|
ليبيون يشيعون قتلى الغارة الأطلسية على بلدة صرمان قرب طرابلس، أمس(ا ب ا) |
|
|
|
|
|
تصاعدت
وتيرة الخلافات داخل حلف شمال الأطلسي حول العمليات العسكرية في ليبيا
أمس، مع دعوة روما إلى «تعليق فوري للأعمال الحربية» بهدف إقامة ممرات
إنسانية، ما عارضته باريس معتبرة أن ذلك «سيسمح لمعمر القذافي بكسب الوقت
وإعادة تنظيم صفوفه»، فيما واصل الحلف الذي يدافع عن نفسه بعد غارات اودت
بحياة عشرات المدنيين، قصفه من البحر لمدينة زليتن ما أسفر عن مقتل
«العشرات» بحسب النظام الليبي، كما تابع هجماته الجوية على مواقع داخل
العاصمة طرابلس، التي قابلها قصف من كتائب القذافي على معقل الثوار
الليبيين في مصراتة.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني
أمام لجنة الشؤون الخارجية ولجنة السياسات الاوروبية عشية انعقاد المجلس
الأوروبي في بروكسل إن «الاولوية» هي لوقف إطلاق النار في ليبيا، ولكن في
انتظار ذلك يعتبر «تعليق الأعمال المسلحة فورياً أمراً أساسياً لإفساح
المجال أمام المساعدات». واضاف وزير الخارجية الايطالي ان الوقف الفوري
للاعمال الحربية «سيتيح تجنب ما يخشاه المجلس الوطني الانتقالي اي تكريس
انقسام ليبيا الى قسمين». وتابع «سيتيح بشكل خاص امكانية الوصول الى بلدات
معزولة يعتبر فيها الوضع الانساني مأساوياً مثل محيط مصراتة وطرابلس
نفسها».
وفي اشارة الى عمليات حلف شمال الاطلسي طالب فراتيني ايضاً
«بمعلومات مفصلة» ودعا الى «تعليمات واضحة ومحددة» بعد الاخطاء
«الدراماتيكية» التي ادت الى مقتل مدنيين. وقال وزير الخارجية الايطالي
«من الواضح ان هذه ليست مهمة حلف شمال الاطلسي».
لكن باريس سارعت إلى
الرد على الدعوة الايطالية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية
برنار فاليرو إن «التحالف والدول المجتمعة في مجموعة الاتصال في ابوظبي
قبل اسبوعين اجمعت على استراتيجية تكثيف الضغوط على القذافي». وأضاف
فاليرو إن «اي توقف في العمليات يمكن ان يسمح له (القذافي) بكسب الوقت
وإعادة تنظيم صفوفه». وتابع قائلا إن «المدنيين هم الذين سيعانون في نهاية
المطاف من نتائج اي اشارة ضعف من جانبنا».
ورفض القضاء الفرنسي تسليم
طرابلس رئيس بروتوكول القذافي سابقاً نوري المسماري وانهى بذلك الاجراءات
في هذا الشأن. وقد طلبت طرابلس تسليمها المسؤول السابق الذي تتهمه
«بالاستيلاء على اموال عامة» قيمتها سبعة ملايين يورو.
وبعد انتقادات
للحلف الأطلسي إثر مقتل مدنيين في غارات شنها قرب طرابلس، قال المتحدث
العسكري باسم بعثة حلف شمال الاطلسي مايك براكن «اود ان اؤكد ان سمعتنا
ومصداقيتنا ليست موضع شك»، معتبراً أن «ما يجب ان يكون مطروحاً هو استخدام
نظام القذافي لدروع بشرية واطلاق صواريخ من مساجد».
وفي بكين اعلن
وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان المجلس الانتقالي ومنذ تأسيسه «زادت
طبيعته التمثيلية يومياً وأصبح تدريجياً قوة سياسية محلية مهمة». واضاف
بعد محادثاته مع وزير الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي محمود
جبريل ان «الصين تعتبر المجلس شريكاً مهماً في الحوار».
من جهته اكد
محمود جبريل ان المجلس الوطني الانتقالي «سيتخذ الإجراءات الضرورية لحماية
الشركات الصينية والموظفين الصينيين في المنطقة الخاضعة لسيطرته».
ميدانيا،
ذكر التلفزيون الليبي أن «عشرات» الاشخاص قتلوا في زليتن بعدما قصفت سفن
حربية تابعة لحلف الأطلسي البلدة، كما استهدفت طيارات الأطلسي صباحاً،
هدفين في طرابلس لم تتضح طبيعتهما، في الوقت الذي تمكنت فيه قوات القذافي
من إسقاط صواريخ على مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة للمرة الأولى
منذ اسابيع عدة. وعلى الرغم من أن أحداً لم يصب في هجوم مصراتة فإنه قلل
الشعور النسبي بالأمن بين السكان الذين كانوا يعتقدون أن حصار مدينتهم
انتهى بعد طرد قوات القذافي في منتصف ايار الماضي.