عزيزة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1394
تاريخ التسجيل : 13/09/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | الهرمونات تجعل المرأة اقوى | |
الهرمونات تجعل المرأة اقوى الدراسات تشير الى ان قدرة المرأة على تحمل الالم، على العموم، اكبر من قدرةالرجل ، ومع ذلك فإن هذه القدرة غير متساوية على مدى الدورة الشهرية وان هذه القدرة تصل الى قمتها العليا في وقت الانجاب. هذه التغييرات الكبيرة في القدرة يسببها الجينات والهرمونات.
بين الرجال والنساء على السواء يوجد اشخاص قادرين على تحمل مستويات مرتفعة من الالم بدون ابداء شكوى في حين ان اخرين لاينفكون عن التشكي على الدوام. قد يسقط البعض في جاذبية الاعتقاد ان الفرق بينهم لايتجاوز في ان المجموعة الاولى من البشر تتحمل الالم بصمت وشجاعة في حين ان الثانية تتشكى عوضا عن ان تكتفي بالتحمل بصمت. غير ان دراسات جديدة تظهر ان الفرق بين بسيكالوجيا الافراد ليست هي التي تقرر القدرة على التحمل من عدمها. القدرة على الشعور بالالم وتحمله يجري التحكم فيها من الجينات والهرمونات وليس بقوة الارادة. هذا يعني ان النساء على الاخص يمكنهم معايشة المقدار نفسه من الالم بمستويات مختلفة من مرة الى اخرى.
عند تعرضنا الى الالم يجري التقاط ذلك من خلايا في الجسم مختصة بحاسة التقاط الالم. هذه الخلايا ترسل اشارة الى الدماغ تخبرها بمكان وجود الالم وكيفيته. غير ان هذه الاشارات العصبية لاتزيد عن " اشعارات استشارية" تحتاج الى معالجة قبل ان نشعر بالالم. عندما يتلقى الدماغ نبضة بالالم يجري تحرير مايسمى ايندورفين endorphin, وهو هورمون كالمورفين يقوم بتخفيف الالم. ايندورفين يتحد مع نوع من الخلايا العصبية في الدماغ وبهذه الطريقة يقوم بالتأثير على طريقة الخلايا العصبية بفهم ونقل الاشارات العصبية التي ستعكس مستوى معايشة الالم.
الباحث العصبي Jon-Kar Zubieta من جامعة ميتشيغان الامريكية درس على مدى سنوات العلاقة بين مستوى معايشة الانسان للالم وبين مايسمى μ-opioid receptor والموجود على سطح الخلايا العصبية ويقوم بالالتحام مع الايندورفيات. الباحثون استخدموا مادة مشعة قادرة بسهولة على الالتصاق بهذه الريسبتورات. في داخل الدماغ تقوم هذه المادة المشعة بمنافسة الايندورفيات على الالتحام بالريسيبتورات وتحل مكانها. بعد ذلك يقوم ماسح تصوير اشعاعي بإظهار كمية المواد المشعة الملتحمة.
كلما زادت كمية الايندورفيات التي يقوم الدماغ بتحريرها كلما ضعفت مشاعر الشعور بالالم وبالتالي ضعفت اشارات الالم الذي يلتقطها التصوير الاشعاعي. هذا الامر يقدم مقدار النشاط في مقاومة الالم ومقدار الالم الذي يشعر به شخص التجربة. بهذه الطريقة تمكن الباحث ذوبيتا من دراسة مقدار الاختلاف بالالم بين اشخاص التجربة ومقدار التنوع في قدرات الفرد على معالجة الالم ومعايشته. في احدى التجارب جرى معاينة الفرق بين الرجال والنساء في ردود افعالهم على حقنة مؤلمة من محلول الملح في عضلة الحنك. الرجال الابعة عشرة تفاعلوا كما كان متوقع وبعد الحقنة افرز الدماغ الايندورفي وخفض مستوى الالم. عند النساء كانت الامر على العكس، حيث مستوى الايندورفين انخفض والنساء اشتكين من الالم القوي. بناء على ذلك كان الاستنتاج ان النساء، من الناحية الفيزيائية ، غير قادرات على مقاومة الالم. ومنه نرى ان صدور آهات الالم عنهن ليس لانهن يحبون اصدار الاصوات وانما لانهن فعلا شعروا بألم اكبر.
على مايبدو يظهر ان الباحثين تمكنوا من معرفة اسباب هذا الفرق في الشعور بين الجنسين. في الاختبار الاول كانت الدورة الشهرية عند المشاركات في مرحلة مابعد خروج الدم مباشرة (العادة الشهرية) وهنا يكون مستوى الهرمونات الانثوية، الاستروجين والبرغيستيرون، في اخفض مستوياتهم. من اجل معرفة فيما إذا كان لمستوى الهرمون تأثير على معايشة الالم اعطيت النساء لصقة تقوم ببث الاستروجين في الدم بحيث يرتفع مستواه الى مستوى ماقبل العادة الشهرية مباشرة، حيث يكون الاستروجين في اقصى مستوياته طبيعيا.
المعالجة بالهرمون اعطى تأثيرا بالغا. قبل تعرض المرأة للالم ادى الهرمون الى بناء المزيد من μ-opioid receptor في الدماغ بحيث ان المرأة اصبح مستعدة لتلقي نبضات الالم. بعد حقنة الماء المالحة اطلق الدماغ كمية كبيرة من الايندورفين بحيث ان المرأة عايشت الالم على انه ضعيف. بذلك اصبحن مقاومين للالم تماما بمستوى الرجال في التجربة الاولى.
خاصية الاستروجين على تخفيض الشعور الالم يمكن ان يكون احد الاسباب لمقدرة المرأة على خوض آلام المخاض والولادة العنيفة. في الدورة الشهرية الطبيعية يرتفع الاستروجين الى ثلاثة اضعاف المستوى المنخفض ومع ذلك يكون كافيا لاعطاء المرأة قدرة على تحمل الالم بمستوى الرجل في حين ان مستواه يصل الى خمسة عشرة مرة اكثر عند المخاض والولادة. من المحتمل ان ارتفاع مستوى الاستروجين في الدم خلال فترة الحمل يؤدي الى ارتفاع تدريجي لقدرة المرأة على تحمل انواع آلام الحمل والولادة.
غير ان الهرمونات وجنس الانسان ليست العوامل الوحيدة التي تؤثر على مقدار تحمل الالم. النتائج الاخيرة في دراسات مجموعة الباحث ذوبيتس تُظهر ان القدرة على معالجة الالم يمكن ان يكون لها اسباب جينية ايضا. الباحثون اختبروا اهمية وجود جين بإسم COMT, والذي نعلم عنه انه مشارك في عمليات التواصل القائمة بين خلايا الدماغ. هذا الجين موجود بموديلين وبعض البشر يملكون نسختين من احد الموديلين في حين ان البعض الاخر يملكون نسختين من الموديل الاخر والبعض الثالث يملك نسخة من كل موديل.
المجموعات التي كانت نسخها من الموديل نفسه اظهرت انحراف كبير اما الى الادنى او الى الاعلى. لقد كانوا إما سيئين للغاية او جيدين للغاية في تنشيط المنظومة الدماغية الطبيعية لتحمل الالم. من الناحية الجماعية يعني ذلك ان ربع السكان لديهم قدرة عالية على تحمل الالم والربع الاخر قدرة منخفضة في حين ان نصف السكان لديهم قدرة متوسطة. هذا الامر يتطابق مع قانون مندل لانتشار الطفرة التصالبي.
إضافة الى ذلك يضاف ايضا ان المرأة اكثر تحملا في فترة ماقبل العادة الشهرية في حين تكون اكثر حساسية مباشرة بعد العادة الشهرية. لذلك فإن المرأة التي تظهر شجاعة عند طبيب الاسنان وترفض المخدر ليس لانها قادرة التماسك والصبر على الالم وانما لانها لاتشعر بالالم بنفس المستوى الذي يشعر به الرجل الذي يحتاج الى المخدر. | |
|