سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | هل سقط المغرب في فخ الانفصال باقتراحه الحكم الذاتي في الصحراء الغربية ؟ | |
هل سقط المغرب في فخ الانفصال باقتراحه الحكم الذاتي في الصحراء الغربية ؟
أضيف في 07 يونيو 2011
ألا تزال الظروف الجيوسياسية في 2011 هي نفس الظروف التي اقترح فيها المغرب فكرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية عام 2006 ؟ بنظرة سريعة لتطور ملف الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر يظهر جليا أن حكام الجزائر قد استقووا على المغرب :
- بما كانوا ينفقونه من ملايين إن لم
نقل ملايير الدولارات في المحافل الدولية على قضيتهم الأولى قضية الجمهورية الصحراوية التي صنعتها ، واليوم ونظرا للضغط الذي يعانون منه في الداخل جراء مطالب الشعب الجزائري وحقه المشروع والمتزايد في التنمية ، وأمام الأزمة الاقتصادية العالمية ألا يزال النظام الجزائري قادرا على الإنفاق بنفس المقادير التي كان يغرفها من خزينة الشعب الجزائري ؟
- كان النظام الجزائري يستقوي على
المغرب بحليفه القذافي صاحب الخرجات الزئبقية والبهلوانية المائعة التي يظهر فيها أنه محايد ، لكنه في العمق هو مرتبط باتفاقيات على مستوى النظامين الفاشستيين الحاكمين الليبي والجزائري في إطار الإيديولوجية العامة للنظامين ضد ( الأنظمة الرجعية ) في العالم العربي ومنها المملكة المغربية ، واليوم في سنة 2011 وقد بدت معالم انهيار نظام القذافي كيف سيجد حكام الجزائر أنفسهم بعد سقوط هذا الحليف الاستراتيجي وخاصة حيال معضلة الصحراء التي تسلموا ملفها من القذافي نفسه منذ 1975
- كان النظام الجزائري يستقوي بضف
موريتانيا وهو يعلم اليوم أن موريتانيا قد تخلصت من بعبع العسكر الجزائري وحليفه البوليساريو الذي كان يستبيح الأراضي الموريتانية كما لو كانت أرضا خلاء تصول فيها ميلشيات البوليساريو وتجول بدعم من عسكر الجزائر ومخابراته قبل أن يتحكم الجيش الموريتاني في مراقبة حدوده بل ومطاردة أعدائه في كل الاتجاهات بعد 2008 ، إضافة إلى استفاقة المعارضة الموريتانية على الأخطار التي باتت تهدد وطنهم في حالة استمرار تعنتهم ضد مصالح موريتانيا العليا والسقوط المجاني في أتون صراع جيوسياسي بين الجزائر والمغرب القوتين المتصارعتين منذ نصف قرن ..
كان النظام الجزائري قويا بما ذُكر سلفا وهو ما كان سببا في الضغط على المغرب الذي ناور منذ إعلان وقف إطلاق النار في شتنبر 1991 في عدد من المحطات التفاوضية السرية منها والعلنية ، المباشرة وغير المباشرة ، مع الجزائر أو مع البوليساريو ، تحت إشراف الأمم المتحدة وبدونها ، وكان المغرب دائما يواجه بتعنت العسكر الحاكم في الجزائر الذي لا يرى بديلا عن تقرير مصير الشعب الصحراوي سواء بالاستفتاء أو بالتهديد بالحرب كلما سدت في وجهه الطرق . ازداد الضغط على المغرب خاصة وأن كل تقارير مجلس الأمن التي تصدر سنويا نهاية كل شهر أبريل كانت تسير شيئا فشيئا نحو تضييق مفهوم تقرير المصير ، وأمام هذه الضغوط القوية جاءت المفاجأة في 2006 حينما اقترح المغرب الحكم الذاتي في الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية ... كان هذا الاقتراح انتصارا للنظام الجزائري الذي نزل عليه المقترح كالماء البارد المنعش ، فالمغرب قد تنازل رسميا عن جزء من سيادته على الصحراء الغربية وفي ذلك اعتراف منه بأن ضمه للصحراء الغربية كان بدون إرادة الصحراويين الذين جاء اليوم ليعترف للعالم أنه سيعطيهم حق تسيير شؤونهم بأنفسهم ويحتفظ بالسيادة الشكلية التي تحفظ له ماء الوجه ، ويكون النظام الجزائري قد انتصر لفكرة تقرير مصير الشعب الصحراوي على أرضه ، إلا أن الجزائر الرسمية أرادت أكثر من ذلك : إنها تريد الجلاء الفوري للجيش المغربي حتى تستكمل الدولة الصحراوية مقومات وجودها ويكون النصر النهائي على المملكة المغربية وما يتبعه من مكاسب سياسية واقتصادية خططت لها منذ بداية الصراع ... في ظل المتغيرات الجديدة في سنة 2011 في منطقة المغرب العربي ، وبعد انهيار النظام التونسي ، وبعد زعزعة النظام الليبي الذي تعرف الجزائر أن حليفها القذافي قد انتهى وانتهت معه صولة الفاشستية الجزيروليبية كما ذكرنا ، وبعد تخلص موريتانيا من هيمنة ميليشيات البوليساريو المدعومة من عسكر الجزائر .. في ظل هذه العزلة الإقليمية التي بات يعاني منها النظام العسكري الحاكم في الجزائر ألا يحق لنا أن نتساءل : *إلى أي حد لا يزال مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية الذي تقدم به المغرب أيام انسداد آفاق الحلول لمعضلة الصحراء ، إلى أي حد لا يزال صالحا للظرفية الحالية ؟ *ألا يمكن اعتبار الضغوط التي كانت قد دفعت المغرب لاقتراح الحكم الذاتي في الصحراء قد زال بسبب المتغيرات التي حصلت في المنطقة ؟ *هل سيأخذ حكام الجزائر هذه المتغيرات في الحسبان ويدركوا أن الظروف الحالية في المنطقة قد توفر للمغرب مجالا أوسع للمناورة السياسية ؟ *هل سيدرك حكام الجزائر أن مخطط فصل الصحراء عن المغرب عاجلا قد فشل ؟ *لكن هل سيستمر المغرب في الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي أم أنه سيعيد حساباته وفق المستجدات التي تعيشها منطقة المغرب العربي ؟ *لقد وضع المغرب مقترح الحكم الذاتي في الصحراء ضمن تصور شامل للجهوية والحكامة الرشيدة في المملكة سيبدأ في تنفيذها في إقليم الصحراء ، فهل سيبقى وفيا لهذا التصور وسيمضي قدما في تنفيذه رغم ما حصل من تغيير في المنطقة أم سيتخلى عن ذلك ؟
يعتبر مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية ثورة في الاستراتيجية السياسية المغربية سيضع المملكة المغربية على محك ستظهر من خلاله قوة الأواصر الدموية والعرقية والاجتماعية بين مكونات الأمة المغربية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ...... فإذا نجح المغرب في تطبيق الجهوية الموسعة على كامل تراب المملكة يكون قد وجد النموذج الديموقراطي الذي سيجمع كل أطياف المجتمع المغربي ، وسيكون أول دولة عربية وإسلامية تبني دولة عصرية حسب مقاييس الحداثة والديموقراطية والحكامة الرشيدة ، وإذا لم ينجح في ذلك فسيكون باقتراحه الحكم الذاتي في الصحراء الغربية قد سقط في فخ الانفصال الذي سيبدأ بالصحراء الغربية وينتهي ـ لا قدر الله ـ بانفراط عقد الجهات المغربية الأخرى بكل سهولة ... فهل سقط المغرب في فخ الانفصال باقتراح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية ؟ أم سيقفز قفزة نوعية نحو نظام ملكية دستورية برلمانية يكون الملك فيها حاكما للولايات الملكية المغربية ؟ | |
|