الاسد سيبقى مع المذابح
صحف عبرية
2012-06-08
ليس
لروسيا أي مشكلة في أن تقول الحقيقة: ليس لديهم اي فكرة عن اي اتجاه تتطور
فيه الازمة في سوريا. في الاتصالات الدبلوماسية الجارية التي تجريها
اسرائيل مع مسؤولين كبار في القيادة الروسية يعترف الروس بان سياستهم
تتقرر من اسبوع الى اسبوع. في واقع الامر هم ليسوا وحدهم. السياسة
الروسية، التي يشارك فيها الصينيون ايضا، لا تختلف جوهريا عن سياسة
الاوروبيين والامريكيين بالنسبة لسوريا. بتعابير شرق أوسطية يمكن القول
بان اولئك وهؤلاء على حد سواء يتخذون القرارات من مذبحة الى مذبحة.
قبل
بضعة اسابيع زار موسكو رئيس مجلس الامن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، في
محاولة لاقناع الروس بالكف عن تأييد الاسد والكف عن صب السلاح في صالح
نظامه. وقد أوضح له الروس بانه لا توجد ولم توجد لهم اي نية لعمل ذلك. وهم
لا يتمسكون بالذات بشخص الاسد؛ ولن تكون لديهم مشكلة في أن يؤيدوا شخصا
آخر، شريطة أن يعرف كيف يحافظ على مصالح روسيا في المنطقة، مثلما عرف كيف
يفعل الاسد. كما أن ليس لديهم اي مشكلة الى جانب ارساليات السلاح
للاستعداد منذ الان لاخلاء رجالهم بشكل فوري مع سقوط الاسد. رئيس الاركان
بيني غانتس هو الاخر الذي زار الصين مؤخرا، سمع ذات القول الى هذا الحد او
ذاك حين طرحت المسألة.
مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية، الذي
هو هيئة استخبارية بكل معنى الكلمة، جمع قوائم اسمية مفصلة لمواطنين قتلوا
في سوريا منذ اندلاع الازمة: 12.500 شخص. وتيرة القتل تبلغ الان 50 60
مواطنا قتيلا، بالمتوسط، في كل يوم. ورغم ذلك فان استنتاج الباحثين في
وزارة الخارجية هو أن وضع حكم الاسد اليوم لا يختلف جوهريا عن مكانته قبل
نحو نصف سنة. صحيح أنه يوجد تآكل تدريجي، ولكن لا نزال لا نرى الشرخ
الكبير الذي سيؤدي الى انهياره.
كل الاحاديث عن عدم شرعية الاسد لا
تنطبق، طالما كان الصينيون، الروس، الايرانيون، واللبنانيون يعتقدون أنه
شرعي. لا تزال لديه الشرعية في أجزاء واسعة من المجتمع السوري ايضا.
وعندها
تنشر وزارة الخارجية الامريكية خطة اخرى تتحدث عن الحاجة الى تفعيل الفصل
السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يتهم الاسد بالمس بالنظام العالمي.
الويل الويل الويل. الامريكيون يتحدثون عن3 الاف مراقب بدلا من الـ 300
الحاليين ليعملوا في فرض الامور ايضا. يتحدثون مرة اخرى عن مناطق فاصلة
على طول الحدود السورية وعن أروقة انسانية في عمق سوريا تكون محمية
بمروحيات قتالية. في هذه الاثناء كله حكي.
إذن ماذا كان في سوريا هذا
الاسبوع؟ مذبحتان وحشيتان، ومزيد من الصور الفظيعة. لقاء زعماء في تركيا
ولد عددا لا يحصى من التصريحات في المسألة السورية وصفر افعال. لنلتقي في
المذبحة القادمة. في مثل هذا الوضع يمكن للاسد أن يبقى لزمن طويل آخر.