إله للملحدين: نقطة الأوميغا
لو جاز لي أن "أجتهد" عن صفات الإله التي سترضي الملحدين ومن قاربهم في أفكارهم لكانت كما يلي:
الأله غير موجود
هذا الإله لا يطلب أو يحتاج تقديم العبادات الطقوسية
يعطي معنى وهدفا لحياة البشر
لا يتعارض مع الطريقة العلمية الحديثة بحيث يمكن إثباته أو نفيه عن طريق التجربة
والبشرى التي أود أن أزفها للادينيين العرب أن نظرية عن مثل هذا الإله موجودة وتتمثل في نظرية "نقطة أوميغا" أو (the Omega Point)
كان أول من نظر لهذه النظرية الفيزيائي الأمريكي Frank Tipler في كتابه "فيزياء الخلود" أو “Physics of Immortality” وتقوم هذه النظرية على الأسس التالية:
- the universe is spatially closed (has finite spatial size and has the topology of a three-sphere),
- there are no event horizons, implying the future c-boundary is a point --- the Omega Point,
- life must eventually engulf the entire universe and control it,
- the amount of information processed between now and the final state is infinite,
- the amount of information stored in the universe diverges to infinity as the final state is approached.
وترجمتها بتصرف كما يلي:
أن الكون مغلق: أي أن له حجما معينا وأن تكوينه الهندسي كرة ثلاثية الأبعاد
أن الكون سيتقلص في المستقبل البعيد إلى نقطة واحدة هي نقطة الأوميغا
أن الحياة ستنتشر في جميع أرجاء الكون وأنها ستتمكن من السيطرة عليه
أن كمية المعلومات التي ستتكون من الآن إلى ذلك الزمان المستقبلي ستكون لا نهائية
أن كمية المعلومات المخزونة في الكون ستبلغ كمية لا نهائية في سيرنا المستقبلي نحو حالة الكون النهائية (أي نقطة الأوميغا)
وقد اشتق فرانك تبلر نظريته هذه من نظريات الفيزياء الأساسية ومنها النسبية العامة والفيزياء الكوانتية.
ويعرف
تبلر نقطة الأوميغا بأنها الإله الغير موجود حاليا ولكن الكون وفي طريق
سيره البطئ في جمع المعلومات سيكونه أو سيخلقه في المستقبل، أي أن الله غير
موجود حاليا، ولكنه سيوجد في المستقبل البعيد (مئة بليون سنة) عندما
تتراكم الكمية المناسبة من المعلومات لتكوينه وإيجاده ويكون ذلك عند بلوغ
نقطة الأوميغا، وعندها يكون الله هو نفس الكون.
مثل
هذا الإله المستقبلي لا يتطلب منا أن نعبده بالطريقة الطقوسية المعروفة في
جميع الأديان، ولكن "عبادتنا" له ستكون بالمساهمة في تكوين المعلومات
ونشرها في الكون، وهذا سيشكل هدفنا في الحياة وهو المساهمة في تكوين وخلق الله.
وتبعا لتبلر، فإن هذا الإله عند تكونه، ولأنه ضرورة سيعتمد على كمية لا
نهائية من المعلومات، سيقوم بخلقنا (بعثنا) من جديد عن طريق محاكاة حسابية
نشعر من خلالها أننا عدنا للحياة وأننا نعيش عيشة الخلود. ومن الطريف أن
تبلر يذكر أن كل رجل وكل امرأة سيتمكن من الحصول على شريكه الكامل كمالا نظريا في تلك الحقبة من الزمن
أما عن طريقة إثبات هذه النظرية، فإنه يبدو أن الملاحظات الحديثة عن تسارع
تمدد الكون قد وضعت عقبة كأداء في إثبات نظرية تبلر، والتي تعتمد أساسا
على أن تمدد الكون --الذي كان موافقا عليه في الدوائر العلمية عند كتابة
نظريته (1985-1995)-- سيقف
وأنه سيأخذ بالإنكماش حتى يبلغ نقطة الأوميغا ، وقد قرأت أنه عدل نظريته
لتتماشى مع هذه النقطة بالقول أن الذكاء المنتشر في الكون المستقبلي سيتمكن
من عكس تمدد الكون وذلك حفظا لمصلحته في البقاء حيا.
من المصادر حول هذا الموضوع:
1- موقع فرانك تبلر: يشرح نظريته بتفاصيل لا تحتاج للإحاطة بالنظريات الفيزيائية التي بنيت عليها النظرية
2- كتاب فرانك تبلر: The Physics of Immortality: Modern Cosmology, God and the Resurrection of the Dead
3- The Anthropic Cosmological Principle by John D. Barrow and Frank J. Tipler
وقد قدم هذا الكتاب John A. Wheeler أحد نجوم فيزيائي النصف الثاني من القرن العشرين.
وهناك
مقالات علمية كثيرة حول هذا الموضوع وطبعا هناك الكثير من المقالات التي
تجادل ضد هذه الفكرة. الشئ المحزن بالنسبة لي أنه يبدو أن فرانك تبلر قد
بدأ يميل إلى اعتناق النصرانية وله كتاب سيظهر في منتصف العام القادم تحت
عنوان : The Physics of Christianity
بالنسبة
لي فقد كنت تابعت هذه النظرية منذ نشأتها بكثير من الشك، خصوصا أني لم
أفهم جيدا القوانين الفيزيائية التي تعتمد عليها وخصوصا النسبية العامةK ولكني بشكل عام أجدها أكثر منطقية بمراحل من النظرية الإبراهيمية للأديان خصوصا من جهة ارتباطها الوثيق بالفيزياء الحديثة ، وهي في نظري تشكل محاولة رائدة للخروج من السجن القمعي المهيمن للديانات الإبراهيمية.