** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3177

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر Empty
25082011
مُساهمةعن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر

عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد


عناية جابر












2011-08-25




عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر 25qpt990


















في هذا البلد العربي وذاك، مشهد القتل نفسه يحمل حزنه الخاص. حان الوقت
لنفهم بصورة افضل هذا الشعور الحزين الذي يُسمّم أوطاننا كقدر. شعور بخسارة
روحية عميقة يسكننا، حين أغلب العالم منغمس في بديهيات العيش ومتعه، بينما
شعوبنا العربية تفتقد مثل تلك البديهيات ويُصّفى دمها من أجلها، وما من
يُعين. بل ثمة من يُشارك ويخطّط ويتواطىء لأجل مزيد الدم ومزيد تصفيته.
نحن نتألم، ونرى في حكّامنا إبتلاء روحياً لنا، ونراهم في المعنى الواسع،
حزننا الأسود الجامع ويقترب من أن يكون عقابنا الجماعي على ذنب غير معروف،
على أمر سيىء مجهول كنّا فعلناه في حياة سابقة، ونسينا أمره. الحزن، ليس
بوصفه سوداوية بلد عربي بعينه، بل بوصفه مزاجاً كئيباً جامعاً يُرخي بثقله
على ملايين العرب.
حزن أمة كاملة، يُميّزها، ويربط شعوبها. ليس حزن
المصريين إذن، ولا السوريين أو الليبيين أو بلاد المغرب العربي، بل هو
الحزن الراقد في أنفسنا جميعاً، بسبب العسف الواحد، و الحزن الذي يستغرقنا،
ونتشاركه بهمّة الحزانى المحترفين.
أتحدّث عن الناس الذين يُقتلون
بلا ذنب، عن همجية الحكّام وبطشهم. أتحدث عن حرمان الشعوب العربية من
بديهيات مكتسبات البني آدميين، لِمَ لا يحق لنا لا الحرية ولا العيش الكريم
الآمن، ولا الكرامة، ومن دون هذه الأخيرة لاحرية ولا عيش من أيّ نوع.
أتحدث عن الشباب ولم يتبق له من حريته، سوى الخروج عارياً لملاقاة الموت،
اتحدث عن الأطفال ويصيدونهم كالعصافير ينتفون ريشهم ويقطعّون أوصالهم، وعن
النساء وقد ثُكلن، ويقفن ثابتات بين أبنائهن والردى المحتوم.
عن البيوت
المهدّمة على أهليها أتحدث، عن الحرائق العالية، وعن ساحات القرى والبلدات
وقد تكدست فيها الأجساد الميتة والحّية في تبادل الأدوار المؤثر. أعود
وأتحدثّ عن الأطفال أيضاً، مثقوبة صدورهم بالرصاص وبالغدر للبراءة المقدسة،
وعن الأيام التي تقضيها الناس في الشارع بلياليها ونهاراتها خارج رحمة
البيت، ليتسنى لها أن تقول 'لا' عالية وجازمة تخرق اذن الحاكم، عن حظر
العيش بكل معانيه أتحدث، وعن المعابر السفلية في التقاطعات الأكثر شكاية،
والمعابر العلوية حيث كل صيحة لها رنينها المختلف.
أتحدث عن البنات
الخفرات وقد عبرن حواجز الخوف ومشين بباقات ورودهن الى الخلاص، عن الرصاص
الحيّ ورائحته على جلودهن، عن الومضات البرتقالية الحمراء في نوافذ القرى
عند غروب الشمس، عن أولى ساعات الصباح حيث لا أحد ذاق طعم النوم، عن 'فلول'
و'شبيحة' و'بلطجية' الدرجة الثالثة منهمكون وسعهم في إرضاء قوّاديهم،
وزعران الدرجة الأولى وقد توزّعوا الفضائيات والصحف المأجورة.
عن
جفاف الأمكنة أتحدث، وعن أوراق الشجر التالفة والبيوت الخاوية، وعن سيدات
هلعات خلف النوافذ، وعن السفن في البحر تستدعي الهاربين الى نزهات قصيرة،
عن سلالم حجرية استعملت أحجارها لرشق الأشرار والمجرمين، عن نوافير
الساحات وكانت رائعة، ومنهوبة صنابيرها الآن، خرساء.
غياب الحرية لا
يعني ألماً يُصيبُ فرداً واحداً، او بلداً عربياً واحداً. الحرية حاجة
تستدعي شعوراً مشتركاً، وهي غاية ومناخ وثقافة تستثير الملايين.
لا نحمل
حزننا كما لو علة لاعلاج لها، او ألم غير مطلوب نحتاج الى التخلّص منه،
نحمله بإختيارنا. ونحملهُ الى حين ننال حريتنا. كل المتع الأخرى سوى
الحرية، فارغة ولذة سوداوية. حرماننا من الحرية هو النافذة ذات الزجاج
المدّخن بيننا وبين العالم.
حزن مُشبّع بالإجلال، وقد حلّ علينا من
هزيمتنا وفقرنا. كل الجلال في كلمة 'الحرية' وفي معناها وعيشها، وهي تستحق
أن تكتب بحروف كبيرة، وأن نموت من اجلها. الحرية، اجل تلهينا عن بلاوينا
في هذا العالم الذي يسير الى بؤسه الأبدي، وتدغدغ كثيراً جداً طعم الغبطة
المفقودة لأرواحنا.
أشير هنا الى الموت من اجل الحرية، والى جنس الحياة
الصعب لأجلها، ويتبدى سهلاً في الشعارات وفي الكلمات الجوفاء. الحرية
القابلة للقطيعة مع كل ما هو مشّوه وقبيح وكاذب، الأمر الذي نال براءته
الجيل الثوري الجديد، حيث بإشارات بسيطة وهتافات عفوية وتعاضد حقيقي،
ابتعدوا عن الإستلاب الذي وقعت فيه الأجيال السابقة، رغم اجتهاد أولئك بين
محطة تاريخية واخرى، الى الإنتفاض على واقعهم وعلى حكامهم. ولعلها الصعوبة
نفسها الآن بين هذا الجيل وبين حريته، لكن ما يُميّز هو اندفاعات الارواح
في مهاراتها الى الإيمان بأنه الوقت، وقد حان من دون ايّ تأخير. الوقت
الحاسم ينقل تصاعد الرغبات بإضطراد جميل وسلس، مطواع وذكي وغائي.
في
فضاء هذا الوطن العربي الآن، ثمة المدى الذي هو مدانا، والكلمة التي هي
كلمتنا، والهتاف الذي يُلّطف عيشنا، والإمكانية وإن طال امدها، للنأي
بذواتنا عن العودة الى نقطة الصفر، وعن عدم الوقوع ثانية في ما هو أدهى
وأمّر من واقعنا السابق، وفي مساحة المناورة، وتحرير الفكر والفرضيات
البناءة، والشهوة الى السؤال في غاية خواتيم مشرّفة. لا للدم المراق على
الورق فحسب، فثمة الآن الحرية كغواية للبدن والعقل، وإمتياز للإنسانية التي
رقدت طويلاً في ضمير العالم. الحرية، كدعوة الى استنفار حواسنا وقوانا
الداخلية التي أصابها الدوار، وأمست متبلّدة، اقل حياة من صخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عن الرصاص الحيّ ورائحته على الجلد عناية جابر

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ميتٌ وقد ثاب الى رشدهُ عناية جابر
» سفر طويل هذه المرّة عناية جابر
» كل الأيام تنتظر يوم الجمعة عناية جابر
» من الرصاص الفاسد.. إلى القمم الفاسدة
» الهتاف السعيد عناية جابر 2011-06-09 أحاول أن أخمّن، كيف يُمضي أيّ رئيس يومه. أفكرّ انه عاجز عن الخلق، ومحكوم بأن يُضحيّ بنار الإحساس البشري من أجل شهوة نار السلطة. أفكرّ كيف ينام ساعات ليله، الساعات التي لا يُسمّيها حياته، لأنه يكون رئيساً في النهار فقط

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: