** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لبعرة لاتدل على البعير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عبد الله
مراقب
مراقب
avatar


التوقيع : لبعرة لاتدل على البعير Image001

عدد الرسائل : 1537

الموقع : في قلب الامة
تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

لبعرة لاتدل على البعير Empty
30072012
مُساهمةلبعرة لاتدل على البعير


البعرة لاتدل على البعير


2010 / 5 / 25







قضايا الإيمان
والعقيدة بعيدة عن المجال
العقلي، رغم كل المحاولات
لعقلنة التديّن؛ بل وإن بعض
المتديّنين يحاولون جهدهم –عبثاً-
للتوفيق بين الدين والعلم، وهو
الأمر الذي لا يُمكن على
الإطلاق، فالأساس الذي يقوم
عليه الدين في الحقيقة هو أساس
أسطوري، بينما يقوم العلم على
أسس شديدة الصرامة، كما أن الدين
قائم على التقديس، والعلم لا
يعرف القداسة على الإطلاق،
والدين قائم على الثبات المطلق،
ولهذا فإن الأمور العقدية تسمى (الثوابت)،
بينما العلم لا يعترف بالثوابت؛
بل هو قائم في أساسه على
المتغيّر الدائم. ومن هنا فإننا
نقول بأنه لا يمكن على الإطلاق
الجمع بين الدين والعلم أو
التوفيق بينهما إطلاقاً، هذا من
ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذه
المحاولات التوفيقية تدلنا على
أن الدين يبحث دائماً عن الشرعية
التي يوثق بها لوجوده، لأن بقاءه
على اختلاف مع العلم يعني وقوعه
دوماً في دائرة التناقض العقلي،
وبالتالي إمكانية تعرّضه الدائم
للنقد.

إن محاولات المتدينين لعقلنة
الدين هي محاولات ساذجة، لأن
التديّن لا يحتاج إلى أكثر من
هذه السذاجة أساساً؛ ولذا فإننا
نجد في عصرنا هذا، عصر العلوم
والتكنولوجيا والثورة الرقمية
من يعتمدون مقولات بدائية
وسخيفة لإثبات وجود الله،
كإصرارهم الساذج في الاعتماد
على مقولة (البعرة تدل على
البعير)، ضاربين بذلك عرض الحائط
كل المنجزات العلمية والثقافية
التي أنجزها الإنسان وتجاوز بها
العقلية البدائية الساذجة التي
أنتج مثل هذه المقولة، وغيرها من
المقولات. ثقافة البداوة
وارتباطها البدائي بالطبيعة
أنتجت مثل هذه المقولات، في حين
أن العلم تجاوز هذه العقلية،
وأنتج عقليات أكثر تعقيداً لأن
فهمه للكون وللطبيعة تغيّر،
وبالتالي اكتشف أن الطبيعة ليست
بهذه البساطة التي يفهمها
البدوي البسيط المفتقر إلى
العلم والمعرفة اللازمتين
لإنتاج مقولات أكثر عمقاً من
مقولة (البعرة تدل على البعير)

هذه المقولة، رغم سذاجتها
المفرطة إلا أنها تجد قبولاً
واسعاً عند كثير من المتدينين،
ولو أنها قيلت في مجال آخر غير
مجال إثبات وجود الله لقوبلت
بالرفض والعداء الشديدين،
ببساطة لأنها تعرض إهانة بالغة
للذات الإلهية التي يحاولون
إثبات وجودها، فلا الكون بعرة
ولا الله بعير منتج للبعرة، وهذا
يوضح لنا مدى براجماتية العقلية
الدينية التي قد تتجاوز عن ورطات
كبرى مثل هذه الورطة في سبيل
تحقيق مصلحة ما. ولكن وحتى لا
يكون الكلام على عواهنة؛ فإننا
ندعو إلى مناقشة هذه المقولة
بشيء من الاعتدال، فهل فعلاً تدل
البعرة على البعير؟

لن نبحث عن أوجه الشبه بين
البعرة والكون، والبعير والله
في هذه المقولة، ولكننا سوف
نناقش المقولة من واقع العقلية
التي أنتجتها، ثم نعرض ذلك على
العقلية البشرية التي اكتسبت
مزيداً من المعرفة الواقعية
العميقة بالكون والطبيعة
والقوانين التي تتحكم في هذا
الكون؛ لنعرف عندها أن تمسك
هؤلاء المتدينين بهذه المقولة
وأمثلتها ما هو إلا تعلق ساذج
بأيّ حجة تدعم رأيهم، حتى ولو
كانت هذه الحجة في منتهى السذاجة
كما في هذه المقولة.

إن مقولة (البعرة تدل على البعير)
تستند في حقيقتها على معرفة
سابقة للبعير وإنتاجها للبعرة،
وهو ما يجعل البدوي يفرّق بين
بعرة البعير وروث بقية البهائم
الأخرى. وهذه الفكرة البسيطة
تنسف من الأساس أيّ استدلال
منطقي قائم للاستشهاد بهذه
المقولة في مسألة غاية في
التعقيد كمسألة نشوء الكون
ووجود إله لهذا الكون، هذا إضافة
إلى أن عملية إنتاج البعرة ليست
عملية واعية، في حين إنتاج الكون
تفترض إرادة ووعياً يُلصقها
المؤمنون بآلهتهم، وهذا الأمر
يجعل الاستدلال بهذه المقولة
غير مقبول منطقياً.

ولنأخذ مثالاً على سذاجة هذه
المقولة لنفهم منها استحالة
الاعتماد عليها في الاستدلال
بوجود الله بهذا المنطق. فإذا
وجد أحدنا مادة كريهة الرائحة
بالقرب من ضفة نهر، فإنه قد
يُخمّن أن تكون هذه المادة روثاً
لحيوان ما، ولكنه من المستحيل أن
يُجزم لمن يعود هذا الروث؛ إلا
أن يكون على معرفة سابقة. ولكن
سكان المناطق النهرية يعرفون
مثلاً أن هذا الروث روث تمساح،
لأنهم على معرفة بشكل ورائحة روث
التمساح، وعندها يُمكنهم أن
يقولوا إن روث التمساح يدل على
وجود التمساح، أو أن وجود بيض
السلحفاة يدل على وجود
السلحفاة، ولكن هنالك اشتراط
واحد واجب الإمكان ألا وهو (المعرفة
السابقة)، فكيف يُفرّق السكان
الأصليون بين روث التمساح وروث
فرس النهر؟ وبين بيض السلحفاة
وبيض الزقزاق؟ وهل للمؤمنين
معرفة سابقة بالله، تجعلهم
يقولون إن (الكون يدل على وجود
الله)؟ الواقع يقول إن لا أحد
يمتلك هذه المعرفة السابقة على
الإطلاق.

حسناً؛ يصبح المؤمنون والملحدون
عند مفترق طرق، في مسألة الكون
ووجوده، ولكن المشكلة الحقيقة
التي تجعلنا نفرّق بين ميكانيكا
العقلية الإلحادية من ميكانيكا
العقلية الإيمانية يكمن في
أساسه من صياغة التساؤلات. ففي
الوقت الذي يتساءل فيه المؤمنون
(من خلق الكون؟) فإن الملحدين
يتساءلون (كيف وُجد الكون؟) لأن
السؤال بـ(مَن) يشترط القناعة
السابقة بوجود شيء واعٍ ومُدرك
هو من (خلق). وليست مشكلتنا مع
المؤمنين هنا التفريق بين كلمتي
(خلق) و (أوجد) ولكن في الافتراض
العشوائي لإله واعي ومدرك وعاقل
وصاحب إرادة هو من كان وراء وجود
هذا الكون؛ ولذا فإن المؤمن
عندما تقول له إنه لا وجود لإله
في هذا الكون، فإن أول سؤال
يُفاجئك به هو (إذن فمن خلق
الكون؟) أو (من أوجد الكون)،
وكأنه يتوقع أنك تفترض وجود إله
آخر غير إلهه. والحقيقة أن هذا
الأمر مرّده إلى أن العقلية
الدينية تمت برمجتها على هذا
النسق الذي يفترض أن يكون هنالك
إله خلق الكون وأوجده.

إن مقولة (البعرة تدل على البعير)
تمت إعادة صياغتها بطريقة
رياضية وفقاً للتغيّرات
المعرفية المتقدمة في تاريخ
حركة الإنسان، وتمثل فيما يُسمى
بمبدأ (السببية) أو العلّية، وهي
تقضي بأن لكل موجود موجد
بالضرورة، ولكن من غرائب
العقلية الدينية أنه يرفض تطبيق
هذا المبدأ بكُلياته، بحيث يتم
استثناء الإله من هذا المبدأ
عندما نطرح السؤال المنطقي: إذا
كانت البعرة تدل على البعير،
فعلى مَن يدل البعير؟ وبالتالي
فعلى مَن يدل الله؟ والسؤال
بصيغة أقل حدّة (من أوجد الله؟)
وتكون الإجابة الصادمة للعقل هو
أن الله هو الشيء الوحيد الذي
وُجد من غير مُوجد! والمؤمنون
متصالحون تماماً مع هذا
الانقطاع المنطقي لهذا المبدأ
العام، وهو الأمر الذي يجعلنا
نقول إن الإنسان هو من يخلق الله
وليس العكس، فالإنسان بإراداته
وعقله يتجاوز عن التناقضات التي
يفرضها وجود كائن دون أن يكون
لديه مُوجد.

يقول بعض المؤمنين إن الله خارج
عن قانون السببية لأنه هو من
أوجده، فهل فعلاً هنالك إله أوجد
قانون السببية؟ في أيّ كتاب أو
أيّ لوح تم ذكر هذا القانون
الإلهي؟ أو ليس الإنسان هو من
أوجد هذا القانون وتوصل إليه
بطريقة الاستقراء والملاحظة، ثم
هو نفسه الذي عدل عن هذا القانون
عندما تملك معارف وعلوم إضافية
أوضحت له أن العلاقة بين السبب
والمسبب لا تكون دائماً علاقة
مباشرة، بل وإن الصدفة قد تلعب
دوراً كبيراً في خلق هذه
العلاقة؟ ومشكلة المتدينين أنهم
في تحدي وصراع دائم مع العلم
لأنهم يفترضون أن العلم أحد
أسلحة الكفر التي تم تسخيرها
خصيصاً لمحاربة الإسلام
والإيمان، ويقع المؤمنون بغباء
في فخ الملاحقة العميائية
للعلم، غير مدركين للديناميكية
التي يتحرك بها العلم والتي (كما
قلنا) لا يعترف بالثوابت بل
بالمتغيّر الدائم. فإذا أثبت
العلم شيئاً صاح المتدينون بأن
هذه المعرفة مثبتة في كتبهم
المقدسة، ثم بعد حين يتم اكتشاف
نظرية أكثر اتساعاً توسع
مداركنا عن الكون والطبيعة،
فيكون ردة الفعل أنهم تلقائياً
يلجأون إلى ليّ عنق اللغة حتى
تتناسب مع هذه المعرفة الجديدة،
وهكذا فهم في تحايل مستمر على
النصوص الدينية وبالتالي فهم من
يُبررون لوجود الله، وهم من
يهيئون له.

إن ما يُصر المؤمنون على التمسك
به ما هو إلا (سببية وهمية) ليس
لها أيّ سند، ولكن هذا السند يتم
تخليقه داخل ذهن الإنسان
المؤمنون نفسه، وهو ما يجعله
مُصدقاً بوجود علاقة سببية
حتمية ومنطقية بين الحدث وبين
الإله الذي يتوهم وجوده، وهذا في
الحقيقة لا يزيد عن كونه مرضاً
نفسياً لا أكثر ولا أقل.
فباستطاعة المريض بالفصام (الشيزوفرينيا)
أن يؤكد على وجود كائنات أو
أشخاص يتحدثون إليه، في حين يعجز
الآخرون عن سماع هذه الأصوات أو
رؤية هذه الكائنات أو الأشخاص،
وهي حالة موجودة ومعروفة في علم
النفس تولد للإنسان نوع من الوهم
البصري والوهم السمعي.

الآن بإمكاني أن أقول أن كائناً
يُدعى (الجحصان) يعيش معي في
غرفتي، وأنه المتسبب في انقطاع
التيار الكهربائي بصورة متكررة،
وهو أيضاً من يُصيبني بالمرض
الجلدي الذي عجز الأطباء إيجاد
علاج له، وعندما يختفي الطفح
الجلدي فإن الثعبوم بالضرورة هو
من شفاني من هذا المرض الغريب،
كما أنه هو المتسبب في كراهية
بعض الناس لي ورؤيتي بصورة بشعة
ومخيفة ومنفرة، وهو السبب في عدم
قدرتي على الحفظ والاستدعاء،
وهو كذلك السبب في هطول المطر في
غير موسمه، وهو السبب في نفوق
آلاف الأسماك في ظاهرة غريبة
حيّرت العلماء، وأنا أتحدى
المتدينين وغير المتدينين أن
يثبتوا لي عدم وجود هذا الجحصان
بطريقة علمية أو حتى عقلية.

بالطبع لن يستطيع أحد أن يُجزم
بعدم وجوده، فإذا حدث ذلك، فهل
يعني أنه موجود فعلاً؟ إن
استحالة البرهان على وجود أو عدم
وجود شيء ما، لا يجعل وجوده من
عدمه على نفس الدرجة من
الاحتمالية، كما يقول تشارلز
ديكنز في كتابه (وهم الإله)،
وهكذا فإن ربط الأحداث بهذا
السبب الوهمي ممكن للغاية لأنه
ببساطة لا يتطلب أيّ إثبات،
والإثبات الوحيد عليه هو في
أساسه متوهم، لأنه نابع عن عقلية
مريضة. وهذا ما يفعله المؤمنون؛
إذ يوعزون كل شيء في هذا الكون (حدوثه
أو عدم حدوثه) إلى شيء يسمونه
الله، في حين أنهم غير قادرون
على إثبات وجود الله أصلاً.

إن الإيمان هو الوهم بعينه، وليس
في إمكاننا إقناع الفصامي بأن ما
يراه ليس له وجود، أو أن ما يسمعه
غير صحيح على الإطلاق. هذا الأمر
يجعله يُصاب بحالة من الهستيريا
والعدوانية، بل تفاقم المشكلة
لديه إلى درجة تجعله يتصورنا
متآمرين عليه، وما مفهوم (نظرية
المؤامرة) واختلاق مفهوم (الإسلاموفوبيا)
إلا تأكيد على ذلك، فكل ما يقوم
به الغرب يتصوّره المسلمون على
أنه محاربة للإسلام والمسلمين،
وبالتالي فهم يعيشون في حالة من
الوهم الدائم، ولن يتمكنوا من
التخلص من هذه الأوهام إلا بمزيد
من العقلانية والتي تعني في
المقام الأول نزع القداسة عن
الأشخاص والنصوص الدينية
لقراءتها بشكل حيادي، وعندها
سوف تتكشف لهم الحقيقة واضحة
وجلية وكأنهم كانوا في غيبوبة
فكرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لبعرة لاتدل على البعير :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لبعرة لاتدل على البعير

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ية الله فيصل القاسم وعلي فضيل ..البعير لايرى غير سنام أخيه؟ !

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: