لنظام السوري كعادته منذ ولد وحتى يموت يعيش في طوفان بحر الكذب
والتضليل، وآخر أكاذيب النظام ما أدلى به مصدر حكومي سوري من تصريح حول
قضية عميله في لبنان ميشيل سماحة وزير الإعلام السابق الذي تم القبض عليه
بالجرم المشهود وهو يقوم بتسليم بعض من جندهم، لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة
تهدف إلى محاولة اغتيال شخصيات لبنانية نافذة من الطائفتين المسيحية
والمسلمة بهدف زرع الفتنة بينهما وإلهاب الساحة اللبنانية بصراعات دموية
تبعد أنظار المجتمع الدولي عما يجري في سورية وما يرتكبه النظام بحق
السوريين من مجازر وجرائم، قام سماحة بتسليم كمية من المتفجرات تحتوي على
24 عبوة، 4 منها تأتي على شكل عبوات غاز و20 الباقية هي علب دائرية لونها
أسود، وكانت زنات العبوات المصادرة تتراوح بين الكيلو غرام والعشرين
كيلوغراماً، إضافة إلى مبلغ من المال قدره 117 ألف دولار أمريكي لهذا
العميل المفترض الذي تمكن من تجنيده، وتبين فيما بعد أن هذا الرجل ما هو
إلا رجل يعمل لصالح المخابرات اللبنانية وقد زود بقلم يحتوي على كاميرا
ومسجل تنقل بأمانة كل ما تم بين سماحة وبينه بالصوت والصورة، حيث اعترف
سماحة بكل ما نسب إليه طواعية وبدون أية ضغوط، شاكراً فرع المعلومات على ما
قام به حتى لا تتلوث يديه بدماء اللبنانيين، كما قال، حيث تم ادعاء القضاء
العسكري اللبناني على ميشيل سماحة واللواء علي مملوك رئيس المخابرات
العامة السورية وضابط آخر في الجيش العربي السوري بتهمة “تأليف جمعية
لارتكاب جنايات”.
المصدر السوري المطلع أكد بتصريح خاص “بأن اتهام سماحة والضباط السوريين مسيّس وهدفه الضغط على حلفاء سورية في لبنان”.
وأكد المصدر أن السيد سماحة “حليف لسورية ونهجها المقاوم ويتم التعاطي
معه وفق معطيات سياسية بحتة ولا صحة للتسريبات التي تتحدث عن وجود تعاطي
أمني مع السيد سماحة كون التعاطي مع الملفات الأمنية والعسكرية يجري مع
المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله فقط والذي يعمل على تحرير الأراضي
المحتلة ولا يوجه سلاحه إلى الداخل اللبناني”.
وأضاف المصدر قائلاً: “لسنا مضطرين لإقحام الساسة اللبنانيين والمفكرين
بالشأن العسكري واصفاً اتهام سماحة بنقل المتفجرات بسيارته من وإلى سورية
بالإقحام الساذج والمسيس”.
لقد تفوق النظام السوري على النازية بحجم الكذب عشرات المرات، والنازية
هي التي ولدت من رحمها جوبلز صاحب نظرية “اكذب واكذب حتى يصدقك الناس”،
فإذا كان هم جوبلز في كذبه أن يصدقه الناس فهم النظام السوري في كذبه أن
يصدق نفسه فلا يهمه ان صدقه الناس أم لم يصدقوه، المهم هو وليس الناس!!
ميشيل سماحة يعترف بكل ما جرى وما قام به وما اتفق عليه مع المخابرات
السورية وبقيامه بنقل المتفجرات والأموال من دمشق إلى بيروت بسيارته
الخاصة، ومحاولته تسليم تلك الشحنة القذرة والمال الحرام إلى بعض من جندهم
في رابعة النهار، وقد سجلت كل الوقائع بالصوت والصورة، كما اعترف طواعية
بالمخطط الإرهابي الذي رسم وخطط له في فرع المخابرات العامة بدمشق، والذي
كان يهدف إلى اغتيال شخصيات وطنية هامة من الطائفة المسيحية والطائفة
السنية بهدف زعزعت الأمن في لبنان وإذكاء فتنة عمياء بين السنة والمسيحيين،
وقد شكر ميشيل سماحة فرع المعلومات اللبناني لأنه حال دون تلوث أياديه
بدماء اللبنانيين، ثم يخرج علينا صوت النشاز السوري ينفي كل هذه التهمة
جملة وتفصيلاً عن صديق النظام السوري ميشيل سماحة، ويعتبره ضحية لفبركة
أعدائه في لبنان الذين يقفون في وجه المقاومة والممانعة، ويؤيدون العصابات
الإجرامية التي يحاربها في كل المدن والبلدات والقرى السورية، التي تحاول
تعطيل دور النظام في دعم المقاومة والممانعة!!
وتزامن اعتقال ميشيل سماحة صديق النظام السوري وفضح أمره مع إعلان رمزين
من رموز علماء الشيعة في لبنان هما: محمد حسن الأمين وهاني فحص عن
تأييدهما للثورة السورية، وقد حثا في بيان أصدروه أبناء الطائفة الشيعية
إلى”الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها
والخوف العقلاني الأخوي عليها، وخاصة الانتفاضة السورية المحق”. وشدد
العالمان على ضرورة “عدم الالتفات إلى الدعوات المشبوهة بالتنازل من أجل
تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه”، ولفتا إلى أن “من أهم
ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سورية مستقرة وحرة تحكمها دولة
ديمقراطية تعددية وجامعة وعصرية”. وقال العالمان في بيانهما: “إننا نفصح
بلا غموض أو عدوانية عن موقفنا المناصر غير المتردد للانتفاضة السورية”.
ويدلل هذا البيان أن الطائفة الشيعية في لبنان لم تكن يوماً رهينة لحزب
مشبوه كحزب اللات المرتبط بأهداف وأجندة ملالي قم الظلاميين، فحس العروبة
والارتباط بها والتمسك بالقيم الإسلامية الحقة التي جاء بها النبي محمد بن
عبد الله صلى الله عليه وسلم لا تزال هي المعيار الذي يميز الخبيث من الطيب
عند المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، ومنهم الطائفة الشيعية الكريمة حيث
وجدت في سورية أو لبنان أو العراق أو تركيا، وهذا يجعل ادعاء النظام السوري
وتدليسه بأنه حامي الأقليات والمدافع عنها ادعاء باطل، وأنه هو من يدفع
إلى زرع الفتنة بين مكونات هذا النسيج الديني والعرقي والمذهبي الرائع،
الذي عاش لقرون طويلة في ود وتسامح وتحابب وتعاون، وزجهم في حروب طائفية
مقيتة، وقد فعل ذلك من قبل في العراق عندما جند عناصر تنظيم القاعدة وراح
يرسل فرق موتها إلى العراق لقتل الناس في كربلاء والنجف، وسبق وفعل نفس
الشيء في لبنان عند احتلاله له لنحو ثلاثين سنة، وهو اليوم يحاول فعل نفس
الشيء بعد إرغامه على الخروج من لبنان، وقد فضحه الله بانكشاف أمر صديقه
وخادمه الأمين في لبنان ميشيل سماحة، وفضح ما كان ينوي فعله في لبنان وما
كان يخطط له من أعمال إجرامية واغتيالات ليوقع بين المسلمين والمسيحيين
فتنة تجر لبنان إلى أوار حرب طائفية تبعد أنظار العالم وتشغله عما يرتكبه
من بوائق وآثام وجرائم بحق سورية الشعب والوطن، وصدق الله العظيم حين قال:
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).