** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 د. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

د. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين Empty
08102012
مُساهمةد. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين

د. فاروق أوهان

مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين

08/10/2011


د. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين 935

غلاف الرواية






التمهيد:

لا يمكن للقارئ، ولا الناقد أن يتعرف على أمر ما من خلال وجهات نظر
الآخرين، مهما حاولت وسائل ترويج الكتاب فعله، ما لم يمارس هو بالذات فعل
القراءة، ويحكم بنفسه، وأذكر أنني اتفاجأ دائماً عندما اتصفح كتاب اشتريته
منذ زمن، ولم يأتيه الدور في القراءة، فأقول لنفسي: أيعقل أنني تأنيت
كثيراً لأختار هذا الكتاب، مهما كان جنسه، وفي الحقيقة أن تجربتي في شراء
الكتب، وبخاصة الدراسية منها، أنني أقرأ المحتويات، ومراجع المؤلف، ولو
استطعت المقدمة قبل الشراء، الغاية ليس في تقييم الكتاب، لأن العنوان لا
يعكس المضمون في الغالب، ولكن لكي لا أندم على شرائه، فماذا عن اختيار
الرواية، ربما يكون للكاتب سمعة ما، وللقارئ تجربة مع نفس الكاتب، ولكن
ماذا عن روائي جديد، وفي باكورة أعماله (1)؛؛؛
بتجربتي في القراءة إنني أترك المقالة أو استمر بها بعد خمسة سطور، أما
الرواية فلربما تكون عدة صفحات، أو قراءة ما كتبه مراجع الرواية ومقيميها،
لو كان موثوقاً، ممن أعرفهم، أما في حالة كتاب غير مترجم، ومنه هذه
الرواية، فإن التزكية قد تأتي من صديق تعرّفت على ذائقته، ولكننا ما دمنا
نعيش في بلاد تختلف توجهات تذوقهم، وهذا هو المحير، فلو طالعنا ما كتب على
غلافي الكتاب هذا لرأينا أن بعض الكتاب اعتبره نادرة من نوادر العصر، ولا
نشك في النوايا الآن، ولكن دعونا ندخل محراب الحدث في الرواية نفسها مرة
بعد مرة، لضرورة التقييم، وسنرى معاً خلفيات جعلتنا المؤلفة ننسحب
لتكرارها، مرة للتوضيح، ومرة لسرد السياق، ومرة للتقييم والنقد، وللقارئ أن
ينظر إلى هذا الأسلوب في الرؤية المتأثر بنمط الرواية ذاتها.

سياق الحكاية في الرواية:

إن مدخل رواية مفتاح سارة قد أخذنا منذ البداية إلى بيت عائلة تيزاك، ومن
خلاله، أو أن البيت هو شقة الجدة ماما التي يقومون ترميمها بعد نقل ماما
لبيت المسنين على أن يسكن البيت كل من جوليا، وزوجها برتراند، وابنتهما
زويا؛؛؛ إن الاسترجعات المتعلقة بالأمكنة، وتأثيرها، حتى الجدران، هي ديدن
المؤلفة عن طريق جوليا لسان حال المؤلفة، راوية الحدث، وصاحبة المعضلة التي
برزت أمامها بمجرد وجود نية لانتقالها إلى البيت بعد ترميمه، فما بال
الخزانة نفسها، ومكانها، في مبنى ساينتونغ في أحد أحياء باريس التي وجدت
جثة ميشيل المتعفنة فيها؛؛؛
على أن المؤلفة اختارت كما سيأتي ذكره سرد الحكاية بالتوازي بين القادم من
الماضي، والذاهب من الحاضر، أي بين وصف حالة الطفلة سارة أخت ميشيل في خضم
أحداث التهجير، والمعاناة التي تعترضها، ووسائلها الصغيرة لتجاوز محنتها في
أهلها، وأخوها ميشيل بالذات الذي أقفلت عليه الخزانة، واحتفظت بالمفتاح
لكي تعود وتطلقه، وكأنها تمارس معه أحد ألعابهم الطفولية الصغيرة، وهي لا
تدري بما سيحصل، بل إن الهواجس التي اعترضتها طوال غيابها عن أخيها كانت
قاتلة لها، وهي تحاول بشتى الطرق العودة لتخليصه، ولما تفاجأ بموته وتعفن
جثته بعد شهر من غيابها عنه، تبدأ مأساة من نوع آخر دمرتها حتى انتحرت
بحادث سيارة؛؛؛؛ هذه الأحداث تساوقت بشكل متواز في الرواية مع بحث جوليا
البطلة التي بحثت، وتبحث عن جذور حكاية سارة، وبلسان الراوي المباشر الذي
يبحث عن شواهد تقود للكشف عن الأحداث لتغوص بالقارئ في التاريخ، بينما يقرأ
متصفح الكتاب سيرة سارة من بداياتها على النحو التالي: فإننا نبدأ مع سارة
التي تستيقظ على طرقات مريبة للبوليس الذين جاؤا ليأخذوهم من بيوتهم،
والناس في فراشها، ويليها صفحات تحضير البيت الذي ستنتقل جوليا وابنتها
زويا إليه بعد ترميمه؛؛؛ وعودة للحالة التي تجري مع سارة، وأهالها، وكل من
يسكن المكان الذي هو شبه غيتو للعوائل التي سوف تهجر في ليل أظلم؛؛؛؛
وبالتناظر بين السيرتين، أو بالأحرى السيرة الواحدة في الحكايتين
المتعاكستين عن نفس شخصية سارة، مرة وهي طفلة، ومرة هناك من يبحث عنها، وفي
حالة الطفلة فإنها أهم، وأكثر تشويقاً لحضور الحدث، ووصفه بين ترحيل إلى
معسكر، ثم ترحيل بالقطار إلى معسكر ثان، ومعاناة تصفها الكاتبة من وجهة نظر
الطفلة سارة،؛؛؛ وبعد تكرار الأمثلة، وتوارد أكثر من دعوة وخاطرة لسارة
بضرورة الهرب، ولا تدري ما الهاجس الذي يسكن الهاربين، لما ينفصلون عن
عوائلهم، ويهربون، فما هو الواعز، وما هي تلك القدرة على تحمل صبي مسألة
الانفصال عن عائلته، والهرب إلى المجهول، رغم أن الكتمان يلف مصير الكل،؛؛؛
كل هذا الوصف، والأمثلة هو نوع من التهئية لهروب سارة، ومع هذا ورغم أن
سارة كان لها سبب وجيه، وضروري لكي تهرب، ولتقوم بمغامرتها أكثر عن غيرها،
لوجود أخيها ميشيل محبوس في خزانة تركته، ووعدته بالقدوم بسرعة، ورغم أن
سارة التي دفعتها أمور كثيرة وشجعتها على الهرب، والمجازفة في العبور، فإن
ما كان يؤخرها، ربما خشيتها، إما أن تفقد المفتاح في محاولة الهرب، أو
الموت، وفي كلا الحالتين يكمن الفشل في الوصول إلى مكمن أخيها ميشيل؛؛؛
لهذا تستجيب أخيراً لدعوات الطفلة راشيل في الهرب، وترضخ لمجازفة، وتركن
لها؛؛؛ (1-88)
وفي محاولة سارة وراشيل الهرب من المعسكر المخيم، يصطادهما الخفير الشاب
منذ البداية، لكن هاجساً في سارة يستيقظ، لتدافع عن فعلتها، بل وتستميت
بها، لعلمها بأن المحاولة لو فشلت، فلسوف تكون نهاية أخيها، فبمجرد تسليم
الخفير لهما إلى قيادة المعسكر لسوف توضعن قيد المراقبة، ولن يكن هناك فرصة
أخرى، لهذا تستميت سارة في التوسل بالخفير، وتستحث ذاكرته في تذكرها،
وأخيها، وتسرد له الحكاية بعواطف مشحونة، وقد كان للمفتاح العامل المساعد
والمؤثر في اقناع الجندي، وفعله خصوصاً، إن الجندي الخفير تعرّف على سارة،
وجعلها تهرب وسمح لراشيل هي الأخرى، وبلمسة سخية، وِإبراز للنفس الإنسانية
التي لا تختلف في حالات الشدة، يقوم الجندي بأعطاء سارة حزمة نقود، لكي
تصرّف أمورها، ربما لأنه يعرف كم يبعد المعسكر عن باريس، وهي بحاجة لنقود
لكي تنتقل بالقطار إليها.
وعلى الطرف الآخر نتعرف على الشخصيات التي تتعايش معها جوليا الباحثة عن
بدايات قصة سارة؛؛؛ من خلال وصفها لهم مثل وصفها لماما، وزوجها برتراند،
وحماها: فقد وصفت حماها إدوارد تيزاك على أنه متأنق، وكثير القراءة، وبخاصة
لروسو وهو تحت شجرة البلوط، (1-112-113)، ولكنه ليس ذو أهمية أكثر عن
متابعة سرد حكاية، واستمرارها؛؛؛ فنتابع محاولات سارة وراشيل الكثيرة لدخول
بيوت ريفية أخرى، ولكنهما في نهاية مطافهما ناما في بيت كلب العائلة
الريفية ديفوو، كانت محاولة الهرب بحد ذاتها قد أخرجت سارة وراشيل من بين
أسلاك المعسكر الشائكة، واختفين في الأحراش، وتحاشيا مرور دورية عسكرية في
الليل، ومحاولتهن طرق أبواب بيوت الفلاحين لطلب لقمة خبز، أو شربة ماء،
وتكرار العميلة، وقد انهك كلاهما التعب، والارهاق، والتوتر النفسي، عدا عن
تعرضهن لحشرات، ومرورهن في مستنقعات، وما شابه حتى وجدتا أنفسهما في مكمن
لبيت كلب حراسة لدار أحد الفلاحين فيناما هناك، غير مباليتان بما يحدث لهن،
في ذلك اليأس من النجاة،؛؛؛
وقد كان (1-118) لجوء سيريكا أي سارة ستيرزينسكي إلى بيت الكلب تابع لدار
كل من جينفياف، وزوجها جوليوس دوفووو هو المطاف الأخير لحالة الضياع،
الأولى لأن عائلة دوفوو قد تولت مقادير سارة من بعد أن وجداها وراشيل في
بيت الكلب، وهما أي "جينفياف ودوليوس" اللذين ساعداهما، وحاولا اخفائهن،
ولكن مرض راشيل كشف سرهما، فراحت راشيل ضحية وشاية الطبيب الذي جلباه
لعلاجها؛؛؛ وهنا تظهر الكاتبة مرة أخرى شريحة أخرى من الفرنسيين وهي شخصية
الطبيب الذي وشى بأمر الفتاة؛؛ راشيل المصابة بالديزانتري، ورغم هذا لم
يتفاعل الطبيب مع مهنته الإنسانية بل تخلص من المسؤولية بأن وشى الأمر
للألمان؛؛؛؛ وفي عملية المداهمة تصف المؤلفة العملية في مكانيين، الأول
الطابق الأرضي، وعميلة التفتيش التي تسمعها من سارة من خلال وقع الأقدام،
ونرى مع سارة ونتخيل ما يحصل في الطابق العلوي؛؛؛ وسارة مختفية في السرداب
بين أكياس البطاطا،،، أما وقد وصل الخطر نحوها عند دخول النازي المخبأ في
المرأب، فإن المؤلفة تصف لنا الحالة الشعورية التي تنتاب طفلة تقدر اقتراب
الموت منها، ولكنها تصبر لواعز أهم من حياتها، وهي الهرب لتخليص أخيها
السجين في الخزانة؛؛؛ وتنجو بأعجوبة، بينما لا يُعرف مصير راشيل بعد أخذها
الجندرمة الهتلرية، ورغم محاولات عائلة ديفوو إثناء سارة عن محاولتها
العودة إلى باريس، لكن ما وراءها من التزام لم يثنيها عن مغادرة الدار، ولا
تعرف مصير لما سوف تقدم عليه، وباصرارها على العودة إلى باريس لتخليص
أخيها من الخزانة، يضطر الزوجان ديفوو أن يرافقاها ليشهدا في وصولهما إلى
بيت تيزاك مأساة موت ميشيل وتعفن جثته والتزامهما بتبني سارة، وما جرى من
عقد اتفاق بين جوليوس، وتيزاك الجد كما سنرى؛؛؛
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

د. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

د. فاروق أوهان مفتاح سارة/ تناظر بين سيرتين

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: