هي
الذكرى السابعة لرحيل الشهيد ياسر عرفات. تذكرته فلسطين وجامعة الأزهر في
غزّة تحديداً. وبين غزّة والضفة الغربية وفلسطينيي الـ48 والشتات كانت قناة
فلسطين صلة الوصل.
نقل مباشر لمؤتمر المواطنة الثقافية، التربوية
والسياسية من غزة وعبر فضائية فلسطين المقيمة في رام الله ـ هو ثمار بعض من
تفاهم قائم بين فصائل فلسطينية متجاورة في كل من غزّة والضفة. وبهذه
المناسبة نقلت الشاشة غناء ومسرحاً قادماً من جامعة الأزهر ومن غزّة، إضافة
إلى المنتدى الثقافي، التربوي والسياسي. ورغم ضعف الإمكانات الظاهر جلياً
في هذا الاحتفال التكريمي يبقى الشهيد ياسر عرفات مرحلة حافلة جداً ومنغرسة
في تاريخ النضال الفلسطيني. نتذكره الآن أكثر وأكثر ومع تفاقم انزلاق
الانظمة العربية باتجاه الحضن الأميركي الراعي الأول للمصالح الصهيونية في
منطقتنا.
في الضفة المقابلة كان الإعلامي المصري وائل الإبراشي من قناة
دريم في القاهرة قد زار أرملة عرفات في مقر إقامتها في مالطا مسجلاً
حواراً طويلاً معها، تابعنا الجزء الأول، أما الجزء الثاني فنتابعه بينما
تكون هذه الكلمات في طريقها للطبع. في هذا الحوار الذي جرى في بيت سهى
عرفات أطلعتنا أم زهوة على أسرار كثيرة. ويمكن القول بأن الإبراشي سجل
سبقاً صحافياً، لأنه بحسب علمنا هي المرة الأولى التي تتحدث فيها سهى عرفات
بهذه الصراحة بعد رحيل عائلة بن علي عن 'عرش' تونس، ولم تعد مهددة بضغوط
تلك العائلة. فقد أفصحت سهى عرفات أن بن علي مدفوعاً من السيدة 'حرمه' هدد
الدول الكبرى: تقاطعون سهى عرفات أو نقطع التعاون معكم في ملف الإرهاب!
وسهى تقول بأنها تمتلك الوثائق الدالة على ذلك لكنها لن تفصح عنها
'احتراماً للتاريخ'!
في السياسة'أو حتى في الإجتماع يمكن القول 'إن
كيدهنّ لعظيم'. فبعد انسحاب سهى عرفات من مشروع لبناء وإدارة مدرسة دولية
في تونس بالشراكة مع ليلى بن علي، إحتجاجاً على إقدام الإخيرة على اقفال
مدرسة فرنسية عريقة في العاصمة التونسية ظلماً، كان لغضب ليلى على سهى
بداية في سنة 2007، أما النهاية فكانت مع ثورة أشعل شرارتها الشهيد محمد
البوعزيزي. وله من سهى واجب قراءة الفاتحة عن روحه كل يوم.
وهي في سياق
سرد حكايتها الطويلة مع ليلى بن علي مرّت سهى عرفات على مواقف لافتة جداً.
فعندما سألها المذيع لماذا المدرسة؟ كان الرد سريعاً: بدي أشي ثقافي أشغل
وقتي به. وتابعت مفصحة عن مكنونات قلبها وما تعرفه: لم أبن كازينو في أريحا
'زي مستشاري أبو عمّار'. ولم أبن ملهى ليليا، ولا سجن 'زي الأنظمة العربية
التي تبني سجوناً أكثر من المدارس'. وعندما سألها وائل الأبرشي 'ألم تخافي
من ليلى بن علي عندما قررت مغادرة تونس'؟ كان الرد: أبو عمّار علمني
الشجاعة، وأنا لا أحب أشباه الرجال. لقد واجهت دولة بوليسية بمفردي منذ سنة
2007 حتى سنة 2011.
وهكذا يمكن الإستنتاج أن سهى عرفات كانت أول من
فُكّ أسرها من ليلى بن علي فقد قالت لها عبر فضائية دريم 'لا تكبر الله
أكبر'. أما وزير خارجية تونس في عهد بن علي وهو عبد الوهاب عبدالله فقد تمّ
تفريغه نهائياً'لمعالجة 'ملف سهى عرفات' والتضييق عليها في مالطا. قالت
سهى الكثير عن ممارسات تفصيلية كيدية نسائية قامت بها بن علي بحقها وتباعاً
بعد سحب جواز السفر. لكن سهى لم تستسلم كما قالت وأرسلت لها تحدياً
مباشراً من مالطا لتونس: أعلى ما في خيلك يا ليلى أركبي.
ومن يدري ربما
تكون بن علي الرياضية والأنيقة وصاحبة الإطلالة السلطوية والسكسي لا تركب
في السعودية سوى الخيل العالي، وكذلك العربي الأصيل. أما سهى فيبدو أنها
قررت أن تقول الكثير من الجديد لبرنامج 'الحقيقة' من قناة دريم. هي بالفعل
أشياء جديدة تُعرف ربما للمرة الأولى وعلى نطاق إعلامي واسع. فقد حكت سهى
عرفات أنها كانت مخطوبة لمحام فرنسي من عائلة مرموقة جداً مالياً وسياسياً،
وهي عائلة مؤيدة وداعمة للحق الفلسطيني. ولكن.. أبو عمّار ما انفك يردد
على مسامعها 'مالك ومال الفرنسي دا يا سهى'. هذه كانت بداية'الإستلطاف الذي
تضاعف وتضاعف حتى أصبح زواجاً، وأثمر زهوة.
كيف تركت سهى حياة الترف
مع فرنسي ثري جداً؟ كان سؤال الأبرشي. ردها كان جاهزاً: لو كنت أرغب بحياة
الترف لم آت إلى غزة لأعيش في منزل مع الفئران، لأن غزة حينها كانت تفتقد
لمجارير الصرف الصحي. وهي عندما كانت تسمع خربشة أثناء نومها كانت تسأل أبو
عمّار عن مصدره وسببه. كان الرد يأتيها: 'نامي يا سهى دا فار'؟ وكان الحل
بوضع الحراس مصائد للفئران في غرفة نومهما. وهي كادت تشد شعرها عندما كانت
ترى المصائد جميعها وقد غنمت صيداً وفيراً. فتدعو الحرّاس لتدبر الحل
التالي.
ولم تنس سهى توجيه التحية لغزة بالقول: غزّة على راسي وبقلبي.
إنتهت الحلقة الأولى بقدوم زهوة من المدرسة حاملة لدفتر تحصيلها. بكت سهى
وتمنت لو أبو عمّار موجود ليرى بنفسه ذكاء إبنته. كافة علامات زهوة
المدرسية هي A و B.
أما الحلقة الثانية ففيها أسرار عن موت ياسر عرفات وأيامه الأخيرة.
أميركيون يحرقون العلم الصهيوني
دائماً
يأتي برنامج 'الطبعة الأولى' من قناة دريم بجديد مميز هو نتيجة جهود
وأبحاث معده ومقدمه أحمد المسلماني. بالصورة وبالصوت أطلعنا البرنامج على
العلم الصهيوني وهو يرفع ويُحرق في نيويورك من قبل مواطنين أمريكيين منضوين
ضمن حركة 'احتلوا وول ستريت'. يبدو أن هؤلاء الأمريكيين يدركون عمق وأبعاد
اللعبة الصهيونية المالية في مؤسستهم التي تعتبر الأكبر والأشد تأثيراً
على صعيد العالم ككل. أن يحرق العلم الصهيوني في نيويورك هو سابقة تاريخية.
وأن يحرق في مركز قوة اللوبي الصهيوني وفي ميدان سطوته المالية والسياسية
على العالم ككل، فهذا تطور يمكن التوقف عنده. فإن كان نظام وول ستريت
المالي والنظام الأميركي الذي يحميه قد بات عاجزاً كلياً عن رشوة الناس كما
في سابق عهده كي يسكتوا على جرائمه، فهو الآن أصبح في حالة عجز عن رشوتهم
وعن إقناعهم بسلامة وجوده كنظام مالي. لذلك هم يطالبون بإحتلال وول ستريت،
وفي الوقت نفسه يدركون الدور اللعين للوبي الصهيوني في أهم عاصمة للمال
والأعمال في العالم. لهذا أحرق العلم الصهيوني وسط تهليل وترحيب كبير من
الحشود المجتمعة.
أما نهاية فقرة الطبعة الأولى فقد ختمها الإعلامي
المصري أحمد المسلماني: الأميركيون يحرقون العلم الإسرائيلي للمرة الأولى،
حفظ الله فلسطين.. حفظ الله الوطن. أحمد المسلماني صياد أخبار وصور مميز
جداً.
سميرة سعيد لا تخشى التهديد
في كلام الأغنيات تعبيرات
ومفاهيم وحوارات وخطاب مباشر يختصر مرحلة زمنية في حياة مجموعة بشرية ويشي
بواقعها وحالها وأحوالها وثقافتها. مؤخراً وفي برنامج ديو المشاهير على
شاشة ال بي سي الفضائية غنت الضيفة المميزة الفنانة سميرة سعيد إلى جانب
الممثلة ماغي بو غصن، وكانت الأغنية ذات وقع خاص ويستدعي التوقف عندها. فهي
قالت مخاطبة الرجل حبيباً كان أم زوجاً: 'ما تخوفنيش.. ما تهددنيش .. أنا
كدا كدا ما بيجيش'. إنه الموقف وكذلك المواجهة ربما في لحظة يلجأ فيها
الرجل لاستعمال عضلاته أو حتى التلويح بها. فالمرأة لم تعد في عصرنا ذاك
العنصر الذي يطيع 'ع العمياني'. ربما هذا النوع من الخطاب في الأغنية
العربية يساعد إلى حد ما في تعزيز موقف المرأة التي تطمح للإستقلال
الإنساني والمادي، ولتعزيز موقفها بحوار ضمن أصول الند للند مع الشريك.
في
المقابل نسأل إن كان هذا الغناء سياسة لها ألف باؤها واجندتها لدى المغنين
والمغنيات، عندما نعرف أن صاحبة أغنية 'ما تخفونيش' هي نفسها صاحبة أغنية
'مش ح اتنازل عنك أبداً مهما يكون' وقبل أكثر من عقد من الزمن؟ فهل ستبقى
على موقفها بعدم التنازل 'عنك أبداً' عندما يتطاول عليها، أو عندما يخونها
مثلاً؟ إنه مجرد سؤال بريء.