هذا ما ادعاه السيد المحترم المدعو برج الأسد في أول ساعات
الصباح يوم الخميس الموافق: 6-9-2012، فاعتاب الآخرين واتهمهم بالثرثرة، فقال على
الصعيد المهني: "لا تهتم لثرثرات الآخرين ما دمت مقتنعا بما تقوم به"، لقد جمحت به
الرؤيا لينال من الزملاء في العمل، ولم يعلم بأن زملائي الأفاضل لا يثرثرون ولا
يغتابون، كل واحد منهم منقطع لشأن نفسه، ولا يتدخل بأمور غيره، فكيف عرفت أيها
الأسد أن هؤلاء يثرثرون؟
لا شك بأنك قد قست الغائب على الشاهد، وحكمت بما تشاهده من
أخلاق الناس الآخرين ممن اتصفوا بهذا الوصف، فأخذت الطائع بذنب العاصي، يا لك من
معمم جهول، لم تراع حق زمالتي وجعلتني خجلا أمامهم وأنا أقرأ لهم ماذا تقول عنهم
بطالعك الميمون!!
ويا لك من جريء لا تهاب، وقد اقتحمت عوالم ليست لك، وتدخلت في
أموري العاطفية، فمن ذا يصدقك بأن بيني وبين الحبيب حواجز وموانع، جعلتك تصدح على
ملأ عريض من القراء والفضوليين بـ "تشعر أن هناك الكثير من الحواجز بينك وبين
الحبيب وأنه لا يفهمك".
لعلك لا تصغي إلي إن قلت لك بأنه وإن تركني وغاب وشد في الهجر
والبعاد لا أشعر بأية حواجز بيني وبينه، فكيف يوجد حاجز ما بيني وبينه، وهو يسكن
فكري وخاطري ولا يغيب للحظة عن ناظريّ، يتجلي في منامي كل ليلة حلما شهيا رائعا،
ويتبدى كل صباح ليرتشف طيفه معي قهوتي الصباحية على أنغام فيروز البديعة، فهو
يفهمني جيدا ويفهم حاجة الروح للروح، لم يكن يوما بليدا أو قاسيا وعنيدا، بل كان
معي كما ينبغي أن يكون، ولقد أحبني "كما ينبغي أن يحبني"، لا تظلمه أيها الأسد،
فصحيح أنك ملك الحيوانات في أرض الغابة، ولكنك لست سيد العوالم المخفية في ملكوت
السموات، كن أقل قسوة، لأكون أكثر احتمالا لقراءة سطورك
في المرة القادمة!!