نعم... سأبكي
كالنساء
محمد سعد الدينولدت أسيرا خارج أسوار بلدي ... أربعون عاما و أنا أبحث عن جواز
سفر يثبت أنسانيتي ... نشأت و أنا أستحي من ترديد كلمة وطني وأنا ألهث خلف طيف بلدي
... اتسائل كل يوم ... كيف يُحرم انسان من لمس تراب وطنه ... أحلم كل ليلة باحتضان
نواعير مدينتي ,أشرب من عاصيها ,
لعل دمي يشفي ضمئه من مياهها.
أبكي... و كيف لا!!! ... و أن أرى حرائر وطني يصرخون " وا
معتصماه" فيدير حكامنا رؤوسهم بعيدا
أبكي... و كيف لا!! و أطفال بلادي يتامى.. لاجئون , يبحثون عن
يد حانية تمتد لهم و لا مجيبا
أبكي ... و كيف لا!! ... و أشقائنا يرمون لنا ببعض فضلاتهم مع
كثير من المن و الاذى
أبكي ...و كيف لا!!! ... وأن اراهم يدمرون شوارع بلادي و
أحيائها و يمزقونها تمزيقا
أبكي ... و كيف لا!!! ... و شيوخنا الاجلاء صمتوا صمت القبور
بعد أن دوت أصواتهم لعقود على المنابر و الشاشات دويا
أبكي ... و كيف لا !!!... و أن أشاهد
بعض قادتنا يتقاسون الأرث حتى....... قبل دفن بلدي
أبكي...وكيف لا!!!وأنا بعيد أكتب بقلم مداده من دمعي
أبكي فقد يصبح البكاء يوما ما............ رجولة
أبكي قبل أن يجف الدمع..... فيصبح البكاء مستحيلا