سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | هرمناااا.. بسبب هذه الأسطوانة المشروخة توفيق رباحي | |
ul {padding: 0 20px 0 20px}
هرمناااا.. بسبب هذه الأسطوانة المشروخة توفيق رباحي
2011-07-07
|
ـ في كل سنة يحل على الجزائر الخامس من تموز (يوليو) يسمع الجزائريون الاسطوانة المشروخة نفسها من الوجوه المحنطة نفسها عن رسالة الشهداء وثمن الحرية والاستقلال وتضحيات الأباء والأجداد وغيره من العبارات المماثلة الجوفاء. تعبنا ولا فائدة. هرمنا في انتظار أمل جديد يرفض أن يأتي! عقود من الزمن والكلام نفسه يتكرر ومعه تكبر الهوة بين أجيال كاملة من الجزائريين وذواتهم وتاريخهم وهويتهم، وتُطرح أسئلة حول ماذا بقي من هذا الاستقلال. ليلة الثلاثاء الماضي كان وزير المجاهدين (لماذا وزارة للمجاهدين ومنظمة قوية لهم وأخرى لأبنائهم بعد 49 سنة من الاستقلال؟) يكرر الكلام نفسه في بث تلفزيوني مباشر من 'مقام الشهيد' أثناء نشرة الأخبار الرئيسية. كانت خطوة إضافية نحو الخلف، ففي العادة يُبث كلام الوزير والمسؤولين الآخرين في هذه المناسبات مسجلا أثناء مؤتمرات أو اجتماعات 'ولائمية' حسب المناسبة (الكلام نفسه يصلح لكل المناسبات مع تغييرات طفيفة للضرورة الشعرية) وتُبث منه دقائق معدودات. أما هذه المرة فاحتل جزءا غير يسير من بث مباشر في نشرة الأخبار الرئيسية التي ينتظرها أهل الحكم كواحد من طقوسهم اليومية. أقل شيء تفعله ـ ويجب أن تفعله ـ وأنت تستمع الى ذلك الكلام من ذلك الوزير هو أن تكتم صوت التلفزيون. هذا ما فعلته الى أن انتبهت الى أن الرجل أطال في كلامه وأظهرت الشاشة مذيعا أقرب الى الارتباك ففهمت أنه يريد مقاطعته لأن موعد أذان صلاة العشاء قد حان. وبعد تردد ومحاولات مع صحافية لم تكن تستمع لأحد، قُطع كلام الوزير لضرورة الأذان وليس رأفة بالمشاهدين، ثم عاد بعد الأذان!
شعرت بالنعاس الصحافية التي سألته سؤالا واحدا وأطلقت له العنان، وملّ من الاستماع مقدم النشرة الذي كنت أظن أنه مجبول على تكرار مثل هذا الكلام ومجهز لتحمله بحيث لا يتعب ولا يمل (هناك في التلفزيون الجزائري مذيعون ارتبطت صورهم في المخيال الجماعي بهذا النوع من المناعة). في رأيي أن إحدى خيبات استقلال الجزائر يجسدها التلفزيون بصفة يوميا لم تعد تلفت الانتباه، ثم يبدع فيها أيام الاحتفال بهذا الاستقلال، أو مناسبة الاحتفال باندلاع حرب التحرير التي قادت الى هذا الاستقلال. في خضم القراءة عن المناسبة علمت أن الجزائر استرجعت من فرنسا في سنة 2007 نحو 1800 شريط مصور عن الثورة وبعضها عن فرحة الجزائريين باستقلالهم في الأسبوع الأول من تموز (يوليو) 1962. يمكن التماس قليل من هذه الفرحة العفوية في صور نادرة بالأبيض والأسود يبثها التلفزيون الجزائري بين الفينة والأخرى لا يُعرف مصدرها، فيظهر جزائريون وجزائريات من كل الأعمار كالمجانين يصيحون من على رفوف السيارات وفي الشرفات والأرصفة، يحملون الرايات ويرقصون ويعانقون بعضا ببراءة منتشين بأول يوم من الاستقلال. هذا الكمّ من الأشرطة الذي تسلمته الجزائر (الهائل نظريا واللاشيء في الواقع) موجود في أرشيف التلفزيون الجزائري. الذين أُتيح لهم الاطلاع على بعض الصور أو الأشرطة، خصوصا التي تصور فرحة الاستقلال، يقولون إنها من إنجاز صحافيين ومراسلين ومنتجين غربيين وتخلو من لغة البروباغندا والايديلوجيا واستنهاض الروح الوطنية. أشرطة تلفزيونية تصور كفاح شعب وفرحته العفوية باستقلاله بدون مغالاة أو دعاية. ورغم تجردها من كل ذلك، يقولون، (ولعل في ذلك درس سياسي وإعلامي) هي تبعث القشعريرة في البدن لما فيها من بهجة وفرحة عارمتين وصادقتين لنساء ورجال هاموا على وجوههم أياما وليال في شوارع العاصمة والمدن الأخرى بالسيارات والدراجات الهوائية والنارية وسيرا على الأقدام (كان أحدهم والدي الذي جرفته الفرحة فاحتفل مع المحتفلين ثلاثة أيام بلياليها في شوارع العاصمة. عندما يتباهى بذلك أشاكسه بالقول: بصحتك الفرحة.. آنذاك كان المجاهدون 'الحقيقيون' يقتحمون شقق المستوطنين الفرنسيين الفارغة للاستيلاء عليها بشوارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي وتليملي وفيلاتهم في الأبيار والمرادية والقبة). الأسئلة الواجب طرحها هي من نوع لماذا لا يبث التلفزيون هذه الأشرطة أو بعضا منها؟ ما الفائدة من استرجاعها من فرنسا إذا كان الغرض وضعها في أرشيف سيُسرق أو يُحرق وفي أحسن الأحوال سيُهمل؟ من الذي يقرر البث من عدمه؟ هل مضامين بعض هذه الأشرطة خطر على الاستقرار الوطني؟ أم أنها تفضح بعض من في الحكم؟ أم تخل قليلا بقدسية الثورة والثوار؟ بالمقابل، من ذا الذي يفرض على الجزائريين مرتين في السنة (5 تموز/يوليو و1 تشرين الثاني/نوفمبر) هذه البرمجة التلفزيونية التي تسخر من ذكاء الناس.. أفلام 'الأفيون والعصا' و'دورية نحو الشرق' و'حسن طيرو'، ثم أغاني وطنية لم تبق لها أية قيمة تاريخية أو سياسية. بعدها يمر التلفززيون الى السرعة الأعلى فينتقل الكلام من عيد الاستقلال الى عيد الشباب كي تبدأ حفلات الراي والأغاني 'غير الوطنية'. هذا هو الاحتفال بالاستقلال في الجزائر بعد 49 عاما من انتزاعه بأنهار من الدماء وعذابات ومعاناة لا تسعها كتب الدنيا. انتظرنا حتى تعبنا وحلمنا حتى لم يبق للحلم معنى. تلاشت كل الأحلام وبقي واحد: أن يكفوا عن السخرية منا ومن عقولنا.
أعيدوا لي شاكير
ـ أتمنى أن يتراجع الذين منعوا الفضائية الليبية (الخضراء الفاقع لونها) من البث على الأقمار الصناعية أن يتراجعوا ويسمحوا بعودتها. لا لسبب إلا لأنها ضرورية، ولأكثر من سبب. هناك مثلا الداعي المهني ـ المثالي الطوباوي ـ عن حق الناس في سماع ومشاهدة الرأي المخالف مهما كان سلبيا ودعائيا تحريضيا. وهناك أيضا داعي الفرجة والمتعة التي كانت تسببهما الفضائية الليبية بمضونها وشكلها لدى من يشاهدها. وهناك، أخيرا وخصوصا، اشتياقي الى المحارب يوسف شاكير الذي لم أعد أدري ما حل به منذ اختفت القناة من الأقمار الصناعية. حتى في موقع 'يوتيوب' لا يعثر المرء إلا على كليبات قديمة ومكررة ومنتقاة و'مقصقصة'. يبدو أيضا أن الأمور مع شاكير 'دخلت بعضها' وأخذت أبعادا شخصية وعائلية درامية. فمرة شقيقه يتبرأ منه ويقول فيه كلاما خاصا جدا لا علاقة له بالسياسة، ثم تتدخل ابنته في الليلة الموالية للرد ونفي أن يكون والدها تزوج سبع نساء، فيضطر هو الى شرح كيف أن والدته دعت له بالخير وهي تفارق الحياة.. وهكذا. كل هذا ونحن محرومون من حقنا في الإعلام والفرجة لأن هناك في القاهرة أو باريس من قرر طرد الفضائية الليبية من الأقمار الصناعية. فيا أيها الإخوة القائمون على عربسات ونايل سات ويتلسات ولا أدري سات، أعيدوا لنا الفضائية الليبية.
|
| |
|