قصائد برائحة الهند
فلنكنْ وحدنا لا وحيدينَ
فلننخرط ْ في الزحامْ
و لْنكنْ مثلهمْ
عائدين لنفس المكانِ
لكي يألفوا وجهنا
فتياتُ المبيعاتِ
نادلُ بارٍ
موظفُ بنكٍ
و كلُّ موظف عامْ
و مكاتبُ تقرع أجراسها للجميعْ
أنت تعرف صاحبَ هذا المحلِّ
على أول الدربِ
تعرف حارس مبناك دون اسمِهِ
كلُّ ما عنك يعرفهُ طابقكْ
أعطِ للغرباء الودودينَ
من حظوة الأصدقاء الغريبينَ
حبّاً
ورَجْبِي
وشعراً
ولا تشتركْ
لا تقررْ ولا..
لا تفرِّقْ
فبيتك حيث أراد الفؤادُ
و قلبي مليئٌ بعاداتهِ
فترنَّمْ أناشيد مدرستكْ
وهْي لمَّا تعلِّمْك حبَّ الوطنْ
فارتحلْ حاملاً وحدتكْ
في مدىً لا ترى منتهاهْ
سوف تسمع أصواتهمْ
إن طلبت جزافاً هواتفهمْ
دعْ عيونك مفتوحةً في الظلامْ
ولتحَدِّقْ
وسرْ كالنيامْ!
ماذا أفعل بيديّ؟
ماذا أنا بيديَّ فاعلة ٌ؟
أبقيهما في الجيبِ
أم أبقيهما
في جانبي جسدي
معلقتينْ!
خطان متوازيان
قدماي العاريتانْ
متوازيتانْ
وتواجه باباً
لترحب بطريقٍ لقطارٍ
يمتد بجوف زمانٍ ومكانْ
لكنَّ الموتْ
يأباني حين أريدهْ
أستيقظُ وكأني راقصةٌ
في وضعٍ معروفٍ أثناء بروفةْ
رحل الصياد وخلّف في القارب مجدافينْ
أنتفخ بدون توقفْ
تمتلئ فراغاتي
وحذائي
وثيابي
ويراعي!
العالم كلمة
العالم ليس سوى كلمةْ
ما أقدمها!
في إمكانك أن تتحول من إملاءٍ لفناءٍ
من صاحب بيتٍ لشبحْ
لكني أقدر ثانيةً
أن أنحت وجهك فوق هواءٍ
أن أخرج من تحت الأرض شظاياكْ
أن أجعل فوق بحورٍ الأمس رموشي
تطفو ثانية ً
كيف تخيلت بأنك تقدر أن تهجرني؟
أنا لم أغلقْ أبداً خط التلباثي
أنا لم أتذكركْ
لكني لم أنسكْ!
البحر غارقٌ في العرق
البحر غارقٌ ببحرٍ من عرقْ
أريد ملحاً!
أريد ملحاً!
سلسلة الملح سريعة التحركْ
تظل في تحللٍ
وأنت لا, لا تستطيع الانتهاء من كتابكْ
ويزأر الظمأ
وفكا الليث مفتوحانْ
يزأر من غير توقفْ
أريد ماءْ!
أريد ماءْ!
سوق الغواية
عدت من سوق الغوايةْ
دون أن أبتاع شيئاً
عربات السوق تلتفُّ على سور النوافذْ
نمرٌ من أجل أن يبقى يجامعْ
نحن نحيا في حياة الآخرينْ
من نظام لارتجالٍ
ننشر الدفءْ
تبصر النجم الوحيدْ
وبعينيك ترى مربطهُ
حينما أزحم من حولي
وأرجو أمنيةْ
نبصر البرق سويًّا
ثم نشهقْ
وعلى بعض فراغٍ تلتقى فينا الشفاهْ
لك أرنو نائماً
سارقاً وقتكْ
يمطر الكون ويمطرْ
يملأ الماء الصناديقْ
يكبر العشب غضون الليل بوصاتْ
تأكل الغيرة قلبي
ذا لأني قد ظننت الموت يأتي لكَ أسرعْ
بين شفـْتيك الدجى خافتُ
أشتاق لجلدكْ
تغلق الباب عليَّ
كي تراني حين ترجعْ
أحسب الأيام كي يوماً أراكْ
حينما تبدو أخيراً
عنك أرحلْ!
السماء قطعة من الكتان
الأفق قطعة من الكتانِ منبسطةْ
فوق حدود البحر دون كرمشةْ
مثبتةْ
فوق رؤوس الجبالْ
كخيمةٍ كبيرةٍ
ولونها لون المحيطْ
تزورها أشعة الشمسْ
من قبل أن يلوذ أيُّ عاشقٍ باختفاءْ
لكنَّ أنجم السماءْ
مدت ضياءها لكل شفةٍ عاشقةْ
والعاشقون واحدٌ من بعد آخرٍ هوى
في سطوة الضياءْ
قد قيل هذا
غير أننا بحاجة إلى القبلاتْ
بين شفاهنا
بحاجةٍ لمجرى النهر في الشجرةْ
حين سبحنا خارج الزمنْ
عدنا سريعاً في شجنْ
نمرّ من خلال بعضنا كما الماءْ
نراقب الشمس وكيف أنها دوماً بلا تغيرٍ
نراقب البدر وكيف يتغيرْ
أقدامنا على نبات الماء منزلقةْ
تسافر الجذورْ
تموت قطْرات الندى في سرعةٍ مرئيةْ
ليس هناك ما اسمه نهرٌ بشكلٍ دائريّ
أجسادنا عكس رغيف الخبزْ
تزداد ليناً, وهناً مع الزمنْ
نلصق أسماءً على أطفالنا
ضفائر البنات نحفظها
وتحت صخرةٍ نضعْ
ثمار توتْ
نبحث عنها لاحقاً
معلقون بين أنياب العقاربْ
مسار مسمارٍ قديمٍ في العروقْ
طريق وقتٍ وزمنْ
كم عبرت فيه قدمْ!
ليس يهم مَنْ يقبل مَنْ
فحينها يأتي الأبدْ
عيناه كالفول الجيلي
ومقلتاه كالكريستال بلونٍ أسودْ
وكلما طال بنا التحديق كلما تعرفنا
وكل ما اسطعنا مقالتهُ
أوضح ما يكونْ
نحب ما نعرفهُ من أغنياتْ
وكلُّ أغنيةٍ
يذيعها المذياع أو نسمعها
تكون عنّا!
الأربعاء أبريل 25, 2012 5:17 am من طرف سميح القاسم