** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ﴿ أطلق جناحي ﴾

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : ﴿ أطلق جناحي ﴾ Democracy

عدد الرسائل : 1762

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

﴿ أطلق جناحي ﴾ Empty
28072012
مُساهمة﴿ أطلق جناحي ﴾

أطلق جناحي رميت
بنفسي على السرير تواقا لسماع أم كلثوم تغني الأطلال، ومُستسلِما لقدري
بالقُبول بتحرشات أم جميل الجنسية ، والتي لولاها لكـان صباحي في غاية
الكمال والإنسجام. كم أتمتع بهذا الوقت في هذا اليوم الذي يُجبرني سياقه
إلى الخلود للسكون وتأجيل هموم الحياة ولو إلى حين. أُشَبهُِ صباح يوم
الجمعة بالسفر إلى مكان بعيد ، لأني أُصبح فيه سجينا للبيت تماما كما
تسجنني عربة السفر، فلا يبقى لي من خيار إلا السماح لنفسي بالتمتع بهذه
السويعات القليلة لأعود بعدها للخوض في صراع الحياة والذي يكون أصعب ما فيه
سبر غور نفسي .

بعد
دقائق، وصل قرص الموسيقى الذي أمضيت ساعات طوال في سرقة أغانيه من
الإنترنت إلى مقطع الأغنية الشهير "أعطني حريتي أطلق يدي" ، ولكني توقفت عن
الدندنة مع سيدة الغناء عندما خلت أني سمعتها تقول "أعطني حريتي أطلق
جناحي!" صرفت هذه الفكرة بسرعة وانتبهت قبل فوات الأوان للتجاوب مع
مداعبات أم جميل. ولكن الشريط أخذ يكرر هذا المقطع بأصرار غريب: "أعطني
حريتي أطلق جناحي". قمت حائرا بعد أن أكدت لي عين أم جميل الواحدة أنها
تسمع ما أسمع ، وتوجهت نحو قبو المنزل بتثاقل. وما أن نزلت الدرجة الأولى
من الدرجات العشر ، حتى غشاني الشعور المخجل من الخوف الغريب الذي حملته من
أيام طفولتي. أنا أبو لهب في تقمصي العصري كرجل علماني من القرن الواحد
والعشرين ، وبكل نظرياتي المنطقية العلمية النافية لأي أحتمال لوجود الجن،
أحمل عقدة الخوف ، بل الرعب منهم بكل جزئ في جسدي !؟ عقلي بدأ يقول مستحيل
أن يوجد الجن وهذا أقوى سبب في بطلان القرآن. ولكن القشعريرة الباردة التي
زحفت في فقرات ظهري قالت لي ببساطة تبا لك ولنظرياتك.

وصلت
إلى جهاز الصوت المركـزي الذي كلفني الكثير وأنا ممتقع الوجه خوفا ، وبعد
نظرة سريعة عليه وهو يكرر كاللازمة "أعطني حريتي أطلق جناحي" قررت أن القرص
الضوئي اهترأ وأنه حان وقت تغييره. أخرجت قرص أغنية الأطلال ورميته فوق
كومة النفايات القريبة ، ثم أدخلت بدلا منه وبسرعة قرصا لأغاني فيروز
واستدرت على عقبي للهرب من هذا الحضور الإجباري مع الجن.

لم
أستطع أن أحرك قدمي ، واشتدت القشعريرة حتى خلت أن الفقاعات الصغيرة على
جلدي ستتفجر ليسقط منها شعر جسمي على الأرض كعيدان نقش الإسنان. كان واقفا
أمامي ، شعلة من الضوء ، تشكلت على هيئة إنسان شديد البشاعة ، بأنف أفطس
وشفة سفلى متدلية فوق لحية من ريش ممعوط ، ومن فوق الأنف الأفطس انبعث ضوء
أحمر من ثقبين متجاورين. لم يسعفني صوتي وتمنيت عندها لو أن محمدا كان
صادقا فيما ادعى ولو أني آمنت به ، لتمكنت على الأقل من البسملة أو قراءة
آية الكرسي لأطرد هذا الشيطان المريد من أمامي.

شعر
هو في الحال بخوفي ، فخطا بوداعة خطوتين للخلف واستدار نصف استدارة ، فزاد
من بشاعته كُـتلتين عاريتين من اللحم الاحمر تدلتا على ظهره ، يكسوهما من
هنا وهناك بعض من الريش المنتشر بفوضوية وذبول.

قال
دون أن ينظر نحوي بمسكنة وبصوت خرج كعواء كلب مجروح: لا تخف يا أبا لهب ،
أرجوك أن تسامحني يا عزيزي ، ولكن كان لا بد لي من لقائك .

قلت له : من أنت ؟ ولكن هاتي الكلمتين لم تبرحا حنجرتي وخلت أني سأختنق عليهما.
قال: أبو لهب ، ليس عندي متسع من الوقت ، سيكـتشفون غيابي الآن في أي لحظة ولهذا أرجوك أن تصغي جيدا لما سأقول.
تمكنت عندها من أخراج كلمة واحدة: الرحمة.
بكى
صاحبي لما رأى كلمة الرحمة تتدحرج دوننا. قال بصوت متهدج وهو يرشف ضوءا
أصفرا تدلى من أنفه كالقيئ: إعذرني يا عزيزي ، ليس الأمر بيدي ، أرجوك ! هذه الكلمة تمزقني.

صَمَتُّ
عندها على غير عادتي خوفا ولكن أيضا بفضول بدأت براعمه تتفتح في عقلي على
حساب كريات القشعريرة التي أخذت تخبو من فوق جلدي وشعرت أن شعري لان وبدأ
بالركود.

قال:
إسمي سعادة ، ورثت هذا الإسم أبا عن جد من جدنا الأول سعادة الذي ولد يوم
الإنفجار الأعظم. ولكن شاء حظي أن أ كون من الكـتائب الملائكية التي
أُمِرَتْ بمزاحفة قريش يوم وقعة بدر. أما اليوم فبإمكانك أن تناديني "شقاء"

أبرقت الدنيا في الخارج ، وشرَدَتْ في ثنايا عقلي شاردة حرونة سائلتني كيف يكون البرق من دون السحاب؟
نظر
شقاء بن سعادة إلى كوة القبو بقلق ظاهر وقال وقد اضطرب صوته بسرعة وكأنه
يتمتم لنفسه: أمر اكـتشافي الآن لن يطول، جئت لأوصل رسالة من الملائكة التي
شهدت بدر لمسلمي عصرك.

عاجلني قبل أن أحاول الكلام وقال:
نحن جنس الملائكة خلقنا من أجل أهداف كريمة وسامية، برمج عليها كل فوتون في أجسامنا منذ بدأ الأزل في صدر اللوح المحفوظ.
هدفنا في الحياة هو بث الرحمة في الكون.
أن ننشر الحب والسماح بين الأحياء
والذكريات الطيبة عن الأموات
أن نعالج المرضى ، أن نخفف الآلام
أن نشد من عزم المسنين
أن نواسي المحزونين والمساكين
هدفنا أن ننشر الجمال والمحبة
أن نبذل أرواحنا في سبيل سعادة الطفولة
أن نلهم الفن في وجدان البشر ، أن ننشر العطف والحنان بينهم.
توقف بعد أن اشتد البرق في الخارج ، وأنبأتني شاردة أخرى أن هذا البرق لم يتبعه رعد.
نعم هدفنا هو نشر الرحمة ، حتى هذه الكلمة شوهها المسلمون، هل تعرف معنى الرحمة يا أبا لهب؟ أرجوك أن تفهم أنه لا دخل لمعناها بتخفيف
العقوبات عن المجرمين ، الرحمة يا حبيبي هي أرقى مشاعر الحب ، هي الحب
الخالص الملفوف بالرقة وبالعطف والحنان والشفقة ، هذه الكلمة مشتقة من رحم
المرأة موطن الحب الإنساني ومنبعه. ولكن للأسف فإنكم منذ ألف وأربع مائة
عام حولتموها إلى كلمة رديفة للمحاكم والذنوب وتخفيف العقوبات!

شعرت أن أجامله بأن أقول شيئا مؤثرا فعجزت ، ولكنه لم يكن مهتما أن يجاذنبني أطراف الحديث!
تصور كيف كان شعورنا عندما جاء جبريل ليلقي علينا الأوامر بالإستعداد للقتال. وكيف
انهارت قلوبنا حزنا عندما رأينا كومة السيوف والنبال ! شعرنا كلنا وكأنا
نعيش محنة سيدنا إبليس بكل أساها مرة أخرى. لم تنفع كلماتنا بالهدوء
والتروي ووجوب الإلتزام بشريعتنا في نشر المحبة والسلام، وعندماعارضنا
بعناد ، مسخت الله أجنحتنا ، وشوهت أجسامنا ووجوهنا وأصواتنا.

أن يقتل أحدنا نفسا يشبه أن يأكل أحدكم طفله ! عفوا عزيزي لم أقصد أن أزعجك ولكن خانني لساني المشوه.
آه يا أبا لهب لو رأيت وسامتي قبل بدر! ولكن الله تعالت شائت أن تمسخني بهذا الشكل القبيح حتى تثير سحنتي الرعب في قلوب قريش.
كشر عندها عن أنياب رهيبة حسبته استلها لينهشني فتراجعت إلى الخلف حتى أوقفني الحائط.
قال: هذا ما أعنيه بالضبط ، هذه لم تكن تكشيرة ولكنها كانت أبتسامة. جنسنا يا عزيزي لا يعبس لأحد.
استأنف بعد نفس عميق: أقسم
لك أن كل الجيش الملائكي الذي شارك في بدر لم يرفع سيفا أو يرمي سهما ضد
أحد. لقد مسخت الله أجنحتنا لتمنعنا من الهرب ، وأجبرتنا بدلا منها على
امتطاء الخيل . ونحن يا عزيزي تجرح كرامتنا عندما تجرح كرامة أي مخلوق. هذا
ليس من شيمنا وهو مبعث للألم الشديد في صدورنا.

في
بدر تظاهرنا بدخول القتال ، وبالرغم من أننا لم نقاتل ، فقد تكبدنا خسائر
فادحة عندما جعلنا من أجسامنا سدا نقي قريشا بها من ضربات مساكين الجن
الذين لملمهم جبريل للقتال بدلا منا بجانب محمد. أما في أحد وحنين فقد
انتظمنا بين الصفين عازمين على الموت لحماية الأخوة الأعداء من سيوف بعض
ومن سيوف الجن ، ولكن سيدنا إبليس شاء أن يحرمنا من شرف التضحية وحلاوة
الفداء ، فصرف ، لأمر في قلبه ، قوات الجن عنا.

توقف شقاء ثم قال بصوت ملأه الفخر: كنت أنا يومها من رفع الشعارالذي هتفت به جموع الملائكة: "لا للسيف ! لا للحرب ! حبا حبا يا قريش"
أشتد
عندها البرق اللاغيمي واللارعدي ، وحدست من خلجات كتلتي اللحم عل ظهره أن
هذا الضوء الهائل يعني أن فرقة المطاردة قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من
أسره ، فقررت أن لا خيار إلا الأستمرار في الإستماع لهذا المخلوق البائس
وأطلقت عيناي تبحثان عن درب للفرار.

قال:
لقد اقتربوا جدا الآن. أرجوك أن تفهم ، أرجوك أن تنقل عني للمسلمين
وللعالم أجمع. عليك أن تدرك أن الملائكة لا تقاتل ، الملائكة لا تحمل
السهام ولا تتمنطق بالسيوف ، لقد خلقنا للحب والرحمة ولن يغير قرآن محمد أي
أنملة من طبيعتنا. نحن يا حبيبي لا نلعن الزوجات إن هن رفضن نداء أزواجهن
للفراش ، نحن لا نقذف الجن بالشهب ، بل نطرب عندما يصعدوا لأطراف السماء
لسماع أغانينا ، ولا نعذب المذنبين في جهنم بل نحرق أجنحتنا لنقيهم لهيب
النيران ما أستطعنا.

قاطعته عندها صرخة غضب من أم جميل، انحدرت علينا من الطابق العلوي كالوحش الجائع . قال شقاء بتوسل: أرجوك يا أبا لهب، إذهب إليها ، إجعلني أشعر أني عدت وسيطا لنشر أمور الحب من جديد.
أشتد
الضياء عندها في القبو فوق الإحتمال ، فأطلقت لساقي العنان ، وما هي إلى
ثوان أو أقل، حتى وجدت نفسي مستقليا ألهث بجانب إم جميل في الفراش. ألصقت
جسمها العاري بجسمي واحتضنتني. فالتفت
إليها بنهم لأمارس الحب معها بدون أي حاجة لأحلم أن جسد جارتنا الصبية في
أحضاني. ما أن اشتد وطيس العناق والتحمنا في قبلة حميمة ، حتى سمعت في أذني
سعادة يهمس بهدوء وحنان: أمر خلاصنا في أيدي المسلمين يا عزيزي، أمر
خلاصنا بعقولكم ! تخيلونا كما يجدر بالملائكة أن تكون فينفك إسارنا ، لا
تبت يداك يا أبا لهب ، لا تبت يداك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

﴿ أطلق جناحي ﴾ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

﴿ أطلق جناحي ﴾

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: