مقاتلون ليبيون بمدينة ترهونة في طريقهم إلى بني وليد
بنغازي
(ليبيا) ـ (ا ف ب) - يوجه اسماعيل الصلابي القائد العسكري النافذ في قوات
الثوار الليبيين، سهام انتقاداته الحادة باتجاه قادة ليبيا الجدد، رافضا
وصفه بالمتطرف رغم العلاقة التي تربط افرادا من عائلته بجماعة قريبة من
تنظيم القاعدة.
ويقود الصلابي (35 عاما) وهو تاجر، فرع "كتيبة 17
فبراير" في بنغازي (شرق)، التي كان لمقاتليها وعددهم 3500 الدور الكبير في
السيطرة على معقل الزعيم الفار معمر القذافي في طرابلس في 23 اب/اغسطس.
ويشرف على فرع الكتيبة نفسها في العاصمة الليبية عبد الحكيم بلحاج الذي سبق
ان ذكرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية انه احد مؤسسي الجماعة الاسلامية
المقاتلة الليبية القريبة من القاعدة، والذي اعتقل على ايدي وكالة
الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الاميركية وجرى تسليمه الى نظام القذافي
عام 2004.
ويقول الصلابي لوكالة فرانس برس "ككل الليبيين نحن مسلمون محافظون وتقديمنا على اننا قريبون من القاعدة وسيلة لتشويه سمعتنا".
ويدافع الصلابي عن افكار الجماعة الاسلامية المقاتلة، رغم انه ينفي ان يكون
احد اعضائها، قائلا ان هذه الجماعة "كانت اول من اطلق الحركة الاصلاحية في
ليبيا خلال الثمانينات".
ويضيف ان "مطالبها كانت نفسها تلك التي قامت عليها الثورة: الدولة المدنية وليس العسكرية، واحترام حقوق الانسان".
ويشير الى ان "اشقائي الاكبر سنا مني كانوا يلاحقون بسبب نشاطاتهم
السياسية، وخصوصا علاقاتهم بالجماعة الاسلامية المقاتلة، فيما كنت انا
ادخن، والعب كرة القدم، وكل قصصهم هذه لم تكن تعنيني".
ويؤكد ان "استخبارات القذافي اوقفتني للضغط على اشقائي، وبقيت في السجن من
العام 1997 وحتى 2003"، وهي الفترة التي يقول انه تقرب خلالها من تعاليم
الدين من دون ان ينضم الى اي منظمة.
لسان صاحب الجلابية البيضاء و"الفرملة" (السترة التقليدية) لا يتوقف عن سرد
القصص. يتحدث عن الثوار الفرنسيين تارة، ويذكر النبي محمد تارة اخرى
كمثال، مشددا على انه يريد الدفاع عن سمعته في وجه التقارير الصحافية التي
تقدمه على انه متطرف.
ويقول "منذ بداية الثورة، رسخنا روابطنا مع الغرب. لو كنا قريبين من
القاعدة، لم كان هذا الامر ممكنا. نريد بناء بلد جديد يحترم حقوق الانسان،
والعدالة، والحرية".
ويضيف ان "الدول الغربية لا تدرك عاداتنا وتقاليدنا ومن السهل تخويفها
بالحديث عن الاسلاميين، لكننا لسنا من هؤلاء"، ذاكرا انه سبق وان نقل الى
الجبهة الفرنسي برنارد هنري ليفي.
الا ان العديد من مقاتلي "كتيبة 17 فبراير" التاريخ الذي بدات فيه الثورة
في بنغازي ضد حكم القذافي، يؤكدون انهم ينتمون الى الجماعة الاسلامية
المقاتلة. وبحسب الصلابي، فان هذه مسالة ترتبط "بالخيار الشخصي"، مشيرا الى
انه يعمل للسلطات الجديدة "بكل شفافية".
ولا يمنعه هذا الامر من مهاجمة القادة السياسيين للمجلس الوطني الانتقالي
الذي عبروا مرارا عن دعمهم لكتيبة الصلابي، مقدمين عناصرها على انهم من
المسلمين المعتدلين.
ويقول ان "الثوار هم الذين يقتلون على الجبهة ليحرروا ليبيا، وليس اعضاء
المجلس الذين كان بعضهم وزراء لدى القذافي فيما ان آخرين منهم لم يمضوا سوى
ساعات قليلة في ليبيا منذ اشهر".
وفيما يهاجم الصلابي اعضاء المجلس، مشددا على انه "واحد من الرجال الذين
يعملون على الارض"، يتجنب الرد على اسئلة حول الدور الذي يريد تاديته في
لبيبا الجديدة.
ويامل ان يكون لليبيا "من يمثلونها عن طريق الانتخابات، ويستشيرون الشعب فيها"، على ان يعود هو سريعا الى وظيفته العادية.