** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية Democracy

عدد الرسائل : 1749

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية Empty
21062011
مُساهمةبصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية

[b]من أبرز ملامح الانتفاضة السورية أنها كثيرة
البؤر، تجري أنشطتها الاحتجاجية في عشرات المواقع في مختلف أرجاء البلاد،
متزامنة في أيام الجمع، ومتفاوتة في غيره. وفي الأسابيع الأخيرة تكثر
المظاهرات الطيارة التي تبرز إلى الفضاء العام لوقت قصير، تهتف ضد النظام،
ثم تتفرق قبل أن تدهمها أجهزة أمنه وميليشياته. وتفرض نفسها كذلك
المظاهرات الليلية التي تستفيد من العتمة لضمان سهولة التفرق إن دوهمت.
تعكس
هذه الظاهرات الثلاثة، تعدد البؤر والمظاهرات الطيارة والليلية، خصائص
أساسية للفضاء العام في سورية. أهمها أنه محتل من قبل السلطات ماديا
ورمزيا (بالمخابرات وبالصور والتماثيل)، وأن عموم الناس محرومون من التجمع
والكلام فيه، وأن درجة احتلاله تتناسب مع مركزية حيزاته: الساحة المشهورة
غير الشارع الرئيس، والشارع غير الجادات الجانبية. في 18 نيسان الماضي،
احتل المتظاهرون "ساحة الساعة الجديدة" في حمص لساعات، وشاركت نساء في
اعتصامهم فيها، لكن بعد منتصف الليل، هوجموا بالرصاص من جهتين، ما تسبب في
مجزرة كبيرة (يُعتقد حتى الآن أنه لم تقل الحقيقة بشأنها، ويصر متابعون
"حماصنة" أن أكثر من 200 متظاهر قتلوا تلك الليلة). وقبلها بأيام، حاول
متظاهرون من بلدات لصيقة بدمشق أن يحتلوا ساحة العباسيين في المدينة،
لكنهم ردوا على أعقابهم. وفي شهر نيسان نفسه حاول سكان البلدات المجاورة
لدرعا التوجه نحو المدينة، لكن عشرات منهم سقطوا دون هذا الهدف، هذا قبل
أن تصعد السلطات مواجهة الانتفاضة في مهدها الحوراني إلى العنف الحربي
الساحق.
بهذا يكون تعدد بؤر الاحتجاج هو البديل الأنسب من تعذر انتزاع ميادين مركزية للنشاط الاحتجاجي.
أما
دير الزور وحماة، المدينتان اللتان خرج الناس فيهما بعشرات الألوف،
وأظهروا عزما على احتلال ساحات كبرى، فقد اضطرت السلطات السورية إلى
القيام بجلاء رمزي منهما، عبر إخلاء تمثالين للرئيس حافظ الأسد، بدا أن
المتظاهرون مصممون على إسقاطهما. مع ذلك لم يقم جمهور المتظاهرين باحتلال
دائم للساحتين، ربما تجنبا للكلفة البشرية الكبيرة لهذا الاحتلال،
واعتيادا على الطابع المتحرك والمرن للاحتجاجات السورية.
لكن هل تتجه
الأنشطة الاحتجاجية من تلقاء ذاتها إلى الحيزات المركزية من الفضاء العام؟
هل نموذج ميدان التحرير المصري هو القياسي، وغيره شواذ؟ ليس ثمة ما يبرر
هذا التقدير. غير أن ثورات شعبية غير مسلحة، تواجه نظما تعتمد في سلطتها
على الاحتلال الكلي للفضاء العام، لا تثبت نفسها دون ظهور في هذا الفضاء،
ولا تنتصر دون تحريره واستعادته للعموم. وبخاصة تلك الحيزات التي تشغل
مواقع مركزية فيه، مثل ميدان التحرير في القاهرة، ومثل ساحة الأمويين أو
العباسيين في دمشق، وساحة الساعة الجديدة في حمص وأمثالها.
القصد أن
انجذاب الثائرين إلى الساحات الكبرى أمر متصل بنوعية أنشطة الثورة
الرئيسية: مظاهرات احتجاجية، سلمية، تنزع إلى جمع العدد الأكبر، وتعمل على
إسماع أصوات مكتومة، وإشغال مشهد لطالما كان مخصصا لرجال السلطة، ومنازعة
هؤلاء على ملكية البلد.
في سورية، حيث تعذر الاعتصام الدائم في ساحات
كبرى، وتاليا حشد مئات ألوف الناس فيها، جرى التعويض بالعدد الكبير من
البؤر التي يجتمع في كل منها مئات وألوف، وعشرات الألوف أحيانا. وستكون
مظاهرات طيارة، سريعة التجمع والتلاشي، حلا في مواجهة نظام أمني بالغ
القسوة. أما المظاهرات الليلية فتشغل حيزا غير مركزي من الزمان يشابه تلك
الحيزات المكانية غير المركزية التي تجري فيها المظاهرات. هنا أيضا حل مرن
لمشكلة جاهزية الأدوات القمعية للاشتغال بأحسن طاقتها في النهار.
لكن
بينما قد تكون كثرة وحركية بؤر الاحتجاج حلا لمشكلة الحرمان من ساحات
عامة، فإن لهذه الحل ثمنه: هيمنة الطابع المحلي المتجزئ على الاحتجاجات،
والتقليل من احتمال أن تكون مختلطة جنسيا ودينيا ومذهبيا. كان من شأن
تجمعات ثابتة بعشرات ومئات الألوف أن تجتذب جمهور أكثر تنوعا من احتجاجات
يتهددها العنف في كل لحظة. في الأيام الباكرة من الانتفاضة توافد على أحد
أماكن التجمع في اللاذقية أناس متنوعون دينيا ومهنيا، وشارك مثفقون
معرفون، وكانت تجري مناقشات بين المشاركين. بعد حين بدأ الفتك بالتجمع،
فكان أن تراجع الطابع المختلط، وانسحب المثقفون، ودانت الهيمنة للشبان
الشجعان من سكان المحلة. ومعلوم أن انتشار العنف في الفضاء العام يقترن
بانسحاب النساء إلى النطاقات الخاصة، وكذلك الأطفال وكبار السن.
نريد
أن الطابع المتحرك والمتناثر للأنشطة الاحتجاجية السورية عائق دون تبادل
الأفكار والتجارب والخبرات، يحول دون درجة أعلى من التعارف والتفاعل
الفكري والتضامن الوطني والإنساني بين المشاركين. تلزم فضاءات آمنة
ومستقرة نسبيا كي تكون التجمعات فيها إطار للتفاعل البشري والتراكم
السياسي.
وفي غياب هذه الفضاءات تطور خلال الشهور الثلاثة من عمر
الانتفاضة السورية طابع شديد اللامركزية لفاعلياتها المتنوعة. تجري
الاحتجاجات دون وجود جهة محددة تحركها ميدانيا وتوجهها سياسيا وتغطيها
إعلاميا. هذه ميزة أمنية إيجابية، تجعل السلطات غير قادرة على ضربها مهما
فعلت. لكن التبعثر يحول دون الاستفادة من تجارب وخبرات البؤر الأخرى.
لمواجهة هذا الواقع طورت الانتفاضة جهازا شبكيا لا مركزيا لتبادل
المعلومات والخبرات بين ناشطيها، هو التنسيقيات أو لجان التنسيق المحلية.
تقوم هذه بثلاثة أنواع من الأنشطة: أنشطة ميدانية، تتمثل في تحديد مواقع
المظاهرات والدعوة إليها والاشتراك فيها؛ وأنشطة إعلامية، تتمثل في تصوير
المظاهرات ومواجهة السلطات لها، وتعميم الصور على المنابر الإعلامية؛ ثم
أنشطة تنظيمية، تختص بتنسيق الجهود والربط بين الناشطين. تمازج الأنشطة
التنظيمية بالإعلامية بالميدانية يضفي على تجربة التنسيقيات طابعا
ديمقراطيا متميزا، لا يقارن بشي آخر في خبرة أجيال السوريين الحاضرة، لا
بالنظام طبعا، ولا بتنظيمات المعارضة التقليدية.
ولأن التنسيقيات
ولدت في سياق "العمل المباشر"، فإن عملها يتسم بدرجة عالية من التجريب،
وهي تعاني من صعوبات التواصل، ومن انقطاعه أحيانا، ومن عدم قدرتها على
تغطية مناطق البلاد بصورة متساوية أو متقاربة. لكنها لا تكف عن تطوير
حلول، معتمدة بصورة خاصة على فضاءات عامة افتراضية، تتيحها تكنولوجيات
الاتصال التي يحوز الشباب كفاءة متفوقة فيها.
في المجمل لا يكف
السوريون عن ابتكار معالجات للمشكلات الكثيرة التي تواجههم. وبينما يثورون
لتغيير نظام رجعي جامد، فإنهم يغيرون أنفسهم ويشكلون بلدهم في صورة
مغايرة. الصعوبات لا تنتهي، وقوى التدمير تشتغل بأعلى طاقتها، لكن الإبداع
أيضا لا ينتهي.
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية
»  من خصائص الثورة السورية وتعقيداتها
»  من خصائص الثورة السورية وتعقيداتها
» من خصائص الثورة السورية وتعقيداتها
» حديث مع ناشطي الانتفاضة السورية: هكذا يتفكك النظام

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: