** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الحرية والليبرالية .. فك الارتباط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

الحرية والليبرالية .. فك الارتباط Empty
18102011
مُساهمةالحرية والليبرالية .. فك الارتباط

يتسم
الخطاب الليبرالي العربي بلغة دعائية تسويقية؛ حيث يروّج لليبرالية على
أنها النظام السياسي والنسق الاجتماعي الوحيد القادر على تسيير الحياة
سياسيًّا واقتصاديًّ بالطريقة الأمثل، فهي تمثل الحتمية التاريخية للفكر
الإنساني، وعلى كل المجتمعات أن تهرع إلى تطبيقها في واقعها، لكي تسير وفق
الصيرورة الطبيعية لحركة التاريخ.





ولخدمة
هذا الطرح يعمد الليبراليون إلى الترويج لمذهبهم على أنه مذهب الحرية،
وكأنه الوحيد من وسط المذاهب الداعي إلى الحرية، وبالتالي كل من ينتقد
الليبرالية ويرفضها فهو معادٍ للحرية وداعٍ للاستبداد والظلم!
الحرية هي خصيصة هذا الإنسان، وما يميزه عن باقي المخلوقات، فهي مثال وأُفق
عالٍ ينزع الإنسان إليه لتحقيقه في واقعه كباقي المثل كالجمال والعدالة
والسعادة والحقيقة؛ فالإنسان بحكم إنسانيته مسكون بحبّ هذه القيم، والسعي
نحو تطبيقها في مسيرة الحياة، لكن لا يمكن أن يدّعي الإنسان أنه قد حاز
المثال وطبّقه مطلقًا في واقعه، فغاية الإنسان أن يقترب من المثال، ولكن لا
يمكن أن يتملكه، وإلا فقد المثال قيمته الوظيفية، والتي تدفعه إلى السعي
نحو الكمال فلا بد أن يبقى المثال في أفقه لضمان ترقي الإنسان.
المذاهب البشرية تحاول أن تقترب من هذه المثل والقيم بإنتاج نظريات وأدوات
تساعد في تطبيق هذه المثل في المجتمع، لكن يظل المثال في أفقه، ولا يدعي
هذا المذهب أو ذاك أنه قد امتلكه، لكن ما حصل أن الليبرالية قد عمدت إلى
مثال الحرية وأنزلته من عليائه، وادعت أنها قد طبّقت المثال بعينه وإطلاقه
حتى صار هناك تطابق بين كلمة حرية وكلمة ليبرالية، فالمذهب الليبرالي هو
مذهب الحرية، وبدا ذلك شبه مسلَّم به، والحق أن تلك جريمة ترتكب في حق
الحرية؛ حيث تم حبسها في سياج المذهب وتمت عملية مسخ للحرية لتظهر في شكل
مذهب، فمهما كان المذهب مرنًا لا يمكنه أن يحتوي المثال بإطلاقه، فالمُثُل
غير قابلة للتجسيد الكامل، فما حصل أن الليبرالية قد سرقت الحرية !!
وللتأسيس لهذا الخطأ يعتمد الخطاب الليبرالي على المعنى اللغوي للكلمة،
فالليبرالية مشتقة من اللفظ اللاتيني ليبراليس، والذي يعني الشخص الكريم
والنبيل والحر، وهذا المعنى الأخير وحده من بين باقي المعاني سوف يبنى عليه
البناء الدلالي لليبرالية وبالتالي تصير الليبرالية مشتقة من الحرية !
ولكن المذاهب السياسية والاجتماعية ليست دوالاً لفظية يتم التعرف عليها في
المعاجم، وإنما هي نتاج تفاعل مع الواقع واتصال بالتاريخ، وما يحتويه من
اختلاف وصراعات في صيرورته، فالليبرالية كنسق مذهبي كانت واقعًا معاشًا قبل
أن يظهر المصطلح في أرض المعجم في القرن التاسع عشر، فالفكر الليبرالي
تأسس على يد منتجيه وزارعي بذوره في العقل الغربي أمثال جون لوك وآدم سميث
وروسو وهيوم.. وقبل ذلك بكثير !!
لذا من الخطأ المنهجي أن نعتمد على الدلالة المعجمية لليبرالية لفهم
معناها، بل لا بد من مدخل مغاير لفهم دلالة الليبرالية، وهو المدخل
التاريخي المتتبع لصيرورة تشكل الرؤية الليبرالية في الواقع، فهناك دومًا
شرط تاريخي محايث للفكرة لا يمكن فصلها عنه، فما هو هذا الشرط المؤثر في
الحالة الليبرالية؟ هناك مستوى معرفي وآخر واقعي، أما على المستوى المعرفي؛
حيث بدايات عصر النهضة والانفتاح المعرفي على ثقافات مغايرة للثقافة
الكنسية الخانقة للفكر كالثقافة الإسلامية والهيلينية / اليونانية؛ مما
سيشعر الوعي الغربي بقدر الحرمان الممارس عليه من السلطة الكنسية وأذرعها
الإقطاعية والملكية مما سيخلق فيه توقًا إلى مثال الحرية، وأما على أرض
الواقع، فهناك التحول إلى العصر الصناعي، والذي يستلزم مقومين: الأول رأس
مال والذي بدوره كان متوفرًا في يد الطبقة البرجوازية المشتغلة بالتجارة.
تمثلت المشكلة في المقوم الثاني وهو اليد العاملة، والتي كانت محبوسة في
سياج الأرض تعاني ذل الإقطاع تعيش في الأرض لتعمل في الأرض، لكي تدفن فيها
في نهاية المطاف!
فلكي ينقل العبيد من الأرض إلى المصنع تم استغلال مثال الحرية وتوظيفه
للدعوة إلى تحرير العبيد ليس رحمةً بهم ولا لسواد عيون الحرية، ولكن لخدمة
الآلة في المصنع، فما جرى هو نقل محل الاستعباد لا أكثر من الأرض إلى
المصنع!
على هذا التأسيس تكون الليبرالية لم تحترم محض حرية الإنسان، وإنما وظفتها
بطريقة تتناسب مع شرط تاريخي جديد، والدليل على ذلك أن البرلمانات
الليبرالية هي التي أقرت قرارات إبادة الهنود الحمر، واستعباد سكان
إفريقيا، ونهب ثرواتها، بالرغم من أنها ترفع شعار الحرية والمساواة!
بهذا المدخل المنهجي نكون حررنا الحرية من سجن الليبرالية ورفعناها إلى
أفقها اللائق بها كمثال يسعى الإنسان إليه لتبقى مصونة بريئة من مسخ
الليبرالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحرية والليبرالية .. فك الارتباط :: تعاليق

avatar
رد: الحرية والليبرالية .. فك الارتباط
مُساهمة الأحد يوليو 19, 2015 10:56 am من طرف حنانظ
لك خالص الشكر ووافر الامتنان اخي الكريم..........
على ما بذلت من جهد وتحملت مشقة هذا
الموضوع.
 

الحرية والليبرالية .. فك الارتباط

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الوقوع فى حب شخص لا يمكن الارتباط به
» الحداثة والقرآن” لسعيد ناشيد" الحرية الدينية أساس الحرية الفردية السبت 16 أيار (مايو) 2015 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: خالد غزال
»  الاندثار .. وإشكالية الارتباط في خريف المآذن
» حق الإنسان في الحرية
» هل الحرية صنم يجب كسره؟

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: