** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
المفترس السوداوي I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 المفترس السوداوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

المفترس السوداوي Empty
05062012
مُساهمةالمفترس السوداوي

المفترس
السوداوي










ترجمة: حورية عبد
الواحد


يتوقف مصطلح الاستدماج
على صورة تخول للفمية وظيفة النموذج، وتعطي للصور البدائية للتوحد محتوى جسميا. كل
من فرويد
Freud وكارل ابراهام Karl Abraham أطلقا اسم الافتراس على متعة الاتحاد العنيفة وضياع
الحدود [بين الأنا والموضوع ]، ولهذا، فإذا كان الحديث عن التخيلات أو الدوافع
الافتراسية قد أصبح جد شائع لوصف ثنائية الميل النكوصي للرغبة في الحصول على
الموضوع عن طريق تدميره، فليكن من المفهوم
أن الافتراس إنما هو
طريقة خيالية يستعملها الأنا الخاضع لمبدأ اللذة
moi-plaisir كأمل لإنكار الموضوع كموضوع أي إنكاره ككائن مفترق عنه.
وعلى ضوء هذا يصبح الافتراس المصطلح الذي يشرح بذاته ثنائية الميول المرتبطة
بالتوحد العشقي في اختيار الموضوع.



ألا
ترى بأن علاقات الحب والكراهية، العبادة والتدمير الخ.. تجد في الافتراس الكلام
الميثولوجي الذي يوافق التعبير عن ثنائية ميولها؟ إنه من الواضح جدا أن يكون
الاستدماج المفترس للموضوع –كما عبر عنه فرويد- "النموذج لما سيكون عليه
التوحد الذي سيلعب دورا هاما في التطور النفسي"
[1]. وهذا يجعل المصطلح يحرز على دعم –مبني على الملاحظة- في مراقبة الرضيع كما
جاء في حديث كارل أبراهام: "في مرحلة النشاط الفمي –التي تتميز بالعض- يستدمج
الموضوع ويدمر، فما علينا إلا أن ننظر إلى الطفل لنرى حاجته الماسة للعض عندما
تكون الحاجة الغذائية والليبدو ملتحمة الواحدة بالأخرى. هذه المرحلة هي مرحلة
الدوافع الافتراسية. ما إن يقع الطفل الرضيع تحت تأثير الموضوع حتى يرغب أو
بالأحرى يكون مضطرا لتهديمه، وابتداء من هذه المرحلة تهيمن ثنائية الميول على
علاقة الأنا بالموضوع"
[2].


إن
القساوة العنيفة الموجودة في الفعل الفيزيائي للمتخيلات المفترسة التي تحدثت عنها
ميلاني كلاين
Mélanie Klein (التهام، تمزيق، قطع، عض..) تغني
المصطلح بالتأكيد على وجود أصناف متعددة للواقع النفسي. والإكلينيكية النفسانية
توجه انتباهنا للالتهام المدمر الذي يتوارى خلف ألفاظ جد متحفظة وجد عادية، أي من
دون أن يكون التعبير الخارجي لهذه الألفاظ دالا على فعل العض والتمزيق.



تدفع
بنا قراءة الأعمال النفسانية إلى أن نتساءل إن لم يكن الافتراس موضوعا –موضحا أو
نادريا- لا زال تنظيره جد ضعيف، وأهميته –لحد الآن- تكمن فقط في الأصناف
الإكلينيكية المثيرة. ولنستغل هذه الفرصة لندين ما يحكى عن الثراء الخيالي الذي لا
يكف البعض عن ترديده كبرهان عن وجود الإكلينيكية النفسية. فالمتخيلات ليست صورا
ولا أيقونة: فمن الأليق أن نعرف هذا الشيء حتى نتجنب فيتشية المتخيل الذي تدعونا
إليه النظرية الحدسية للافتراس. اللهم إلا إذا أعطينا لهذا المصطلح مفهوما آخر
وقابلناه –كالطوطم والفيتشية على الرغم من اختلاف وظيفة كل واحد- بالميثولوجيا،
وتاريخ الديانات، والإيديولوجيات والعرافة. فبعض المفكرين -كفرنان
J.P.Vernant وفيدال ناكي Vidal Naquet وديتيين Destiènne وبويون Pouillon- ساعدوا على فتح الطريق الذي يجنب للمحلل النفساني خطر
جزمية طوطمية أو فيتشية! ليس المهم أن يرجع التحليل النفسي إلى الأسطورة أو
السلالة الحقة، ولكن المهم أن نترك فارقا إبستيمولوجيا بين ميثولوجية العالم
المختص في الميثولوجيا وميثولوجية المحلل النفساني.



هذه
النقطة تهم كذلك –كما لا شك فيه- علاقة التحليل النفسي بالبيولوجيا: فالاكتشافات
المهمة للتحليل النفسي تتطور بطريقة مقاربة للعلوم الحقيقية (مع فارق أو خطأ وظيفي
يتعذر تخفيضه).



هذه
التوضيحات تسعى لربط مشاكل عدة لها علاقة بالافتراس داخل ميدان التحليل النفسي.
ولنطرح الآن السؤال التالي: من أين استقى التحليل النفسي هذه الفكرة وما هي الظروف
التي أدت به إلى خلق هذا المصطلح؟



بعض
الصفحات من كتاب الطوطم والحرام لفرويد تعطينا إجابة أولية لهذا السؤال: إن اطلاع
المحلل النفساني على أوصاف وقصص خاصة ببعض الطقوس والحكايات والأساطير أو
الميثولوجيا قد تدفع إلى تحقيق وتعزيز بعض المعطيات التي تنشأ عن الملاحظة
الإكلينيكية أو بعض الفرضيات الخاصة بعلم الوراثة، ولكن هذه الدراسة تعمل لصالح
مستوى آخر: ألا وهو التصورات الحدسية التي تجعل الصور البدائية الطبيعية محتوى
لها.



هكذا
تظهر فكرة الافتراس من الناحية السلالية والميثولوجية والثقافية -على عكس فكرة
الطبيعية البدائية- التنظيم الجد المعقد للعلاقات النسبية بين الأفراد على حسب
المبادلة الرمزية التي يدخل في إطارها الغذاء (أي الممارسات التي لها علاقة
بالإنتاج والصناعة) والكلام (أي دعائم التلفظ به) والجسم والجنس والولادة الخ..
فهنا نجد المعرفة البنيوية تفرض نفسها للتشاكل بين المناهج الطقوسية والميثولوجية
و"المتخيلية".



يمكن
لنا أن نضع مسبقا الفرضية التالية: إن عملية الافتراس لا تقتصر على استدماج الغذاء
بل هي أكثر من ذلك. فلها علاقة بمنطق البنوة والهوية. وبكل تأكيد هذا يتعلق بمجموع
البواعث النسبية التي يذكر مفهومها بأن منع الزواج بالمحرم لا يفهم على ضوء وظيفة
المعايشة وعلاقتها بصلة الرحم
[3]. ولكن علينا أولا أن ننجح في تخليص فكرة الهوية من كل محتوى نفسي ذاتي، عندها
يمكن أن نتساءل عن خصوصية مصطلح الهوية الذي لا يمت بصلة إلى مشكلة الشخصية
والبيشخصية لعملية التوحد، هذا يعني أن مشكل الهوية لا يمكن أن يأخذ معنى إلا
بالفصل الرمزي عن الدافع الغريزي المزدوج الميول للتوحد.



ولكن،
لنرجع الآن إلى ميثولوجية الافتراس، ربما تكون مسرحا وسيناريوها لتخيلات المحرم
الغذائي. فالمحلل النفسي يجد فيها، وبكل سهولة، تعبيرات خيالية وتصرفات لها علاقة
بالأكل كالشراهة
boulimie والخلفة ano rexie، وعمليات جسمية توجه الافتراس حسب اقتصادية المحافظة
المتناقضة للاستهلاك الذاتي أو الالتهام.



هكذا
يعيش المريض وهو مطلق العنان لكل ما في وسع غريزة الموت، فترجمة المحتويات
اللاشعورية لهذه التصرفات تعبر عن القلق المفترس عند الإنسان
الذي يخشى
أن تدمره فتنة أو سحر الموضوع (طوماس مان
Thomas Mann فحص مطولا العلاقة بين المرض والجمال المغري للمرأة). ولكن التناقض
كامن في كون الافتراسية تفهم هنا على أساس الالتهام الذاتي من جهة، ومن جهة أخرى
تضمن الوظيفة اللاشعورية لنموذج التنظيم الاقتصادي الذي نلمح أهميته داخل إطار
ديناميكية إكلينيكية.



فما
هو التجديد النظري الذي يؤدي إليه تحليل الافتراس؟ إنه يخفي ويظهر في نفس الوقت
الرغبة في إبادة كل ما يفرق أو يميز، وباسم هوية وهمية للشيء نفسه –يتحلى بوظيفة
خيالية توحي له بعدم تضييع الآخر- أي أن إبادته [عن طريق الافتراس] تضمن عدم
التخلي عنه. فامتلاك ميزات الآخر، كما يقع في مأدبة الافتراس المصرفة للحداد، لا
يكون جوابا للسؤال الذي يطرحه قلق فقدان [النموذج ]، ولكن تثبت هنا الوظيفة
الوهمية التي تحتوي عليها ميثولوجيا الافتراس –حلما كانت أو تخيلات أو هذيانا-.



إن
الافتراس ينتمي بحق إلى انتهاك خيالي لفكرة النقص (حرمان، ضياع، تخل، افتراق..)
تأخذ عدم معرفته طابع إنكار للواقع بنفسه.



ومهما
اختلفت التعبيرات الإكلينيكية التي يستعملها قلق الافتراق (بمعنى "افترق
عن" و"مفترق عن" أي إلى عدة قطع) فالافتراس يحوي العدوانية
الموجودة في قلق فقدان موضوع الحب وتفضيل إبادته بدل الانفصال عنه، فالحداد
الافتراسي إنما هو الحل المحرم للتوحد الغذائي بموضوع الحب الذي يمكن للإنسان أن
يستوعب عقليا ضياعه –ولكن حسب قانون الانفلاق (
clivage)- يظل [ هذا الضياع ] خارج نطاق إيمانه.


* * *


سواء
كان منتميا للمتخيل أو الحلم أو الهذيان، فالافتراس يشكل المحتوى الميثولوجي للوهم
الذي يعرفه اللاشعور أثناء لعبته الوحشية في إطار متعته السوداوية أثناء التهامه
موضوع الحب الذي يكون الأنا مرتبطا به عن طريق التوحد الأولي الحامل بين طياته
التهديد الذي قد يلحق بقطيعته.



عندما
تحدث فرويد عن فشل الليبدو في توظيف نفسها في موضوع استبدالي في الميلانخوليا
"وانزوائها داخل الأنا" و"إقامة توحد بين الأنا والموضوع المتخلى
عنه"
[4]، فإنه [فرويد] لم يعط للقلق (angoisse) كل حقه في عملية التوحد هذه بين الأنا والموضوع المرتبط به والذي
يكون أساس الارتباط به هو التهديد بضياعه بصفة نهائية. بمعنى آخر: إن الافتراس
الذي ينعت المحتوى الميثولوجي للتخيل المرتبط بقلق الافتراق، إنما هو مرسوم في
طبيعة هذا التوحد: فضياع الموضوع (افتراق، تخل..) لا يكون مهددا إلا إذا كان يحمل
بين طياته ضياع وتهديم الأنا. [وهذا يعني ] أن التوحد النرجسي الأولي من القوة
بحيث يعبر قلق ضياع موضوع الحب عن قلق الأنا من عدم الاستمرار في الحياة إذا ما ضاع
هذا الموضوع. فالميلانخوليا –أكثر مما هي رد فعل نكوصي لضياع الموضوع- إنما هي
القدرة التخيلية والهلوسية لتركه حيا كموضوع ضائع.



يمكن
القول إذن بأن ثنائية الميول الموجودة في الافتراس تفهم أكثر إذا عرفنا بأن القلق
السوداوي إنما هو مفترس، وبأنه يدل على خضوع الأنا لتهديد ضياع موضوعه. عندها تكون
ثنائية الميول خير وسيلة لاتقاء ضياع الموضوع عن طريق تهديمه حتى يظل حيا.



الاستدماج
الافتراسي ليس فعلا رمزيا لحل مشكل ضياع [الموضوع ]، إنما هو ارتياح خيالي للقلق
الناتج عن التغذي من الموضوع الضائع خصوصا وأن ضياع الموضوع كان لا بد منه حتى يظل
هذا الأخير حيا وحاضرا في حقيقته الأولية المصونة عن طريق الهلوسة، عندها يكون
الافتراس التعبير الميثولوجي لكآبة سوداوية –أي قتل موضوع يباشر فتنته
[5] على الأنا بحيث لا يمكن لهذا الأخير الافتراق عنه كما يظهر ذلك في قلق الأنا
من تركه حاضرا أثناء غيابه.



ولكن
يظل الاستدماج قاصرا على الإدلاء بكل معناه إذا جعلنا الغيبة وحدها كفيلة بتفسير
الضياع (كما تكون الحالة عليه أثناء الحداد العادي)، بل إن الافتراس يجد في القلق
عنف العوز الذي يخول للأنا الحياة من خلف ظواهر الموضوع الضائع، يعني خاصياته التي
يجعل التخيل منها حقيقة أولية تحت تأثير غيابه. ومن هنا تنطلق طرق إكلينيكية
متعددة سنحاول رسم معالمها: فبالرغم من بعد مصطلح الافتراس عن فكرة الذاتية حسب
المفهوم الذي تعطيه الفلسفة الظاهرية، إلا أنه يتوفر على بديهية إكلينيكية نجدها
كطريقة اختبارية لانقطاع الاتصال، عندها نرغب في القول بأن الافتراسية إنما هي
محاولة لفهم الآخر عن –طريق التوحد الإسقاطي أو الإدماجي- (
Identification projective ou introjective)


ما
إن يظهر لنا [الآخر]، كغريب أو مختلف عنا، عندها تكون الافتراسية ميثولوجية القتل
حتى تظل غير معروفة [ فكرة] التفرقة وتثبيت الهوية عن طريق الإيمان بالاستدماج.
فالكلام نفسه هو الذي يجعل من الرغبة في الفهم كناية عن الغريزة الافتراسية،
والتكلم يشكل للمتكلم خطر افتراسه وفي نفس الوقت البحث عن أخذ وهدم ما يحتوي عليه
الآخر، هكذا تحاذي الافتراسية تخيلات المتوحش في المكالمة. ومن دون أن نعطي رأيا
مسبقا عن المعنى الذي أعطاه كهن (
Kuhn)
وبنسونجير
Binswanger لمصطلح الكآبة، يمكن القول بأن
وصفهما الظاهري موافق للتحليل النفساني للافتراسية داخل إطار الميلانخوليا.



إن
الأهمية التي أعطاها كارل أبراهام لطريقة التغذية عند الذين يعانون من مرض
الميلانخوليا تعطي –في نظرنا- وصفا بيداغوجيا مباشرا بقدر ما تبعد عن التحليل
النظري لمشكلة الافتراسية، فالفمية التي تنتمي إليها الافتراسية لا يمكن لها أن
تعطي شرحا ما إلا في إطار نظرية التطور الفردي.



إن
الفمية تضطلع، في إطار التخيل الافتراسي، بوظيفة تصويرية تؤدي إلى مركبات أخرى
تناسلية وشجية تكون أساسية لنظرية الافتراسية في التحليل النفسي. ولنقتصر على وضع
بعض الأسئلة في هذا الاتجاه: لماذا تكون الحاجة في الاستدماج والإمساك نموذجا حقا
لنظرية الافتراسية؟ كيف يتم تحويل التناسلية إلى هذه التخيلات الفمية الافتراسية
التي تفهم على أنها تخيلات ساترة؟



إذا
كان الغذاء يجد داخل المرضية الإكلينيكية وظيفة الموضوع الرمزي، فكيف يمكن لنا أن
نفهم بدقة الدور الذي تلعبه المواكلة في علاقتها بالمخالفة الخيالية للمحرم؟
وأخيرا، لماذا يحقق الكلام للفمية المفهوم الذي يرجع إلى الاسنان في الافتراسية؟



إن
طب الأمراض العقلية قديما يحدثنا عن حالة المرضى السوداويين الذين يقودهم هذيانهم
إلى الإحساس بالذنب لاعتقادهم أكل أولادهم (كرابلين
Kroepelin) أو إلى التحول إلى غول ذئبي (جنون الدآبة Lycanthnopie). إن الاتهامات التي يوجهها المعاني من مرض الميلانخوليا
لنفسه إنما هي تعبير –مهذب- عن الافتراسية التي يكون مفهومها تسليح ممكن أو غير
ممكن حسب عرف ميثولوجي يحكي عن كيفية تنفيذ المحرم الغذائي مع موضوع الحب في الوقت
الذي يلتهم فيه الإنسان نفسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المفترس السوداوي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

المفترس السوداوي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أمل د نقل: - شعرية الحزن السوداوي العميق – د.امحمد برغوت
» عاش المفترس
» الاقتصاد المفترس

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: