سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | ربيع المنطقة و روحها الحيّة | |
[b]و يرى مجربون أن الأحزاب و التجمعات التقليدية في عموم بلدان المنطقة، سواء كانت رسمية او معارضة ـ في البلدان التي اعترف فيها بالمعارضة بمنطق لم يعد فاعلاً ـ لم تخرج عن كونها و كأنها نسخ متطابقة . . نتيجة لسياسات حكومية منهجية، هدفت و تهدف الى تفريغ العمل السياسي من أي بديل جدي لإستبدادها، موقوتاً بقمع دموي لأي طرح لبديل جدي سواء كان منطقياً عقلانياً ام يسارياً او ليبرالياً ديمقراطياً . . الأمر الذي جعل المعارضات السياسية فيها، تتكون من أصوات و نشاطات متناثرة ملاحقة ومضطهدة، أو منطلقة من مواقف أيديولوجية يمكن القول بانها جمدت، وليس من حركات شعبية صاحبة نفوذ فعلي وبرامج تعكس مصالح فعلية لأوسع الجماهير او لقطاعات صاعدة . . الأمر الذي ادىّ بتراكمه الى اندلاع انفجارات شعبية افتقر عدد منها الى التنظيم، التأمت على مطالب لتحقيق حاجات بشرية اساسية ملتهبة بعينها، او في مواسم محرّكة او يمكنها ان تقرر كمواسم الإنتخابات الرئاسية كما حصل في انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009 و في مصر التي اسقطت الرئيس المنتخب اثر انتخابات مزورة في كانون اول 2010 . . و شكّلت في بلدان اخرى احتجاجات سلمية استطاعت ان تتواصل بفعل التفاف الجماهير حولها، و اخذت بالإتساع بفعل المناخات الدولية و الإقليمية . . حيث انفجرت الجماهير و سبقت الأحزاب . . من جهة اخرى، يرى مراقبون أن الإسلام السياسي الذي يشكّل قوة واضحة في المعارضات العربية و الشرق اوسطية . . بكونه لم يصبح كذلك الاّ لكون غالبيته قد تشكّل و سُمح له او تمت رعايته لدوافع محلية او دولية متنوعة، و استثمرته سلطات المنطقة في معاركها الداخلية، و وظفته انظمة رأسمالية المحيط الشائهة في معاركها الخارجية لأغراض تجارية و امنية او تسلطية . . كما ان الإسلام السياسي المنخرط في حركات احتجاج ربيع المنطقة أظهر عجزه حتى الآن عن بلورة صيغة بديلة له وحده، ذات صدقية لعموم البلد المعني (1)، و صار يتخذ مواقف متناقضة اسفرت عن تيارات متنوعة منها معتدل، في سعي إلى احتلال موقع سياسي يمكنها من الحصول على دعم الغرب، في وقت يتعثر فيه من وصل الى الحكم منها، في الإستجابة لمطالب الجماهير الكادحة الواسعة التي تزداد فيها نسب الفئات الشابة المتعلمة و الفنية و المؤهلة . . . بل و تلجأ اقسام من تلك التيارات ـ و من فاز منها ـ الى التعامل بالعنف مع جماهير لا تقبل العودة الى الماضي . حيث تواجه غالبية هذه الأحزاب اليوم، سواء كانت جزءاً من تركيبة السلطة الجديدة، أو في الحركات الاحتجاجية . . تواجه تعقيدات مجتمعية وسياسية وقوى شبابية وديموقراطية متفتحة، لم يعد شعار ( الإسلام هو الحل ) او شعارات المظلومية المذهبية كافية للتعامل معها، ما يجعلها اكثر انشغالاً بترتيب أوضاعها الداخلية على أمل الخروج من مأزقها الأيديولوجي الشمولي، و انشغال عدد منها مع بقية القوى الاحتجاجية في بلورة البديل السلمي لمواجهات الشارع. حيث يعتقد قسم منها، ان بامكانها بناء نظام شمولي على غرار نظام ولاية الفقية الإيراني ـ الذي يقاسي ما يقاسي حكمه ـ ، و فات عليها ان كل ظروف العالم و المنطقة اليوم، تختلف كلياً عن ظروف ماقبل ثلاثة عقود من الزمن، لكل التغييرات الحضارية و الإتصالات الألكترونية، اضافة الى الإحتكارية اليوم، فيما تتصاعد فيه روح المنطقة الحية في النضال من اجل الحرية و التقدم . . و يرى عارفون، ان الفراغ السياسي الناشئ يشجّع قوى الإسلام السياسي على التحرك في معطيات الواقع الجديد، و تسعى الى تشكيل احزاب مدنية ذات برامج اجتماعية على غرار حزب العدالة و التنمية التركي كحال الإخوان المسلمين في مصر، و حزب النهضة التونسي المتنوع . . كنموذج لإسلام معتدل تدعو اليه و تدعمه كبديل، دوائر غربية متعددة للوقوف بوجه الإسلام المتطرف . . بعد ان صار عليها ان تقيم دولة مدنية ـ و ليست دولة اسلامية كولاية الفقيه او طالبان ـ كي تتمكن في الحكم من تلبية مطالب جماهير ثارت و اسقطت دكتاتورياتها و تستمر بزخمها، في وقت تنتبه فيه تيارات اسلامية معتدلة من مخاطر انفرادها بالحكم، لأنها صارت ترى مخاطر ذلك و عواقبه . . في وقت يتساءل فيه كثيرون، هل ستقبل القوى الاسلامية بنظام مدني على غرار تركيا ؟! من جهة اخرى . . فإن السلطات ـ الجديدة منها، أو القديمة ـ العاجزة عن الخروج من ازمتها الاّ بالدفع بآلاتها الأمنية إلى الشوارع، تقود بعملها ذلك إلى استمرار الأزمة بدلاً من السعي لحلّها . . فيما تمضي الشهور على اندلاع الاحتجاجات العربية، دون وضوح المآل النهائي لها، وإن كانت تطالب و تواجه القمع بشعارات الحرية والديموقراطية والتعددية والشفافية والوحدة الوطنية، التي لاتزال عامة رغم ازدياد ملموسياتها، و تبدو و بشكل عام لاتزال غير قادرة حتى اللحظة الراهنة على فرض المسار الإنقاذي الداعية له . وبذلك يرون ان المواجهات قد تستمر وقتاً طويلاً تتغير فيه وجوه و اصطفافات لقوى و نشوء قوى جديدة ، و تنضج فيه طروحات و تحركات تسندها اوسع الجماهير، حتى الوصول إلى ميزان قوى جديد يفرض حداً جديدا من استقرار على السير في برامج لطريق تقدمي نحو حرية و رفاه اجتماعي اعلى، بما يشكل المرحلة التالية من هذا الصراع، خاصة و ان الحركات الاحتجاجية لم تظهر وهناً في اندفاعتها و روحيتها بل انها تزداد نضجاً، رغم الضحايا الكثيرة التي تكبدتها. الاّ ان الإحتكارات الدولية الصاعدة و الجديدة، التي تحتاج الى انظمة من طراز جديد، كما مرّ، تحاول ان تزن تغييرات المنظومات الإجتماعية القيَميّة في المنطقة التي ترى انها لابد لها من استيعابها و توظيفها و الاّ انفجرت ارادات شعوب المنطقة بعيداً عن حساباتها، في وقت تتشدد فيه احتكارات محافظة في الإبقاء على ما موجود لضمان تواصل مصالحها بتوظيف الأزمات الناشئة و ادامتها لتحقيق ارباح اعلى في النفط و توريدات السلاح و الأجهزة الأمنية. و فيما تتوالى و تعم الإنفجارات الشعبية السلمية في مناخ دولي مساعد و مشجّع، و كانعكاس لروح القيم الثورية الإجتماعية في المنطقة، من اجل تحقيق تقدم حضاري انساني لها في العالم الجديد، و هي تضم خليطاً اجتماعياً تحررياً يزداد تنوعاً فكرياً و قومياً و دينياً و مذهبياً . . تنوعاً صار يتخطى الأحزاب التي ان لم تتجدد في حضورها و دورها في الإنتصار لمطالب الجماهير الحياتية . . فان الإنفجارات الشعبية تلك كما يرى مراقبون يمكنها ان تنشئ بدائل ملموسة ـ رغم فوضوية او افتعال بعضها ـ لتلبية الطموحات الصاعدة، بعد ان بلغت درجات المواجهة مع السلطات و التضحيات ذروات خطيرة، صارت فيها الجماهير تطالب الدول الكبرى علناً بالتدخل رغم اعلانها الحذر من مخاطر بديل على غرار التجربة العراقية (2)، كما في ليبيا و سوريا . . غير واعية لأثمان ذلك التدخل . في وقت تستمر فيه السلطات المحافظة على مواجهة الجماهير العزلاء بالسلاح، و على ملاحقة و اغتيال المثقفين و العلماء و الأدباء و اصحاب الكفاءات و الخبَر و المهن و الأكاديميين و الفنانين و المحرضين . . في سعي منها لمحاولة انهاء الكفاءات القابلة للتطور و المؤهلة اكثر للتصدي لمهام المرحلة، و قطعت الطريق امام عودة الكفاءات المهاجرة رغم التطبيل بذلك . و يرى سياسيون ان حدة الأوضاع قد اوصلت الأمور الى تزايد ميول العنف للدفاع عن النفس، رغم ملاحظة خبراء دوليون الى أن معرفة الكيفية السلمية التي يمكن من خلالها التخلص من الحكام و المسؤولين المستبدين، آخذة بالانتشار في أصقاع الدنيا باستخدام التقنيات السلمية في أفريقيا والشرق الأوسط وحتى في ميانمار ـ بورما ـ (3) ذات النظام العسكري الصارم، بل و امتدت مؤخراً الى وول ستريت في الولايات المتحدة، موضحين أن النضال السلمي ليس أمرا بديهيا أو عفويا، ولكنه يتطلب تعلم كيفية فهم مشكلة الأنظمة القمعية وما يجب فعله إزاءها، و انها لا تتطلب مجرد هاتف نقال ـ موبايل ـ ذكي، بل تتطلب الشجاعة والتنظيم والانضباط والتنسيق وحسن التواصل . . ، و فيما اثبت ربيع المنطقة مجددا بعد تونس و مصر و ليبيا، ثم اليمن و سوريا، و تحرّك القضية الفلسطينية ربيعياً و كسبها تاييدا دوليا غير مسبوق . . اثبت اهمية الجماهير و نشاطاتها السلمية في التغيير بعد ان ضاع دورها و جرى تغييبه، من اجل بديل مدني تعددي يحترم الآخر، دولة مؤسسات منتخبة، واثبت للأحزاب الديمقراطية و اليسارية اليوم، ان قوة الحزب ليس بكبر منظماته و انما بكبر شعبيته و تعبيره عن المطالب و الامال الحقيقية لاوسع الجماهير، و ان ذلك مايوصله الى البرلمان و الحكومة، كما اثبت و يثبت كيف تنضج المواقف بسرعة معتمدة على سرعة انتشار الوعي اليوم . . و اثبت ان الصراع يدور عنيفاً بين " اعادة تقسيم المنطقة على الإحتكارات المتنوعة باي ثمن" و بين " النضال من اجل حقوق الشعب في الحياة الحرة الكريمة ". . يتساءل كثيرون هل ستلجأ حكومات و نظم المنطقة و هي تواجه تلك الطاقات الى سوق شبابها الى حروب جديدة تمتص و تحطّم تلك الطاقات ضد عدو يجري تصنيعه، بعد محاولات لم تنجح لإبعاد الشباب عن السياسة، باشعال الإقتتال في صراعات (تاريخية) وحقوق وثارات الأجداد، على اسس طائفية و دينية و قومية اثنية . . في السباق المحموم الجاري للقوة و النفوذ الذي يذكّر بالحرب الأولى بين الدول الأمبريالية في المنطقة بسبب بروز اقطاب جديدة، لإعادة اقتسام منابع الخامات و الأسواق خوفا من خسارة كل شئ . . و اخيراً فان مايجري هو جزء هام من تحولات كبيرة تجتاح العالم، يزيدها حدة في المنطقة الأزمة العالمية الإقتصادية الجديدة، التي تشتد فيها الصراعات و اعادة اصطفافات كبيرة سواء في صفوف القوى الدينية او العلمانية، التقدمية و المحافظة . . و يؤكد مفكرون و سياسيون يساريون و ديمقراطيون على ضرورة انتباه اليسار لذلك و قبول الآخر و ألإنفتاح على كل القوى صاحبة المصلحة في قضية العدالة و الديمقراطية الإجتماعية سواء كانت احزاب، حركات، تجمعات . . حيث تتضاءل آليات احتكار الحقيقة او حجبها لكل الوقت[/b] | |
|