كَانَ يُطِيلُ التَرَقُّبَ فِي وَدَاعِ حُضُورِهِ
ذَائِباً فِي ضَيْقِ اللَّحْظَةِ
يُحَدقُ بُِِشُحُوبِ البَهْجَةِ، وأَرْضُهُ قَدْ تَقَهْقَرَتْ
يُخْضِعُ مَا تَبَقَّى مِنَ الصَحْوِ
وَيَتَوَالَدُ مِنْ عَشِيَاتِ الشطُط
لاَ مَفَرَّ لَكَ
لاَ مَفَرَّ
أَيَةُ سَمَاءٍ تَرْتَكِزُ عَلَى حَتْفِكَ
دَائِماً
أَنْتَ، يَا طَائِرالفناء
هُنَاكَ تَرْقُدُ حطامة الجَسَدِ
هُنَاكَ تَلْتَقِي الثِمَارُ فِي مَرْقَى الدُمُوعِ
هُنَاكَ... ابْتَلَعَتِ الشَمْسُ ظُلُمَات قَلْبك
بِلا رَحْمَةٍ تَقَيَّأت الظُلُمَاتُ ثِمَارَ قَلْبك
كُنْتُ أبْقِي عَلَيْك آفَلاً فِي الزَّوْبَعَةِ المِيتَةِ
وَكُنْتُ، بِلاَ هَوَادَةٍ
أَقْلبُ فُصُولَ وَحْدَتِكَ
طير فضاء روحك
وروحك ليست ببعيدة عن داخل روحك
أنت أدرى بالنسائم تغفو في روحك
أناملها الناحلة تداعب رغباتك
حيث المياه الطاهرة
في مدها وجزرها تمضغ وجعها على مهل
العذابات التي تجمدت فيها كل الانتباهات الثابتة
تابوت يخلع اظفاره
أولئك الذين حدقوا في الظلام كثيراً
لن يعرفوا البهجة
كذا لن يسمعوا لهجة الشمس التي تصرخ من الألم
ولن يسمعوا اغنيتها الصادحة
مؤكداً
مؤكِّداً... مؤكِّداً أنَّني مسحوقٌ بفراغِ الطموحِ، لأنَّني لم أنتهِ بعدْ
أهرَعُ إلى أعدائيَ الأكيدينَ... ألوذُ بهم... أسْتَنْجِدُهُمْ، ومعَ ذلك
فإنني أحلُمُ وأحلُمُ، لذا أَتَعَذَّبُ، هكذا
هذه لعبةٌ لن يفهمَها الأولادُ، لأن هناكَ موتىِّ يتكلِّمونَ بضميرِ الحاضر
لأنَّ هناكَ أفراحاً زائفَةً، وكلماتٍ باطلةً يجبُ أنت تُقال
ومعَ ذلكَ، فإنني مطمئنٌ بكثير من الحذرِ إلى حرَّيتي
أودِّعُ يوماً، وأستقبِلُ آخر، وأبدأُ الثأر
أدغدِغُ حياتي بضرباتٍ جدّ مؤلمة، بنفاذ صبرٍ لا خوفَ منه
ثم أتأمَّلُ أشلاءَها بهدوءٍ ورجاحةٍ- كنتُ فيما مضى لا أتوقُ لشيء
مُضحكاً إلى حدِّ البكاء، ومتسائلاً بلا هوادةٍ: ما العمَل؟
وبعدَ أن يتلاشى أحدُنا بالآخر، أنَدِّدُ بها، أُلَوِّحُ بها، تاركاً ذخيرتي
من البديهيّات تنفذُ إلى آخر قطرةٍ، ساخراً حدَّ الشماتة
مؤكِّداً... مؤكِّداً أن صوتيَ غيرُ مميِّزٍ وسطَ هذه الضوضاء
وأنَّي مصابٌ بسيلانِ الألَمِ المُزمِن