يقابل الأدباء والمفكرون غالباً بين قصة "دانييل
ديفو" Daniel De Foe المعروفة "روبنسون كروزو" "Robenson Grousoe" وقصة ابن
طفيل في "حي بن يقظان", ويعتقد كثيرون أن دانييل ديفو قد اقتبس ومض قصته
هذه من صلب التصورات العبقرية التي جاءت في قصة "حي بن يقظان". فـ"روبنسون
كروزو" عاش كما هو حال حي منفرداً وحيداً في جزيرة، لكنه وصل إليها بعد أن
تحطمت سفينته على صخور الجزيرة، حيث يستطيع الوصول إلى شاطئ الجزيرة عوماً
بعد أن أعياه الجهد وأسقطه التعب نائماً مرهقاً من شدة الإعياء. وعندما
أفاق "روبنسون كروزو" من غيبوبته صعد إلى تل قريب مستكشفاً حوله في مطلب
للأمن من الحيوانات المفترسة والمخاطر المحتملة التي قد تهدد حياته. وبعد
أن يشعر بتوفر الأمن يتابع "روبنسون كروزو" البحث عن أولويات الوجود من
مأوى ومن طعام. فهاهو يعود عوماً إلى حيث سفينته الغارقة، ليأخذ منها
مايمكن أن يحتاج إليه، وينقله إلى الجزيرة.. وهي تسلط الضوء على الفرد حين
يعيش وحده في عزلة , وهاهو "روبنسون كروزو" يحفر على شجرة تاريخ وصوله،
وصنع لنفسه "أجندة" حتى لا تكرّ الأيام وتمرّ دون أن يدري بها. ونحن هنا
كما هو جلي وواضح أمام شخص له تجارب شخصية، بالغة الأهمية فقد وصل الجزيرة
كبيراً، ولم يولد عليها كما حدث مع "حي بن يقظان"