سعيد عبد المجيد / البعد الاستراتيجي للثورات العربية البعد الاستراتيجي للثورات العربية على واقع الاقتصاد العالمي والامريكي خصوصا
ان ما تشهده الامة العربية من نسائم للربيع اتحدت مع حر الصيف و رياح الخريف ومطر الشتاء لينجبو عاصفة لفصول السنة الاربعة.
فالوضع العربي اليوم هو تحقيق لأحلام كانت ترسم فى مخيلة كل انسان عربي
خاضع لفترة الهزائم و النكسات ويحلم بنصر يعيد للمنطقة وللامة العربية
تاريخها الناصع .
فالمنطقة مرهقة و الشعوب لم تعد تخاف على شيء تخسره بعدما
فقدت كل غالي فى سنين حكمها فيها المستبدين واصحاب العقائد الشيوعية. فبعد
استنزاف طاقات الشعوب من قبل شرطي العصر الحديث (امريكا), تنتفض المنطقة
بالكامل بكافة طوائفها السياسية والدينية. عندما انعش الربيع العربي ذاكرة
العالم بوجود شعب وفيا لأرضه غيورا على مستقبل وخيرات وطنه تقمصت امريكا
دور الشرطي اللين والمدافع عن حقوق الضعفاء لحاجتها لمخزون النفط العربي
وخيراته.
فى الثورة الليبية حاول الغرب التدخل بكل الوسائل ولكن
الشعب الليبي اخد قلب الاسد وزرعه فى صدره دون خوف مناديا بالحرية
بالمساعدة الدولية دون التدخل العسكري المباشر, فتتحقق مقولة على الغرب
الماء يكذب النار, فحلف الناتو يبحث عن نفق لكي تنفذ منه الافعى حيث طلب من
الثوار الليبيين ان يساعدهم على الارض ولكنهم رفضوا وهذا
ان دل على شيء فانه يدل على شعبية الثورة وصدقها لكي تعطل الابواق المتآمرة عليها.
اما مصر لو تصفحنا تاريخها الحديث سريعا لراينا ان
الانظمة المتلاحقة على شعبها كانت ترتدي قناع الوحدة العربية ويدها تصافح
اسرائيل فى الخفاء متنازله عن ثرواتها وخيراتها مقابل البقاء على كرسي
الحكم.
يتضح ذلك عندما اقنعت امريكا السادات بالسلام مع اسرائيل
مقابل سلام الضعفاء بما يعرف باتفاقية كامب ديفيد ببنودها التي تنص ان
سيناء ارض محرره بمراقبه مصرية محدودة وبهيمنة اسرائيلية ولا يحق لأي انسان
ان يعبر الحدود الا بإذن اسرائيل. وتأتي الثورة المصرية اليوم لتضرب
اقتصاد اسرائيل ضربة موجعه بقطع امدادات الغاز ورفض التطبيع والمطالبة بغلق
السفارة الاسرائيلية وهنا استغاث الطفل الرضيع بأمه الحنون امريكا
لحمايته. لقد خسرت امريكا (اسرائيل) يدها الطويلة فى المغرب العربي اقصد
بذلك حسني المخلوع, ففي الثاني من شباط الماضي حذرت صحيفة فرنسية من خسارة
متوقعة للاستثمارات اسرائيلية فى مصر بسبب الثورة الشعبية و بعد رحيل مبارك
وتوقعت تصاعد حملة المقاطعة لبضائعها المختفية تحت شعار امريكي. كل ما سبق
يدل عن انشغال كل من اسرائيل وامريكا بالربيع العربي.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه, هل انشغال امريكا والغرب
بالثورات العربية نابعا من الرغبة فى رؤية تحول ديموقراطي يغير الشرق
الاوسط بنقله من عصر الاستبداد الى عصر الحرية الذي يرفض الافكار الامريكية
اصلا ام هو إحساس امريكي بان البساط يسحب من تحت اقدامها.
ومن هنا نرى ان الربيع العربي يمثل خطرا يهدد المصالح الامريكية ومن ثما الاسرائيلية فى المنطقة, فهل سنشاهد السلطان (امريكا)
يسارع لكسب ود رعيته او سوف يدافع عن جنوده لضمان مصالحه فى المنطقة.
الربيع العربي يحمل معه رياح التغيير قالبا كفة ميزان العالم وهذا ما
يتوقعه الخبراء العالميين.
ولكن علينا الحظر من لعبه تحاك للمنطقة بطريقة غير مباشرة
من قبل امريكا من خلال التحكم بموارد السلاح كما هو الحال فى العراق فتصبح
هى المورد الوحيد بالمنطقة فتتحكم فى اي قرار حرب يعلنه العرب على اسرائيل
لكي لا تتكرر حرب تشرين مرة اخرى.