... بالعرق
أسعد الجبوري (العراق/الدينمارك) |
اليوم..
العالمُ ورقٌ من زجاج.
والحكمةُ وحيدةٌ غير باهظة.
تمارس تزلجاً على ضباب الفلاسفة
الخائبين.
نفسها الكلماتُ
مستسلمة لإيقاعها في دار الحضانة.
ومع ذلك..
أراني محارباً في بئر سحيق.
كل يدٍ رمحٌ من الشمع،
يقطرُ ظلاماً متخثراً.
اليوم..
تحسستُ الرسوم في مقالع
النظر .
وهي تجري على الوجه بهياج.
اليوم أيضاً..
كنّ نساءات كثيرات في الرأس،
يجربن استخدام الليزر في ترميم
طوابق
العمر .
اليوم المار..
كم سأقول:
يا له من محارب في معركة
الماء والعتمة.
مقاتلٌ من فصيلة السرو .
كلما حاول كسر شيخوخته الخزفية،
تطوقه الجاذبية المتوحشة
بأذرعها
لتسحق في القنديل الصدري
شهوات الربيع.
( بصحتكم)
-قال قائد الطاولة-
-فأجابه القوم منشدين-
لا.. ولا عليك.
اخرج من بئرتك وأنسى.
كن ساحراً..
وخذ لنفسك لقطة زوم في بهو
القنينة الطلق.
خذ لقطة أخرى
وأنتَ تحوّل البحر إلى قفة سائغة
من رمل.
أكثر من ذلك،
لا تستعمل القمر فلاشاً لكاميرتك،
فهو محترق مثلنا،
وسيتبعنا بالشورت الأسود
إلى وادي التخوم.
سكيرقم ( 2 )
.... بالتأمل
اليوم..
أرى في الخمر باباً من الموسيقى ..
على سلالمه رياحٌ وطيرٌ وأجساد.
ضبابٌ وتمارين على أسلحة ومعاصي.
اليوم..
خمرٌ ممزقُ الأوزان والتنهدات .
ومنه عشبنا الأحمرُ يجري في خيال
الطاولة.
أكان للنفس بقية على صفحة
ما بعد العدم.
اليوم..
الأساطيرُ تمشي بالسكون المُفَرغ
من السكينة.
بمحركات الزفير.
اليوم..
السماوات في منخفض العقل،
فارغة.
والملائكةُ مفاتيحٌ كوميدية.
وكنتُ أتبعُ صورتي على خط
تيه نجوم هناك.
وهناك أيضاً..
تختلطُ ابتسامةُ السيف بمرآة الكتابة
بسيارة الإسعاف بلذة قتل الموت
أو كسر فكيه.
( بصحتكم)
-قال قائد الطاولة-
-فأجابه القوم السكران-
لا.. ولا عليك.
سينتهي كل شيء،
الحرائق كثيفة.
وهي آيلة للسقوط في الكأس.
وكن واثقاً.
سنستعير لك من الليل قطعةً،
لتنزل في القصيدة عرّاباً ومجتهداً.
فتكون ما تكون.
أليس لكلِ كأس خريطة.
أليس لكل خريطة لغةٌ.
ومنها السلالاتُ في خصوبة الظلام
دون انقطاع.
سكيرقم ( 3 )
... بالجن
نظري بعيد..
وعلى نظارتي موجٌ يتكسرُ
بالغيم بالمصابيح بالقحولة بزيوت
الاغتراب.
كأن نظري علبتان فسدتا.
فهلا قرأت لي ما بين طيات النفس
وظلالها.
أ أنهرٌ من بارودٍ في قاعي
كما أحس.
أم هو دبيب القراصنة فقط،
من أجل تأليف بلاغة الحطام.
الليلة..
رائحة السواد داخل أجراس الروح
الصدئة تزأر.
وما من امرأة تقريبية تنشدُ
أغنية البلبل الغائب.
(بصحتكم )
-قال قائد الطاولة-
-فأجابه القوم منشدين-
لا.. ولا عليك.
حتى وإن نضبت العينُ من الصور ..
والنبيذُ من جثة هاملت..
فسيخترع العقلُ مصفحةً للكشف
المحوري الحر عن مفقوداتنا
بين الرياح.
سكيرقم ( 4 )
... بالكونياك
اليوم..
يا ليته ليلاً فقط.
يا ليته عجلة عملاقة،
تلقى من أعلي القطبّ،
لنتدحرج.
نحن المسافرون إلى مستنقعات الأبد
بلا توقف.
اليوم..
رأيت مواليد الطين.
فقهقهت ساخراً من تفاصيلهم
الديناصورية في الانقراض القادم.
ورأيت أيضاً كمنجةَ نفسي إلى حافةٍ
عمياء من أغاني الحطام.
يا للسماء..
قطعة القماش المبللة المتنهدات.
وأنا الفادحُ تحتها..
ربما من أجل أن أغردَ طلاقتي
في اللا توحش.
بعدها لأتسلل إلى مهنتي
في الإكسير الأعظم.
ودائماً تلك الكؤوس أبوابٌ مخلوعة.
خلف طبقاتها
يرتفع الغرقى في مناسيب
النساء.