جنون فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 2121
الموقع : منسقة و رئيسة القسم الفرتسي بالمدونات تاريخ التسجيل : 10/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني | |
[b][b][b][b]الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية لمفهوم المجتمع المدني3
يبدو مفهوم المجتمع المدني عند معظم الكتاب مفهوما بسيطا , وموصوعا سهلا للدراسه, لانه الشعار الوحيد المطروح حاليا , في الخطاب المطلبي لكافة القوى والاطياف السياسيه
سهلا للدراسه, لانه الشعار الوحيد المطروح حاليا , في الخطاب المطلبي لكافة القوى والاطياف السياسيه , على حد سواء مشاركة او غير مشاركة في الحكومات , وتتفق جميع القوى السياسبه على هذا العنوان في جميع الندوات التي تقيمها , ناهيك عن المنظمات الغير حكوميه الناشطه في البلدان العربيه , بحيث يمكن القول ان عبارة المجتمع المدني اصبحت العنوان الرئيسي في الخطاب النخبوي العربي, على حساب مفاهيم وعبارات كانت اقرب الى الواقع العربي وما زالت , واكثر قدره على مخاطبة العقل النخبوي العربي , واكثر تفاعل مع الجماهير , والوعي العفوي العربي , وأقصد بذلك مفاهيم التحرر القومي والتنمية والعدالة الاجتماعية والتقدم والوحدة والاشتراكية والعداء للإمبريالية رغم حدة الصراع مع العدو الصهيوني ومشروعه التوسعي الاحلالي الاستيطاني الكولونيالي.
ان مفهوم المجتمع المدني , رغم انتشاره كعباره رنانه منذ قرنين من الزمن , الا انه يعاني من الاغتراب في كافة شرائح المجتمع , وفي افكار الفئه النخبويه في مجتمعاتنا العربيه , هذا الاغتراب الذي يصل الى حد القطيعه مع كافة شرائح المجتمع والقوى السياسيه والمثقفه منها في سياق تطورها الراهن , هذا التطور الذي يسير ببطء شديد التعقيد في ظل وجود خيوط الماضي , المتمثله في بقاء الاسس الماديه والمعرفيه للماضي , مما تعيق التغيير الديموقراطي والوطني وتكرس اعادة انتاج الماضي المتخلف بكافة اشكاله وعلاقاته الانتاجيه وتفاعلها مع انظمة الحكم المطلق.
هذا الواقع شديد التعقيد في المجتمع العربي , لا يعني البدا من حيث انتهى الاخرون في المجتمعات المتقدمه التي بدات بالراسماليه وانتهت بالعولمه المتوحشه , لان مجتمعاتنا في في واقع الحال لم تشهد حركة تطور فكريه وانتاجيه وصناعيه كما شهدت اوروبا بل هي اصلا لم تدخل علاقات انتاج بعد, حتى ما نشهده من مظاهر حداثه في بعض العواصم العربيه , لا يعبر عن الحداثه الحقيقيه , بل يبدو مظهريا نوع من انواع الحداثه , ولكن في حقيقة الامر لا يخرج عن مجتمع لا يزال قائم على الثقافه الاسلاميه والطائفيه والعشائريه , فالمدن العربيه هي مدن ريفيه بالمعنى الاصح , وطابع الحداثه الموجود فيها هو طابع تقليدي استهلاكي , لان هذه المجتمعات لا زالت تعيش خارج التطور الطبقي ولم تدخل في سياق ذاك التطور , لذلك ما نشاهده هو هجين مشوه من علاقات اجتماعيه لا تخرج عن هجين مشوه من علاقات انتاجيه ,بل هي مجتمعات لا تزال تعيش مرحلة الاقطاع , بل هي مجتمعات ريفيه تتمحور في علاقات طائفيه وذات طابع ثقافي اسلامي كمرجعيه لهذه المجتمعات ,وهذا يتيح للانماط القديمه السيطره في معظم بلدانه ,ولا يخرج عن ذلك دور الطبقه الوسطى بسسب علاقتها الهشه مع المجتمع المدني العربي , بسسب ارتباطاتها الراسماليه الخارجيه او بسبب اندماحها باقتصاد الدول العربيه وانفاقها وبالتالي السيطره عليها , لذلك دور الطبقه الوسطى في المجتمعات العربيه معدوم ولا يمكن مقارنتها بدور الطبقه الوسطى في المجتمعات الاوروبيه.
من هنا يجب مراجعة مفهوم المجتمع المدني والظروف المحيطه به منذ بداية المجتمع الاقطاعي في العصور الوسطي مرورا بالراسماليه والحداثه , في سياق تطور الشعوب الاوروبيه , وما لعبه هذا المفهوم في احداث القطيعه مع الفكر الغيبي ومع علاقات الفكريه والاجتماعيه التي سادت عصر الاقطاع , مع الاخذ بعين الاعتبار انه لا يمكن تكرار التجربه في مجتمعاتنا لما لها من انماط فكريه واجتماعيه واقتصاديه مختلفه عن اوروبا , ولكن لا بد من اخذ مضامين المجتمع المدني في الحاله الاوروبيه واستبعابها ومحاولة الاستفادة منها في واقعنا العربي المختلف ., ومن هنا ياتي نقد الدين في المرتبه الاولى في سلم الاولويات , جنبا الى جنب مع احداث تثيير جذري بنوي اجتماعي واقتصادي ,مع فهم تطور التجربه الاوروبيه والعبور الى الراسماليه , ومع ما ترافق ذلك من بنيه اجتماعيه وفكريه جديده , وظهور المجتمع الليبرالي والدوله الليبراليه داخل المجنمع الصناعي باعتبارهما وجهان لعمله واحده , هنا تبرز الحداثه والمجتمع المدني اللبرالي التحرري كنتيجه لبنيه فوقيه لنشاطات المجتمع., وتنظم العلاقه بين المجتمع المدني والدوله الديموقراطيه الليبراليه.ومؤسسات المجتمع المدني.
ان استمرار المجتمعات العربيه في النمط الزراعي العشائري شبه الراسمالي , وشبه الاقطاعي تجعل من الدول الراسماليه التوسعيه من السهوله السيطره عليها والتحكم في نموها الاقتصادي والاجتماعي لتبقى تابعه ومتخلفه , وما نشهده من مظاهر حداثه لهذه المجتمعات هي زائفه لا تعبر عن حقيقتها , في ظل اقتصادي مشوه وعلاقات اجتماعيه مشوه , وبالتالي في ظل تلك الظروف من المستحيل اقامه مجتمع مدني حقيقي كما هو الحال في المجتمعات الاوروبيه , ولا تختلف الدول التي تشترك معنا في نظام التفكير والظروف الاجتماعيه والاقتصاديه , كما هو الحال في الهند او بعض دول امريكا اللاتينيه رغم اختلاف الاديان.
هناك عامل اخر في واقعنا العربي يختلف كل الاختلاف عن واقع التطور الطبقي الراسمالي الغربي , ففي التطور الراسمالي الغربي , تطورت الراسماليه اولا ومن ثم سيطرت على مقاليد الحكم كنتيجه حتميه في تطور اجتماعي ليبرالي بما يترافق مع مؤسسات المجتمع المدني , ولكن العمليه في البلدان العربيه مقلوبة الهرم , حيث يتم الاسيلاء اولا على السلطه ومن ثم الحديث عن انشاء اقتصاد متين , وبالتالي تصبح السلطه مصدر الثروه للمتطفلين مما يقوي الحكم المطلق وتزداد الهوه بين افراد الشعب والحكومات لتصبح مرتعا للفساد والظلم والاستبداد , مما يغذي ظاهرة التطرف الديني في مواجهة الخلاص بدل الديموقراطيه والانتخاب من اجل التغيير , لان هذه الجماهير وصلت الى حالة الياس من أي تغيير محتمل , بسسب اقناعها بالتطرف الديني اكثر من اقناعها بالديموقراطيه الشكليه التي لا تغير سيء.
[/b][/b][/b][/b] | |
|