** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 السفينة المليئة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

السفينة المليئة Empty
17062012
مُساهمةالسفينة المليئة

السفينة المليئة
السفينة المليئة PrintButton السفينة المليئة EmailButton


صحافة العدو

الكاتب سيفر بلوتسكر

الثلاثاء, 05 يونيو 2012 14:47
«سفينتنا مليئة»، قال السويسريون ليهود أوروبا المضطهدين ممن دقوا
أبوابهم في نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات. سفينتهم لم تكن مليئة.
بلادهم كان يمكنها أن تستوعب مئات آلاف أخرى. ولكنها لم ترغب في ذلك:
سلطات سويسرا منحت ملجأ لنحو 30 ألف يهودي. طردت إلى أيدي النازيين 20 ألف
يهودي نجحوا في التسلل إليها ـ وأغلقوا بواباتهم في وجه كل ما تبقى.


مصير لاجئين يهود فروا من النازيين وسعوا إلى الاختباء في سويسرا
الغنية لا يشبه مصير أبناء أفريقيا المتسللين إلى إسرائيل عبر الحدود في
سيناء كي يعملوا هنا. نهج إسرائيل حتى الآن كان إنسانيا أكثر من النهج
السويسري، رغم الاختلاف الثقافي، الديني والاجتماعي العميق بين يهود
إسرائيل ومتسللي أفريقيا.

ولكن في نقطة واحدة يوجد مع ذلك وجه شبه: في لغة التناول، في الخطاب.
مثلما في سويسرا بالنسبة لليهود الباحثين عن ملجأ، هكذا عندنا بالنسبة
للأفارقة الباحثين عن العمل، نشأ خطاب عديم الإنسان. على لسان
الإسرائيليين المتنورين يشكل 60 ألف أفريقي يعيشون بين ظهرانينا «مشكلة
على الحكومة أن تحلها». على لسان الإسرائيليين الأقل تنورا هم يشكلون
«تهديدا على طبيعة الدولة». هؤلاء وأولئك ينسون أن الحديث يدور عن بشر.

يدور الحديث عن بشر سود الجلدة، مستعدين لأن يجتازوا الجحيم والمهانة
فقط كي يعملوا في إسرائيل بأجر يسمح لهم بإسناد عائلاتهم المتبقية في
أفريقيا. هم لا يأتون إلينا ليسرقوا مقدراتنا وليتحرشوا بنسائنا. يأتون
إلينا كي يعملوا في الأعمال الأكثر سوادا، الأكثر صعوبة، الأقل جدوى.
هؤلاء البشر يحلمون ببلاد إسرائيل مثلما حلم يهود البلدات الفقيرة في نطاق
الإقامة في شرقي أوروبا بأمريكا: دولة تجد فيها رزقا.

كاقتصادي، أنا أيضا على علم بالآثار السلبية لمهاجري العمل على الأجر
والعمالة للعاملين الإسرائيليين الضعفاء. أنا على علم بالعبء الذي يلقون
به على خدمات الرفاه الاجتماعي. أنا على علم بنقمة تجمعهم في جنوب البلاد
ولاسيما في جنوب تل أبيب. المظاهرات ضد تواجدهم المكثف هناك لا تبعث في
بدني القشعريرة. القشعريرة تمر بجسدي عندما يتحدثون عنهم كمن يتحدثون عن
مخلوقات دون، دون وجه أو اسم، يتسللون إلينا بدهاء وليس كبشر تسللوا في
مغامرة مصيرية كي ينقذوا أنفسهم من فقر يعود إلى أجيال.

فكروا في ذلك: الأب يترك عائلته الباكية في القرية، يتصل بوسطاء عطشى
للمال، يخرج في حملة عذاب خطيرة، يتفادى العصابات، الشرطة ومراقبي الهجرة،
إلى أن يجتاز في الخفاء الحدود الأخيرة لبلاد العمل الموعود. ونحن ننظر
إليه ونقول: هذا ليس لاجئا، هذا مخادع. «هذا» وليس «هو»، إذ في الخطاب
الإسرائيلي المتسللون من أفريقيا لم يصلوا إلى البلاد كي يعملوا فيها (في
أعمال يرفضها الإسرائيليون باحتقار، بأجر أدنى بكثير من الحد الأدنى)، بل
كي يضعضعوا طابعها ويسرقوا مكامنها. ولهذا فهم طوفان، وباء، جراد.

يستخدمون عندنا استخداما زائدا لتعبير «عنصرية». من لا يحب الموسيقى
الشعبية كهذه أو تلك يسمى فورا «عنصري». هراء: العنصرية موجودة وخطيرة حي
تنزع من بني الأجناس الأخرى ـ من الأخرى بصفته هذه ـ صورة الإنسان.

كنت أتوقع أن حيال مثل هذه العنصرية سيقف في إسرائيل الجناح الليبرالي
في الرأي العام. ولكن الليبراليين يصمتون. إذا لم يكن بيبي مذنبا في شيء،
فلا يعنيهم هذا الشيء. يسكت حزب العمل الاشتراكي ـ الديمقراطي ورئيسته،
يسكت كديما ورئيسه. فلماذا نثير أعصاب الناخبين المحتملين؟ الاحتجاج
الاجتماعي أيضا يسكت. وهو ينظم مظاهرة أخرى ضد أسعار المسليات. منظمات
الناجين من الكارثة تسكت. من ناحيتهم سفينتنا مليئة.

الوحيد الذي يتجرأ على الحديث ويتحرر من الخطاب غير الإنساني هو المفتش
العام للشرطة: «متسللو العمل» من أفريقيا، يذكرنا جميعا الفريق شرطة
يوحنان دنينو، هم بنو بشر عاديون، مثلي ومثلك، يبحثون عندنا عن عمل. لهذا
الغرض هم مستعدون لأن يتنازلوا حتى عن كرامتهم الإنسانية. حذار علينا أن
نقبل تنازلهم، وذلك لأن هذا سيكون تنازلنا أيضا.

يديعوت أحرونوت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

السفينة المليئة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

السفينة المليئة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  فاطمة ناعوت: الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء يليها الشعراء!
» وأخيرا كوكب زحل(*)! بعد رحلة استغرقت سبع سنوات، تتأهب السفينة الفضائية كاسيني-هويگنز للكشف عن أسرار كوكب زحل وحلقاته وقمره العملاق تيتان.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: