مطالب بإلغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل.. ومطالبة الفنانين المؤيدين لمبارك بالهجرة من مصر
حسنين كروم
2011-08-25
القاهرة
- 'القدس العربي' - من حسنين كروم: لا تزال أحداث ليبيا، ودخول الثوار
الى طرابلس، تجتذب القدر الأكبر من اهتمامات الصحف، سواء في تحقيقاتها أو
تعليقاتها والاهتمام بالإعلان عن جائزة لمن يقبض على القذافي، وكانت
المفاجأة الكبرى أن المجلس الانتقالي ليس لديه علم بأن القذافي وصل إلى مصر
فعلا، واتجه أول ما اتجه إلى مبارك، ليستشيره ماذا يفعل قبل أن يسلم نفسه
للمحاكمة، والوحيد الذي علم بالسر كان زميلنا الرسام أنور في جريدة
'روزاليوسف' والرسم عن مدرسة اسمها مدرسة المخلوعين الثانوية بنين، وتدرس
بها نخبة من أفضل المخلوعين في الوطن العربي، وكان مبارك واقفا يعطي الدرس
الأول للقذافي الذي جلس على تخته وبجواره حقيبة المدرسين، وسأله مبارك: -
هه؟! عرفت بقى هاتقول إيه أول ما يمسكوك؟
فوضع القذافي يده على قلبه
وقال: - آ آه، يا قلبي، آ آه يا ارتجاف يا أذيني. وبهذا يضمن القذافي لنفسه
سريرا ينام عليه أثناء محاكمته.
ونشرت الصحف عن قرار النائب العام
المستشار عبد المجيد محمود إحالة ملف قضية ميناء العين السخنة الى نيابة
الأموال العامة، المتهم فيها جمال مبارك بالتدخل لصالح رجل الأعمال وصديقه
عمر طنطاوي ومعه شركاء أجانب بإدارة واستغلال الميناء لخمس وعشرين سنة
مقابل ثمانمائة مليون جنيه رغم أن الدولة تحملت مليارا وعشرين مليون جنيه
في إعداده - لم يدفع منها إلا ثمانية في المائة، كما ان مصلحة الضرائب بدأت
في تحريك دعاوى تهرب ضريبي ضد خديجة الجمال زوجة جمال ووالدها مجدي راسخ،
لعدم تسجيلهما أرباح شركاتهما في الإقرارات الضريبية.
ودعوى أخرى ضد
فريد الديب محامي مبارك لعدم تسجيله في الإقرار أتعابه عن قضايا شهيرة، مثل
ترافعه عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، والخبر نشرته زميلتنا منى ضياء
في 'اليوم السابع'، كما قام جهاز الكسب غير المشروع باستجواب زكريا عزمي
وأحمد عبد الفتاح المستشار الاسبق لوزارة الزراعة في القضية المتهم فيها
رئيس الوزراء الاسبق عاطف عبيد ووزير الزراعة الاسبق يوسف والي ببيع محمية
طبيعية هي جزيرة البياضية لرجل الأعمال حسين سالم وتربيحه مائتي مليون
جنيه، ودور زكريا في تسهيل العملية.
كما اهتمت الصحف بزيارات مرشح الرئاسة المحتمل عمرو موسى للأحياء الشعبية، وبعيد الفطر المبارك. وإلى بعض مما عندنا:
تفاصيل وصية مبارك وحساباته
أما عن مبارك فقد كان الموضوع الرئيسي لجريدة 'روز اليوسف' في صفحتها
الأولى، عن وصيته، حيث قالت عنها: 'أكد عدد من أقارب وزوار الرئيس المخلوع
حسني مبارك أنه تم تسجيل وصية مبارك في عدد كبير من الصفحات منها صفحتان
تضمنتا أرقام الحسابات الشخصية في البنوك الأجنبية وأن تلك الأرقام طبقا
لما قاله محاميه مشفرة، ولا يمكن أن يفهمها سوى شخصين فقط هما رجل الأعمال
الهارب حسين سالم ومنير صالح ثابت شقيق زوجة مبارك، حيث يحمل كل منهما جزءا
من شفرة مبارك، وقد كتبت الأرقام دون ذكر أسماء البنوك أو الفروع التي رمز
اليها بحروف لا يعرفها سوى حسين سالم ومنير ثابت لما لهما من خبرة في
العمل معاً، ومن مفارقات الأقدار وعجائبها ان السيدة سوزان مبارك قد أصيبت
بالصدمة بسبب إبعادها عن الوصية ومخاطرة المخلوع بترك مستقبل نجليها في يد
حسين سالم ومنير ثابت. المثير ان منير وحسين لا يمكنهما فتح الشفراء
البنكية دون الماستر الموجود لدى كل من جمال وعلاء مبارك طبقا للاتفاق
المبرم مسبقا مع البنوك بأن من يملك الأرقام الأولية ليس من حقه السحب أو
الإيداع بينما يمكن لحاملها التحدث في مصلحة العميل صاحب الأرصدة.
وكشف
أقرباء وزوار مبارك أنه قد أودع مبلغ اثنين مليار دولار كوديعة لكل من عمر
نجل علاء مبارك وفريدة ابنة جمال، وأخبر الأسرة بهذا الإيداع وتفاصيل أسماء
البنوك وكذلك فاجأ جمال وعلاء أثناء جلسة المحكمة الأخيرة بكل تفاصيل
عملية الإيداع التي تخص حفيديه هو كأنها هدية كان يخفيها عنهما طوال الفترة
السابقة.
شدد مبارك على دفنه في مقبرة جديدة ونقل حفيده إلى جواره وأن
يتم تسجيل تاريخه على لوح من الرخام يثبت على المقبرة، وكذلك إقامة متحف
خاص به بإحدى الدول الأوروبية التي توافق على إقامة المتحف لديها.المفاجأة
أن من بين أوراق الوصية صفحة كاملة خص بها الشعب المصري، عبارة عن بيان
كلامي للشعب المصري دون أن يوقف لهم أي أموال، واختتم كلامه للمصريين بطلب
العفو والترحم عليه عند وفاته، وترجى أهالي الشهداء أن يبرئوه بعد وفاته'.
استخدام القرآن لتبرير تزويد اسرائيل بالغاز
والى
ردود الأفعال على استشهاد ستة من جنودنا بعد اعتداء إسرائيل عليهم،
وارتفاع موجات المطالبة بإلغاء اتفاق السلام، أو تعديل شروطه التي تمثل
إذلالا لمصر هي أمي، وتحذيرات من السير وراء العواطف والتسبب في حرب أخرى،
وحدثت معركة بين الإسلاميين بسبب هذه المعاهدة - فقد تعرض المرشح للرئاسة
وصديقنا والمفكر الإسلامي الكبير والفقيه القانوني الدكتور محمد سليم
العوا، إلى الهجوم في مجلة 'المصور' من الإخواني السابق والمحامي خفيف الظل
ثروت الخرباوي بقوله عنه: 'سألني مدير 'المصور' غالي محمد عن شرعية
الاستدلال بالآية الكريمة: 'يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود' في مجال
إلزام مصر من الناحية الشرعية بالوفاء بعقد تصدير الغاز مع إسرائيل، وقال
لي إنه تناقش مع الدكتور سليم العوا أحد المرشحين للرئاسة في هذا الشأن
أثناء لقاء للعوا مع سكان حي الدبلوماسيين بالقاهرة الجديدة والذي يقطنه
العوا أيضا، فقال العوا وهو يؤكد على ضرورة الوفاء بهذا العقد: 'والموفون
بعهدهم إذا عاهدوا'.
إخواني يهاجم العوا ويشبهه
بحسن البارودي بفيلم 'الزوجة الثانية'
يذكرني
هذا الاستدلال الذي لجأ إليه الدكتور العوا بما قاله الممثل الراحل حسن
البارودي للزوج الضعيف المغلوب على أمره حينما كان يساومه على أن يطلق
زوجته كي يتزوجها العمدة الدنيء الظالم إذ قال له بصوته المتعرج: أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم! وهو ايضا مثل ذلك الترزي الذي وضع
على باب حانوته الآية الكريمة 'وكل شيء فصلناه تفصيلا' للتدليل على أن
تفصيل الملابس ورد ذكره في القرآن الكريم! هذا هو العبث بعينه ومن عبث في
الاستدلال حق لنا أن نعبس في وجهه، فارق بين العقد الذي يتفق مع الشريعة
والعقد الذي بعقده يكون من عقده قد ارتكب جريمة يحال بموجبها إلى محكمة
الجنايات مشفوعا بالعار والشنار، فلا كرامة لعقد عقد قهرا رغم أنف الشعب،
يأتي الزمن الذي يقول فيه أحدنا وهو يتفاقه 'أوفوا بالعقود' ليبرر لنا
الفساد والظلم والإفساد، وكأن الإسلام هو دين اليد السفلى والضعة والذلة
والمهانة!! وكأن قدر مصر أن تتحمل نزق ونزوات من يحكمونها، كبرت كلمة تخرج
من أفواههم إن يقولون إلا ما لا يعرفون.
وإذا كان القانون المصري يتفق
مع الشريعة الإسلامية ومذاهبها في العقود وعقدها وشروطها وفسخها وانفساخها
وبطلانها وإبطالها فإن الشريعة الإسلامية هي شريعة العدل والتعادلية التي
انضبطت بها القوانين التي استمدت منها، لذلك جاءت الشريعة بما يضبط العقد
ويعدل ميزانه بحيث لا يجور هذا على ذاك ولا تفتئت دولة على حق دولة ويكون
العهد عندها مسؤولا'.
رفض تغيير شروط عقد تصدير الغاز لإسرائيل
لكن
الملاحظ هنا أن زميلنا غالي محمد نشر تحقيقا له على صفحتي 22، 23 ومقال
ثروت جاء في الصفحة التالية مباشرة رقم 24، لكني لم أجد أي إشارة في تحقيق
غالي عن رأي العوا في العقود، رغم أن التحقيق انصب كله على تعديل شروط عقد
تصدير الغاز لإسرائيل، بواسطة شركة المتوسط ورفضها ذلك، ورفض رجل الأعمال
ناصف ساويرس تعديل عقد سعر الغاز المورد لمصانع الأسمنت والأمونيا التي
يملكها لأن العقد شريعة المتعاقدين'.
وثروت في إشارته للممثل الراحل حسن
البارودي يذكرنا بدوره كشيخ في الفيلم السينمائي 'الزوجة الثانية' بطله
كان صلاح منصور الذي كان عمدة البلد ومتزوجا من سناء جميل، ويريد الزواج
ايضا من سعاد حسني، رغم البطلان لأنها كانت زوجة لشكري سرحان رحم الله
الجميع!
إعادة النظر في بنود
اتفاقية السلام هي جزء من بنودها
أما
زميلنا أسامة غريب فقد لفت الانتباه يوم الأربعاء في 'التحرير' إلى
شخصيتين خطيرتين قال عنهما: 'بالنسبة لاتفاقية السلام مع إسرائيل فإن إعادة
النظر في بنودها هو جزء من بنودها! ولا ينبغي أن نلتفت الى تصريح رئيس
الوزراء المخلوع أحمد شفيق، الذي اعتبر الاتفاقية نصاً مقدسا لا يمس ولا
يمكن تعديله، لقد سبب ظهور شفيق المفاجىء بعد طول احتجاب خيبة أمل لكل
الذين يأملون في طي صفحة الماضي المرير، ويبدو أن أحمد شفيق لا ينوي أن
يختفي ويجعلنا ننساه ويصر على استفزاز الناس، وهو الأمر الذي قد ينتهي
بمحاكمته نتيجة مسؤوليته عن قتل الشباب يوم موقعة الجمل، ومثله عمر سليمان
الذي أقاموا له تمثيلية هزلية في استبيان فالصو، وفي ظني أن أي استبيان
حقيقي للشعب الإسرائيلي عمن يتمنونه رئيساً لمصر لن يخرج عن أحمد شفيق وعمر
سليمان اللذين سيمثل كل منهما ضمانة قوية لأمن إسرائيل على طريق المخلوع'.
اسرائيل تفسد فرحتنا
ولو
نحن قلبنا في صفحات 'أخبار' نفس اليوم سنجد أن زميلتنا فاطمة موسى، كانت
ثائرة جدا على إسرائيل لأسباب أخرى، خاصة بالشهر الكريم، قالت: 'قيام
القوات الإسرائيلية بالاعتداء على عدد من جنود وضباط مصريين على الحدود
المصرية الفلسطينية، تسبب في حدوث حالة من الحزن والوجوم والألم، اعتصرت
قلوب كل المصريين في كل بيت، وفي كل شارع، هذه الحالة المؤسفة أتت على
فرحتنا بالأيام المباركة التي نعيشها الآن في الشهر الفضيل، شهر رمضان،
الذي ننتظر أيامه، لنخلو فيها مع الله سبحانه وتعالى، ومع النفس في مراجعة
وتوبة، واستغفار. لعنة الله على الإسرائيليين، لا يضيعون أي فرصة لمحاولة
النيل من المصريين والإساءة إليهم'.
خطوة عاجلة تضع
إسرائيل وأمريكا أمام الأمر الواقع
أما
الحل الصحيح والشافي فقد قدمه يوم الأربعاء ايضا في جريدة 'الأهالي' لسان
حال حزب التجمع زميلنا وصديقنا نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم الحزب، وهو:
'المطالبة
بضرورة إعادة النظر في اتفاقيد كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية -
الإسرائيلية تعبر عن الإجماع الوطني، غير أن ما حدث داخل أراضي سيناء لا
يحتمل الانتظار لحين إعادة النظر في الاتفاقية والمعاهدة، لأن ذلك يتطلب
الكثير من الوقت في ضوء ما هو متوقع من مماطلة إسرائيلية، الأخيرة تحتاج
الى اتخاذ خطوة عاجلة تضع إسرائيل وأمريكا أمام الأمر الواقع الذي لا
تستطيعان مقاومته، وهذه الخطوة هي إدخال العدد الذي ترى قيادتنا العسكرية
أنه يكفي لحماية السيادة المصرية على شبه جزيرة سيناء والتراب الوطني
المصري، ولن تستطيع أي دولة في العالم أن تتخذ موقفاً شائنا ومفضوحا، ينكر
على مصر حقها في تواجد قواتها المسلحة فوق أراضيها وعلى حدودها للحفاظ على
حرمة وسلامة كل شبر من أرض الوطن'.
المصريون صبروا كثيرا على رئيسهم
وإلى
مبارك وأبنائه، وما يحدث لهم من عبر وعظات لمن يعتبر ويتعظ، لذلك أخذ
زميلنا في 'الأهرام' محمد صالح يتأمل صورة مبارك في القفص، ثم تنهد، وقال
يوم الأربعاء بصوت خفيض ولكنه مملوء بالشماتة: 'ما كان يتصور أحد أن يأتي
اليوم الذي يرى فيه المصريون رئيسهم داخل قفص حديدي ينتظر حكم القضاء
العادل فيما جناه على بلده وارتكبه من جرائم في حق الشعب، فقد صبر المصريون
طويلا على رئيسهم السابق حسني مبارك وما أوصلهم إليه من سوء حال، صبروا
طويلا على ممارساته التي دمرت الثروة الوطنية وخربت حياتهم لحساب سياسات
تراعي مصالح أفراد، هم حاشيته وولداه، ويكون حسني مبارك أول فرعون في
التاريخ المصري كله يدخل القفص مقبوضا عليه لتجري محاكمته وليكون آخر
جبابرة الفراعنة، وليكون لمن خلفه آية وعبرة. ثم هل ننسى أحمد عرابي وثورته
على سيطرة الشراكسة على الجيش المصري وتمييزهم على المصريين ومطالباته
بتكوين مجلس نيابي وقوله للخديو توفيق لعرابي: 'ما أنتم إلا عبيد
إحساناتنا'.
وهذه العبارة 'لسنا عقارا، ولن نورث بعد اليوم' أصبحت دون
أن ندري تراثا عزيزا للعسكرية المصرية، وهو ما دفع قواتنا المسلحة ومجلسها
الأعلى إلى رفض التوريث الذي أراد حسني مبارك إجبار المصريين عليه ليكون
الحكم من بعده لابنه المدلل وكأننا عقار ينتقل بالوراثة من المالك إلى من
يختاره، ولذلك كان نزول المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات
المسلحة إلى ميدان التحرير بعد أيام قليلة من الثورة، إعلانا واضحا صريحا
بأن الثوار في حماية القوات المسلحة ورعايتها ومعلنا في نفس الوقت التأييد
لكل مطالب الشعب ومنها رفض التوريث بل وضع مبارك كما أراد الثوار'.
قضية التسليح وتفويض مجلس الشعب بها
طبعا،
فهكذا دائما جيشنا، وبمناسبة الجيش فقد أثار في نفس اليوم - الأربعاء -
زميلنا بـ'الأخبار' عصام السباعي قضية التسليح وتفويض مجلس الشعب مبارك عقد
اتفاقيات تسليح دون العرض عليه، وقال: 'تفويض استمر منذ عهد الرئيس الراحل
أنور السادات وقت ان كانت مصر في حالة حرب ومعاداة لأمريكا والغرب، واستمر
التفويض حتى بعد انتهاء حالة الحرب مع إسرائيل وبدء حالة من الشفافية
العالمية في صفقات السلاح المشروعة يعرف معها القاصي والداني كل صفقة سلاح
تتم اللهم صفقات السلاح المريبة التي يباركها الشيطان ودعمها على مدار
ثلاثين عاما نواب الأغلبية في مجلس الشعب المصري خلال حكم الرئيس السابق
مبارك!
ولم يكن مستغربا ظهور عدد غير قليل من رجال الأعمال من أصحاب
تجارة السلاح والبترول على سطح الحياة المصرية في عهد مبارك ودخولهم بقوة
قطاعات حيوية مثل الإعلام والبرلمان، وتبقى المفارقة في أن قرار التفويض
الأخير الذي وافق عليه نواب أغلبية 'الحزن الوطني' بمجلس الشعب باستمرار
تفويض رئيس الجمهورية في عقد صفقات سلاح سرية حتى يونيو 2013 رغم أن المدة
الرئاسية للرئيس لمبارك تنتهي عام 2011 وقالت الأغلبية 'المهببة' انهم
وافقوا على التفويض فقط لأن مبارك مثال للعزة والنزاهة والانضباط. كما تبقى
المفارقة الكبرى ان كل قرارات التفويض تلك لم تعرض على أي برلمان لمدة 36
عاما، وللتذكرة فقد عارض نواب الإخوان المسلمين ذلك بقوة لمخالفته الدستور
ولكن زكريا عزمي قال وقتها ان التفويض مستمر منذ 1974 وحتى الآن وما زال
مستمرا ويوم أن ينتهي التفويض سوف تأتي جميع القرارات التي أصدرها الرئيس
للمجلس لمراجعتها، وجاء الوقت يا دكتور!'.
من يريد تهريب مبارك خارج مصر
طبعا،
جاء الوقت وآن الأوان وتتم محاكمة مبارك، ومن الممكن أن يتقدم السباعي
بطلب بإدراج تهمة جديدة إليه خاصة بصفقات السلاح، لكن مشكلته ان زميله فوزي
شعبان يريد تهريب مبارك خارج مصر ليفلت بجلده من المحاكمات، وكانت له حجة
غريبة، جدا، هي: 'الفنانة سماح أنور أعلنت انها ستهاجر إلى أمريكا بعد أن
فشلت في التعايش مع المجتمع المصري بعد تصريحاتها المثيرة عقب ثورة 25
يناير، قالت سماح في تصريحاتها لجريدة 'الوفد' انها قررت الهجرة نهائيا إلى
أمريكا بعد ان رفض الشعب والشباب قبول اعتذارها وليتها دعت ايضا كل من
أساء من الفنانين لثورة الشباب - وهم كثير - إلى الهجرة معها، فلا سماح
أنور ولا غيرها ان غابوا عن المجال الفني في مصر سوف يؤثرون على قيمته أو
انتشاره في العالم.
- باختصار كل من أساء إلى مصر وثورتها من الفنانين
واستفاد من الحكم السابق ومن مبارك بالعلاج في الخارج في الوقت الذي حرم
منه فقراء مصر ومرضاها، أو الذين حصلوا على أرض ومزارع في الطريق الصحراوي،
أو في الساحل الشمالي، وفي سيناء، عليهم أن يهاجروا أيضا حتى لا يتركوا
'سماح' وحدها في أمريكا، ومهما طلبوا 'السماح' من أهل مصر وشباب الثورة فلن
يجدوه، لسبب بسيط وهو أن قلوب أكثرهم، مازالت عامرة بالحقد على الثورة،
وألف سلامة، ويا ريت تاخدي مبارك والفنانين إياهم في إيدك وأنت ماشية'.
ماذا يقول مبارك في ليلة القدر؟
ويبدو
أن هذا الاقتراح أعجب مبارك، بأن يغادر مصر وهو ما سمعه منه زميلنا
وصديقنا في 'الوفد' محمد أمين، لكن ليس المغادرة للخارج، إذ قال في نفس
اليوم في 'المصري اليوم': 'أتخيل أحياناً لو رأى مبارك ليلة القدر، ماذا
يقول؟ وبماذا يدعو؟ وماذا يتمنى؟
لا تقل كيف يرى ليلة القدر بعد كل ما
فعله بنا، ولا تقل ليلة القدر للموعودين، ولا تقل بعيد عن شنبه، فمن يدري؟
مش جايز يكون موعود؟ مش جايز يكون محظوظ؟ لا تستبعد أي شيء، فماذا دار بينه
وبين الملك حامل البشارة:
- شبيك لبيك، ليلة القدر بين إيديك
- مين؟ إنت مين، وعاوز مني إيه؟!
- ما تخافش، اطلب واتمنى، بس حاجة واحدة بس!
- واحدة بس، أنا عاوز حاجات كتيير!.
- زي إيه يعني؟!
- عاوز أخرج من هنا أول حاجة!
- وتروح فين من الثوار؟!
- أخرج وبس، إن شاالله أروح جهنم!
بس أنت مين؟ أوعى تكون بتضحك عليا؟
- أنا ضميرك، هوه أنت برضه تشوف ليلة القدر!'.
وأنا لا أصدرق هذه الرواية، لسبب واحد وقوي وهو ان مبارك، لا شنب له، وهو ما يشكك في مصداقية أمين'.
معارك السلفيين والصوفيين
وإلى
إخواننا في التيار الإسلامي، والمعارك التي أشعلوها بسبب ما حدث من
السلفيين والإخوان، وكذلك أهل التصوف، والخلافات حول وثيقة المبادىء فوق
الدستورية، ورفضهم إعداد الدستور قبل الانتخابات، وهو ما هاجم بسببه يوم
الثلاثاء في 'الأخبار' صديقنا المحامي ورئيس المركز العربي لاستقلال القضاء
والمحاماة ناصر أمين، بقوله في حديث مع زميلنا حاتم بدر، فقال عن المبادىء
فوق الدستورية:
'تصورها التيارات الإسلامية على أنها بدعة والتفاف على
إرادة الأمة التي استفتيت على التعديلات الدستورية مع انها مبادىء معروفة
في كل دول العالم لأنها مبادىء تسبق الدساتير بل انها تسبق نشوء الدولة
أصلا، وهي الضامن لثوابت الدولة المصرية التي لا يجب أن تترك عرضة لنتائج
انتخابات قد لا تجرى أصلا.
التيارات الإسلامية تدير معركة 'المبادىء فوق
الدستورية' بمراوغة سياسية أقل ما توصف به انها 'وضيعة' وهي تتصرف مثل
المسلمين في غزوة أحد عندما هموا لتقسيم الغنائم قبل انتهاء المعركة
فخسروها، وهم سيخسرون - أيضا - بعد أن ظهروا أمام الشارع بسبب موقفهم من
المبادىء فوق الدستورية انهم دعاة سلطة وحكم وليسوا دعاة وطنية.
تشكيل لجنة لوضع المبادىء فوق الدستورية
إذا
كنا نتحدث عن ان استفتاء التعديلات الدستورية أعطى مشروعية بنسبة سبعة
وسبعين في المائة للمجلس العسكري كما قال المجلس وأيد الإسلاميون هذا
الكلام، فإن المجلس العسكري نفسه هو الذي أعلن في الإعلان الدستوري الصادر
في 19 مارس عن تشكيل لجنة لوضع المبادىء فوق الدستورية، وفي النهاية فإن
المجلس العسكري هو الذي وضعنا في هذا المأزق بإجراء استفتاء ما كان ينبغي
ان يجري على التعديلات الدستورية، وكان بإمكان المجلس ان يصدر وفق
المشروعية الثورية التي يتمتع بها إعلانا دستوريا.
الاستفتاء كان بغرض
إظهار مصر بمظهر ديمقراطي، لكنه وضع البلاد في أزمة، نحتاج ان تكون النوايا
سليمة للخروج منها، فالتيارات الإسلامية تظن ان الاستفتاء حسم كل شيء
وأصبحت السلطة صيدا سهلا يمكنهم القفز بسهولة لاقتناصها'.
الاخوان يصفون مخالفيهم بالمنافقين والدجالين
ولكن
كان في انتظاره في اليوم التالي مباشرة - الأربعاء - صديقنا وزميلنا
الإخواني بدر محمد بدر ليقول في 'الأخبار' أيضا: 'يوما بعد يوم تثبت
الأحداث أن التيار الإسلامي في مصر، وحركة الإخوان المسلمين في قلبه، هو
الأكثر حرصا على الالتزام بقيم الحرية ومبادىء الديمقراطية، واحترام إرادة
الشعب، والاحتكام الى صناديق الانتخابات، وقبول الرأي الآخر.
ويتأكد
بالتالي ان كل ما كان يتهمه به خصومه في هذا الجانب، من العلمانيين
واليساريين والليبراليين والمستبدين، هو محض كذب وافتراء وتضليل مثلما تثبت
الأحداث أيضا ان العلمانيين ومن شايعهم على العكس، يرفضون العملية
الديمقراطية ولا يحترمون إرادة الشعب ولا يقبلون الرأي الآخر، طالما أنه
ليس في صالحهم! هي إذن ظاهرة غريبة ليست موجودة في أي دولة ان تقف القوى
الليبرالية والعلمانية ضد الديمقراطية وترفض امتلاك الشعب المصري قراره
لأول مرة في تاريخه وتحاول فرض الوصاية عليه بكل وسيلة وهذا هو السر في أن
هؤلاء يخوضون في هذه الأيام معارك خاسرة.
والآن يفتعل دعاة العلمانية
معركة أخرى بالحديث عن الدولة المدنية العلمانية' التي يتقلص فيها دور
الدين داخل جدران المسجد ولا دخل له بشؤون المجتمع والدولة، وهي معركة
خاسرة بكل تأكيد، لأنها تجري في مواجهة العمق الديني للأمة الذي عبرت عنه
بوضوح ثورة يناير العظيمة، وبدأوا كذلك في إطلاق حملات التشكيك في نتائج
الانتخابات المقبلة قبل أن تبدأ بدعوى استخدام الدين للتأثير على الناخبين
وهي مزاعم تخفي شعورا بحالة الفشل التي تعيشها تلك القوى'.
المتدين ليس بحاجة الى حزب سياسي
طبعا،
وهذا ما أيده على طريقته المنشد الديني أحمد الكحلاوي في حديث له بمجلة
'الكواكب' أجراه معه زميلنا حاتم جمال، وقال فيه: 'الإخوان طول عمرهم
موجودون وكذلك السلفيون والشيعة والصوفية والتبليغ والدعوة وعبدة الشيطان،
كل هؤلاء موجودون ولا أنتمي لأي منهم، فانتمائي الوحيد لله ورسوله ولم أنتم
في يوم لحزب سياسي وطريقة من الطرق الصوفية إلا الله ورسوله وشيخي هو
سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال 'أنا شيخ من لا شيخ له'، ثم ان
السلفيين ليسوا هم السلف الصالح فكلمة سلفي صحيح تأتي من السلف الصالح ولكن
ما وصلنا إليه الآن تحت اسم السلفية شيء آخر، أنا مع سيدنا النبي وتابعيه
وصحابته وتابعي التابعين فلم نشاهدهم هدموا مسجدا أو ضريحا، المسألة انني
أصبحت أرى أناسا يأخذون من الدين قشوره، المظهر وليس الجوهر، أجد الدعاة في
الفضائيات يكذبون بعضهم البعض بل تجد هذا يحلل وآخر يحرم والأفظع المذيع
أو المذيعة ممن يريدون ايقاع المشايخ ببعض، فتنهار صورة الداعية الذي يمثل
حشره النبي منهم العلماء والصفوة وإذا فقدنا الثقة فيهم ضاعت الدنيا،
الالتزام بالله ورسوله وكتابه وسنته هو المنجي وأرفض ما دون ذلك، وللأمام
علي كرم الله وجهه كلمة جميلة عندما قال 'الزم عليك دارك وامسك عليك لسانك
وليسعك بيتك ولتبك على خطيئتك'.
ولقد سميت حياتي الأولى فترة الجاهلية
لما ارتكبته من ذنوب وآثام وادعو الله ان يكون تقبل توبتي خاصة وأني هجرت
كل ألوان الغناء الأخرى'.
الجمع بين السياسة والفتونة
إييه -
إييه، أيام ذكرني بها المنشد أحمد الكحلاوي، فهو ابن الفنان الراحل محمد
الكحلاوي، الذي تحول في النهاية الى مداح للنبي صلى الله عليه وسلم، وبنى
له مسجدا،
وكان صديقا لعمي الإخواني وأشهر فتوة في الأربعينيات والخمسينيات، لأنه الوحيد الذي جمع بين السياسة والفتونة.
فقد
كان صديقا للكحلاوي، وكان له في الفتونة باع أيضا، وأشركه معه في فيلمه
السينمائي 'بنت الحتة'، بأن طلب من عمي ان يقدم رقصة على الحصان والتي كان
يجيدها مع التحطيب، وظهرت في الفيلم فعلا في شارع السبتية، وكان الاثنان
محمد الكحلاوي وعمي على صداقة قوية ايضا بالمرحوم مختار حسين بطل مصر في
رفع الأثقال والذي تحول الى التمثيل أيضا، وهو والد زميلتنا في 'الأهرام'
بهيرة مختار، إييه، إييه، ألم أقل انها أيام.
ما حدث للدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة
وإلى
المعارك والردود، وهذه المرة فإنها معارك حقيقية، أثارها زميلنا وصديقنا
في 'الجمهورية' يوم الثلاثاء، محمد العزبي، وهو مندهش مما حدث للدكتور محمد
البلتاجي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة من اعتراضه في الطريق وسرقة
سيارته وتليفونه المحمول، فقال عن هكذا حادث: 'سبق ذلك بأيام حادث مشابه إذ
هاجم مسلحون سيارة الفنانة بسمة ومعها الناشط السياسي عمرو حمزاوي أمام
سوبر ماركت هايبر في مدينة أكتوبر وأيضا لم تكن مجرد سرقة وإنما إنذار
وتأديب.
لو أن ذلك صحيح فهو عودة إلى أسلوب قديم في النيل من الخصوم
مارسه حكم حسني مبارك وظل الفاعل مجهولا لولا انه مع كل عملية بلطجة كانت
الرسالة مبهمة 'عشان تجيب سيرة أسيادك'، تعرض لها على سبيل المثال زميلنا
الراحل جمال بدوي وهو رئيس تحرير جريدة 'الوفد' لمواقف اختارها، ولمقال
كتبه، ونال شرفها زميلنا الصحافي الشرس في معارضته عبد الحليم قنديل وكان
المكان صحراء القاهرة الجديدة على طريق السويس وكانت نهاية البلطجة ان
خلعوا ملابسه وتركوه في الطريق العام بعد منتصف الليل، وبطريقة أخرى ضربوا
الدكتور عبد الوهاب المسيري أستاذ الجامعة والمفكر صاحب موسوعة اليهود
واليهودية والصهيونية. وما زالت صورة محمد عبد القدوس وهم يجرجرونه الى
البوكس ماثلة امام الجميع فهي تتكرر.
قالوا انها كانت شرطة العادلي
تتولى تنفيذ تلك العمليات القذرة، ثم اتضح انه فريق آخر تماما مهمته
الاعتداء البدني المهين على الخصوم، يشكك البعض في سيناريو أحداث مسرح
البالون عند الاحتفال بأمهات الشهداء، وما حدث من تجاوزات وتوجيه
المتظاهرين إلى وزارة الداخلية لينتظرهم العقاب، ما جرى في معركة العباسية
حيث حوصر الشباب ولم تقدم لهم فرصة الانسحاب أو اللجوء الى الجامع أو حتى
العلاج في المستشفيات بعد ان وقع الاعتداء بلطجة سياسية محسوبة وهل الأمر
بعيد عن بلاغ مندوبي الكسب غير المشروع ضد شقيق زكريا عزمي عند جرد فيللا
التجمع الخامس؟'.
عصابات للإرهاب والاغتيالات السياسية
وفي
اليوم التالي - الأربعاء - أراد زميلنا وائل عبد الفتاح تنبيه محمد إلى
بداية خيط قد تنهي حيرته عندما قال: 'هل بدأ انتقام جهاز أمن الدولة؟
هل
تتشكل الآن عصابات للإرهاب، وربما فرق اغتيالات سياسية؟ هل يعرف اللواء
منصور العيسوي ماذا يفعل ضباط أمن الدولة المبعدون؟ هل تابع نشاطهم؟ أصدر
أوامره بتفكيك شبكات أداروها لصالح 'مراكز قوى نظام مبارك' بمنطق يشبه
العصابات الدولية، وبمفاهيم تعتقد أنهم الدولة وأنهم الذين يمنحون معنى
الوطنية والولاء؟
كيف فكرت وزارة الداخلية في 'تفكيك' وإبطال فاعلية
العناصر النشطة من الجهاز؟ هل أصبحوا زعماء عصابات تروع السياسيين وتحرك
الواقع السياسي بالاغتيالات؟'.