أنباء عن أسلحة تصل من ليبيا على شكل خردة ويُعاد تجميعها في لبنان
سعد الياس
2012-07-31
بيروت
ـ 'القدس العربي': بعد عملية رصد قامت بها مديرية الاستخبارات في الجيش
اللبناني تم في منطقة الرميلة على ساحل الشوف ومدخل مدينة صيدا توقيف ثلاثة
مواطنين لبنانيين بتهمة الحيازة على عدد كبير من المتفجرات والصواعق التي
لم يُعرَف بعد وجهة استخدامها علماً أن طريق الرميلة شهدت أكثر من استهداف
وتفجير لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان.
لكن وبعدما تردّد أن هذه
الشبكة هي اصولية، تبين أن أحد المعتقلين هو مسيحي من الرميلة والآخران
هما سنيّان من كترمايا، وفي الساعات القليلة الماضية ألقي القبض على شخص
رابع في صيدا قيل إنه فلسطيني.
وقد طرح التنوع الطائفي داخل ما سمي
شبكة احد استنتاجين: إما أن المجموعة ليست على علاقة بأي مشروع أصولي
إسلامي، وبالتالي هي غير مشغلة من 'القاعدة' أو أي أطر تحاكيها، أو أنها
فعلاً هي حالة أمنية مركبة وخطرة للغاية، بحيث يجري استقدام عناصر من خارج
المشروع العقائدي بغية استعماله كأداة تنفيذية مباشرة في عمليات إرهابية،
وذلك بهدف تضليل التحقيقات الأمنية.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية
لمعرفة كامل خلفيات شبكة الرميلة، تحدثت صحيفة 'الاخبار' عن معطيات جديدة
في التحقيق أبرزها ان 'أخطر هدف لهذه المجموعة كان يتمثل في تخطيطها لإسقاط
طوافة تابعة لليونيفيل خلال إقلاعها أو هبوطها في مهبط الرميلة الذي
تستعمله قوات القبعات الزرق في جنوب لبنان لغايات لوجستية'.
وتشير معلومات إلى أن 'التفكير داخل المجموعة كان يتجه لإسقاط الطوافة بواسطة صاروخ ليس معروفاً نوعه'.
اضافت
انه 'يظل احتمال أن يكون هناك اختراق للموساد داخل المجموعة أمراً وارداً،
نظراً إلى أن كميات من الأسلحة المضبوطة في حوزتها هي ذات مصدر إسرائيلي'.
ولفتت
الى 'إن تنوع الأسلحة المضبوطة لدى المجموعة، وورود معلومات عن انتقال
الخلايا الإرهابية للتفكير في استهداف طائرات، يسلّطان الأضواء على قضية
تعاظم نشاط جماعات موجودة في لبنان، تتواصل مع جماعات أصولية في ليبيا ما
بعد حكم معمّر القذافي، حيث تستقدم من هناك، عبر سفن وبواخر إلى الشواطئ
الشمالية في لبنان، أسلحة، ولكن بطرق غير تقليدية، تعتمد على تفكيكها
وتقطيع أجزائها إلى قطع صغيرة، وبخاصة منها المدافع التي تطلق الصواريخ،
ولا سيما صاروخ سام 7 'ستريللا' الذي يطلق عن الكتف.
وفي النهاية، تصل
هذه الأسلحة إلى لبنان على نحو يشبه الخردة من الحديد المفكك، ويقوم خبراء
ومهندسون يعملون لدى جماعات أصولية في لبنان بإعادة تجميع هذه القطع وجعلها
صالحة للاستعمال.
وبهذه الطريقة، امتلكت هذه المجموعات خلال الفترة
الأخيرة صواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، وأيضاً أسلحة قناصة
مضادة للأفراد. وهذا الأسلوب الذي يقوم على إيصال السلاح إلى لبنان على شكل
'خردة' من ليبيا، ومن ثم تجميعه وإعادة تصنيعه في لبنان، أصبح معتمداً لدى
شبكات تهريب الأسلحة، خاصة بعد توقيف الباخرة 'لطف الله 2'.