سوسية " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 315
الموقع : ساحة الحرية تعاليق : احب الحياة لانها حرة ومستعدة ان استشهد من اجلها لانها الحرية تاريخ التسجيل : 05/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6
| | حقيقة امية الرسول | |
المعنى الاصطلاحي للفظة أمي أخذ القران تعبير(أمي أميين) عن أهل الكتاب ومن كتبهم. ان كلمة (أمي،أمم ) هي اصطلاح توراتي، يهودي الأصل، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية، أي الغير كتابيين (الأميين). (هكذا قال الرب.لا تتعلموا طريق الأمم ومن آيات السماوات لا ترتعبوا.لان الأمم ترتعب منها). ارميا 10 : 2 . (وكان ان بني إسرائيل اخطأوا الى الرب الههم الذي أصعدهم من ارض مصر من تحت يد فرعون ملك مصر واتقوا آلهة أخرى وسلكوا حسب فرائض الأمم ....) 2 ملوك 17: 7-8. راجع أيضا : نحميا 5:9. اشعياء 42: 6 و60. اشعياء 2:2-. مزمور 135: 15. ولقد اخذ المسيحيون الأوائل هذا الاصطلاح (أمي أمم) عن اليهود للدلالة به أيضا على الغير مؤمنين . فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به .وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.آمين متى 28: 19-20 . "لأن امرأة كان بابنتها روح نجس سمعت به فأتت وخرّت عند قدميه. وكانت المرأة أممية وفي جنسها فينيقية سورية .فسألته ان يخرج الشيطان من ابنتها ". مرقس 7 : 26 "لأنه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان. وراءى معه باقي اليهود أيضا حتى ان برنابا أيضا انقاد إلى ريائهم. لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت وأنت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الأمم أن يتهوّدوا. نحن بالطبيعة يهود ولسنا من الأمم خطاة " . غلاطية 2: 13-15. راجع أيضا: رومية 9:24. غلاطية 3:8. 1 تسالونيكي 4:5. رومية 2:14. 1 كورنثوس 12:2. افسس 2:11. رؤيا 11:2. لوقا 2:32. متى 10:5 . لوقا 24:4. أعمال 13:46. أعمال15:14. أعمال 13:48. أعمال 15:12. وبحكم تواجد أهل الكتاب (اليهود والنصارى) في البيئة المحمدية. اخذ القران عن أهل الكتاب هذا الاصطلاح ( أمي أميين ) للدلالة به على الغير كتابين أي (مشركي العرب) . لم يأخذ القران لفظة أمي أميين بمعناها اللغوي، بل أخذها بمعناها الاصطلاحي. وهذا ما دل عليه الواقع القراني وذلك في قوله: في سورة آل عمرن:(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا). ال عمران 20 . قال إمام المفسرين الطبري في تفسيره للآية: وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى, والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم) ؟ . عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} الذين لا كتاب لهم . والأميين. الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع تفاسير الطبري. عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن جعفر بن الزبير:{وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} الذين لا كتاب لهم. والأميين" الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع. تفسير الطبري . قال ابن كثير في تفسير قوله: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ. اي الْكِتَابِيِّينَ مِنْ الْمِلِّيِّينَ وَالْأُمِّيِّينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ. تفسير ابن كثير. وقال السيوطي في الجلالين: وَالْأُمِّيِّينَ" مُشْرِكِي الْعَرَب. وقال القرطبي في تفسيره : وَالْأُمِّيِّينَ " الَّذِينَ لَا كِتَاب لَهُمْ وَهُمْ مُشْرِكُو الْعَرَب. وفي قوله في سورة ال عمران الآية 75: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) عن قتادة في قوله: {ليس علينا في الأميين سبيل} قال ليس علينا في المشركين سبيل, يعنون: من ليس من أهل الكتاب. عن السدي: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} قال: يقال له: ما بالك لا تؤدي أمانتك؟ فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب, قد أحلها الله لنا. عن ابن عباس: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} وذلك أن أهل الكتاب كانوا يقولون: ليس علينا جناح فيما أصبنا من هؤلاء, لأنهم أميون(أي مشركين), فذلك قوله: {ليس علينا في الأميين سبيل}. راجع تفسير الطبري والجلالان وصفوة التفاسير في شرحهم لآية سورة آل عمران 75. وقال القرطبي في تفسير قوله: قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ. إِنَّ الْيَهُود كَانُوا قَدْ اِسْتَدَانُوا مِنْ الْأَعْرَاب أَمْوَالًا فَلَمَّا أَسْلَمَ أَرْبَاب الْحُقُوق قَالَتْ الْيَهُود: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا شَيْء, لِأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ دِينكُمْ فَسَقَطَ عَنَّا دَيْنكُمْ. راجع تفسير القرطبي . 5746 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثني أَبِي, قَالَ: ثني عَمِّي, قَالَ: ثني أَبِي, عَنْ أَبِيهِ,عَنْ اِبْن عَبَّاس:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل} وَذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْكِتَاب كَانُوا يَقُولُونَ: لَيْسَ عَلَيْنَا جُنَاح فِيمَا أَصَبْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ, لِأَنَّهُمْ أُمِّيُّونَ, فَذَلِكَ قَوْله:{ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل}. .. إِلَى آخِر الْآيَة . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ: 5747- حَدَّثَنَا بِهِ الْقَاسِم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ : ثني حَجَّاج, عَنْ اِبْن جُرَيْج:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل} قَالَ: بَايَعَ الْيَهُود رِجَال مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا أَسْلَمُوا تَقَاضَوْهُمْ ثَمَن بُيُوعهمْ, فَقَالُوا: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا أَمَانَة, وَلَا قَضَاء لَكُمْ عِنْدنَا, لِأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ دِينكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ عَلَيْهِ. راجع تفسير الطبري والقرطبي وصفوة التفاسير . يقول الباحث الشيعي عبد الكريم الحائري في بحث له: (النبي الأمي.. آراء ومناقشات) :..... لا شك أن البحث الذي يجري عليه الفقهاء في مسائلهم أولاً استنباط القرائن وفهم المعنى من القرآن ثم من السنة ثم الإجماع ثم العقل ونحن نجري على ذلك النمط من البحث. فالمعنى اللغوي للكلمة (امي) ليس هو عدم القراءة والكتابة كما زعم جماعة من المتأخرين بل يفهم هذا المعنى كما ذكره أبو إسحاق وغيره أنها نسبة إلى الأم ويكون المعنى أنه كما كان في ما جبلته أمه لم يعرف ذلك فالنسبة بمعنى البقاء على ذلك وهذا معنى مستنبط وحتى لو قلنا أن المعنى اللغوي هو هذا فلا يضر بالبحث ولكن المتأخرين تأثروا بالاصطلاح الذي صار لهذه الكلمة والتبادر منها عند المتأخرين فكأن معناها اللغوي القديم كذلك والحال أنه ليس كذلك فلم يذكره أهل اللغة بعنوان النص بل بعنوان كونه مستنبطاً نعم ذكر ذلك المفسرون وعلى أي حال يجب الرجوع إلى القرآن لفهم هذه الكلمة فقد جاءت هذه الكلمة في موارد منها (قل للذين أوتوا الكتاب والأميين) آل عمران20 و آل عمران75 وقد جاءت في سورة البقرة آية 78 (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني). فهذه الآية لا تحتاج إلى تفسير بل تكون قرينة لوضوحها على فهم بقية الآيات الأخرى حيث قال تعالى (ومنهم أميون) ثم اتبعها لبيان ذلك وسبب الأمية هي لا يعلمون الكتاب إلا أماني. وهذا هو المعنى الثاني للأمية ومنه يفهم قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة... ). فالأميون الذين لم يطلعوا على كتاب من قبل ولم يأتهم نبي بتعاليم وكونه منهم أي من هؤلاء أي من أنفسهم لا غريب عليهم مثل قوله (الأمي) فنسبة الأمية إليه باعتباره من هؤلاء . وقد قال تعالى (ما كنت تعلمها أنت ولا قومك) (وعلمك ما لم تكن تعلم). نستخلص من كل ذلك أن روح القرآن بعيد عن تلك الجهة الاصطلاحية التي يراها القوم كيف والقرآن الكريم لما ذكرهم (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم) فعالج المشكلة بقوله تعالى (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) فيفهم من هذا السياق أن سبب أميتهم عدم معرفتهم بالكتاب وعدم التزكية لنفوسهم ولأجل هذا الداء جاءت الرسالة بذلك الدواء. النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ جاء في سورة الأعراف: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ...... فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ. الاعراف 157-158. تعتبر هذه الآية الأساس الذي ينطلق منه أصحاب نظرية الأمية المزعومة. نقول : حديث النبي الأمي في آيتين الأعراف 157- 158، حديث يدور حوله شبهة خطيرة. وهي شبهة الإقحام. دعونا نستعرض آيات سورة الأعراف155-159 لكي تتضح الرؤيا اكثر: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156 الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . 157 قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . 158 اقـرأ ما أنا بقارئ جاء في السيرة النبوية لابن هشام : خرج رسول الله إلى حِراء، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل -عليه السلام- بأمر الله تعالى . قال رسول الله : فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: فقلت ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلاّ افتداءً منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. قال: فقرأتها، ثم انتهى. السيرة لابن هشام ج 1/ 25. جبريل عليه السلام جاء لمحمد بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال له: اقرأ!. هل كان جبريل يجهل انه مرسل لنبي امي لا يعرف القراءة حتى يقول له بصيغة الأمر (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ؟ ! . "اقرأ تستلزم القراءة من كتاب. لكن (القرآن) صار له اصطلاح خاص، بأنه يُقرأ من غير كتاب. يعني: لا يمكن أن تقول اقرأ من غير كتاب، إلا للقرآن. سؤال: هل يمكن أن تقول: قرأت القصة، أو قرأت الجريدة..أو قرأت أي شيء آخر، إن لم تكن قرأته من كتاب فعلا؟؟ . لماذا لم يعترض النبي على أمر جبريل له بالقراءة، بل استفهم منه (ماذا اقرأ) يا جبريل؟(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي. . . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فقرأها النبي. سؤال: لو فرضنا جدلا أن الرسول كان أميا.أي يجهل القراءة والكتابة. الم يعلمنا القران أن الله لو أمر (أراد) شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة.ألم يخاطب الله رسوله بقوله له: (إقرأ ) بصيغة الأمر .....فكان أمر الله مفعولا !... تلميحات قرآنية تنفي الأمية في هذا الباب سوف نستعرض بعض الآيات القرآنية التي تنفي وتتنافى وخرافة أمية النبي المزعومة . الآية الأولى : وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ. العنكبوت48. تعتبر هذه الآية من الآيات الدالة على أمية النبي. لكننا نرى فيها عكس هذا. إن آية سورة العنكبوت لا تنفي عدم معرفة النبي بالكتابة والقراءة. بل تنفي التلاوة المباشرة، وتنفي الكتابة المباشرة عن النبي. ما هو المقصود بالكتاب في الآية، هل هو أي كتاب بالمطلق؟ أم المقصود بذلك هو كتاب من الكتب السماوية؟ أعتقد أن المعنى الثاني هو الأصح، والغرض أن الرسول لم يكن كاهناً ولم يكن له سابق علم بالأديان السماوية. ولكن هل يعني ذلك أنه لم يكن يقرأ أبداً؟ لا أظن ذلك، فالآية تخصص، ولا تعمم على كل الكتب. ترى لوقلت لك أن فلاناً لم يكتب ذلك الكتاب ولم يخطه بيمينه، هل يعني ذلك أنه لا يحسن الكتابة أبدا ؟ ... لكنها لا تنفي الاستكتاب، ولا تنفي سماع التلاوة. وطريقة الدرس القديمة كانت على الأغلب بالاستماع . يقولون:(إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) أنعام 156. قال الطبري في تفسيره لقوله:{وليقولوا درست}الأنعام 105: اختلفت القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة: {وليقولوا درست} يعني قرأت أنت يا محمد; بغير ألف. وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين منهم ابن عباس, وغيره وجماعة من التابعين, وهو قراءة بعض قراء أهل البصرة: " وليقولوا دارست" بألف, بمعنى: قرأت وتعلمت من أهل الكتاب . وروى عن قتادة أنه كان يقرؤه: "درست" بمعنى: قرأت وتليت . وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه: {وليقولوا درست} بتأويل: قرأت وتعلمت; لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي وقد أخبر الله عن قولهم ذلك بقوله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} النحل: 103. فهذا خبر من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره . فإذ كان ذلك كذلك, فقراءة: {وليقولوا درست} يا محمد, بمعنى: تعلمت من أهل الكتاب, أشبه بالحق وأولى بالصواب من قراءة من قرأه: "دارست" بمعنى: قارأتهم, وغير ذلك من القراءات . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك على قدر اختلاف القراءة في قراءته. ذكر من قال ذلك : عن مجاهد: {وليقولوا درست} قال: قرأت وتعلمت عن السدي: {وليقولوا درست} يقول: قرأت الكتب . عن الضحاك قال في قوله: {درست} يقول: تعلمت وقرأت . عن ابن عباس, أنه كان يقرؤها: "وليقولوا دارست" أحسبه قال: قارئت أهل الكتاب . عن أبي إسحاق, قال:سمعت التميمي يقول: سألت ابن عباس عن قوله:"وليقولوا دارست" قال: قارأت وتعلمت. تقول ذلك قريش. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير في هذه الآية: "وليقولوا دارست" قال: قارأت . عن مجاهد: "وليقولوا دارست" قال: قارأت, قرأت على يهود وقرءوا عليك . عن الضحاك, في قوله: "دارست" يعني: أهل الكتاب . عن ابن عباس, في قوله: {وليقولوا دارست} قال: قالوا دارست أهل الكتاب, وقرأت الكتب وتعلمتها . عن قتادة: "وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست" أي قرأت وتعلمت الآية الثانية اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 5 هذه الآية فيها نظر : 1) إنه من العبث أن يخاطب الله رسوله بأن يقول له اقرأ بصيغة الأمر ..... وهذا مرده لأسباب ثلاث عملية أولها مرد الطبيعة في الإيمان أن الله أمره إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة 2) أن المفترض في القرآن بلاغة اللفظ وإعجاز الإرادة فكان أحق وأجدر لو أن الرسول لا يعرف القراءة أن يخاطبه الله بإتلو أو قل أو ردد. 3) ان آية (إقرأ بإسم ربك ) وجواب النبي لجبريل (ما أنا بقارئ ) ما هو إلا إنكار مباشر وصريح لعلم الله عز وجل ، فعلى إعتبار أن الله علام الغيوب فإنه مما لا يقبله عقل أو منطق أن يخاطب من لا يعرف القراءة والكتابة بأمر إقرأ!!!؟. الآية الثالثة يستفاد بصراحة من آيات القرآن، أن النبي كان يقرأ ويكتب ومنها الآية من سورة آل عمران : وهي قوله تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ. (آل عمراند164).. وبناءً على ما صرح به القرآن؛ فإن أول واجبات النبي هو تعليم القرآن لأتباعه؛ ومن المسلم به أن أقل ما يتطلب في من يراد له أن يعلم كتاباً أو محتويات كتاب ما للآخرين هو- كما صرح به القرآن نفسه-أن يستطيع استعمال القلم أو قراءة ما كتب بالقلم- علىالأقل ". يقول السيد عبد اللطيف: إن الله يذكر القلم والكتاب في أول سورة قرآنية، ألا يشكل هذا دليلاً واضحاً وصريحاً على أن النبي كان يعرف القراءة والكتابة ... وهل يمكن أن يشوق النبي الناس للعلم والمعرفة والكتابة وهو لا يعتني بقراءته وكتابته مع أنه كان في الطليعة في كل المجالات". "ومن أشد ما يدعو للعجب أن لا يلتفت المترجمون والمفسرون لهذه الآية التي تصف النبي بأنه {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً. البينة2 الاية الرابعة هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.الجمعة 2 بالنظر لهذه الآية وبالتفكير في كلمة الأميين الواردة فيها ، وعلى فرض الجدل أنها تعني جهل القراءة والكتابة ، فإن ذلك سيعني بالضرورة أن الرسول قد بعث لمن لا يعرفون القراءة والكتابة فقط دون غيرهم وهو ما سينفي عمومية الدين والقرآن وليس كما ذهب الصديق ماس في رده في موضوع أخناتون ، ثم لاحظ تتمة الآية ( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) ولو كان المقصود بالأمية جهل القراءة لصار أمية إبن خلف وأبو لهب وأبى جهل وغيرهم كثر من غير الضلين وهو ما قد ينسف القرآن وصحته من جذوره .... الآية الخامسة وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. آل عمران 75 في هذه الآية يتحدث الله إلى النبي ويخبره أن بعض أهل الكتاب أميون يرد دينه بدون أن تكتب عليه ما يثبت الدين. وبعضهم غير أمين لا يرد دينه إلا إذا كتبت عليه الدين ( ما دمت عليه قائما ). والآن هل يعقل أن يحدث الله النبي الذي يجهل الكتابة هكذا ويقول له ( إلا ما دمت عليه قائما ) ؟؟؟ أم أن هذا النبي يعرف الكتابة والقراءة . لاحظ هنا أن الآية استخدمت تعبيرين أهل الكتاب والأميين وذلك للدلالة على أنهما مختلفان تماما وبالطبع لا يعقل أن يقولوا أنه حلال لهم أكل مال الذين لا يعرفون القراءة والكتابة فقط وذلك لمجرد أنهم لا يعرفون القراءة الكتابة بل إن الأمر يتعلق بالديانة أهل الكتاب لهم دين ولهم كتاب والآخرين ليس لهم دين ولا كتاب فلا بأس من أكل أموالهم في اعتقادهم . ما تقدم هو من باب الأدلة القرآنية. اما الأدلة التاريخية فما اكثر منها وإليكم بعضها. أدلة تاريخية منطقية تنفي أمية رسول الله تربى النبي ص بعد وفاة جده في كنف عمه أبو طالب. وقد كان حب عمه له أكبر من حبه لولديه وهنا يثور عظيم سؤال : كيف كان لجعفر الطيار وعلي ابن أبي طالب أن يتعلما القراءة والكتابة دون ابن عمهما الذي هو أصغر من الأول وأكبر من الثاني ؟؟؟؟؟ في وقت نعلم فيه أن التعلم كان ذو شرف مروم وهو ما يؤكد قطع الشك باليقين أن أبا طالب علم ابن أخيه بمعية ولديه. أجمعت المصادر ان النبي تعلم التجارة بين اليمن والشام على يد عمه. ولما برع فيها استخدمته خديجة بنت خويلد في تجارتها، " ثم خرج على تجارة خديجة، التي كانت قيمتها تعادل قيمة تجارة قريش مجتمعة. اي انه كان يخرج على نصف تجارة قريش كلها" ( عبد الرزاق نوفل: محمد رسولا نبيا ص 97). تجارة كهذه تحتاج الى الحساب الدقيق والحساب الكبير يحتاج الى تدوين. من هذا الوجه، هذا دليل أول على ان محمدا لم يكن اميا. ومن وجه آحر، هذه الرحلات المتواصله الغنية بين اليمن والشام، كانت سبب اتصالات ماليه وثقافة نادرة، سمحت لمحمد الحنيف اللقاء بالمفكرين وعلماء الدين. فكان محمد بعد زواجه أكبر تاجر دولي في قريش، وأوسع أهلها ثقافة عربية وأجنبية. " وقد فهم الصحابة القرآن إجمالا، ولكن الفاظا غير قليلة استغلقت عليهم، بل ان بعضها لا يزال مستغلقا علينا الى اليوم على الرغم من أن وسيلة العلم ببعض اللغات القديمة قد توفرت لدينا" (محمد صبيح: عن القرآن ص 117). يقول ويقول أيضا في ص116): ولم يقل أحد إن رسول الله لم يكن يعلم شيئا من أمر هذه اللغات التي تأثرت بها مكة،وأمر هذه الثقافات التي ذابت فيها.بل أكثر من هذا،فان لدينا من الحوادث ما يؤكد اتصال رسول الله،وهو في مكة،بهؤلاء الأجانب ، الذين كانوا يقيمون فيها،وكان يزورهم ويطيل صحبتهم. فقد روي عن عبيد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان روميان يقرآن كتابا لهما بلسانيهما،فكان النبي. يكر بهما فيقوم فيسمع منهما–(اذن كان محمد يعرف اليونانية)- وروي عن ابن اسحق أن رسول الله كثيرا ما كان يجلس عند المروة الى سبيعة،غلام نصراني يقال له جبر،غلام لبعض بني الحضرمي، وعن ابن عباس ان النبي كان يزور وهو في مكة،أعجميا اسمه بلعام، وكان المشركون يرونه يدخل عليه ويخرج من عنده- (وقد يكون حديثهما بالعربية،وقد يكون بالفارسية)- وفي رواية اخرى ان غلاما كان لحويطب بن عبد العزى،قد أسلم وحسن اسلامه، اسمه عاش أو يعيش،وكان صاحب كتيب،وقيل هما اثنان جبر ويسار، كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرأان التوراة والانجيل (بالعبرية واليونانية،أو السريانية)؛ فكان رسول الله اذا مر عليهما وقف يسمع ما يقرأان.اذن فقد كان رسول الله يسمع ما يُقرأ في الكتب، بلغة غير لغة مكة، ويفهم ما يُتلى عليه". فهذه شواهد ملموسه من القرآن والتاريخ والحديث وحتى علماء المسلمين، تدل على سعة علم النبي قبل بعثته وبعدها، وعلى اطلاعه على لغات العرب وعلى لغات أجنبية عديدة. روايات تتنافى مع الأمية عن عائشة. قالت لما ثقل رسول الله قال (ائتوني بكتف أو لوح حتى أكتب لكم كتابا لا يختلف عليه أحد، السيرة لابن كثير1/452. وكذلك انظر : احمد 23068 عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله وفي البيت رجال فقال النبي هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال بعضهم إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله قوموا. قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم البخاري 4079. البخاري 4078 وفي رواية أخرى قال عن ابن عباس : أئتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 51 ط مصر تحقيق محمد أبوالفضل . وفي رواية أخرى : عن ابن عباس قال : قال رسول الله : ائتوني بالكتف والدواة ( أو اللوح والدواة ) اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا . صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شئ ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي ، تاريخ الطبري ج 3 ص 193 بمصر . صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 ص 65 – 66 سؤال : لقد اختصموا وانقسم القوم إلى قسمين الأول قال ان النبي قد هجر. والثاني قال : قربوا ليكتب لكم كتابا. والسؤال هنا هو: الم تكن تعلم تلك الفئة الذين قالوا (قربوا ليكتب لكم كتابا) ان النبي امي لا يقرأ ولا يكتب؟ أم تراهم لم يقرؤوا آية سورة الأعراف 157؟. عن البراء بن عازب قال: اعتمر النبي صلعم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول صلعم فقالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلى : أمح رسول الله ، فقال: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلعم الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاحا إلا في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها. صحيح البخارى 1186مسلم 4731 لما اعتمر النبي، صلى الله عليه وسلم، في ذي القعدة؛ فأبى أهل مكة أنْ يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أنْ يقيم ثلاثة أيام، فلما كتب الكتاب؛ كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد، رسول الله. قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول رسول الله ما منعناك شيئاً، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. ثم قال لعلي: امح رسول الله. قال علي: لا والله، لا أمحوك أبداً. فأخذ رسول الله (ص) الكتاب، وليس يحسن يكتب؛ فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله: لا يدخل مكة السلاح...الخ صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب عمرة القضاء، رقم الحديث (4251). وقد جاءت في كتاب عيون الاثر في فنون المغازي والشمائل والسير لابن سيد الناس 2/ 164 كما يلي: " .... فيأمر النبي عليا ان يمحو "رسول الله", فيرفض عليا رفضا قاطعا قائلا: "والله لا أمحوك ابدا", فيمسك النبي الصحيفة-فيما روى البخاري- ويمحو "رسول الله" ويكتب بخط يده محمد بن عبدالله " وهناك حديث يدل على أنه كان يقرأ: قال مسلم: حدثنا محمد بن المثني ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله ثم ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر 2933 أما الأسانيد التي تدل على ان النبي كان يعرف الحروف وحسن تصويرها، وينتقد كتابه إذا لم يحسنوا هذا التصوير فهي كثير نذكر منها: اخرج السيوطي في (طبقات اللغويين والنحاة)عن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال : قال رسول الله : إذا كتبتم بسم الله الرحمن الرحيم ، فبين السين فيه .. وورد في (صبح الاعشى ) عن انس بن مالك أن معاوية بن أبي سفيان كان يكتب للنبي ، فكان إذا رأى من النبي إعراضا وضع القلم في فيه ، فنظر إليه النبي وقال : يا معاوية : إذا كنت كاتبا فضع القلم على أذنك فانه اذكر لك ولي . الترمذي 2932 . وروى ابن شيبة عن عوف : ما مات صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ. راجع محمد وعصره ص 85-86. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا ( الصدقة بعشر أمثالها) والقرض بثمانية (عشر) فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من ( الصدقة ) قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة . ابن ماجة 2422. لقد قرأها رسول الله ( الصدقة بعشر أمثالها ) !. جاء في كتاب (مناهل العرفان في علوم القران ) 1/357 : لقد قيل إن النبي عرف القراءة والكتابة في آخر امره بعد ان قامت حجته ، وعلت كلمته ، وعجز العرب في مقام التحدي عن ان يأتوا بسورة من مثل القران الذي جاء به . . . . . وان أمية الرسول صلعم في أول أمره إنما كانت حالة وقتية اقتداها إقامة الدليل والاعجاز واضحا على صدقه في نبوته ورسالته . اخرج الإمام القسطلاني في المواهب: اعلم ان لا سبيل إلى الإحاطة بنقطة من بحار معارفه او قطرة مما افاضه الله تعالى عليه صلعم من سحائب عوارفه . . . ان بحر علمه ومعارفه زاخر لا تكدره الدلاء وان ذلك يستحيل ان يكون من بشر دون ان يكون استمداده من بحار القدرة الإلهية ومواهبها الذاتية . راجع : حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين 2/280-281 . جاء فى الجزء الأول من السيرة الحلبية ص 89 : إنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه أنا أعربكم أى أفصحكم عربية . أنا قرشى واسترضعت فى بنى سعد. وجاء أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما قال له صلى الله عليه وسلم ما رأيت أفصح منك يا رسول الله فقال له ما يمنعنى وأنا من قريش وأرضعت فى بنى سعد. راجع : حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين2/289. وقد جاء في بعض روايات الشيعة أن النبي كان يقرأ في عصر الرسالة ولكنه لم يكن ليكتب (بحار الأنوار ج16 ، ص 132) ومنها ما رواه الصدوق في علل الشرائع عن أبي عبدالله :" قال : كان مما من الله عز وجل على رسول الله (ص) أنه كان يقرأ ولا يكتب فلما توجه أبو سفيان إلى أحد كتب العباس إلى النبي فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابه وأمرهم أن يدخلوا المدينة، فلما دخلوا المدينة أخبرهم. (بحار الأنوار : ج 16 ، ص 133. 1ـ روى الصدوق بسند صحيح وكذلك الصفار في بصائر الدرجات. ورواه عنهما جمع من المفسرين وفيه سألت أبا جعفر… فقلت يا ابن رسول الله لم سمي النبي الأمي فقال… ما يقول الناس قلت يزعمون أنه إنما سمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال… كذبوا عليهم لعنة الله أنّى ذلك والله يقول في محكم كتابه (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) فكيف كان يعلمهم ما لم يحسن ولقد كان رسول الله يقرأ ويكتب باثنين أو قال بثلاث وسبعين لسان وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله عز وجل لتنذر أم القرى ومن حولها، ونقل الصدوق الحديث بسند آخر أيضاً. والحديث يتضمن الإنكار أولاً ثم التوضيح لمعنى الأمية بالملازمة إذ أنه عليه السلام كيف يعلمهم ما لم يحسن فهو يحسن القرآن المنزل عليه فليس أمياً وهم لا يحسنون فهم أميون فكما أنّ الإنسان الذي لا يعرف القراءة والكتابة بعد التعليم يرتفع عنه العنوان كذلك هنا فبعد أن يعلمهم يرتفع عنهم العنوان ثم وضح المعنى الثاني في النسبة إليه(ص) حيث أن النسبة إليه بمعنى النسبة إلى أم القرى وفيه رد على الذين يزعمون عدم صحة النسبة. 2ـ ونقل كل من الصدوق والصفار بسند صحيح عن أبي عبد الله…: كان(ص) يقرأ. 3ـ ونقل الصفار بسنده عن أبي عبد الله… أن النبي(ص) كان يقرأ ما لم يكتب ولعل الحديث يشير إلى وجود القدرة عند النبي والمعرفة وإن لم يظهرها لأحد لعدم المصلحة في ذلك. 4ـ ونقل علي بن إبراهيم بسند صحيح عن أبي عبد الله… في قوله (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم) قال كانوا يكتبون ولكن لم يجيء عندهم كتاب من عند الله ولا بعث رسولاً فنسبهم إلى الأميين. وهذا الحديث بيّن أنه يوجد فيما بين العرب في مكة من كان يعرف الكتابة ولكن ليست الأمية لأجل عدم معرفة الباقين بها بل لأجل عدم معرفتهم بالنبوات وبالكتب السماوية وهذا فيه تأييد لما استفدناه من الآيات السابقة في معنى الأمية في الكتاب الكريم. 5ـ وجاء في أصول الكافي عن أبي عبد الله… في حديث طويل منه فكتب (يعني النبي(ص) للأول والثاني) لهما في التراب (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر). 6ـ وجاء في حديث النبي المشهور بحديث المعراج أنه(ص) رأى مكتوباً على باب الجنة لا اله إلا الله وكذلك رآها في أماكن أخرى من السماء وكذلك في المأثور الشريف أنه(ص) كما نقل رأى مكتوباً على ساق العرش إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة. 7ـ الحديث المعروف بحديث الرزية وحديث يوم الخميس الذي رواه العامّة والخاصة عن ابن عباس أن النبي(ص) طلب دواة وقرطاساً قال(ص) حتى اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً.. وهذه الأحاديث تبيّن الوقوع لا المعرفة فقط بل ورد في بعض الأحاديث أيضاً أنه(ص) قرأ وحده كتاب العباس عمّه الذي أرسله إليه من مكة وبعد ذلك اخبر الأصحاب. والمتحصل من السنة أن النبي كان عارفاً بذلك ولكنه لم يكن يظهره قبل البعثة لوجود المصلحة وقد أظهره قليلاً بعد البعثة بمقدار ما تمس إليه الحاجة. بعض آراء العلماء في أمية النبي قال الفخر الرازي ج3 ص138 ط. دار الكتب العلمية اعلم أن المراد بقوله (ومنهم أميون) اليهود ثمّ بيّن فرقة رابعة من اليهود المعاندين للحق ووصفهم بالأمية لأنهم كانوا يقلدون في المعارف ويمتنعون من قبول الحق. وجاء أيضاً في تفسير سورة آل عمران ج7 ص213 في بيان سبب كونهم أميين قال وصف مشركي العرب بأنهم أميون لوجهين الأول لما لم يدعوا الكتاب الإلهي وصفوا بأنهم أميون تشبيهاً بمن لا يقرأ ولا يكتب.. وجاء في ج8 ص12 في قوله (الأمي) منسوب إلى الأم وقيل منسوب إلى مكة وهي أم القرى ولم يرد على هذا القول أنه مخالف لقواعد النحو وتأمل في كلام الفخر الرازي كيف فسر الأمية وبه يقوي في نفسك المعنى المتقدم في الآية الشريفة في ضوء الكتاب الكريم. قال السيد المرتضى كما نقله العلامة المجلسي في البحار ج16 ص82 ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة فأما بعدها فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالماً بالقراءة والكتابة لأن الاتهام كان قبل البعثة فأما بعدها فلا والسيد رحمه الله ينظر إلى التفصيل قبل نزول الوحي عليه بالرسالة والبعثة وبعدها فقبلها يمكن أن يوجب الارتياب (ما كنت تقرأ من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون) يعني قبل البعثة كانت الأنظار متوجهة إليه وانه لم يكتب ولم يقرأ فإذا بعث فالتهمة بعيدة عنه بأنه تعلم من كتب اليهود والنصارى حيث لم يعرف الناس عنه ذلك ومعنى الآية أن لا يفتح مجال للشك. والشبهة والتهمة عليه وما بعد الرسالة فلا يوجد ذلك الريب. وجاء في تفسير المنار ج1 ص358 ط. دار المعرفة في تفسير (ومنهم أميون) الآية في كلام له منه قال: لا علم لهم بشيء من الكتاب ولا معرفة لهم بالأحكام وما عندهم من الدين فهو أماني إلى أن يقول وهذا محل الذم لا مجرد كونهم أميين (بمعنى عدم معرفة القراءة والكتابة) فإن الأمي قد يتلقى العلم عن العلماء الثقات ويعقله عنهم فيكون علمه صحيحاً وهؤلاء لم يكونوا كذلك. وجاء في ظلال القرآن ج1، ص110 قوله في تفسير الآية (ومنهم أميون) قال ثم يستطرد (القرآن الكريم) ويذكر للمسلمين من أحوال بني إسرائيل انهم فريقان فريق أمي جاهل لا يهتدي شيئاً من كتابهم الذي نزّل عليهم ولا يعرف منه إلا أوهاماً وظنوناً وإلا أماني في النجاة من العذاب بما أنهم شعب الله المختار وفريق يستغل هذا الجهل وهذه الأمية. وبالتأمل في كلام المفسرين عندما يفسرون الأمية يأكدون على جهلهم وعدم معرفتهم بكتابهم السماوي المنزل من الله تعالى. وجاء في تقريب القرآن ج9، ص60، الأمي نسبة إلى أم القرى وهي مكة وبمعنى الذي لم يتعلم عند معلم (لا الذي لا يعرف) وإن كان(ص) يعلم كل شيء بوحي الله وإرادته والعرب تسمي من لم يتعلم عند معلم الأمي نسبة إلى الأم كأنه بقى مثل ما ولدته أمه. وفي ج8 ص98 الأمي منسوب إلى الأم والمراد بهم العرب سموا بذلك أما لأنهم من أهل أم القرى أي مكة وأما لأن الغالب منهم لم يكونوا يعرفون القراءة والكتابة فهم في جهلهم كالذي خلق من الأم ولا يعرف شيئاً وقوله تعالى (منهم) من أنفسهم ومن أهل بلدهم. وذكر في مجمع البيان في الأمي احتمالات، الأول لا يقرأ ولا يكتب، الثاني منسوب إلى الأمة أمي الجبلة ولعله يقصد الفطرة السليمة، الثالث منسوب إلى الأم، الرابع منسوب إلى أم القرى. وجاء في تفسير من هدى القرآن ج3، ص463 وكلمة الأمي كما يبدو لي نسبة إلى الأمة التي يقول عنها ربنا في آية أخرى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة أنا ربكم فاعبدون). ملاحظة: ذكر أكثر المفسرين احتمال كون الأمي منسوباً إلى أم القرى دون رد على ذلك ويفهم منه صحة النسبة وإلا لردوا عليه بالبطلان ولا بأس بنقل كلام بعض النحاة كشاهد لذلك. جاء في شرح الألفية للسيوطي وابن عقيل فقال ابن عقيل في باب النسبة: إن كان العلم مركباً تركيب إضافة فإن كان ابناً أو كان معرفاً بعجزه حذف صدره ثم يقول: فيه نظر.. إلى أن يقول فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره فتقول في امرئ القيس امرئيو أن خيف اللبس حذف صدره ونسب إلى عجزه. وقال السيوطي في نفس البحث واحذف الثاني ما لم يخف لبس فقل في امرئ القيس امرئي وأن خيف لبس حذف الأول وأنسب للثاني. وقال في النحو الوافي ج4 ص739 المسألة 79. إن كان المركب إضافياً علماً بالوضع أو بالغلبة فالأصل فيه أن ينسب إلى صدره فيقال من خادم الدين فوز الحق وعابد الإله (الثلاثة أعلام) خادمي وفوزي وعابدي. فسكوت أدباء المفسرين في احتمالهم أنه منسوب إلى أم القرى مع ورودها في الروايات مما تصح النسبة وأهل البيت أدرى بما فيه. وهذه بعض كلمات المفسرين ومنه تعرف عدم وجود إجماع على تلك النسبة المعروفة عندهم. إنارة ذوقية: قال بعض أهل المعرفة إن الأمية التي ذكرها المفسرون والمشهور منهم بمعنى عدم القراءة والكتابة فهذا المعنى لا يختص بالنبي فمن علم آدم الكتابة والقراءة
امية محمد في القرآن
عن الحوار المتمدن
| |
|