حسام فتحي |
15-06-2011 01:10 الجاسوس
الاسرائيلي – الأمريكي لا يمكن ان يكون «أهبل» كما أطلقوا عليه على صفحات
الفيس بوك، لأن ذلك ينافي الواقع، ويجافي السمعة الذائعة لجهاز الموساد
الاسرائيلي، الذي يروج لنفسه بأنه أحد أقوى أجهزة مخابرات العالم،
والحقيقة انه كذلك لسبب لا علاقة له بعبقرية القائمين عليه، ولكن لأن
الكيان الصهيوني مواطنوه من كل جنسيات العالم، وغالبيتهم يحتفظون
بجنسياتهم الاصلية، فتجد اليهودي الأمريكي والروسي والأوروبي والعربي
والآسيوي والافريقي، وكلهم بالطبع يجيد لغة بلده الاصلي، بينما ولاؤه
وانتماؤه لإسرائيل، وبالتالي لا يجد القائمون على أجهزة الاستخبارات
الاسرائيلية اي مشكلة في الحصول على اعداد وفيرة من العملاء، وعندما ينكشف
العميل، يعود فوراً الى ادعاء انتمائه لجنسيته الأصلية، وتجد الدولة التي
كشفته نفسها في مواجهة دولتين احداهما اسرائيل والاخرى ربما تكون دولة
«صديقة»!.
كان لابد من توضيح قوة جهاز الموساد لإبانة حجم الانتصار
الذي حققه جهاز المخابرات المصري، ودوي الصفعة التي اطارت صواب
الاسرائيليين، مما اضطرهم للانكار في النهاية، والاحتماء كالعادة خلف
«ماما أمريكا» التي تتابع سفارتها في القاهرة ملف الجاسوس الاسرائيلي مع
السلطات المصرية بسبب جنسيته المزدوجة، واضطر الاسرائيليون للاعتراف بأن
«إيلان جرابيل» أمريكي الاصل يهودي الديانة، هاجر الى اسرائيل عام 2004،
وخدم في جيش دفاع الدولة العبرية، وشارك في العمليات العسكرية جنوب لبنان.
ومن
الواضح ان محاولات التقليل من شأن الجاسوس، وبالتالي من حجم الانتصار الذي
حققته المخابرات المصرية مسألة مقصودة، وقد بدأت التلميحات الإسرائيلية
تتوالى على صفحات آلة الإعلام الجبارة، التي يجيد اليهود التعامل معها –
للأسف – فالتلفزيون الرسمي الاسرائيلي اذاع ان هناك أملا أن «يتباسط»
المسؤولون المصريون في مسألة الجاسوس، ويتراجعوا عن الاتهامات الخطيرة
التي وجهت اليه، والتي تكفي لإرساله الى حبل المشنقة، او قضاء ما تبقى من
حياته خلف القضبان، وخصوصاً مع وجود تعهدات من الرئيس الأمريكي بدعم
الثورة المصرية وتقديم مساعدات مالية تصل الى 2 مليار دولار، فلا يجب ان
يكون الرد بسجن او اعدام مواطن «أمريكي»(!!).
وفي تقسيم آخر على
نفس اللحن ذكر تقرير آخر للتلفزيون الإسرائيلي ان العلاقات المصرية –
الأمريكية، والمصرية الإسرائيلية ستتعقد، اذا تشبث المصريون «بمحاكمة
الجاسوس»، واتهم التقرير مصر بأنها «اختلقت» القصة كلها لتعطي «نصراً
زائفاً» لحكومة الثورة.
ووصل الأمر برئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي
الى الادعاء بأن الصور العديدة التي نشرت للجاسوس «مفبركة» وليست حقيقية
كل ذلك في اطار السعي للتقليل من حجم النصر المخابراتي المصري.
ولا
اعتقد ان مصر التي يديرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الباسلة، وتحكمها
حكومة ثورة 25 يناير ستقبل، اطلاقاً أي ضغوط لا أمريكية، ولا اسرائيلية،
ولا حتى «مريخية» للافراج عن الجاسوس «اللي مش أهبل ابدا»، واذا ارادت
اسرائيل الانتقام من مصر فأدعوها الى اتخاذ اجراءات صارمة وحازمة حتى نخاف
ونرتعب وترتعش اقدامنا، وربما نفكر في اعادة صديقهم المخلوع، ولتكن أول
هذه الاجراءات النارية: سحب السفير الاسرائيلي من القاهرة،.. وايقاف سفر
السياح الاسرائيليين لمصر، والتوقف عن استيراد الغاز المصري فوراً وبلا
تردد!!