خالص
جلبي
لعنة آدم: مستقبل بلا رجال
هو عنوان كتاب من ثلاثة كتب تقرع جَرَسَ
الإنذار بنهاية الذكور! والكتاب هو من تأليف
براين سايكس من جامعة أكسفورد. أما الثاني
فأشد تشاؤمًا، وهو بعنوان الذكر الخطأ في
الطبيعة، من تأليف ستيف جونس من جامعة لندن.
والثالث من تأليف ديتر أوتن
حول فشل الرجال. وهذه الكتب جاءت معمِّمة
للدراسات الخطيرة التي كشفتْ عن تآكُل
الكروموسوم الذكري في الخلِّية
إلى ثلث حجمه، من خلال دراسات أُجْرِيَتْ على
هياكل ما قبل تاريخية، أظهرت أن الكروموسوم
المسؤول عن الفحولة قد خسر ثلثيه على مدى الـ300
مليون سنة الفائتة. وهذا التآكُل والتفسخ
ماضٍ في طريقه من دون توقف. وإذا استمرت
الأشياء وفقًا لطبيعتها فإن التوقعات تقول إن
الذكر سيختفي من على وجه البسيطة بعد خمسة
آلاف جيل، أي في حدود 125 ألف سنة من الآن! وهناك
مَن يعترض، ويدفع الرقم إلى حوالى مليوني سنة.
ولكن الجميع متفقون على أن الكروموسوم الذكري
ماضٍ في تحلُّله من دون توقف. والسؤال هو: متى؟
وهذا يعني أن كارثة
عارمة ستحل بالذكور، وأن الإناث سيجدن حلاً
لاستمرار النوع بدون الذكور الفحول في عالم
تعيش فيه الأنثى فقط! وهذا المؤشر الخطير ظهر
مع تطور علم الجينات وتقنية الاستنساخ الجسدي.
فهذه العملية التي "تمخَّضتْ" عن النعجة
دولي تمَّتْ على ثلاث نعجات أمَّهات إناث،
ولكن بدون ذكر واحد! ويبدو، من خلال الدراسات
البيولوجية، أن الذكر الفحل يبدو من الخارج
قويًّا، مفتول العضلات، ولكنه يُبدي مظهرًا
خادعًا. وهذا الأمر يؤكد نظرية الأخذ من
الضِّلع – ولكن مقلوبة!
فكأن المرأة هي
النموذج المتطوِّر المعدَّل للجنس البشري:
مثل تطور الآلات والأدوات إلى الفاكس
والكمبيوترات الفائقة! فلا يمكن مقارنة
كمبيوتر بـ8 رام وسرعة محدودة وذاكرة 20 ميغا،
كما كان الأمر عليه عندما بدأت أنا بالدخول
إلى عالم الحَوْسَبَة، مع البنتيوم 4 والسرعة
التي تفوق ألفين والذاكرة المقدَّرة
بالغيغا، كما حصل معي بخصوص اللوح، الذي لا
يزيد حجمه عن حجم الكف، والذي اشتريته من كندا:
فهو يحمل
ذاكرة بحجم 40 غيغابايت؛ وكل ما كتبت حتى الآن
– وربما حتى موتي – لن يملأ في النهاية أكثر
من
غيغا
واحد!
والمهم أن هناك
مؤشرات، كلُّها لا يروي أخبارًا سارة بخصوص
الذكور: فهم يموتون في الأرحام أكثر من
الإناث، ومعظم الإجهاضات تودي بأجنَّة ذكرية.
وفي العام الأول من العمر يموت 126 ذكرًا مقابل
100 أنثى. وتعمِّر المرأة أكثر من الرجل: في
المتوسط 6 سنوات. كما أن كلَّ واحد من 12 من
الذكور عنده مشكلة في إبصار الألوان؛ أما
النسوة فبصرهن "حديد"، ويصاب منهن أقل من
واحد في المائة. ويمارس الذكور الجريمة أكثر
من النساء بتسع مرات، ويدمنون على الكحول
والمخدرات بمقدار ضعفين. ويتعرض الذكور
لإعاقات لغوية ثلاث مرات أكثر من
الإناث.
وتبقى المرأة تحتفظ برأس مزيَّن بشعر جميل،
في الوقت الذي تلمع صلعات الرجال. ومرض نزف
الدم القاتل (الناعور) هو مرض ذكوري، مع أن
الإناث يحملنه، ولكنهن محصَّنات ضده، بينما
يقع الذكور الضِّعاف تحت وطأته! وفي المدارس
تتفوق الإناث في الدراسة، ويجتاز الامتحانات
أكثر من 26% من الإناث، مقابل 21% للذكور. وفي
جنوب لندن تَصرف الدولة ستة آلاف يورو
للفرد الواحد على
جرائم
الذكور وعنفهم، مقابل شيء لا يُذكَر للإناث.
لكأن الذَّكَر مزيج
من نار وعنف وجريمة بسبب هرمون التستوستيرون
الجاري في دمه. ولكن هذا الهرمون هو الذي يقصف
عمر
الذكور،
حسبما أفادت المعلومات الطبية، حيث يعيش
الطواشي المخصيون وسطيًّا 13 سنة أكثر، تزداد
مع التبكير في الإخصاء. والسرُّ كلُّه، على ما
يبدو، هو في الكروموسوم المضاعف عند الأنثى XX، كنسخة إضافية،
وحرمان الذكور XY
من هذه المضاعفة. وهكذا فالذكر خُلِقَ من ضعف،
مع عضلاته كلِّها.
إنها حقًّا مفاجأة
لكلِّ "فحول" العالم!