والإنساني في كل الحضارات الغربية، إلى ذلك الحد
الذي سيجعل الثقافة الغربية تبدو خاوية دون وجود الألمان فيها

وإن كان من الغبن تجاهل الفرق لصالح ألمانيا فإني لا أجد بدا من
مقارنتها بالجزيرة العربية من ناحية حيازتها على خامات يمكن أن ينحني
العالم احتراما أو شهوة لها، لكن ما يحدث أن كلاهما يتعامل باحتقار مع
موارده. فهنا يقوم أهل الجزيرة العربية بسفح غازهم ونفطهم مدرارا في خزائن
الشركات الاستعمارية لفائدة نخب محددة دون استغلال ذلك في بناء المجتمع
المتمدن أو تقويم مصادر دخل تصنيعية وإنتاجية تحتاط لغضب باطن الأرض وعقمه،
تقوم ألمانيا منذ ستين عاما بتقديم كل هذه الخامات الصقيلة من مثقفيها
كأضحيات شعائرية في مسيرة اللطم الألماني على "الهولوكوست" ضاربة بعرض
الحائط كل معنى لحرية المبدع التي تأسست عليها الدولة الحديثة ولا لحاجته
الجدلية لبناء النظرية او تجديدها.
درب الآلام الألماني
*
إعدام "يوزف ك"

لم يكن -بلا شك- غونتر هو الأول ممن يلقى بكل إنتاجهم لتلهبهم أسواط
ألسنة رعاع الصحف وغيلان السياسة الموجهة، فلطالما عانا المثقف في كل
العالم من هذا النهج وخصوصا حين يكون ألمانيا، بل حتى أن النتاج الأدبي
القابل دوما لأنماط من التأويل الفلسفي وفق شروط يفرضها النقد العلمي غالبا
ما كان منمطا بذات الشكل الذي يعزز الاعتذارية الألمانية، فعلى سبيل
المثال نجد"محاكمة" "فرانز كافكا" التي تغذت فلسفيا على أنماط من الأدب
الواقعي والخيالية السحرية تسجن في قالب واحد وقراءة تلتهم كل ما عداها
باعتبارها قصة تتحدث عن "مظلومية اليهود في ألمانيا"، ربما تكون يهودية
كافكا شكلت عاملا حاسما لصالح هذا التفسير في الذهنية العالمية، لكن على
الطرف الآخر لا يمكن اغفال أدلة فلسفية أكثر قوة وصمودا من مجرد أنه ولد
لأم يهودية! فالنقد التاريخي لرواية المحاكمة يجبرنا على ملاحظة نقد السلطة
البيروقراطية والطغيان اللاهوتي في عصره، والأهم الأنكار الديني الجلي
خاصة في فصل الحلم، كما لا يسعنا إلا ابداء الشكوك إذا علمنا أن هناك فصلا
كاملا تم اختزاله من الرواية الأصلية تحت ذرائع ذهانية سخيفة
"كاستاليا" هسه تجبره على الفوز!
ذات
الأمر تعرضت له كتابات "هرمان هسه" القومي الواضح والألماني الكلاسيكي،
بوذي النزعة والشاهد على ألمانيا النازية وما بعدها، الذي قدم منتجا زاخرا
في الفن الروائي لم يتم قبوله في لائحة جوائز نوبل قبل تقديمه استنكارا
للمرحلة النازية، وجرى على إثره تأويل كل كتاباته باعتبارها مناهضة للنازية
بقدرة البروباغندا الطاغية رغم أن نصوصه كانت أكثر سلاسة إذا أخذناها في
سياق النقد للإمبريالية الأمريكية الناهضة، وللفلسفات الرأسمالية، فحتى
روايته "لعبة الكريات الزجاجية" التي كانت سببا في فوزه بجائزة نوبل كانت
أقرب إلى تعرية الطبقية النخبوية التي تقود العالم تحت أسماء عدة، اذ تبدو
إشاراته أكثر وضوحا نحو نخب النوادي الاقتصادية واتحادات الدول الصناعية
وربما يفضل بعضنا تشبيهها بالماسونية التي تستغل الأدب والفنون لخلق كائنات
شبه فضائية منعزلة عن عوام البشر
هراوة أخلاقية لـ"جواد هارب"
ثم ها
هو أحد أعتى أدباء ألمانيا وأطولهم باعا في التأريخ الثقافي والاجتماعي
الألماني "مارتن فالزر" الموصوفة اعماله بأنها أفضل تأريخ للتطور النفسي
للشعب الألماني على الإطلاق، ولكن ولمجرد أن الرجل خاطب مجتمع المثقفين
الألمان عقب تسلمه أحد الجوائز بضرورة تخليص الأجيال اللاحقة من عبء نصف
قرن من الشعور بالذنب، تم اسعار المرجل تحته وبدأ جلده كشأن لص سرق مذبح
كنيسة في عهد صكوك الغفران!

وعلى خلاف آخرين غيره فإن فالزر أو"بابا الأدب الألماني" لم يرتد يوما
عن تقديم آراءه المستنكرة للتهويل الهولوكوستي وهذا ما جعله دائما خارج
نطاق أي جائزة تقدمها جهات تسيطر عليها النخب الاحتكامية مثل جائزة نوبل
التي إن منحت لألمان غيره، فلم تكن من نصيب آحد إلا“هاينريش بول” و “هيرتا
موللر” الفائزين بالجائزة لتأكيدهما على معاداة النازية في كتاباتهما، وهذا
برأي اللجنة السبب الوحيد الذي يستدعي منح الجائزة على أساسه لألماني!
"القط والفأر" في "لعبة الكريات الزجاجية"!
لم
تكن مهمتنا الدفاع عن غونتر غراس أو عن النازية الألمانية التي كان عضو في
أحد تشكيلاتها، ولا هي كذلك تقديم موجز نقدي في الأدب الألماني الحديث
الذي لطالما شغفت به رغم برودته القاطعة كسكين فولاذ، لكنها إضاءة تحاول
مشاكسة بعض النمطيات الثقافية واحتكاك بأسئلة عن معادلة مفترضة بين دور
المثقف ومكانه وهل هو موجه أم موجه به، وما الذي تعنيه الحرية طالما أنها
مقرونة بمزاج لا يمكن ان تتمتع به إذا خالفته.

كذلك أردنا القول أنه مع ذلك فهناك جانب لا يمكن هزيمته في المبدع، ألا
وهو الإبداع، فهل جرؤ أحد على دفن "ريتشارد فاغنر" ونزعه من الذاكرة! إن
"فالكيراته" لا زالت تصدح في كل المصادر الصوتية في العالم بل إنها وصلت
حتى مسارح مستوطنات الكيان المحتل

وهل فعلت البروباغندا الغربية والصهيونية شيئا أمام آداب هرمان هسة
وكافكا سوى لي عنقها والكذب الصريح على معانيها، فيما هي بقيت حقيقية واضحة
لمن يمنح نفسه لذة قراءتها

ثم من الذين نتذكرهم أيها السادة من الأدب والثقافة الألمانية رغم كل شيء؟
أيعتبر "فريدريك هيغل" اسما غريبا في الذاكرة رغم اعتبار فلسفته المطلقة حجرا في مرحلتي الرايخ الأكثر عنفوانا"بسمارك" و"هتلر"

أم هل يكون "فريدريك نيتشة"مجرد "مجنون" وقاتل للألوهة لمجرد أنه اعتقد
بالإنسان وقدرته على اجتراح المعجزات واعتبر عرابا فكريا لهتلر!

يا للعجب! وماذا عن ماركس ناقوس الخطر في نهج الرأسمالية، شبنجلر ملك
السنوتات الحضارية ومايسترو الصهر الثقافي في بوتقة الدوائر الحضارية..

ألم يدن كل هؤلاء لأنهم نطقوا بحقيقة منطقهم ، في نفس الوقت الذي بنت
شياطين الاستعمار من بريطانيا وأمريكا و الكيان الصهيوني فلسفتهم في بناء
الدولة على مناهج هؤلاء ، وحصنت مجتمعاتها من الانقلاب على ما حذروا منه !
هؤلاء من تمت محاربتهم فمن نتذكر غيرهم في ألمانيا؟

أشك أن أحد منا يستطيع إحضار أكثر من بضعة أسماء أخرى سيكون من بينها
حتما "ميللر" و"بول" الحائزين على نوبل، ثم صاحب عبقري المسرح "يوهان غيته"
لكن أليس غيته نفسه هو من قدم تهذيبته للأسطورة التاريخية "فاوست" على سكة نقد بيع النفس للشيطان !
من
يبع روحه للشيطان ميفستوفيليس ومهما بحث عن ملذاته سيجد نفسه نكرة أبدية،
اما من عانده وانتمى لإبداعه فسيكون خالدا بقوة الإبداع وحقيقته فقط.
*
وتاليا مقاطع لقصيدة غونتر غراس "ما ينبغي أن يقال" مأخوذة ترجمتها من الصحافة الألمانية
لماذا أمنع نفسي من تسمية ذلك البلد الآخر
الذي يمتلك ومنذ سنوات -رغم السرية المفروضة- قدرات نووية متنامية،
لكن خارج نطاق السيطرة،
لأنه لا توجد إمكانية لإجراء مراقبة.
السكوت العام عن هذا الواقع
الذي أنطوى تحته صمتي،
أحسه الآن كذبة تثقلني وإلزاماً،
في الأفق تلوح عقوبة لمن يتجاهلهما؛
الحكم المألوف: "معاداة السامية".
لكن اليوم، لأن من بلدي،
وهو الملاحق مرة إثر أخرى
بجرائم لا نظير لها،
من جديد ومن أجل تجارة محضة
توصف بكلمة عجلى: تعويض فحسب
من بلدي هذا ينبغي أن تسلم غواصة أخرى
إلى إسرائيل
تكمن قدرتها في توجيه رؤوس شاملة الدمار
إلى هناك، حيث لا دليل على وجود
قنبلة نووية واحدة
لكن الخشية تريد أخذ مكان قوة الدليل،
ولهذا أقول ما ينبغي أن يُقال.
لكن لماذا صمتُ حتى الآن؟
لأني اعتقدت أن أصلي
المدان بجرائم لا يمكن أبداً التسامح فيها
منع من مواجهة دولة إسرائيل،
بهذا الواقع كحقيقة واضحة،
إسرائيل التي أتضامن معها وأريد أن أبقى كذلك.
لماذا أقول الآن فقط
كبيراً في السن، وبآخر قطرة حبر:
إن القوة النووية إسرائيل خطر على السلام العالمي
الهش بطبيعته؟
لأنه ينبغي أن يُقال،
قبل أن يفوت أوان قوله غداً:
وكذلك لأننا نحن - الألمان مثقلون بما يكفي-
يمكن أن نصبح مزوديِن بجريمة
يمكن توقعها، ولهذا قد لا يمكن التكفير
عن اشتراكنا في الذنب ساعتها
بكل الأعذار المعتادة (...).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس" :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الألماني المعذب روح "فاوست" ووثيقة "ميفستوفيليس"

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: