لندن
ـ القدس العربي ـ هاجم القيادي الإسلامي الليبي وعضو الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين علي الصلابي اعضاء المكتب التفيذي للمجلس الانتقالي
الليبي، واتهمهم بالسعي لـ"سرقة اموال الشعب الليبي"، مطالبا رئيس المكتب
التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل أن يقدم استقالته،
ويترك الليبيين و"القوى الوطنية الحقيقية" يبنون مستقبل بلادهم.
واضاف
الصلابي أن "جبريل مع مجموعة من أمثال محمود شمام وعلي الترهوني وعبد
الرحمن شلقم وقلة قليلة أخرى، مجموعة متحدة يريدون أن يفصلوا لليبيين ملابس
خاصة على المقاس الذي يرونه، وأرادوا أن يأتوا بأناس على شاكلتهم ليسيّروا
شؤون الليبيين في مجالات الأمن والجيش، وفي مجال الطاقة والنفط، وفي الطب
والصحة، وفي عموم الإدارات، للسيطرة والهيمنة، ولم يشاوروا القوى الوطنية
الفاعلة التي دفعت الغالي والنفيس من أجل الحرية".
واتهم الصلابي "جبريل ومن معه" بأنهم "أناس مرضى بالاستبداد والدكتاتورية
والإقصاء، وينظرون إلى ما يحدث في ليبيا على أنه صفقة العمر، ويسعون لسرقة
ثروات الليبيين وثورة الشعب الليبي".
وأكد أن "القلة القليلة العدوة للشعب الليبي وعقيدته ليس لها أي تأثير ولا
أي أرضية، وتحاول أن تصِم الآخرين بالإرهاب والتطرف والأفكار البالية التي
عفا عليها الزمن".
وأضاف الصلابي في مقابلة مع موقع "الجزيرة نت" أن جبريل ليس عليه إجماع في
الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه ويرفضون من يدورون في فلكه.
وقال الصلابي "لو سمح الليبيون لجبريل (والذين معه) بأن يمارس عقليته
لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والدكتاتورية"، وأضاف أن "الليبيين لن
يسمحوا بعصر جديد من الدكتاتورية بعد أن قدمت ثورتهم خمسين ألف شهيد".
وتابع الصلابي "لن يسمح الليبيون لأحد بعد اليوم بأن يتكالب على ثروتهم، أو
يطمس هويتهم، أو يحاربهم في دينهم"، مضيفا أن "هناك حربا منظمة من بعض
أعضاء المكتب التنفيذي مثل محمود شمام ومحمود جبريل وعلي الترهوني وناجي
بركات، الذين يسعون لتغييب الوطنيين والثوار الحقيقيين"، واعتبر أنه "لما
بدأت الحقائق تظهر في الساحة تخوف محمود جبريل وانزعج".
وقال الصلابي إن ليبيا "دخلت في عهد جديد وعهد ديمقراطي نؤمن فيه بالنقد
وبالحرية، ونؤمن بحق الآخرين في أن ينقدونا، كما أننا نحن أيضا من حقنا أن
ننقد ونتحدث ونتكلم، ولن نسمح لقلة قليلة من المتطرفين العلمانيين بأن
يُدخلوا ليبيا في نفق جديد أسوأ من الذي أدخلنا فيه القذافي منذ أربعين
عاما".
ويرى مراقبون ان الجناح الاسلامي، وهو صاحب الثقل الاكبر داخل الثورة
الليبية، يرفض التعاون مع معظم المسؤولين المنشقين عن نظام القذافي، ولا
يثق بهم، ويطالب بمحاكمتهم بحكم مسؤوليتهم في المشاركة في العديد من جرائم
النظام. كما ان بعض قادة هذا الجناح يرفضون التعاون مع حلف الناتو.
الجدير بالذكر ان الجناح الليبرالي في المجلس الانتقالي الليبي هو الذي لعب
دورا كبيرا في استدعاء قوات حلف الناتو للتدخل الى جانب الثوار، كما انه
اثار غضب الاسلاميين عندما حمل الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي رسالة
الى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يتحدث مضمونها عن رغبة في اقامة
علاقات معها، اي اسرائيل، وهي رسالة اكدها ليفي ونفاها المجلس الانتقالي.
وكانت هذه الخلافات طفت على السطح عقب اغتيال الجنرال عبد الفتاح يونس رئيس
هيئة اركان قوات المعارضة، من قبل عناصر تابعة لسرية "ابو عبيدة الجراح"
المعروفة بميولها الاسلامية المتشددة.