هو يقوم على أن شخص واحد اصطفاه الله على بقية الخلق على أن يكون نبياً او
رسولاً وخصه الإله برسالته. وهذا يعني بأن هذا الإنسان أختير بطريقه كيفية
إعتباطية ليطلع على حقائق وأخبار تجعله مؤمناً متيقناً من دون بقية الخلق.
وهذا، لعمري، قمة الظلم والتفضيل. فهي في نظري طريقة بدائية ليس فيها أي
إبتكار ولا صد لأي شبهات، وكيف لا تكون وهي من صنع البشر. فقط شخص ترك في
يده مصير عالم بأكمله. وإلا فأين المنطق في أن يكون إنسان واحد فقط مختص
بهذا اليقين وهذه المعرفه من دون بقية الخلق. أليس هذا الإله بقادر على
إرسال رسل في نفس الزمن وبنفس الرسالة الغير قابلة للتحريف لكل بقاع الأرض.
أو ان يجعل في كل إنسان القدرة على الوصول إليه عن طريق العقل وملاحظة
الطبيعة. إن الطبيعة إما انها من صنع الإله وإما انها ليست من خلقه. فإن
كانت من خلقه فالعقل قادر على الوصول له. وإن لم تكن، فلن يصل لها العقل
بنبي او بدونه. وإن كان العقل غير قادر على ذلك فلا خير فيه في تصديق نبوة
احد.
هذا النبي بدوره يقوم على دعوة أناس بعينهم وإظهار معجزات او آيات لهم
وحدهم وبذل النفس والمال والجهد والوقت من أجل إقناعهم وكأنهم يملكون أي
أفضلية على بقية سكان الأرض. فبأي منطق تحل هذه المعضلة!. والمشكلة أن هذه
الدعوات الغير مدعومة بأدلة لم تكن إلا في أكثر بقاع الأرض جهلاً وأميةً
حيث لا قلم ولا ورق ومؤرخين يوثقون الوقائع ويتحقق منها فيما بعد. سيقول
أحدهم مشمراً أكمامه: ولكنه جل جلاله يرسل لكل الأقوام في كل مكان وزمان.
سأقول له إذهب واسئل أهل الصين وسيبيريا، وأسئل ممالك أوروبا القديمه هل
جائهم أنبياء غير أنبياء العقل أمثال سبينوزا وهيوم. سيتبع ويقول بأنه
الإله سوف يحفظ مثل هذه المعجزات للأجيال القادمه في كتبه. ولكن من يضمن لي
بأن خلاصي النهائي هو في كتابات وقصص لا دليل عليها ولا إثبات تداخلت فيها
أهواء الرجال والفتن.
وهو أيضاً يقوم على مبدأ ان خالق بلايين المجرات وما فيها من كواكب ونجوم
وأنظمة شمسية مهتم جداً بالإيمان به ويغضب جداً عندما لا يؤمن به عباده،
ويفرح عندما يؤمنون به ويسجدون له. وكأن هذا الإنسان الضعيف المريض يملك أي
ميزة لكي يهتم به خالق الكون. وهو غيور جداً لدرجة أنه لا يريد أي إله معه
ولا يسمح بذلك. ليت هذا الإنسان ينظر إلى موقعنا في مجرة الدرب اللبني حتى
يعرف بأننا نقع في طرفها ولا نشكل حتى مركز مجرتنا! ليته يطلع على بدايات
تكون الكون وتكون الحياة على كوكب الأرض ليعرف تعارضها مع الكتب السماوية
ويعرف كيف أن تواجدنا لم يكن إلا نتجية تصادمات كوكبية وبقائنا أيضاً مرهون
بعدمها. ليته يفهم معنى قوله جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.
إستدلات وإستشهادات الأديان ايضاً هي الاخرى محل نقاش ومقال. فهي تعتمد على
قصص لا عقل فيها ولا منطق ومجملها قصص اسطورية من حضارات سابقه بابلية
وسومرية. من قصص عن أناس عذبوا بسبب طائفة قليله، ومن إله يريد من عبده أن
يضحي بإبنه، (إسماعيل على حسب القرآن وإسحاق على حسب التوارة والأنجيل)، أو
أن تذبح البهائم له وأن تسبح بإسمه ليلاً ونهاراً. ومن إله همه الأكبر فقط
هو في عرق بشر معين يرسل لهم الأنبياء والرسل وكيف يقسم لهم الأرض ويخلصهم
من طغيان طاغية وكأن لا يوجد في الأرض سواهم. ومن إله سمح للملائكه بأن
تسأل وتشكك في قراره في خلق آدم ولكنه في نفس الوقت غضب على إبليس لأنه رفض
أن يسجد لغيره !.
قوانين الأديان الاخرى ليس فيها أي إنسانية ولا رحمة. من أحكام قتال
المخالفين وعقوبات الرجم وقطع الأيدي والإعدام بالسيف إلى عقوبات حبس
المرأه وضربها. وعقوبات أخرى موجهه ضد الفكر والزندقه. فالفكر، للأسف، كان
ولا يزال من ألد أعداء الدين.
إن المنطق والأديان لا يتفقان. وبما أن الله - في حالة وجوده - هو من وضع
المنطق فينا، فإن هذا يشكل معضلة لا تقوى على حلها خوارق وأساطير الدنيا.
إن الأديان بكل بساطة عبارة عن موقف شخصي لا يقرر بل يكتشف ويورث ويعلم من
الأباء والأجداد ولو كان عكس ذلك لما أحتجنا لأنبياء ولا رسل.
يقول الكافر الزنديق توماس بين في كتابه السفيه عصر العقل: "جميع المؤسسات
الوطنية للكنائس، سواء كانت يهودية أو مسيحية أو تركية [إسلامية]، تبدو لي
أنها ليست سوى اختراعات بشرية، أنشئت لترويع واستعباد البشر ، واحتكار
السلطة والربح". أما علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري فهو يزيد على
الطنبور نغمة حيث يقول: " قد يعتقد الكثير من المسلمون اليوم أنهم لو كانوا
يعيشون في زمان الدعوة الأسلامية لدخلوا فيها حالما يسمعوا بها . ولست أرى
مغالطة أسخف من هذه المغالطة .. يجب على المسلمين اليوم أن يحمدوا ربهم
ألف مرة لأنه لم يخلقهم في تلك الفترة العصيبة تصور أنك سيدي القارئ نفسك
في مكة أبان الدعوة الأسلامية , وأنت ترى رجلاً مستضعفاً يؤذيه الناس
بالحجارة ويسخرون منه , ويقولون عنه أنه مجنون . وتصور نفسك أيضاً قد نشأت
في مكة مؤمناً بما آمن آباؤك من قدسية الأوثان , تتمسح بها تبركاً منها
العون والخير , ربتك أمك على هذا منذ صغرك , فلا ترى شيئاً غيره , ثم يأتي
الرجل المستضعف فيسب أوثانك التي تتبرك بها , فيكرهه أقرباؤك وأصحابك وأهل
بلدتك وينسبون إليه كل منقصة , فماذا ستفعل .. ؟ أرجو أن تتروى طويلاً قبل
أن تجيب على هذا السؤال ... ". لله دره ما أروعه وما أقدره على تصوير
الحال.
يستطيع أي شخص أن يحاول أن يرفأ الثوب بخيط مثل لونه، أو أن يدأب على رأب
الثأي، ولكن الحقيقة واضحة كالماسة الجوفاء لما أراد أن يذكر
اقتباس:
هو يقوم على أن شخص واحد اصطفاه الله على بقية الخلق على أن يكون نبياً او رسولاً وخصه الإله برسالته. وهذا يعني بأن هذا الإنسان أختير بطريقه كيفية إعتباطية ليطلع على حقائق وأخبار تجعله مؤمناً متيقناً من دون بقية الخلق. وهذا، لعمري، قمة الظلم والتفضيل.... |
استنتاج اعتباطي سيقود الى نتائج اعتباطية..
والملاحظ انه غالبا ما كان منظروا السياسات الالحادية يصدرون عن سذاجة
واعتباطية في التفكير.. ربما لأن المنطق النفسي يغلب المنطق العقلي فيهم.
__________________
حزمة الضوء المنبعثة من النافذة الضيقة قد لا تكفي للإضاءة على الحقيقة بأكملها ,, ولكن هل حقا نحن نحتاج الى اكثر من ذلك؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعفر_11 استنتاج اعتباطي سيقود الى نتائج اعتباطية.. والملاحظ انه غالبا ما كان منظروا السياسات الالحادية يصدرون عن سذاجة واعتباطية في التفكير.. ربما لأن المنطق النفسي يغلب المنطق العقلي فيهم. |
الضرب
بأطراف الأصابع على لوحة المفاتيح سهل يا جعفر. قل لي كيف هي طريقة إختيار
الأنبياء؟ الأمانة والصدق والتوحيد؟ هناك كثير منهم في كل مكان. على فكره،
المنطق النفسي هو الدين نفسه وأتباعه وليس للملحد علاقة به غير رميه من
قبل الؤمن. الملحد أبعد ما يكون عن نفسه للأسف.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سفر العتيبي فهمت من ذا ((عفوا المقال)) انك مؤمن بمجرة الدرب اللبني!! |
صاحب ذا المقال "يصدق" بالمجرة اللبنية. نعم، نعم. أسلم ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سفر العتيبي وشلون يا بعد حيي امنت بها وانت ماوقفت على اولها واخرها من باب اولى ان تؤمن بما اؤمن به وللا لازم نسويلك شريط فيديو زي الشريط اللي شفته في دسكفري |
لو
كان الزنديق إدوين هابل Hubble رصد ربك بقياساته وإضاءاته وإشعاعاته
الصادره منه وحساب المسافة بينه وبين باقي النجوم والكواكب وقتها ممكن أصدق
فيه. أو إذا كنا نراه كما نرى مجرات أخرى "بالعين المجردة" عندها لا أمانع
من التصديق فيه وأن أركع له إذا كان يحتاج ركوعي مع أني أشك في ذلك. على
فكره أنا اتابع BBC Knowledge لأن قناة ديسكفري ماهي مثل أول
الشاهد، لا مقارنة بين إثبات الرب وإثبات مجرة درب التبانة كما يسميها البعض.