|
مشهد من صلاح الدين في بعلبك (وائل حمزة) |
|
|
|
|
|
عاصي
الحلاني في شخصية صلاح الدين في مغناة فريد وماهر صباغ التي افتتحت بها
مهرجانات بعلبك فعالياتها لهذا العام بحضور رسمي وشعبي. والحكاية التي
تقاسم روايتها كورس المعهد الأنطوني وشخصيات المسرحية تروي بالطبع القصة
التاريخية المشهورة، لكن على نحو تتقاطع فيه الأزمنة لتلقي ظلالاً على
الحاضر غير خفية، فثمة كاتب يكتب قصة صلاح، لكن خياله ينفذ إلى أزمنة أخرى
فيضيف من عنده إلى الحكاية قصة الكف الأسود التي تلعب فيها كارمن لبس دور
راحيل الذي لا تخفى دلالاته. كما يخترع للحكاية شخصية سلمى المارونية
اللبنانية التي دسها له الفرنسيون لتقتله، لكن الظروف لا توافق مطالبهم،
فتتعرف سلمى على صلاح الدين وتغدو عونا له والخلاصة أن الصراع سيبقى
والمقاومة ستبقى، وهذه كناية عن الصراع الحالي بين العرب وإسرائيل وبيننا
وبين الغرب.
لم تكن القصة جديدة برغم خلطها بين الأزمنة، والعرض نفسه
احتاج إلى مزيد من الإنضاج فالسينوغرافيا كانت غير وافية وعاصي الحلاني لم
يكن مناسباً تماماً لدوره. والخلاصة أن الحوار والألحان والرقصات ذكرت
بالرحابنة وكركلا وآخرين، فبدت مشتتة برغم جمال الأصوات وجمال الغناء
بالتالي، وبرغم ما في الفكرة من معالجة جديدة، إلا أن الرقصات بقيت شبه
زائدة ولم تندمج في العرض بل بقيت تقريباً على هامشه. لم ينقذ جمال الغناء
العرض من ارتباك التمثيل وهامشية الرقص وعادية الملابس وتشتت العناصر.