أخبار البلد: قال محللون الاحد ان قرار الجيش السوري
الحر نقل مقر قيادته من تركيا الى “المناطق المحررة” داخل سوريا يظهر زيادة
في الثقة بالنفس لدى الجيش الحر رغم مخاطر تعرضه لضربات جوية من قبل قوات
النظام السوري.
وأعلن الجيش الحر السبت عن نقل قيادته من تركيا المجاورة الى سوريا في
خطوة رمزية تقوم بها المعارضة التي تواجه انتقادات بانها تقيم مقراتها في
خارج سوريا.
وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الاسعد في شريط فيديو بث على الانترنت
في رسالة موجهة الى الشعب السوري “نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر الى
المناطق المحررة بعد ان نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة
تحرير دمشق قريبا”.
وقال محللون ان هذه الخطوة تظهر المكاسب التي حققتها المعارضة على الارض.
وراى رياض قهوجي مؤسس معهد الشرق الادني والخليج للتحليلات العسكرية
(اينغما) ان “نقل القيادة المركزية دليل على ان الجيش السوري الحر حقق قدرا
كبيرا من التقدم والنجاح”. وقال انه من الناحية العملية فان هذه الخطوة
ستحسن اللوجستيات وتسهل الاتصالات.
واضاف انه “عندما تتمكن من نقل قيادتك الى مكان اقرب من خطوط المواجهة، فان ذلك يجعل عملياتك اكثر فعالية. وهذا امر جيد للمعنويات”.
وصرح عقيد في الجيش السوري الحر لوكالة فرانس برس ان الجيش السوري النظامي
يفقد السيطرة بشكل متزايد على الارض في سوريا وان قدراته الجوية فقط تتيح
له البقاء.
وقال العقيد احمد عبد الوهاب في قرية اطمة القريبة من الحدود التركية،
وآمر كتيبة من 850 رجلا “نسيطر على القسم الاكبر من البلاد. وفي غالبية
المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم. لا يخرجون الا لفترات قصيرة ونحن نتحرك
كما نريد في كل الاماكن تقريبا، باستثناء دمشق”. واضاف “يكفي تجنب الطرقات
الرئيسية، وبالتالي نتنقل كما نشاء”.
واضاف “مع او بدون مساعدة خارجية يمكن ان تقدم الينا، ان سقوط النظام مسالة اشهر وليس سنوات”.
وراى فابريس بلانش المتخصص في الشؤون السورية ورئيس مركز الابحاث
الفرنسي (غريمو) ان نقل قيادة الجيش الحر يظهر ان المسلحين السوريين “حرروا
منطقة”، مضيفا ان “اقامة القيادة في سوريا هو خطوة رمزية للغاية”.
الا انه قال ان المسلحين لم يحرزوا الكثير من الناحية العملية “فالقيادة المركزية كانت في تركيا غير البعيدة” عن الحدود مع سوريا.
كما تحدث بلانش عن احتمال ان تكون الحكومة التركية التي تواجه انتقادات من
المعارضة الداخلية بشان سياستها الخاصة بسوريا، قد دفعت الجيش الحر الى
الخروج من اراضيها.
واشار الى ان هذه الخطوة تخلق مشكلة امنية جديدة للمسلحين “فقد اصبحوا الان عرضة للهجمات الجوية”.
ولكن مع خضوع مساحات شاسعة من المناطق الحدودية لسيطرة المسلحين السوريين،
فقد قرر قادة المسلحين الاقدام على هذه المخاطرة بهدف توحيد صفوفهم.
وقال قهوجي ان هذه الخطوة “لها تاثير قوي على المعنويات وتنفي ما يدور
من حديث عن ان المعارضة تجلس في المنفى بينما جناحها العسكري في داخل
سوريا”.
وياتي اعلان الجيش السوري الحر قراره بنقل مقره فيما تدور نزاعات داخله
خاصة بين القيادة المركزية التي اقيمت في تركيا قبل اكثر من عام ويقودها
رياض الاسعد، والقيادة الداخلية التي يقودها العقيد قاسم سعد الدين.
وهناك مشكلة كبيرة اخرى تتجسد في انتشار الجماعات المتفرقة والتي يعلن بعضها العمل بمفرده.
وقال قهوجي ان وجود قيادة الجيش الحر داخل سوريا سيساعد على كبح مثل هذه
الجماعات “حيث انه لا يمكن الفوز الا اذا عمل الجميع بشكل جماعي ومنظم”.
غير ان بلانش قال ان انضمام المقاتلين في المناطق البعيدة الى صفوف
الجيش السوري الحر سيستغرق وقتا “ولا اعتقد ان الوضع سيتغير بسرعة”. واضاف
“اذا تمكنت قيادة الجيش الحر من اعطائهم الاسلحة والمال، يستطيعون من خلال
ذلك توحيد صفوفهم. ولكن اذا لم يكن لدى هذه القيادة ما تقدمه لهم، فانهم لن
يذعنوا لها”.
ويامل المسلحون السوريون كذلك في كسب دعم المجتمع الدولي المتردد حتى الان في تزويدهم بالسلاح لقتال نظام بشار الاسد.
وصرح خبير في الشؤون السورية طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان
“ضغوط المجتمع الدولي هي التي اجبرت الجيش السوري الحر على تنظيم صفوفه،
لان المجتمع الدولي يخشى من صعود الاسلاميين والجهاديين”.
ومنذ اواخر تموز/يوليو سيطر المسلحون على ثلاثة على الاقل من المعابر
الرئيسية بين سوريا وتركيا، بينما اصبحت نحو 80 من البلدات الواقعة على طول
الحدود التركية خارج سيطرة النظام، طبقا لناشطين.
وقال العقيد احمد عبد الوهاب “لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات
فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، لكن الدول الخارجية لا تقدم لنا هذه
المعدات، وحتى بدونها سننتصر. سيكون ذلك اطول، هذا كل ما في الامر”.