القصة الكاملة لأخطر جاسوس حاول اختراق الثورة السوريةمن الذي خطط لاختراق الثورة السورية والجيش الحر؟، وهل كانت عملية
الاختراق عادية أم لاصطياد أهداف كبيرة في الثورة؟، وما علاقة إيران وحزب
الله بذلك؟، وكيف نجح شباب الثورة في إحباط أخطر عملية تجسس شاركت فيها
أطراف سورية ولبنانية وإيرانية؟.
القصة بدأت عندما وصل إلى دمشق مطلع تموز الماضي قادماً من دبي شخص
لبناني يدعى حسان المقداد، يعمل في وكالة التنمية الأمريكية ويتقن اللغة
الانكليزية، ويتحدث عن أنه موفد من المنظمة الأمريكية لدعم المعارضة في
الداخل ولديه مشاريع كبيرة ويريد الاتصال المباشر مع قادة الجيش الحر
والكتائب..
كانت بحوزة الرجل مبالغ مالية نقدية تصل إلى نحو مليوني دولار، ومستعد
للدفع المباشر لمن يوافق على الاتصال به وتزويده بالمعلومات، كان يصرّ على
أن تعقد اللقاءات في مكان خاص قرب السيدة زينب تم تجهيزه من قبل الأمن
وزرعت كاميرات داخله ويتصل بغرفة عمليات يديرها مسؤولون من الحرس الثوري
الإيراني بإشراف الفريق قاسم سليماني.
في واقع الحال كان حسان المقداد عضوا في حزب الله وعلى صلة مباشرة مع
مصطفى بدر الدين مسؤول الملف الأمني في الحزب وخليفة عماد مغنية، وفي دمشق
كان على اتصال مباشر مع رستم غزالة المسؤول الأول عن محاولات اختراق الجيش
الحر، ولكن ما هو أخطر من ذلك كانت علاقة حسان المقداد مع قريب له يقيم في
الخارج ويتنقل بين استراليا ودبي وسبق أن التقاه في دبي برفقة شخصية أخرى
من المعارضة تدعى شادي الخش وهو اسماعيلي يدير مؤسسة أنا للإعلام الجديد
ويعمل واجهة مالية لزعيم الطائفة الاسماعيلية في العالم كريم أغا خان
الرابع وشريك بشار الأسد في مشاريع كبرى تصل الى مليارات الدولارات.
الرجل الذي أوصل حسان المقداد إلى الجيش الحر في الداخل كان قريبه من
أصل سوري ويدعى أشرف المقداد وقد أمّن له لقاء مع عدد من الضباط من درعا
بزعم أنه سيقدم له دعما ماليا بقيمة 170 مليون ليرة، وبالفعل تم اللقاء على
مقربة من درعا حيث قامت خلية مشتركة من مخابرات النظام وحزب الله بتصفية
ثلاثة من الضباط في 22 تموز الماضي وهم النقيب نزار عوني المسالمة والملازم
أول نزار عمر الحريري والملازم خالد عبدالله الزعبي.
بعد ذلك عاد حسان المقداد الى دمشق وطلب منه اختراق الكتائب فيها لإفشال
خطة تحرير العاصمة وعرض على بعض الوسطاء عشرة ملايين ليرة من أجل الاجتماع
مع القيادات البارزة في العمل الميداني، مع وعود بتأمين أسلحة مضادة
للطيران بزعم أنه يتكلم نيابة عن الأمريكيين مستفيدا من أنه يعمل في وكالة
التنمية الامريكية، وكادت محاولاته تنجح لولا الكشف عن عملية التصفية التي
تمت في درعا والتحقيقات التي أثبتت انه متورط فيها إلى جانب أشرف المقداد
والذي يرتبط فعليا منذ سنوات مع رستم غزالة بحكم صلته بالاستخبارات
العسكرية.
عندما اكتشف الجيش الحر الموضوع تم إعطاء معلومات مزيفة لحسان لاستدراجه
الى منطقة محررة قرب دمشق، بعيداً عن أجهزة الأمن ورقابة حزب الله اللصيقة
له، وفعلا وقع المقداد في الكمين، حيث اعتقل وبحوزته أموال وأجهزة تصوير
وتسجيل الكترونية عالية الدقة، وأدلى باعترافات كاملة عن دور قياديي حزب
الله واستخبارات النظام وعملائهم في الخارج وخاصة العميل الخطير أشرف
المقداد والجاسوس المستتر شادي الخش في محاولات اختراق صفوف الثورة.
ما إن فشلت محاولة الاختراق واعتقل العقل المدبر لها حتى جنّ جنون
النظام وحزب الله وترجم هذا الجنون في الهجوم على اعزاز بشكل غير مسبوق
وطار صواب حزب الله الذي بدأت الوحدات الخاصة لديه بخطف السوريين في لبنان
وتسليمهم لعائلة المقداد التي اعلن زعيمها ماهر المقداد انهم يدينون
بالولاء لحزب الله، وان المخطوفين السوريين سلموا لهم من قبل حزب الله
وحركة أمل ..
حزب الله هدد بقتل المخطوفين السوريين إذا تم بث اعترافات المقداد التي
تكشف أخطر عملية تجسس أفشلها الجيش الحر، وعملاء النظام سارعوا الى نفي
التهمة عنه واعتبار ان عائلة المقداد ضد حزب الله في محاولة لتبرئة بعض
العملاء من التهمة …
الايام القادمة سوف تكشف مزيدا من الاسرار وستفضح عملاء النظام الذين يحاولون اختراق الثورة السورية.