** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
وضع يد.. هو الحل I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 وضع يد.. هو الحل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

وضع يد.. هو الحل Empty
06072011
مُساهمةوضع يد.. هو الحل







وضع يد.. هو الحل %D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%B3%D8%B9%D8%AF


د. محمد سعد أبو العزم
|
06-07-2011 01:38



عفوًا..
لن أسير في الركب، ولن أسمح للماضي أن يجذبني إليه، فأشغل بالي بمحاكمات
رموز النظام السابق، التي استغرقتنا حتى نسينا أن نفكر في صياغة حلمنا
ببناء مصر المستقبل، ولذلك فأنا اليوم أعيد التساؤل: هل يمكن أن نستنسخ
هذه التجربة لننقلها إلى مصر، ونشاهد حركة "مواطنون بلا أرض" جديدة؟

4%
فقط هي نسبة الأرض المستغلة زراعيًا من إجمالي مساحة مصر، ذلك هو الحال
الذي لم يتغير منذ ملايين السنين، بالرغم من الزيادة الكبيرة في عدد
السكان، لتبقى النسبة الباقية مساحة صحراوية خاوية، غير مزروعة أو مأهولة،
إلا من بعض المحاولات التي تمت على استحياء ولم يكتب لها النجاح، نتيجة
انعدام الرغبة الجادة من النظام السابق.

ولكن الوضع في البرازيل
التي تتطابق حالتها مع مصر في نسبة الأرض غير المستغلة زراعيًا كان
مختلفًا، فهذه البلاد شاسعة المساحة تنفرد بكون 3% فقط من السكان يمتلكون
قرابة ثلثي الأرض المزروعة، يقابل ذلك وجود نسبة فقر ليست بالقليلة في
شرائح عديدة من المجتمع، ونسبة بطالة مرتفعة نسبيًا، كان هذا هو حال
البلاد في الثمانينات وتحديدًا حتى العام 1985 ،بعدما سئم الفقراء من
المطالبة بأدنى حقوقهم الآدمية من الغذاء والتعليم والصحة والوظائف،
فقرروا تنظيم أنفسهم من خلال حركة سميت "عمال بلا أرض"، تهدف إلى
الاستحواذ على الأراضي غير المزروعة بشكل جماعي، ثم إقامة تجمعات عمرانية،
أو بمعنى أدق مستوطنات بالجهود الذاتية.

وبالفعل استطاعت الحركة
الاستحواذ على أول قطعتي أرض في ولايتين مختلفتين ، وهو ما دعا إلى أن
يذيع صيتها، ويبدأ الكثيرون بالانضمام إليها، مما مثل ضغطًا سياسيًا على
صناع القرار، واضطرت الحكومة إلى تعديل القوانين، لتسمح في العام 1988
باستغلال الأراضي غير المستغلة، وفق مجموعة من الشروط، ولكن تلك كانت
البداية التي أدت بالكثيرين من الأسر الفقيرة والشباب للالتفاف حول الحركة
والانضمام إليها، ليصل العدد حاليًا إلى ما يزيد عن مليون ونصف المليون
عضو، وقرابة 350 ألف أسرة، أقامت 2000 مستعمرة لاستغلال الأراضي، في 23
ولاية من ولايات البرازيل ال 27 .

كانت للحركة ثلاثة أهداف محددة
بوضوح منذ البداية، فهي تهدف إلى إعادة توزيع الأراضي غير المستغلة لمن
يستحقها ويعتني بها، بالإضافة إلى الضغط على الحكومة لإجبارها على دعم
وتوصيل الخدمات إلى المناطق الجديدة، وأخيرًا تهدف لتحقيق الأمن الغذائي
لكافة أفراد الشعب، وتحقيق الاكتفاء الذاتي زراعيًا على المستوى الوطني،
ولتحقيق هذه الأهداف قامت الحركة بتنظيم العمل فيها من خلال مجموعة من
القطاعات والأقسام، تتمثل في قطاع الإنتاج والتعاونيات، قطاع التعليم
والتدريب، قطاع الصحة، وقطاع الإعلام والسياسة، ولكل منها خطة عمل وأهداف
تسعى لتحقيقها، وهذا الشكل التنظيمي الجيد ساهم في تحقيق العديد من
الإنجازات للحركة، فاستطاعت في هذه الفترة أن تقوم بتأسيس 63 مجمع تعاوني
تحقق دخل سنوي يتجاوز 60 مليون دولار، بالإضافة إلى ثلاثة بنوك شعبية
للإقراض، و96 مصنعًا للأغذية حتى يتم الاستفادة من المحاصيل التي يتم
إنتاجها بواسطة المستعمرات، كما حاولت الحركة أن تحقق اكتفاء ذاتيًا في
كافة القطاعات الخدمية الأخرى، فأقامت 1000 مدرسة للمرحلة الأولى من
التعليم، بالإضافة إلى 100 مدرسة للمرحلة الثانوية يدرس فيها ما يزيد على
25 ألف طالب، كذلك فقد كان الاهتمام كبيرًا بالتدريب الفني، ولا سيما في
المجال الزراعي، وأنشئت الكثير من المراكز التدريبية المتخصصة في العديد
من المجالات، وهي التجربة التي دعت منظمة اليونسكو للاحتفاء بها على
المستوى الإقليمي.

تتميز التجربة أيضًا باهتمامها بالجانب
الاجتماعي للأعضاء، ولأن الجميع يشعر بروح الأسرة؛ فقد شارك كل فرد ب2% من
حصيلة دخله لدعم الحركة، كما كان شعار العدالة الاجتماعية والمساواة بين
الجنسين من أهم المبادئ التي تم تطبيقها، لدرجة أن أيًا من أنشطة الحركة
لابد أن يحتوي نسبًا متساوية من الرجال والنساء لاستمراره، ولم تغفل
الحركة أيضًا الجانب الإعلامي الذي كان سببًا في اجتذاب المزيد من التعاطف
والمؤيدين إليها، من خلال إنشاء محطة إذاعية خاصة، بالإضافة إلى جريدة
يومية ومجلة شهرية.

لم يكن الطريق لتحقيق كل تلك الإنجازات مفروشًا
بالورود، ففي البداية كانت تحدث الكثير من المواجهات مع الجهات الأمنية
حينما ترفض وجود أعضاء الحركة في منطقة ما، وهذه المواجهات دفع ثمنها أكثر
من 1000 شخص لقوا حتفهم، ولتجنب هذه المواجهات مع فرض الأمر الواقع، أصبحت
الحركة تعمد إلى السرية في اتخاذ القرار بشأن الأرض التي سيتم تعميرها،
ويبقى تاريخ الاستيلاء على الأرض غير معروفًا إلا لبضعة أشخاص من
القيادات، فيما يتم إبلاغ المزارعين أو العمال المعنيين بالتوجه إلى الأرض
قبل الحدث مباشرة.

هذه هي تجربة المجتمع المدني في البرازيل والتي
استطاع من خلالها الفقراء والبسطاء فرض التغيير على الحكومات، وتوفير فرص
الحياة الأفضل، من خلال العمل الجماعي، وممارسة الضغط السياسي الحقيقي،
وتبدو ملامح التشابه بين الأوضاع في البرازيل ومصر حاضرة، من حيث الطبيعة
الجغرافية، والأوضاع الاقتصادية، وكذلك إمكانية وضع اليد على الأرض،
المستمدة في مصر من خلال قانون التصرف في الأراضي الصحراوية والذي يتيح حق
تملك الأرض لمن يستصلحها، وهو القانون الذي كان يستفيد منه فقط وبكل أسف
أصحاب النفوذ، بينما بقي الفقراء في دائرة التهميش.

ويبقى في
النهاية التساؤل مرة أخرى، هل يمكن أن نشاهد حركة "عمال بلا أرض" جديدة في
مصر، ينضم إليها من يبحث عن فرصة عمل حقيقية ويحلم بتعمير الصحراء؟ أعتقد
أن الوقت قد حان لفتح ملفات تمليك الأراضي الصحراوية وتعديل قوانينها بما
يخلق آفاقًا جديدة أمام الشباب، ويجعل تغيير الواقع وتحقيق الحلم ممكنًا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

وضع يد.. هو الحل :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

وضع يد.. هو الحل

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» القمع هو الحل !!
» عزرائيل..ليس هو الحل!
» العلمانية هي الحل"
» هل الحماية الدولية هي الحل؟
» لغز الحل الاسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: