** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
سقوط محمية غربية  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 سقوط محمية غربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ربيعة
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
سقوط محمية غربية  Biere2
ربيعة


عدد الرسائل : 204

تاريخ التسجيل : 26/10/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

سقوط محمية غربية  Empty
09022011
مُساهمةسقوط محمية غربية

ما
حدث في تونس يفتح صفحات التاريخ، ويعرض صورا من دروس الحاضر والماضي
والمستقبل، فها هي المحمية الغربية المتمثلة في الجمهورية التونسية، تدخل
في دائرة الفوضى، رغم أن الفوضى الخلاقة التي أرادتها الإدارة الأمريكية
كان يقصد بها الدول المارقة، والتي لم تدخل في بيت الطاعة الغربي، ولم تخضع
بعد للسيد الأمريكي، فقد أريد من الفوضى أن تفكك دعائم الدول الخارجة على
السياسات الغربية في المنطقة العربية والإسلامية، وليس الدول المتحالفة مع
الغرب. ولكن الاحتجاج الشعبي الواسع، كان له كلمة أخرى، فهي إرادة الشعوب
التي تغيب طويلا، ولكن لا تغيب دائما، بل تحضر في لحظة تاريخية، لحظة تذكر
الجميع بقواعد التاريخ. فقد جاءت الانتفاضة الشعبية التونسية في أكثر الدول
العربية إتباعا للنموذج الغربي، بل هي من أول الدول التي دخلت في النموذج
العلماني، وتوسعت في العلمنة وفي مواجهة الحالة الإسلامية، وفي القضاء على
كل حراك للحركات الإسلامية.

وكانت تونس تعتبر نموذجا في التنمية
الرأسمالية على النموذج الغربي، وتمثل نموذجا للدولة المنفتحة المتحررة،
والتي حققت انجازات في مجال السياحة، وكان الغرب يعتبرها نموذجا ناجحا، فإذ
بها تبدأ سلسلة الانتفاضات الشعبية في العالم العربي، وتبدأ مرحلة الغضب
الشعبي.

كانت تونس منذ عهد الحبيب بورقيبة، من أول الأنظمة التي
أمنت بأهمية الصلح مع الاحتلال الإسرائيلي، وعدم أهمية أو جدوى المقاومة،
وأهمية الدخول الكامل في شراكة مع الغرب، وبناء منظومة في المنطقة تعتمد
على التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد كان الحبيب بورقيبة أسبق من أنور
السادات في توجهاته، وربما أوضح وأصرح منه.

كانت تونس في عهد زين
العابدين بن علي، هي التي أسست سياسة تجفيف المنابع، ويقصد بها تجفيف منابع
الإسلام، للقضاء على الحركة الإسلامية، وبدأت بالفعل في تطبيق نموذج أشبه
بنموذج مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، رغم فشله في القضاء على الهوية
الإسلامية أو الحالة الإسلامية أو الحركة الإسلامية في تركيا، ولكن تونس
جربت المجرب، وأرادت انتزاع الهوية الإسلامية من الشعب التونسي. وسياسة
تجفيف المنابع، هي نفس السياسة التي يتبعها النظام المصري، ولكن بصورة
مخففة، لأن ما حدث في تونس من مواجهة مع مظاهر الإسلام يصعب أن يحدث في
مصر. فالنظام المصري يسير على الطريق التونسي، والآن حدث ما حدث في تونس،
حتى يدرك الجميع أن للتاريخ كلمة في النهاية.

وتونس المحمية
الغربية، والمحمية الفرنسية على وجه الخصوص، هي التي خرج منها رئيسها تحت
سياط الضغط الشعبي، ورفضت فرنسا أن تستقبله، حتى نتذكر خروج الشاه محمد رضا
بهلوي من إيران، ورفض الدول الغربية لاستقباله. وكما استقبل الشاه في مصر،
قد ترسي سفن بن علي في مرفأ عربي في النهاية. وكأن التاريخ يريد أن يكرر
لنا الصورة، حتى يفهم ويدرك من يريد أن يفهم ويدرك، ومن يريد أن يعرف قواعد
التاريخ وقوانينه.

لقد حدث في تونس الكثير من المظالم، وجاءت
العديد من اللحظات التي كان من الممكن أن تفجر ثورة شعبية، ولم يحدث شيء،
وعندما أقدم شاب على الانتحار، قامت الانتفاضة الشعبية التي أنهت صفحة من
التاريخ. وذلك درس أيضا، فالشعوب لا تنتفض كل يوم، ولا تنتفض طبقا لتوقعات
نظرية وحسابات عقلية، ولكنها تنتفض طبقا لقوانين الوعي الجمعي الغاضب، الذي
يصل لمرحلة يصبح فيها التعبير عن الغضب حتميا. وهي لحظة لا يعرفها أحد،
ولا يمكن لأحد أن يراهن على وقف هذا اللحظة أو الوقوف أمامها. وقد تتأخر
لحظة انتفاضة الشعب، سنوات أو حتى عقود، ولكنها قد تحدث أيضا رغم أي تأخر،
وفي موعد غير معلوم، وربما بسبب يبدو أبسط من أي ظرف آخر سبقه. وهذا درس
آخر، في قواعد التاريخ، لمن يريد أن يعرف الدرس، قبل أن يعيشه بنفسه.

ولكن الدول الغربية وهي تحاول أن تكون مدافعة عن الشعب التونسي، ذلك
الدفاع الذي تأخر حتى تأكد سقوط النظام، تبدو كمن صنع المأساة ويريد أن
يتبرأ منها. فمأساة الشعب التونسي، مثل العديد من المآسي الأخرى التي
تعيشها العديد من الشعوب العربية والإسلامية، لا يمكن أن تنفصل عن السياسات
الغربية في المنطقة، وعن الدول الغربية المتحالفة مع أنظمة الحكم،
والداعمة لهذه الأنظمة، خاصة وهي الداعم الوحيد لهذه الأنظمة المرفوضة
شعبيا. ولا يمكن أن تصبح فرنسا مثلا، في صف الشعب التونسي، وهي الراعي
الرسمي للنظام التونسي، والوكيل المسئول عن إدارة الملف التونسي لصالح
الغرب، باعتبار تونس محمية غربية حاليا، ومستعمرة فرنسية سابقا.


والدرس الأهم، أن الشعوب ليست غائبة دائما، مهما طال غيابها، فهي تحضر في
النهاية، وعندما تحضر الشعوب، تكون هي الرقم الأهم في معادلة العملية
السياسية، وتصبح هي القوة التي تستطيع تحديد مسار العملية السياسية. ولكن
حضور الحشود الشعبية وحده لا يكفي، فقد غاب من المشهد التونسي القوة
السياسية التي تقود حركة الشارع، لذا أصبحت حركة الشارع بلا قيادة تفاوض
النظام وتحصل مطالب الناس، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تسكين الجماهير مؤقتا
بعدد من الإصلاحات، ثم الانقلاب مرة أخرى على مطالب الجماهير، وتأسيس
جمهورية جديدة للاستبداد. لذا يصبح من المهم أن تكون للقوى السياسية ذات
الشعبية دور في حركة الجماهير، وربما يكون هذا سبب محاولة الأنظمة السياسية
التخلص من القوى السياسية الفاعلة، حتى لا تتحرك الجماهير خلف قيادة،
تستطيع بناء نموذج الدولة والنظام السياسي، الذي تريده الجماهير.


لقد بدأت ملامح صفحة جديدة في المنطقة، صفحة مليئة بالفوضى والخسائر
والمواجهات، فهي بداية نهاية لمرحلة، وهي في الغالب نهاية ساخنة وربما
دموية، ولكنها على أية حالة قد تكون نهاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

سقوط محمية غربية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

سقوط محمية غربية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الصحراء غربية أم مغربية؟
» تحديث الإسلام من وجهة نظر غربية
» الإسلام السياسي.. مراجعَة غربية - عزالدين عناية
»  مصر: سقوط الفرعون
» سقوط الالهة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: