يستخدم ابن طفيل الرموز والأساطير في قصته الأدبية
"حي بن يقظان" وهو يضع فرضيتين رمزيتين لأصل "حي بن يقظان" وولادته
واستقراره في جزيرة من جزر الهند.
في الافتراض الأول : يرى ابن طفيل أن
حي توّلد من الطين بلا أم ولا أب، وفي الافتراض الثاني : يرى أن حي هو طفل
غير شرعي لأبوين في جزيرة قريبة تزوجا دون علم الملك فوضعا حي عند ولادته
في قارب صغير استقر على ضفاف الجزيرة ؛ فتلقفته غزالة كانت قد فقدت وليدها
فأغدقت عليه عطفها وحنانها وتعهدته بعنايتها حتى استقام له الأمر وشب عن
الطوق.
ويمضي ابن طفيل مع الافتراض الثاني، حيث عاش حي
وترعرع في الجزيرة بين الطيور والحيوانات وبدأ يكتشف
نفسه والعالم الذي حوله عن طريق التأمل والتفكير، وسرعان ما بدأ يطرح
الأسئلة الفلسفية الكبرى التي تتعلق بالمعقولات وبأصل الوجود، وفي غمرة
تأملاته العقلية واستغراقه الكامل في النظر والتفكير لاح له العالم
الروحاني بصوره التي لا تدرك بالحس بل تقبل ذلك بالنظر العقلي والحدس
واستطاع حي بمحض فطرته وصدق طويته اكتشاف العلاقة بين العلة والمعلول
والفاعل والمفعول بين الوجود وواجب الوجود وبرهن على أن الكون واحد في
الحقيقة وأن هذه الوحدة ناجمة عن وحدة الخالق ووحدة التكوين. وبدأ عقله
ينقدح تساؤلاً في ماهية الخلق والخالق وقدم الخلق وحدثانه وراح يتساءل هل
هو شيء حدث بعد أن لم يكن أم أنه خرج إلى الوجود بعد العدم؟ أم أنه أمر كان
موجوداً ولم يسبقه العدم؟ وقد تبين له بالحجة العقلية الدامغة أن لكل حركة
محرّك ولكل مخلوق خالق وأن الخالق هو رب العزة خالق الخلق وباعث الرزق وهو
الله رب العالمين سبحانه وتعالى جل جلاله وعزّ كماله.
واكتشف بعين
العقل وحكمة النظر أن الخالق روح مطلق ونور محض خالص لا بل هو نور لا
كالأنوار إذ هو بريء عن المادة منزه عن الصور عظيم بقدرته. وذهب به التأمل
وأخذته الفطنة الربانية إلى القول بحدوث العالم بعد أن لم يكن وأن الله
أخرجه إلى الوجود وأنه هو القديم الأزل الذي لم يزل.
وهذا يعني أن ابن
طفيل قد اكتشف عظمة الخالق ووحدانيته وعظمته وقدمه وحدوث العالم وصيرورة
الوجود ونزهة الباري عز وجلّ عن الصورة والصور ووحده ونزهه دون أن يلجأ في
ذلك إلى معرفة سابقة وكان تنزيه الباري والكشف عن طبيعة خلقه بمحض التفكير
والتأمل والعقل الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان. فالعقل يكتشف
الحقيقة منفرداً وتصفو له المعقولات بعيداً عن النص والرسائل والوحي.
وهذا
يعني أن الله وهب الإنسان عقلاً وأن عقل الإنسان قادر على الكشف وألا
تناقض هنا مابين الحقيقة الدينية والحقيقة الإيمانية وأن الدين والعقل
يتكاملان في الكشف عن الله وعن خلق الوجود, وهنا يريد ابن طفيل أن يعيد
الاعتبار للفلسفة والعقل في لجة الصراع بين العقل والنقل والفلسفة والدين.
وبعبارة أخرى يريد المصالحة بين الدين والفلسفة والعقل والإيمان ويريد أن
يحقق التوافق بينهما في ردّ مستتر يتسم بعبقرية الإجابة عن سؤال العقل
والإيمان.
وعندما بلغ "حي بن يقظان" الخمسين من العمر يأتي إلى الجزيرة رجلان،
هما: آسال وسلامان، وهما من أهل ملة الإيمان، فأما الأول فهو من أهل
الباطن، وأما الثاني فمن أهل الظاهر، وقد حدث أبسال "حي بن يقظان" عن العلم
والشريعة، بعد أن علمه الكلام، فوجد (حي) في الشريعة ما اهتدى إليه
بالفطرة، بعد نقاش فلسفي شامل وعميق، وهكذا حقق ابن طفيل هذه المصالحة التي
كان ينشدها في الأصل بين الفلسفة والدين، وبين العقل والنقل.
حظيت قصة ابن طفيل باهتمام كبير في أوروبا والعالم، وتقاطرت عليها الدراسات
الفلسفية والتربوية والأدبية، ولطالما بحث الدارسون عن وجوه الشبه بينها
وبين مثيلاتها من القصص الفلسفية الأوروبية، وقد بينت هذه الدراسات النقدية
أن الأحداث الدرامية في قصة حي موجهة بوضوح تام لخدمة هدف فلسفي شُغل به
العصر الذي عاش فيه ابن طفيل، إذ لم يكن ابن طفيل قادراً في قصته هذه على
التحرر من سلطة مذهبه الفلسفي لأنه يعرف الهدف الذي يمضي إليه ويدرك
الحقيقة الفلسفية التي يسعى إليها. وهو من أجل التوفيق بين ينبوعي المعرفة
المتمثلين في الفلسفة والوحي .
يستقدم في قصته رجلين من خارج الجزيرة هما آسال وسلامان حيث يمثل أحدهما
رمزاً للتعمق الروحي الغواص على المعاني، وثانيهما رمزاً للمذهب الظاهري
الذي لا يحب التأويل، وأراد بالحوار الذي يجري بين هذا الثالوث المختلف في
النزعة والاتجاه أن يحقق هذه المصالحة بين الفلسفة العقلية وبين النصوص
الدينية، ويتضح أن ابن طفيل كان في دائرة هذه العلاقة يعلي من شأن الفيلسوف
المؤمن لأنه يستطيع دون توسط النص أن يصل إلى غايته في فهم الكون وإدراك
أسراره الخفية. فبعد حوار معمق بين حي وآسال وسلامان يكتشف الجميع أنهم
يمتلكون حقيقية واحدة في فهم الكون ويدركون سر الأسرار متمثلاً في توحيد
الذات الإلهية العليا إدراكاً للذات ومعرفة بالصفات.
المرحلة الأولى حي والظبية:
يروي ابن طفيل هذه العلاقة الكونية بين حي وبين الغزالة التي فقدت وليدها
فتعهدته بالرعاية. فهي أي الغزالة تقدم له الغذاء وترضعه وتعنى به كأم
حقيقية. لقد ألف الظبية وألفته، أحبته الظبية وأحبها وتعلق بها فإن هي غابت
اشتد بكاؤه وإن هي حضرت ضج المكان بمناغاته وفرحه. وإن هي سمعته طارت إليه
ولامسته ومن حليبها أعطته. وهنا يفترض ابن طفيل أن الجزيرة خالية من
السباع والضباع والوحوش الكاسرة.
وعندما يبلغ الطفل الحولين من العمر في هذه المرحلة يتعلم حي عن طريق
التقليد والمحاكاة للطيور والحيوانات الأخرى، وتظهر لديه الانفعالات الأولى
مثل: الخوف والاستغاثة والقبول والرفض. وكان له ذلك بمساعدة الظبية التي
وفرت له أصوات الحيوانات المعبرة عن نقل الانفعالات مثل الاستصراخ
والاستئلاف والاستدعاء والاستدفاع". ومع أن حي لم يبلغ العامين من عمره إلا
أنه في هذه المرحلة أصبح مهيأ للحياة ومستعداً لها.
المرحلة الثانية:
وتمتد هذه المرحلة من السنتين حتى السابعة من العمر. وفي هذه المرحلة يبدأ
حي يتجاوز مناحي ضعفه وقصوره ويصبح قادراً على أداء بعض الأدوار الضرورية
للحفاظ على وجوده واستمرارية حياته. وفي هذه المرحلة يتمكن حي من استخدام
الملاحظة والمقارنة والمشاهدة والتأمل. وبدأ يفهم معنى وحدة الذات والهوية
وانفصاله عن الآخرين ويكتشف الفروق بين الكائنات الحية التي تحيط به. وبدأت
أيضاً في هذه المرحلة تظهر لديه بعض العواطف السلبية والإيجابية تجاه
الأشياء.
المرحلة الثالثة:
وتبدأ هذه المرحلة من السابعة حتى الحادية والعشرين من العمر، وهي من أطول
مراحل النمو عند حي وهي بالتالي تشكل نوعاً من الاستمرارية المؤسسة على
المرحلة السابقة والتي تؤسس لمرحلة لاحقة. ففي مستوى الجسد استطاع حي أن
يدرك التكامل القائم بين الروح والجسد وبدأ يفهم ماهية كل منهما. فالروح
كما يدركها هي أسمى من الجسد , والجسد آلة الروح ومسكنها. وتبلغ معرفة حي
عن العلاقة بين الجسد والروح غايتها القصوى ويتفهم وظائف الأعضاء
وطبيعتها.
وفي المستوى العاطفي تتمحور عواطف حي ونوازعه الانفعالية نحو الظبية التي
منحته الحياة. وقد تعلم من الغراب عملية الدفن دفن الجثث الميتة ومواراتها
في التراب. وقد فعل ذلك عندما ماتت أمه الظبية ولكن حبه بقي وجداً روحياً
شمل جميع الظباء في الغابة لأنه كان يرى صورة أمه في جميع الظباء. وذلك هو
الحب الروحي الذي يعم ويسمو ويأخذ انطلاقته الرمزية. وفي المستوى العقلي
نجد أن حي يحقق تقدماً لا يستهان به في مجال التفكير والتأمل والنظر في
قضايا الكون والوجود والحياة. واستطاع في هذه المرحلة أن يكتشف علاقات
كثيرة أهمها:
ـ الكشف عن العلاقات بين أشياء متنافرة ومتضادة مثل علاقة الروح بالجسد.
ـ عرف أن الإدراك يتم عن طريق الحواس وأن تعطل حاسة ما يؤدي إلى تعطل وظيفتها الإدراكية.
ـ إدراك طبيعة الحركة من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى. كما
أدرك خصائص المادة الهندسية التي تتعلق بالعمق والطول والعرض والارتفاع.
ـ الكشف عن خصائص المادة وأصولها التي تعود إلى الماء والهواء والتراب والنار.
ـ الكشف عن مبدأ العلية والسببية بين المظاهر الطبيعية.
المرحلة الرابعة:
وتبدأ من الحادي والعشرين حتى الثامن والعشرين من عمر حي.
تأخذ هذه المرحلة مشروعيتها من المرحلة السابقة وتمثل استمراراً لها. وفي
هذه المرحلة يفكر حي بالموضوعات السماوية أي في الأفلاك والأجرام والنجوم
ثم في قضايا العالم في أصل العالم وفي قدمه وحدوثه والعلاقة بين المادة
والصورة والبحث عن مبدأ العلّية. وفي هذه المرحلة يدرك بأن تحرر الإنسان من
ثقل المادة وشهوات الجسد يمكنه من تحقيق التواصل مع الكليات ومعرفة
المعقولات وبالتالي تحقيق السعادة الكلية. وهذا يعني أن حي قد بلغ أقصى
درجات المعرفة.
المرحلة الخامسة:
وهي المرحلة التي تقع بين الثامنة والعشرين والخمسين من العمر.
يبلغ حي من النضج العقلي مبلغاً عظيماً ويصل إلى السعادة الكبرى. وسبيله
إلى هذه السعادة التحرر من ربقات الجسد ومن الرغبات والشهوات واعتماد
الرياضة الفكرية. وهنا يصبح حي صوفياً إشراقياً يتحد مع الكون الأعظم ويدرك
معنى الألوهية ويوحد الله عزَّ وجلَّ وينزهه. وفي هذه المرحلة يلتقي بآسال
وسلامان ويدور ما يدور بينهم من جدل حول الحقيقة والغايات الكونية
المطلقة، ويعرف الثلاثة أن ما يكتسب بالوحي يمكن أن يكتسب بالعقل وأنه ليس
هناك من تعارض بين الدين والفلسفة في اقتفاء الحقيقية والوصول إلى غاية
الكشف الكلية.
وعلى الرغم من عودة آسال وحي إلى المدينة لهداية المجتمع ولكنهما يمنيان
بالفشل ويعترفان بصعوبة تنوير الناس بالحقائق الكلية وتخليصهم من عذابهم
الأبدي فعادا مهزومين مدحورين إلى الجزيرة أملاً بالخلاص وعزفاً عن الدنيا
وتوحدا بالمعرفة اتحاداً مع الحقيقية وإيماناً بالله المنزه عن المادة
والصفات. وهذا يعني العودة إلى الطبيعة حيث الصفاء والنقاء والانقطاع إلى
عبادة الله عز وجل جلاله
منهج ابن طفيل التربوي:
يؤكد ابن طفيل على أهمية الاستعدادات العقلية والانفعالية عند الإنسان.
فالإنسان يمتلك قابلية التعلم والإدراك بالفطرة السليمة وعلى هذا الأساس
تمكن حي من إدراك المحسوسات والمعقولات إدراكاً يتصف بالتمام والكمال. لأن
عقل حي كان مهيأ باستعداد فطري للكشف عن طبيعة الحقائق والعلاقة الجوهرية
بين الأشياء: بين الخالق والمخلوق، بين الجسد والروح، بين المتشابهات
والمتناقضات، وبين القضايا المتقابلة والمتعاكسة. ومع ذلك كله فإن هذه
المعرفة لا تحدث بصورة عفوية كيفما اتفق بل تحدث عبر منهجية عرفانية ترتبط
بالعمر والخبرة والتجربة والبيئة. فالطبيعة عامل كشف وإلهام وهي التي تصقل
الفطرة وتنمي فيها انقداحات المعرفة وبفضل التجربة الطبيعية لحي تمكن من
الكشف عن ماهية الأشياء وطبيعة المعقولات. ويبين ابن طفيل المنهجية التي
يعتمدها حي في كشفه وفي إشراقاته العقلية. ويتكون هذا المنهج العرفاني من
الخطوات التالية:
أولاً ـ الانتقال من البسيط إلى المركب في معرفة الكائنات والمخلوقات
والأشياء. إذ كان حي ينتقل في عملية المعرفة ومن السهل إلى الصعب ومن
البسيط إلى المركب.
ثانياً ـ الانتقال من الظاهر المحسوس إلى الباطن. وتلك هي حالة حي عندما
ماتت الظبية حيث كان يبحث في ظاهر الأمر، فلم يعرف سبباً لموتها ولكنه
افترض غياب الروح فيها وهي كينونة لا تشاهد بالعين المجردة ولو كانت كذلك
لشاهدها.
ثالثاً ـ الانتقال من المحسوس إلى المعقول وهذا يشمل إدراك حي لمبدأ
السببية والعليّة ومبدأ الوحدة والكثرة ثم ماهية الأشياء ومكنوناتها.
رابعاً ـ الانتقال من الجزئي إلى الكلي ومن الخاص إلى العام وهذا يدل على
المعرفة الاستقرائية التي ينتقل فيها الإنسان من الملاحظات الجزئية إلى
القانون العام الذي يشملها.
التربية الطبيعية عند ابن طفيل:
يشكل مذهب ابن طفيل في "حي بن يقظان" ينبوعاً للفكر الطبيعي في الفلسفة
والتربية، ويعد علاّمة التربية الطبيعية وربان المذاهب الطبيعية المختلفة ا
لتي شهدتها أوروبا في القرن الثامن عشر على يد المفكر الفرنسي جان جاك
روسو في كتابه إميل. ويقرّ كثير من النقاد بأن روسو كان قد نهل من معين
الفكر الطبيعي عند ابن طفيل وأنه قد قرأ بتمعن كبير قصة "حي بن يقظان"
واطلع على مضامينها واستفاد منها في تشكيل نظريته الطبيعية في التربية
والسياسة. ففي كل منحى من مناحي فكر ابن طفيل تطالعنا الطبيعة بجمال
تكوينها طاقة سامية خلاقة تمكن حي من الوصول إلى أقصى غايته وأنبل طموحاته
الإنسانية بوصفه مفكراً أنسياً عاقلاً وحكيماً.
لقد تلقفته الطبيعة في المهد ووفرت له ما يناسبه من الحنان والرعاية عبر
الجزيرة والظبية والطيور والأشجار والثمار. فأيقظت فيه هذه الطبيعة حب
التأمل والتفكير فولدت فيه فضول العارفين وانطلقت به إلى الحلم الكبير
لإدراك الصوفي الإشراقي للعالم والكون.
فالتربية يجب أن تكون طبيعية لأن ابن طفيل عاش في أحضان الطبيعة وتغذى من
عطائها وتعلم منها فن التفكير والحياة والعمل والتأمل والنظر والبحث عن
ماهية الأشياء. ويلاحظ في هذا السياق أن ابن طفيل يؤكد في نسق تصوراته أن
الطبيعة كافية بذاتها لتربية الإنسان وقادرة على أن تأخذ به إلى أكثر معالم
الرشد والمعرفة الإنسانية تقدماً.
ويعتقد ابن طفيل مرة أخرى أن الطبيعة خيرة لا شر فيها، وليس ثمة نزع شر
أصيل في النفس الإنسانية. كان حي خيراً بفطرته وكانت الطبيعة حاضنه الذي
ينضح بكل الخير وبين لقاء الطبيعة والطبيعية (بين طبيعة حي وطبيعة الجزيرة)
امتلك حي زمام نفسه نحو الخير المطلق. فالعلاقة هي جدل طبيعي بين الخير
الذي يتأصل في كل طبيعة. وتلك هي الطبيعة الأم التي يلجأ إليها الإنسان
عندما يحاصره الفساد والظلم والقهر في المجتمع. وكأن ابن طفيل كان يرى في
الطبيعة ملاذاً ومنهجاً يمكّن الإنسان من العودة إلى أصالته الخيرة والتحرر
من أثقال المجتمع التي تنذر بالفساد.
وباختصار فإن "حي بن يقظان" يرسم في كتابه هذا ملامح نظرية طبيعية في
التربية متعددة الاتجاهات بعيدة الغايات تحمل في ذاتها نسقاً يفيض بتصورات
فلسفية وإنسانية تتميز بطابع الشمول والأصالة.
من مقال للدكتور علي أسعد جريدة الأسبوع الأدبي عدد(893) بتصرف يسير